الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية يؤكد على وجوب تنحية الرئيس
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
سيول "أ ف ب": طالب زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية الجمعة بتنحية الرئيس يون سوك يول، محذّرا من وجود "خطر كبير" من أن يحاول فرض الأحكام العرفية مرة أخرى.
أعلن يون الأحكام العرفية ليل الثلاثاء قبل أن يُجبر على التراجع بعدما تواجه النواب مع عناصر الجيش عند البرلمان وصوتوا تأييدا لإلغاء الخطوة، بينما تظاهر الآلاف في الخارج.
وقال زعيم حزب "قوة الشعب" الحاكم هان دونغ-هون بعد يوم على تأكيده بأنه يعارض عزل يون، "بالنظر إلى الحقائق التي تتوضح، أرى أن ثمة ضرورة لتعليق مهام الرئيس يون سوك يول بشكل سريع لحماية الجمهورية الكورية وشعبها".
وأضاف أنه إذا بقي يون في الحكم "فثمة خطر كبير من تكرار الأفعال المتشددة على غرار إعلان الأحكام العرفية وهو ما يمكن أن يعرّض جمهورية كوريا ومواطنيها إلى خطر كبير".
وأشار هان إلى وجود "أدلة ذات مصداقية" تشير إلى أن يون أمر بتوقيف "سياسيين بارزين" وأمر بأن يتم وضعهم في منشأة اعتقال.
وأضاف هان، أن يون "لا يعترف بأن الأحكام العرفية هذه خطأ" وفشل في التحرك ضد مسؤولي الجيش الذين "تدخلوا بشكل غير شرعي".
تصويت بهدف العزل
وطرحت المعارضة مذكرة لعزل يون سيتم التصويت عليها حوالى الساعة 19,00 (10,00 ت غ) السبت، لكن لم يتضح بعد إن كانت ستحصل على الغالبية المطلوبة لإقرارها.
لكن تصريحات هان تمثّل تحولا لافتا غداة قوله إن حزب "قوة الشعب" سيمنع إقرار المذكرة التي تحتاج إلى غالبية الثلثين لتمريرها.
يسيطر تكتل المعارضة على 192 مقعدا في البرلمان الذي يضم 300 مقعد، بينما يسيطر حزب "قوة الشعب" على 108 مقاعد. ومن شأن نجاح التصويت أن يفضي إلى تعليق مهام يون إلى حين صدور حكم عن المحكمة الدستورية.
وقال استاذ العلوم السياسية لدى جامعة ميونغجي شين يول لفرانس برس "بينما قد يدعم بعض أعضاء الحزب الحاكم يون سوك يول، يبدو بأن تصريحات هان اليوم نابعة من مدى خطورة الوضع، خصوصا دفع أجهزة الاستخبارات لتوقيف السياسيين".
وقال شين "يبدو أن هان وقادة الحزب خلصوا إلى أن هناك في الواقع احتمالا كبيرا بأن يعلن الرئيس يون الأحكام العرفية مرة ثانية".
وأفادت تقارير إعلامية بأن هان سيلتقي الجمعة الرئيس الذي لم يظهر علنا منذ الساعات الأولى من الأربعاء.
وأكد النائب جو سيون لاي، وهو المتحدث باسم "حزب الديموقراطية" المعارض الرئيسي، لوكالة فرانس برس بأن جميع نواب الحزب سيبقون داخل مبنى الجمعية الوطنية إلى حين حلول موعد التصويت على عزل يون مساء السبت.
واتُّخذ القرار استجابة "للبلاغات الكثيرة التي تلقاها الحزب" بشأن محاولة ثانية محتملة من يون لإعلان الأحكام العرفية، بحسب جو.
وأشار استطلاع جديد للرأي صدر اليوم إلى أن الدعم للرئيس البالغ 63 عاما الذي دخل في أزمة تلو الأخرى منذ تولى منصبه في 2022، تدنى إلى مستوى قياسي يبلغ 13 في المئة.
وأعلنت الشرطة أنها تتوقع مشاركة عشرات الآلاف في التظاهرات السبت ضد الرئيس، فيما أكد المنظمون بأنهم يتوقعون حضور نحو 200 ألف شخص.
تحقيق
شكل فريق تحقيق تابع للشرطة يضم 120 عضوا للتحقيق في تهم التمرد، وفق ما أفادت الشرطة فرانس برس، علما بأن التهم وجهتها المعارضة ليون وعدد من كبار المسؤولين.
وقال الضابط كيم سان-هو الذي يشرف على التحقيق "إذا ظهرت أدلة أثناء التحقيق تشير إلى وجود تحضيرات لإعلان الأحكام العرفية مرة ثانية، فسنلاحق المسألة"، مضيفا بأنه لا توجد أدلة حاليا على محاولة ثانية.
وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الجمعة بأنها فصلت ثلاثة من كبار القادة العسكريين الذين تورطوا في إعلام الأحكام العرفية.
وأعلن مكتب يون الخميس بأن وزير الدفاع كيم يونغ-هيون قدم استقالته، لكن حلفاء آخرين للرئيس بينهم وزير الداخلية لي سانغ-مين ما زالوا في مناصبهم.
منع المدعون أيضا كيم من مغادرة البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة "يونهاب" الإخبارية.
ويستجوب النواب شخصيات بارزة بينها رئيس هيئة الأركان الجنرال بارك آن-سو الذي قاد فرض الإحكام العرفية.
أفاد بارك الخميس بأنه لم يكن على علم بشيء إلا بعدما أعلن الرئيس فرض الأحكام العرفية على الهواء مباشرة في وقت متأخر الثلاثاء.
وقال النائب المعارض جو سيونغ-لاي الجمعة إن تسجيلات مصورة من كاميرا للمراقبة الأمنية أظهرت بأن الجنود كانوا يحاولون توقيف زعيم المعارضة لي جاي-ميونغ ورئيس الجمعية الوطنية وو ون-شيك وزعيم حزب "قوة الشعب" هان.
وقال قائد القوات الخاصة الكورية الجنوبية كواك جونغ-غيون الجمعة إنه أُمر بـ"جر" النواب إلى خارج البرلمان.
"صمود"
وفي خطابه إلى الأمة في وقت متأخر الثلاثاء، قال يون إن الأحكام العرفية تهدف إلى "حماية كوريا الجنوبية الليبرالية من التهديدات التي تمثلها قوى كوريا الشمالية الشيوعية والقضاء على العناصر المعادية للدولة التي تسرق حرية وسعادة الشعب".
أعاد الإعلان المفاجئ إلى الذاكرة تاريخ كوريا الجنوبية الاستبدادي وفاجأ حلفاءها إذ لم تعرف الولايات المتحدة بالأمر إلا عبر التلفزيون.
وذكرت تقارير إعلامية بأن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ألغى زيارة مقررة الأسبوع المقبل إلى كوريا الجنوبية حيث تنشر الولايات المتحدة نحو 30 ألف جندي.
وأفاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي-يول الجمعة بأن واشنطن واثقة بـ"صمود" حليفتها "الديموقراطي" في أول محادثة بينهما منذ إعلان الأحكام العرفية.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلينكن "تحدّث مع وزير الخارجية بعد التطورات المثيرة للقلق العميق في (كوريا الجنوبية). رحب برفع الأحكام العرفية وعبر عن ثقته في الصمود الديموقراطي للبلاد وأكد على التزام الولايات المتحدة الثابت حيال تحالفنا".
وجاء في بيان منفصل عن الخارجية بأن بلينكن قال لنظيره إنه "يتوقع.. بأن يسود المسار الديموقراطي".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأحکام العرفیة کوریا الجنوبیة قوة الشعب
إقرأ أيضاً:
لمحاكمته أمام الجنائية الدولية..الفلبين ترحل الرئيس السابق إلى لاهاي
أكد مسؤولون في الفلبين ترحيل الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي المعتقل من مانيلا على متن طائرة لتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
واعتقل دوتيرتي لدى عودته مع عائلته من هونغ كونغ إلى مطار مانيلا الدولي، بناءً على مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.وأمرت المحكمة باعتقال دوتيرتي بعد اتهامه بجرائم ضد الإنسانية في حملته الدموية لمكافحة المخدرات غير المشروعة التي أشرف عليها وهو في منصبه، حسب ما قالت الحكومة الفلبينية.وسار دوتيرتي، 79 عاماً، ببطء بعصا، والتفت لفترة وجيزة إلى مجموعة صغيرة من المساعدين والمؤيدين، الذين بكوا أثناء توديعه، قبل أن يساعده مرافق على الدرج المؤدي إلى الطائرة.
واحتج دوتيرتي الغاضب على اعتقاله بعد وصوله وسأل السلطات عن الأساس القانوني لاعتقاله. وطلب محاموه على الفور من المحكمة العليا في مانيلا منع نقله خارج الفلبين لتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال دوتيرتي من السلطات في تصريحات صورتها ابنته فيرونيكا دوتيرتي بالفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "أروني الآن الأساس القانوني لوجودي هنا... يجب أن تردوا الآن على الحرمان من الحرية".
ووفق بيان لمكتب الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، اعتقل دوتيرتي تنفيذاً لأمر المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في القتل الجماعي، خلال حملته الصارمة لمكافحة المخدرات غير المشروعة.
وسلطت الأضواء مجدداً على دوتيرتي خلال رحلة في عطلة نهاية الأسبوع إلى هونغ كونغ، حيث أثارت الرحلة تكهنات بذهابه إلى المنفى أثناء رحلة إلى هونغ كونغ للتهرب من مذكرة الاعتقال الدولية.
وأمس الأول الأحد، كان دوتيرتي المتحدث الرئيسي أمام تجمع انتخابي لآلاف المغتربين الفلبينيين وهم يهتفون ويرفعون الأعلام، الذين اكتظت بهم مدرجات ملعب ساوثرن في وسط مدينة، وان تشاي.
وخاض دوتيرتي، الذي يعاني من اعتلال صحته، حملة لدعم المرشحين من حزبه لمجلس الشيوخ قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة في الفلبين في 12 مايو(أيار) المقبل.
وقال دوتيرتي إنه على علم بأن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة لاعتقاله بسبب حملته ضد المخدرات غير المشروعة، والتي أسفرت عن مقتل آلاف. وأضاف "ما هي خطيئتي؟. فعلت كل شيء خلال ولايتي حتى يتمكن الفلبينيون من الحصول على القليل من السلام والهدوء".
وقال دوتيرتي: "إذا كان هذا هو مصيري في الحياة، فلا بأس، سأقبله. لا يمكنني فعل شيء إذا اعتقلت وسجنت".
وقال رجل شرطة شارك في القتل بمدينة دافاو الفلبينية، والذي انشق لاحقاً عن دوتيرتي، إن نحو 10 آلاف لقوا حتفهم على يد فرق القتل للرئيس السابق، للشرطة والمدنيين تحت قيادة دوتيرتي.
ونفى دوتيرتي الأمر بقتل خارج نطاق القضاء، لكنه هدد بشكل علني ومتكرر بقتل تجار المخدرات خلال ولايته من 2016 إلى 2022.
وقالت الحكومة: "لدى وصوله، نفذ المدعي العام إشعاراً للمحكمة الجنائية الدولية عن مذكرة اعتقال للرئيس السابق بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية. وهو الآن محتجز لدى السلطات".
وأثار الاعتقال المفاجئ ضجة في المطار، حيث احتج محامو ومساعدو دوتيرتي بصوت مرتفع على منعهم من الاقتراب منه بعد احتجازه لدى الشرطة.