في مثل هذا اليوم، وُلد بيتر هاندكه في 6 ديسمبر (كانون الأول) 1942، وهو كاتب ومترجم نمساوي. حصل على جائزة نوبل للآداب عام 2019، وله عدة مؤلفات مترجمة إلى العربية، أشهرها رواية "الشقاء العادي". وقد صدرت له العديد من المسرحيات والأعمال الأدبية التي ساهمت في وصوله إلى العالمية.

ينحدر هاندكه من أسرة فقيرة، حيث عاش طفولته وسط أجواء قروية هادئة في موطنه النمسا.

وتأثرت روايته الأولى "الزنابير" ببيئته، فاحتوت على الكثير من الوصف لحياة الريف. وأثناء المرحلة المدرسية، كتب نصاً بعنوان "حياتي"، الذي يعتبر بداية ميله إلى الكتابة الأدبية. كانت نتائجه في المدرسة الثانوية متميزة، ثم واصل كتابة نصوص قصيرة لمدة عامين، بتشجيع من أستاذه الذي كان يقدر موهبته الأدبية، وكان يستمع إلى نصوصه الأدبية ويناقشه فيها. وجهه هذا المعلم لاحقاً إلى دراسة القانون لأنه يمنحه وعياً بالحقائق. وقد نشر هاندكه أولى نصوصه الأدبية في مجلة المدرسة.
وخلال المرحلة المدرسية، شارك في مسابقة أدبية وفاز بجائزة، ثم نشر نصين في الجريدة الشعبية، وعنوانهما "الذي لا اسم له" و"في الوقت الإضافي". وذكرت أخته أنه عندما كان يتوقف عن الكتابة بسبب انقطاع الأفكار، كانت تسوء حالته النفسية.

من القانون للأدب

في عام 1961، حصل على الثانوية العامة، ثم بدأ دراسة القانون، حيث كان يقيم في غرفة صغيرة في جراتس. ورغم أنه لم يكن متحمساً لمواد الدراسة، إلا أنه اجتهد واجتاز الامتحانات بتفوق. كانت أسرته تنفق عليه، كما عمل في تدريس دروس خصوصية في اليونانية، وعمل في محل للبيع. وأثناء فترة الدراسة الجامعية، تكونت لديه عدة ميول. فكان يرتاد السينما باستمرار، وعمل على كتابة سيناريوهات لأفلام، ثم عمل بالإخراج أحياناً، وكتب تقارير صحفية عن مهرجانات الأفلام، وشارك في لجان تحكيمها. وفي المقاهي التي كان يرتادها باستمرار، تعرف على ألفريد هولتسنجر الذي كان يرأس قسم الأدب والتمثيليات الإذاعية في راديو جراتس، وأصبح يقرأ هاندكه نصوصه القصيرة في الإذاعة، ويكتب برامج للراديو في شتى الموضوعات. ثم قرر الانقطاع عن دراسته والتفرغ تماماً للكتابة.

نجم شعبي 

لاحقاً، تم تقديم مسرحيته "شتم الجمهور" للمرة الأولى على خشبة المسرح، واحتفى فيها النقاد، فقد كانت جديدة من نوعها. وحينذاك، انطلقت شهرة هاندكه ككاتب، وتلتها مسرحيات أخرى له، مثل "النبوءة" و"تأنيب النفس"، اللتان عرضتا واستقبلهما النقاد أيضاً بحفاوة. وفي غضون أشهر، أصبح نجماً شعبياً في المشهد الأدبي الألماني.
عقب ذلك، تزوج وأنجب طفلة، ثم فشل زواجه وانهارت الأسرة. وتعرض لحزن شديد بعد أن فارقت والدته الحياة، إثر معاناتها لسنوات عديدة من مرض الاكتئاب. وتطرق هاندكه في قصته "محنة" لمعاناة أمه، وتم تحويل القصة إلى فيلم سينمائي.
واصل هاندكه الكتابة ونشر العديد من المؤلفات. وفي بداية السبعينيات، حصل على مجموعة جوائز، منها جائزة شيلر 1972 في مانهايم، وجائزة جيورج بوشنر من الأكاديمية الألمانية للغة والأدب 1973 في دارمشتات. ثم كتب مسرحية "الأغبياء ينقرضون" وتم عرضها في زيورخ. وكان يستغرق وقتاً طويلا في الكتابة والسهر، فتعب جسمه ودخل المستشفى إثر إصابته بنوبات خوف مرضية عام 1976 واضطراب في ضربات القلب.

"السماء فوق برلين"

بعد إقامة طويلة في مدن أوروبية مختلفة، عاد بيتر هاندكه إلى النمسا، ثم حصل على جائزة فرانتس كافكا، وكان أول من حصل عليها. وفي بداية الثمانينيات، بدأ بترجمة كتب من لغات أخرى إلى الألمانية. كما كتب سيناريو فيلم "السماء فوق برلين" للمخرج فيم فيندرس، وحصل الفيلم على العديد من الجوائز على المستوى الأوروبي. وبعد 8 سنوات من الكتابة والإقامة، غادر النمسا، ثم تلت ذلك فترة من السفر الدائم إلى بلدان عديدة استمرت 3 أعوام.

عقب رحلته العالمية، أقام بيتر هاندكه في باريس منذ عام 1991 وأحياناً في النمسا. وفي عام 2007، باع مخطوطات ومواد خاصة به إلى الأرشيف الأدبي النمساوي في المكتبة القومية مقابل نصف مليون يورو، كما قدم مذكراته التي تعود إلى الفترة بين 1966 و1990 إلى الأرشيف الأدبي الألماني مقابل مبلغ لم يُعرف مقداره.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية النمسا ثقافة وفنون حصل على

إقرأ أيضاً:

النمسا تشارك في أسبوع أبوظبي للاستدامة

تشارك النمسا في فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، التي انطلقت أمس وتستمر حتى 18 يناير الجاري.

وتحرص الوفود النمساوية على المشاركة سنوياً في أسبوع أبوظبي للاستدامة، بحضور قيادات من غرفة التجارة النمساوية الاتحادية وممثلي قطاعات الأعمال والعلوم والتكنولوجيا وشركات الطاقة.

ويغتنم ممثلو القطاعات المختلفة، أسبوع أبوظبي للاستدامة، لتبادل المعلومات والخبرات والحوار حول آخر التطورات في مجال الاستدامة، وتعزيز التعاون بين الجهات المشاركة بشكل يساهم في تسريع التحول نحو الاقتصاد المستدام واستكشاف فرص جديدة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

يأتي ذلك في إطار التزام النمسا بتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بأهدافها السبعة عشر، مثل جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، حيث تشكّل الخطة إطارًا عامًا يوجّه بوصلة العمل الإنمائي ويحدد اتجاه سياسات النمسا في مجال التنمية، وتقدم إطارا ملزما يتضمن جميع أبعاد التنمية المستدامة، التي تساهم في تحسين حياة النمساويين.

وانطلاقا من حرص النمسا على مواصلة تحقيق النجاح في المجالات التنموية المستدامة الهامة، تبرز أهمية مشاركة الجهات النمساوية المعنية، لاسيما شركات النمسا الرائدة المتخصصة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء وتدوير المخلفات والبنية التحتية المستدامة، في أسبوع أبوظبي للاستدامة، باعتباره منصة عالمية تجمع القادة والخبراء وصناع القرار لمناقشة أبرز التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتبادل الرؤى والحلول المبتكرة التي تواجه أبرز التحديات لدعم قضايا الاستدامة على المستويين المحلي والعالمي، والمساهمة في تسريع وتيرة التنمية المستدامة وتوفير حياة أفضل للجميع.

ورصد أحدث تقرير طوعي أعدته النمسا لمتابعة تنفيذ خطة 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تحقيق تقدم كبير مقارنة بنتائج التقرير الأول الذي صدر عام 2020، وأظهرت الأرقام حدوث توسع كبير في استخدام الطاقات المتجددة بأنواعها المختلفة، اعتماداً على تمتع النمسا بإمكانات كبيرة في مجال موارد الطاقة المتجددة، التي أصبحت توفر أكثر من 87% من إنتاج الكهرباء في البلاد، وفقاً لأرقام رابطة مشغلي أنظمة نقل الطاقة الأوروبية عن الربع الأول من العام الماضي 2024.

وعن مساهمات التحول الرقمي في النمسا، يمكن رصد نجاحات الرقمنة في قطاعات هامة، أبرزها التحول الرقمي في قطاع التعليم والاستثمار في البنية التحتية ومواد التدريس الرقمية ومنصات التعليم الإلكتروني وتعزيز المهارات الرقمية، وفي مجال البناء، وتوليد الطاقات المتجددة النظيفة والتكنولوجيا الخضراء، وتطوير الحلول المستدامة في مجالات إعادة التدوير والتنقل، وغيرها.

ونظراً لارتباط التنمية المستدامة بمكافحة تغير المناخ والحفاظ على البيئة بشكل قوي، تظهر أهمية التزام النمسا بتنفيذ إستراتيجية بعيدة المدى لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2040، تتضمن تدابير تعمل على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة في جميع القطاعات على مستوى النمسا، وتخزين ثاني أكسيد الكربون في مجال الصناعة، بالنسبة للانبعاثات المتبقية التي لا يمكن خفضها، وفقًا للمخزون الوطني لغازات الدفيئة بحلول عام 2040 على أبعد تقدير.

وحددت إستراتيجية النمسا خطوات عمل واضحة لتحقيق الحياد المناخي، تعتمد على الركائز الثلاث للاستدامة، الاقتصاد والبيئة والقضايا الاجتماعية.

وتُظهر أحدث بيانات، صادرة عن مركز “فيجنر” للمناخ والتغير العالمي في جامعة “غراتس” النمساوية، نجاح جهود النمسا في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير بلغ نحو 6.9% بواقع نحو 67,6 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2023، ويتوقع جوتفريد كيرخنغاست، الباحث في مركز “فيجنر”، نجاح خطة النمسا لخفض الانبعاثات الضارة بحلول عام 2030، وفقًا لأهداف الاتحاد الأوروبي المناخية، في ظل استمرار تراجع الانبعاثات الضارة بمعدلها الحالي في النمسا.وام


مقالات مشابهة

  • «أزرق اليد» يخسر ضربة البداية أمام نظيره النمساوي
  • طلبة «العلمي» يختتمون الاختبارات اليوم و«الأدبي» غداً
  • سمير زكي يشارك بـ روايته الأدبية الجديدة في معرض القاهرة للكتاب
  • دار فوز: حاضنة الفكر الثوري والإبداع الأدبي
  • سفير مصر في فيينا يبحث مع ممثلي الإعلام النمساوي سبل تنشيط السياحة الوافدة
  • واحة الغروب.. لماذا تُعد أعظم أعمال بهاء طاهر الأدبية؟
  • قصور الثقافة تعلن عن المسابقة الأدبية لإقليم وسط الصعيد
  • النمسا تشارك في أسبوع أبوظبي للاستدامة
  • الاتجاهات الأدبية والمدرسة المغربية
  • الميلان يسعى لضم جوهرة فرنسية من سالزبورج النمساوي