عقد المجلس الدولي للكتاب مساء أمس ندوة نوقشت خلالها رواية "بعد التخلي"، للكاتبة الروائية والقاصة نهلة عبدالسلام، والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ناقشها كل من الكاتب والناقد سيد الوكيل، الشاعر والناقد عمر شهريار، وأدارتها الكاتبة الصحفية سمية عبدالمنعم.

بداية قالت سمية عبدالمنعم:  تدور رواية "بعد التخلي" في إطار اجتماعي صرف، يمكننا اعتبارها رواية أجيال، فهي تنتقل بنا بين جيل وآخر لعائلة مصرية، وبين أزمنة مختلفة، تتردد بين الأحفاد والأجداد، ثم تنتقل إلى الأبناء، وتعود ثانية إلى الأجداد، ورغم كثرة الانتقالات بين الأجيال والأسر المختلفة وبين الحكايات المتعددة والتي تتقاطع في نقاط وأحداث عدة، إلا أن الانتقال يبدو سلسا لا يشوبه 
ملل، ولا تعكره توهة.

. فالكاتبة كانت تشحذ جل تركيزها أثناء الكتابة حتى تتحرر خيوط الأحداث ولا تتشابك بتعقيد مربك.

فيما أشاد الناقد سيد الوكيل بملمح المشهدية والاعتماد على الصورة السينمائية الذي يبدو جليا في الرواية، ربما تعيدنا لرائعة نجيب محفوظ "ميرامار"، يبرز بقوة في الزمن وبوضوح أكبر من وجوده في المكان، كما أن الذات الساردة تبرز أيضا بقوة. مضيفا أن هناك أيضا ملمحا تفكيكيا، إلا أنه ورغم ذلك فللرواية إمتاع يجبرك على أن تلتهم سطورها التهامًا.

بينما أكد الشاعر عمر شهريار أن العنوان "بعد التخلي" يكشف عن كنه هذا التخلي ومفرداته، فهو يحمل كثيرا من الإثارة والإشاريات.
مضيفا أن الرواية تعتمد على مرجعية غنائية وفنية ربما تنتمي للقرن ال١٩، تترصد تطورات المشهد الفني عبر سنوات فارقة في تاريخ المجتمع المصري، متشابكة مع أحداث الرواية، فهناك أيضا مرجعية تاريخية وطبوغرافيا للمجتمع المصري، ورصيد هائل من الأمثال الشعبية والحوار المجتمعي ذي الخلفية التراثية والشعبية، وكأنك أمام تاريخ طويل من التحولات أصابت مجتمعنا على مر أزمنة مختلفة.
ويؤكد شهريار أن هناك مركزا نسويا تدور حوله أحداث الرواية، فتلك سيرة بعض النسوة التي تلخص عبرها تطورات الحياة المصرية في فترات ما، ربما أعادتنا إلى رواية محفوظ "حديث الصباح والمساء"، إلا أن "بعد التخلي" تحمل طابعا مختلفا يتميز بتقنية نهلة عبدالسلام المتفردة.

وعن ميلها للنمط الاجتماعي والواقعي في كتاباتها قالت الكاتبة نهلة عبدالسلام، إنها لا تتعمد استخدام نمط ما خلال ما تكتب، فالأحداث تأخذها بكليتها، وتسير قلمها حسبما عن لها، مضيفة أن الرواية هي من تكتبني ولست أنا من يكتبها، مؤكدة أن هناك أسبابا ربما ترجع لذلك المخزون التراثي الشعبي والمجتمعي الذي تكتنزه روحها قبل ذاكرتها، وهو ما استطاعت تكوينه بفضل بيئتها وتأثرها بحكايات جدتها.

وشهدت مداخلات الحضور كلمة الأستاذ رزق فهمي رئيس نادي أدب البدرشين، والذي أثنى على الرواية وتكتنيك كتابتها، مؤكدا أن نهلة عبدالسلام تكتب بروح محفوظة ذات طابع خاص بها.
فيما تحدث المهندس والفنان التشكيلي عبدالرحمن لاشين،   الذي أشاد بقدرة الكاتبة على وصف مشاعر الأبطال الذين عاشوا في مراحل متباينة بدقة كبيرة، وكأنها عايشتهم.
مضيفا أن الرواية تعد إضافة هامة لمشوار الكاتبة الإبداعي، وخطوة فارقة.
وشهد المناقشة لفيف من الأدباء والمهتمين، منهم: ا.أسامة قاسم، د.أحمد الجعفري، م زينب عمار ، ا. رزق فهمي، م.عبدالرحمن لاشين، وآخرون.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجتمع المصري الهيئة المصرية العامة بعد التخلی

إقرأ أيضاً:

باسل الرفايع يكتب .. لا يحدث ربما إلا في الأردن

#سواليف

كتب .. #باسل_الرفايعة

لا يحدث ربما إلا في #الأردن، أنّ ست سنوات فقط، تكفي لنسيان أرواح 21 من بناتنا وأولادنا في #كارثة_البحر_الميت 2018، ومكافأة #المقصرين في غرقهم بمنصبين وزاريين في حكومة جعفر حسّان..!.
وزير التربية عزمي محافظة، ووزيرة السياحة لينا عنّاب متهمان بـ”التقصير” في عملهما، وفق تقرير صادر عن لجنة تحقيق نيابية في 2018، ما أدى لاستقالتهما آنذاك، ولم يمنع ذلك من عودتهما في 2024، وما الذي يمنعُ إذا كانت مشاعر عائلات الضحايا، والتقصير والإهمال في المنصب الوزاري مجرد تفاصيل في مقابل تقطيع الكيكة الحكومية جيداً بين الاعتبارات والتوازنات والأصدقاء..!.
لا يستطيع جعفر حسان والطبقة الاحتكارية التي ينتمي إليها، ويحافظ على مصالحها أنْ يقنعَ أردنياً واحداً بأنْ لا بدائل لوزيرين متهمين نيابياً بـ”التقصير” وهو يمنحهما حقيبتين وزاريتين، في مقابل 21 حقيبة مدرسية “غرقت” في البحر الميت..!.
يعرفُ الأردنيون كلّ وزير في حكومة جعفر حسّان، وكيف جاء، ومَن واسطته، ومَن الجهة التي فرضته، ومن هم أصدقاؤه. أين يسهر. وفي أي مزرعة، ولكنهم يغرشون.. فما باليد حيلة. هذه طبقة متماسكة صلبة جداً، وتستطيع تحطيمك بالقانون، والتنظير عليك في حرية التعبير..!.

مقالات ذات صلة المقاومة في لبنان تطلق رشقات صاروخية كبيرة تجاه شمال فلسطين المحتلة / شاهد 2024/09/20

مقالات مشابهة

  • عبدالسلام يدين الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • محمد عبدالسلام يدين الغارة الإسرائيلية العدوانية على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • لغز سيدة أعمال غامضة ربما تكون وراء تفجيرات لبنان
  • باسل الرفايعة يكتب .. لا يحدث ربما إلا في الأردن
  • باسل الرفايع يكتب .. لا يحدث ربما إلا في الأردن
  • يسري نصرالله: رواية «باب الشمس» تشبه حكايات «ألف ليلة وليلة»
  • «الحرية المصري»: مشاركة المجتمع المدني في مبادرة «بداية» يحقق أقصى استفادة ممكنة
  • نقاشات متنوعة في الشعر والسرد بمؤتمر "الإبداع وقضايا المجتمع المصري" بدمياط
  • خبير تكنولوجي يقدم رواية جديدة عن طريقة تفجير إسرائيل أجهزة “بيجر” حزب الله
  • حظك اليوم الخميس| توقعات الأبراج النارية.. الإلهام يطرق باب الأسد