أقوى دعاء وتضرع بيوم الجمعة.. ردده في هذا الوقت الغالي
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
يعتبر يوم الجمعة من أعظم الأيام في الإسلام، فقد خصه الله سبحانه وتعالى بمكانة عالية، وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على فضله وفضل ما فيه من أوقات مباركة، وأشدها رحمة في الدعاء والتضرع لله عز وجل، يوم الجمعة هو يوم السكون والراحة، حيث يكثر فيه الدعاء، ويتوجه المسلمون إلى الله بصادق الدعوات، أملاً في أن يستجيب لهم ويغفر ذنوبهم، وخاصة ما بين العصر والمغرب فيما ورد من أقوال أنها ساعة الإستجابة، فردد فيها واغتنم تلك النعم في هذا الوقت الغالي.
يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع عند المسلمين، فقد ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة" (صحيح مسلم). ففي هذا اليوم، يتحقق للمسلمين العديد من الفضائل، إذ يذكرهم الله في هذا اليوم في الصلاة، ويجعل فيه ساعة إجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه" (صحيح البخاري).
كما يُستحب في هذا اليوم الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لما ورد في الحديث الشريف: "من صلى عليّ في يوم الجمعة ثمانين مرة، غفر له ما تقدم من ذنبه" (الطبراني). ولذلك، يعد يوم الجمعة فرصة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى وزيادة الحسنات.
دعاء يوم الجمعة وأثره العظيممن أبرز الأعمال المستحبة في يوم الجمعة هو الدعاء والتضرع إلى الله، حيث يُستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء لنفسه ولأهله وللمؤمنين جميعًا. ولأن الله سبحانه وتعالى قد خص هذا اليوم بساعة لا ترد فيها الدعوات، فإن المسلم يجب أن يستغل هذه الفرصة العظيمة للتوجه إلى الله بكل ما في قلبه من أماني واحتياجات.
من الأدعية المأثورة التي يمكن أن يرددها المسلم في هذا اليوم المبارك:
"اللهم اجعل يومنا هذا يومًا مباركًا، وافتح لنا فيه أبواب رحمتك، وارزقنا فيه من فضلك وجودك.""اللهم إني أسألك في يوم الجمعة أن تغفر لي ولأهلي ولأصدقائي ولمن أحببت، وتحقق لي من الأمنيات ما لا يعلمه إلا أنت.""اللهم اجعلنا من الذين يسيرون على درب النبي صلى الله عليه وسلم، وارزقنا شفاعته يوم القيامة."ومن الأدعية العامة التي يمكن ترديدها أيضًا في يوم الجمعة:
"اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ما قدمت وما أخرت.""اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واجعلني من أهل الجنة برحمتك."أوقات الدعاء في يوم الجمعةأوقات الإجابة في يوم الجمعة متعددة، ويجب على المسلم أن يستغلها في التضرع إلى الله بكل ما يريد. ومن أبرز هذه الأوقات:
قبل صلاة الجمعة: يعد الوقت الذي يسبق الخطبة والصلاة من الأوقات المستحبة للدعاء.بعد صلاة الجمعة: يُستحب للمسلم أن يدعو الله عقب صلاة الجمعة، وهو وقت مبارك.بين الأذان والإقامة: تعتبر هذه اللحظات من الأوقات الغالية التي يُستجاب فيها الدعاء.ساعة الاستجابة: كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، يوجد ساعة استجابة في يوم الجمعة، وهي ساعة غير معلومة لكنها تكون ما بين العصر والمغرب.
يوم الجمعة هو يوم عظيم تتجلى فيه رحمة الله عز وجل، ويجب على المسلم أن يحرص على استغلاله بالطاعات والعبادات، خاصة في الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى. فهذا اليوم فرصة لتجديد العلاقة مع الله، وللتوسل إليه بأن يحقق لنا أمنياتنا، ويغفر لنا ذنوبنا، ويبارك لنا في حياتنا. فلتكن دعواتنا صادقة، وتضرعاتنا مخلصة، ولنكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، سائلين الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجمعة دعاء يوم الجمعة الاستجابة ساعة الاستجابة اللهم النبی صلى الله علیه وسلم یوم الجمعة هو فی یوم الجمعة فی هذا الیوم إلى الله
إقرأ أيضاً:
حكم الدعاء في الصلاة بالمأثور وبغير المأثور بالشرع الشريف
أكدت دار الإفتاء المصرية، إن الدعاء في الصلاة جائز بالمأثور وبغير المأثور، والدعاء في الصلاة وخارج الصلاة مستحبٌّ؛ لما ورد من الآيات والأحاديث الكثيرة في فضله؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وقال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]، وقال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 110].
الدعاء في الصلاة
وأخرج أصحاب السنن والحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ». ثم قرأ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
وروى الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ». وروى الترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنَ الدُّعَاءِ». وأخرج الديلمي في "الفردوس" -واللفظ له- وأحمد والبخاري في "الأدب" والحاكم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِن العَبْد لَا يخطئه من الدُّعَاء أحد ثَلَاث: إِمَّا ذَنْب يغْفر، وَإِمَّا خير يدّخر، وَإِمَّا خير يعْمل -أي يعجل».
الدعاء في الصلاة بالمأثور وبغير المأثور
وقالت الإفتاء إن الدعاء في الصلاة بالمأثور وبغير المأثور جائز؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا إذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ للهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ -فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَلْيَدْعُ بِهِ». وفي رواية مسلم: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ». وفي رواية: «ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ، أَوْ مَا أَحَبَّ».
فأطلق صلى الله عليه وآله وسلم الدعاء بما يشاء العبد ولم يقيده، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعون في صلاتهم بما لم يتعلموه، فلم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روى أبو داود في "سننه": أن رجلًا كان يدعو في صلاته دعاءً لم يعلمه له صلى الله عليه وآله وسلم، وأقره صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينكر عليه، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: «مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟» قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ، أَمَا وَاللهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ: «حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ». أخرجه ابن ماجه وغيره، ولما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَمَّا السُّجُودُ فَأَكْثِرُوا فِيهِ مِنَ الدُّعَاءِ» لم يعين لهم ما يدعون به، فدل على أنه أباح لهم كل الدعاء.
قال الإمام الرملي في "نهاية المحتاج" (1/ 511، ط. الحلبي): [وكذا يسن الدعاء بعده -أي التشهد الآخر- بما شاء من ديني أَو دنيوي؛ كاللهم ارزقني جارية حسناء؛ لخبر: «إذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ للهِ إلَى آخِرِهَا، ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ أَوْ مَا أَحَبَّ». رواه مسلم، وروى البخاري: «ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إلَيْهِ فَيَدْعُوَ بِهِ»، بل نقل عن مقتضى النص كراهة تركه]. اهـ.
وقال الإمام النووي في "روضة الطالبين" (1/ 256، ط. المكتب الإسلامي): [ويستحب الدعاء بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وله أَن يدعو بما شاء من أَمر الدنيا والآخرة]. اهـ.
وقال العلامة الدردير في "الشرح الكبير لمختصر خليل" (1/ 251، ط. دار الفكر): [وحيث جاز له الدعاء دعا بما أَحب -من جائز شرعًا وعادةً- إن لم يكن لدين، بل وإن كان لطلب دنيا]. اهـ.