بعد سقوط حلب وحماة .. ماذا تريد تركيا من سوريا؟
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
سرايا - بعد سقوط مدينة حماة السورية رابع كبرى مدن البلاد بيد "هيئة تحرير الشام" والفصائل المسلحة المتحالفة معها، فضلا عن سيطرتها على الريف الشمالي لحمص، يبقى السؤال الأبرز مطروحاً وهو ما الذي تريده تركيا من سوريا، عقب سعيها حتى وقتٍ قريب إلى إعادة تطبيع علاقاتها مع دمشق.
في السياق، قال المحلل السياسي التركي محمد زاهد غول إن "أهداف تركيا في سوريا تغيّرت منذ نهاية عام 2016 من إسقاط النظام إلى حماية الأمن القومي التركي ومحاربة الجماعات الإرهابية المتواجدة في سوريا حسب المقاربة التركية، وبالتالي بدأت عملية درع الفرات ونبع السلام وغيرها من العمليات العسكرية المتتالية منذ عام 2016، ومنذ ذلك الوقت بدأت أيضاً في السياق عينه آليات خفض التصعيد وكذلك آليات البحث عن حل سياسي للأزمة السورية".
كما أضاف أن "ضمن هذه المعطيات و المستجدات الحديثة أيضاً لا يمكن القول إن الأهداف التركية في سوريا تغيرت، وبالتالي الهدف التركي ينحصر حتى هذه اللحظة في إيجاد موطئ قدم لردع العدوان القادم من سوريا والذي يتمثل في الوقت الراهن حسب المقاربة التركية في المنظمات الكردية الانفصالية".
وتابع موضحا أن "الأهداف التركية تكمن في السيطرة على منبج خلال الأيام القادمة بعد السيطرة على تل رفعت في نفس السياق قبل أيام".
لكنه رأى أن "أنقرة ستحاول بطبيعة الحال الاستفادة من العمليات العسكرية من أجل فرض أوراق جديدة في الضغط لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية".
في المقابل، لا يتفق مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل مع قراءة المحلل التركي، قائلاً إن "تركيا تحاول تصوير المشكلة الكردية وكأنها مع بعض الأحزاب فقط، في محاولة لإخافة بعض الدول العربية من أنها مسألة انفصاليين، لكن في واقع الأمر منذ تأسيس أول حزب كردي في 14 حزيران 1957، وحتى الآن لم يطالب أي حزب كردي لا بالانفصال ولا بالاستقلال في سوريا".
كما أضاف أن "مختلف الأحزاب الكردية تجمع على أن القضية الكردية تحل في سوريا من خلال دستور جديد، يعترف بحق الشعب الكردي، ويضمن خصوصية مناطقه".
إلى ذلك، رأى أن "لتركيا عدة أهداف في سوريا منها أن تكون مثلاً معبراً مفتوحاً أمام التجارة التركية وأن تعيد ملايين اللاجئين السوريين؛ وأن يقاتل الجيش السوري الكرد في الإدارة الذاتية".
من جهته، رأى المحلل السياسي التركي جواد جوك أن "أولويات تركيا كانت سابقا وحدة الأراضي السورية، لكن بعد العملية العسكرية الأخيرة عدنا إلى نقطة الصفر فإسقاط نظام الأسد على المدى البعيد بات هدفها الجديد".
وقال إن هناك دعما تركيا للفصائل المسلحة و"لدى تركيا هدف معلن" هو إخراج قوات سوريا الديمقراطية من الحدود التركية السورية، لافتاً إلى أن هناك أيضاً "مصلحة تركية إسرائيلية مشتركة" من العملية الأخيرة التي أطلقتها "الهيئة" وحلفائها وهو "إخراج إيران من المعادلة العسكرية في سوريا، بحيث تصبح تركيا القوى الضاربة في المفاوضات المرتقبة بينها وبين روسيا وإيران". وتابع أن "إسرائيل الآن تريد تقسيم سوريا، وكل التحركات العسكرية في الجرية تصب في مصلحة تل أبيب لتكون الحكومة السورية مشغولة بمواجهة المسلحين وغيرهم".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1352
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 06-12-2024 05:11 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ماذا قالت روسيا عن قادة سوريا الجدد باجتماع مغلق لمجلس الأمن؟
كشف مصدران مطلعان لرويترز أن روسيا انتقدت بشدة حُكّام سوريا الجدد في اجتماع مغلق للأمم المتحدة هذا الأسبوع، وحذرت من صعود "الجهاديين" هناك، وقارنت بين ما شهده الساحل السوري من أحداث عنف قبل أيام والإبادة الجماعية في رواندا.
وتأتي انتقادات موسكو لحكام سوريا الجدد في الاجتماع المغلق لمجلس الأمن على الرغم من الجهود التي تبذلها للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين رئيسيتين على الساحل السوري، وهي المنطقة نفسها التي شهدت اشتباكات الأسبوع الماضي بين فلول النظام المخلوع من جهة والأمن والجيش السوريين، راح ضحيتها العشرات من الطرفين إضافة إلى مدنيين.
واندلعت أعمال العنف في السادس من مارس/آذار الجاري، إثر هجوم على قوات الأمن الحكومية الجديدة، وتبنّت المسؤولية عنه شخصيات عسكرية سابقة موالية للرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأدى هذا الهجوم إلى حملة عسكرية قادتها القوات الحكومية ووُجهت فيها اتهامات بقتل عدد من الأشخاص من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها بشار الأسد على يد جماعات تُتهم بالارتباط بالحكومة الجديدة.
ودعا الكرملين، الذي دعم الأسد لسنوات قبل الإطاحة به وفراره إلى روسيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي يوم الثلاثاء، إلى بقاء سوريا موحدة، مشيرا إلى أنه على اتصال بدول أخرى بشأن الأمر.
إعلانلكن تعليقاته في الإحاطة المغلقة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، والتي دعا إليها بالاشتراك مع الولايات المتحدة، كانت أكثر حدة مما يسلط الضوء على إستراتيجية موسكو، في حين تسعى لإعادة تأكيد نفوذها على مسار سوريا، ولم تُنشر هذه التعليقات سابقا.
وقال مصدران مطلعان على الاجتماع إن المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قارن بين أعمال "القتل الطائفي" في الساحل السوري والإبادة الجماعية برواندا عام 1994 عندما تعرض التوتسي والهوتو المعتدلون لمذابح منهجية على يد المتطرفين الهوتو بقيادة الجيش الرواندي ومليشيا تُعرَف باسم إنتراهاموي.
ونقل المصدران عن نيبينزيا قوله أمام الحاضرين أيضا إن "أحدا" لم يوقف القتل في سوريا.
وعندما سُئل عما إذا كان يشبه العنف في سوريا بالإبادة الجماعية في رواندا، قال نيبينزيا لرويترز "أقول ما أريد في المشاورات المغلقة، بناء على فرضية أنها مشاورات مغلقة ولا يخرج منها شيء".
وقالت آنا بورشفسكايا، الخبيرة في الشؤون الروسية بمعهد واشنطن، إن موسكو تتخذ احتياطاتها، وذلك عند سؤالها عن سبب توجيه روسيا انتقادات أشد حدة في تصريحاتها بالأحاديث الخاصة مقارنة بالتصريحات العلنية.
وأضافت "يريدون استعادة نفوذهم في سوريا ويبحثون عن طريقة للنفاذ، إذا بدأوا بانتقاد الحكومة علنا، فلن يعود هذا عليهم بأي جدوى".
وتابعت "تريد روسيا أيضا أن يُنظر إليها على أنها قوة عظمى، مساوية للولايات المتحدة، وتسعى إلى حل الأزمات بالتعاون مع الولايات المتحدة، وبالتالي فإن العمل بشكل خاص مع الولايات المتحدة في هذه المسألة يمنحها مزايا إضافية".
وأسست موسكو قواعد عسكرية في سوريا خلال السنوات الماضية، من ضمنها قاعدتا حميميم الجوية وطرطوس البحرية اللتان تعدان ركيزتين أساسيتين للوجود العسكري الروسي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
إعلانومنذ سقوط الأسد أعلنت روسيا أنها تواصل محادثاتها مع السلطات السورية بشأن موضوعات عدة، بينها مصير قاعدتين عسكريتين لموسكو في البلاد.