شهود: الجيش الإسرائيلي قتل أربعة أطباء بمداهمة لمستشفى كمال عدوان شمال غزة
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
(CNN)-- قال شهود عيان، الجمعة، إن أربعة أطباء في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة المحاصر، قُتلوا، الجمعة، بعد أن دخلت القوات الإسرائيلية المجمع، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص في المناطق المحيطة بالمستشفى.
وذكر الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، أن القوات الإسرائيلية خلال عمليتها أجبرت العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى على مغادرة المنشأة، ودمرت الإمدادات الطبية الحيوية، حسب قوله.
وأضاف أبو صفية أنه في الساعات الأولى من صباح الجمعة، أرسل الجيش الإسرائيلي شخصين بملابس مدنية إلى المستشفى، وطلبا من الناس عبر مكبر صوت إخلاءه. وأوضح أن الجيش احتجز "عددا كبيرا" من الشباب خلال المداهمة التي استمرت ساعتين، بينهم عاملون في مجال الصحة وفلسطينيون لجأوا للمستشفى.
وقال أبو صفية إن القوات الإسرائيلية أطلقت نيرانها بشكل مكثف ومباشر، بينما كانت المركبات العسكرية تحاصر المستشفى، قبل أن تحاصر المرضى والنازحين والعاملين الصحيين في الساحة واقتادتهم بالقوة إلى نقطة تفتيش تقع إلى الجنوب باتجاه مدينة غزة.
وأضاف أبو صفية في بيان، الجمعة: "في البداية، كانت هناك سلسلة غارات جوية على الجانبين الشمالي والغربي للمستشفى، رافقتها نيران مكثفة ومباشرة. اقتربوا مني وأمروني بإجلاء جميع المرضى والنازحين والطاقم الطبي، ونقل الجميع في ساحة المستشفى واقتادوهم بالقوة إلى نقطة التفتيش".
وقال أبو صفية إن أعضاء الوفد الطبي الإندونيسي، وهم الفريق الوحيد الذي يجري عمليات جراحية في كمال عدوان، كانوا من بين الذين أُجبروا على المغادرة ولم يُسمح بعودتهم.
وبعد ساعات، انسحبت القوات الإسرائيلية من المستشفى التي تُعتبر أحد آخر المرافق العاملة المتبقية في شمال غزة. وأضاف أبو صفية أن موظفي المستشفى والمرضى غادروا المنشأة فوجدوا مئات القتلى والجرحى في الشوارع المحيطة.
وأظهرت صورة نشرها الدكتور أبو صفية على وسائل التواصل الاجتماعي ما لا يقل عن 17 جثة بفناء المستشفى. وقال إن 20 شخصا آخرين أُصيبوا بجروح "وهم بحاجة إلى رعاية عاجلة". وأضاف أبو صفية لشبكة CNN أن الجيش الإسرائيلي ألحق أضرارا بالغة بقدرات توليد الأكسجين، وأنه لا يوجد الآن سوى جراحين اثنين "مبتدئين" في المستشفى.
وتواصلت شبكة CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق على مزاعم أبو صفية.
وقُتل ما لا يقل عن 30 شخصا في قصف إسرائيلي ليلي على منازل حول مستشفى كمال عدوان، وفقا للدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة.
وبحسب وزارة الصحة في رام الله، قُتل ما لا يقل عن 1050 عاملا بمجال الصحة منذ أن شنت إسرائيل حربها في غزة بعد الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وشن الجيش الإسرائيلي توغلا جديدا على ثلاث مدن في شمال قطاع غزة في 5 أكتوبر الماضي، قائلا إنه يستهدف تواجد حماس في المنطقة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي حركة حماس قطاع غزة القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی کمال عدوان
إقرأ أيضاً:
من مدينة إلى مقبرة.. كيف حوّل الجيش الإسرائيلي رفح إلى رماد؟
لم تعد مدينة رفح مجرد نقطة على خريطة قطاع غزة، بل تحولت إلى رمز حي للإبادة والتطهير الممنهج من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى محو المدينة بتاريخها وأهلها وذاكرتها، وتحويلها إلى مقبرة مفتوحة تحت أنقاض المنازل والذكريات.
جاء ذلك بعدما أعلن جيش الاحتلال تطويق المدينة وعزلها كليا عن باقي قطاع غزة عبر إنشاء "محور موراغ"، الذي يفصلها عن مدينة خان يونس المجاورة، بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء عملية عدوانية واسعة في مدينة رفح، جنوب القطاع، عقب استئناف العدوان على غزة في 18 مارس/آذار 2025.
ويترجم هذا التطور واقع رفح منذ اجتياح الاحتلال لها في السادس من مايو/أيار 2024، حيث أُجبر نحو 300 ألف من سكانها، وزهاء مليون من النازحين فيها، على إخلائها والنزوح عنها. ومنذ ذلك الحين، لم تشهد رفح، وهي صغرى محافظات القطاع الخمس، أي فترات هدوء.
فيديو متداول يظهر جانيا من عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في تدمير منازل الفلسطينيين في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة pic.twitter.com/6y1VtE7DLq
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) April 19, 2025
وثقت مقاطع فيديو وصور، منذ بدء العملية البرية على مدينة رفح، دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية، وقد لاقت هذه المشاهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مغردين فلسطينيين وعرب، متأثرين بحجم الدمار الكبير والممنهج الذي لحق بالمدينة.
إعلان تدمير ممنهجذكر الناشط تامر عبر منصة "إكس" أن الجيش الإسرائيلي يستكمل تدمير ما تبقى من مدينة رفح "خلف الكواليس وبعيدا عن الأضواء"، لافتا إلى أن العديد من العائلات لا تزال محاصرة داخل المدينة حتى هذه اللحظة، ولا يُعرف شيء عن مصيرهم.
يستكمل الجيش الإسرائيلي تدمير ما تبقّى من رفح خلف الكواليس وبعيدًا عن الأضواء.
لا تزال العديد من العائلات محاصرة في رفح حتى هذه اللحظة، ولا نعرف شيئًا عن مصيرهم، ولا إن كانوا ما زالوا على قيد الحياة ! pic.twitter.com/gOvF1yQrJH
— Tamer | تامر (@tamerqdh) April 20, 2025
من جانبه، أشار الناشط معين الكحلوت إلى أن مدينة رفح تم تدميرها بشكل كامل، موضحا أن اهتزازات التفجيرات كانت تُسمع في مدينة العريش المصرية ومنطقة النقب، وقد اشتكى المستوطنون من الأصوات المرعبة الناتجة عنها.
مدينة رفح. تم تدميرها بشكل كامل.
علما أن اهتزازات التفجير كانت تسمع في العريش المصرية والنقب وقد اشتكى المستوطنون من الأصوات المرعبة. pic.twitter.com/0j5PMXSJcd
— معين الكحلوت , من غزة ???????? ???? (@Moin_Awad) April 20, 2025
جريمة بخلفية عقيدة احتلاليةأما الناشط يحيى حلس، فقال إن "نسف المباني في شرق حيي الشجاعية والتفاح، وفي مدينة رفح، مستمر بوتيرة عالية جدا، خصوصا في الليل".
نسف المباني شرق حيي الشجاعية والتفاح وبمدينة رفح مستمر بوتيرة عالية جداً خصوصاً بالليل ..
مسح ما تبقى من المنازل
تدمير احلام الناس
فرض واقع جديد
للأسف ما يحدث اقسم بالله اكبر من كارثة اكبر من مصيبة اكبر من كلشي!
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله…
— يحيى حلس ???????? (@yahyaHilles2) April 21, 2025
وأضاف: "يتم مسح ما تبقى من المنازل، وتدمير أحلام الناس، وفرض واقع جديد. للأسف، ما يحدث هو أكبر من كارثة، أكبر من مصيبة، بل أكبر من كل شيء".
إعلانوكتب أحد المغردين قائلا: "المشهد الذي لا يُحكى… هُنا مدينة مش بس انقصفِت.. انمسحت. رفح تحولت لركام. جنوب قطاع غزة صار شاهدا على جريمة، خلفيتها عقيدة احتلالية بدها تمحي الناس والحيطان وحتى الذاكرة".
المشهد الذي لا يحكى????
هُنا مدينة مش بس انقصفت.. انمسحت!
رفح تحولت لركام، جنوب قطاع غزة صار شاهد على جريمة خلفيتها عقيدة احتلالية بدها تمحي الناس والحيطان وحتى الذاكرة.
الصورة مش مشهد من فيلم، هاد واقع شعب بحاولوا يكسروا صموده ويمسحوا وجوده.. pic.twitter.com/sFqX9X0TEH
— يا ثورة????????????غزة(????) (@tawra2001) April 17, 2025
وتساءل مغردون: "ماذا تبقى من رفح ليتم نسفها بهذا الشكل الوحشي كل يوم؟ ولماذا يحدث كل هذا وسط صمت دولي؟".
ورأى مدونون أن ما يحدث في رفح من تدمير المدينة بلا هوادة، يُجسد مشهدا يلخص الإبادة المستمرة للبشر والحجر، وسط صمت دولي مريب وعجز تام عن إيقاف المجزرة.
مدينة رفح المُغيبة عن الإعلام بشكل كامل،
ما يحدث في رفح هو مجزرة وجرائم يومية عائلات لم تخرج من منازلها وحوصرت وتم قتلهم بدم بارد في منازلهم ولا إعلام يتحدث عنهم عمليات نسف للمنازل أو ركام المنازل مستمرة بشكل يومي الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض لا يستطيع أحد الوصول لهم.
هذه رفح
— ???? حَمّزة (@HamzaKhaled44) April 20, 2025
وأضاف آخرون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتفل أمام العالم بتدمير رفح، وكأنهم يحتفلون بذبح وطن، بعدما كانت تضج بالحياة قبل 11 شهرا فقط، صارت الآن مجرد أثر بعد عين، مدينة تتحول تحت أنقاضها إلى مقبرة مفتوحة، مدينة لا تجد حتى من يبكيها كما تستحق.
الاحتلال يسيطر على نحو نصف مدينة رفحوفي السياق ذاته، رصدت وكالة "سند للرصد والتحقق" -التابعة لشبكة الجزيرة- أن الجيش الإسرائيلي سيطر على 47% من مدينة رفح بعد توسيع عمليته العسكرية الجارية.
إعلانوذكرت الوكالة -في تغريدة على منصة "إكس"- أن الخرائط اعتمدت على تحليل صور أقمار اصطناعية، تعود لما قبل بدء العملية العسكرية وحتى 12 أبريل/نيسان الجاري.
???? التطور الأبرز في عملية رفح
???? الصور أظهرت تمهيد طريق جديد يبدأ من:
????الحدود الشرقية لرفح عند معبر صوفا.
????يمتد غربا وصولا إلى شارع صلاح الدين بطول يزيد عن 4 كم. pic.twitter.com/fUKZZEl319
— Sanad Agency وكالة سند (@AJSanad) April 18, 2025
وأشارت إلى أن الصور تُظهر تنفيذ عمليات تجريف واسعة، إضافة إلى هدم ونسف منازل، وإنشاء سواتر ترابية، وانتشار مكثف للآليات العسكرية الإسرائيلية.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.