نشر موقع "بلينكس" تقريراً قال فيه إنه "على عتبة معركة حمص، يقف الجيش السوري لمواجهة الفصائل المسلحة التي سيطرت على حلب وحماة، لكن هذه المرة بمفرده، جزئيا، لأن كل من إيران وحزب الله وروسيا ينشغل بمشكلاته الداخلية وجبهته الخاصة".

وذكر أن حزب الله يلملم جراحه بعد خسائره في الحرب مع إسرائيل التي وصلت إلى حد اغتيال أمينه العام السابق الشهيد السيد حسن نصرالله، فضلا عن تدمير المراكز ومستودعات الأسلحة، والبيجرز، وأضاف: "إيران بدورها منشغلة بالحرب مع إسرائيل التي فتحتها على كل الجماعات المدعومة منها، وفي الملف النووي والإدارة الأميركية الجديدة".

وأكمل: "أما روسيا، فبدورها منشغلة بالحرب مع أوكرانيا، وتدخل الغرب في هذه الحرب، وتوجه ترسانتها وذخائرها في هذه المعركة، لكنها تساند الجيش السوري بالسلاح الجوي". وأضاف: "تركيا التي قالت إنه لا علم مسبق لها بهجوم الفصائل، تحدثت وول ستريت جورنال عن مكاسب ثلاثية لها في سوريا، لكن يقابلها تهديد محتمل". وقال: "ميدانيا، بدأت سوريا يومها، الجمعة 6 كانون الأول 2024، على درجة جديدة من المواجهات، فالفصائل المسلحة بعد سيطرتها على حماة، تعهدت بالقدوم إلى حمص، وأصبحت صباح على بعد كيلومترات من حمص، التي تأهب من أجلها الجيش السوري بتكتيكات قصف جسور ووضع السواتر الترابية".

فماذا نعرف عن تدابير الجيش السوري للجمعة 6 كانون الأول؟ وما تفاصيل الثلاثية التركية في سوريا حسب وول ستريت جورنال؟ وكيف أصبحت سوريا شبه وحيدة؟ وهل تتدخل الولايات المتحدة؟

الـ3 بـ1.. هل تأتي بنتائج عكسية على تركيا؟ طرحت وول ستريت جورنال في تقرير نشرته صباح الجمعة، معادلة ثلاثية خاصة، بتركيا، عبارة عن 3 بـ1، يمكن لها أن تستفيد منها من خلال الفصائل المسلحة، التي ترتبط بها استخباراتيا، رغم نفي تركيا الرسمي لادعاءات تدخلها غير المباشر بما يحصل.

الثلاثية حسب الصحيفة الأميركية تشمل "النازحين السوريون في تركيا، والفصائل الكردية على حدودها، وتعزيز نفوذها في سوريا".

وبحسب الصحيفة، فإن التقدم السريع الذي أحرزته الفصائل المسلحة السورية خلال الأيام الأخيرة يمنح تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، المزيد من القوة للحد من النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، ولكنه يخاطر أيضا بإحداث حالة جديدة من عدم الاستقرار على عتبة أنقرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا لديها علاقات طويلة الأمد مع الفصائل التي دخلت مدينة حماة، الخميس، واستولت على ثاني أكبر مدينة في سوريا، حلب، قبل أيام.

من شأن التقدم أن يعزز نفوذ تركيا على مستقبل سوريا، وخاصة مع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا ودخول إيران في مواجهة مع إسرائيل، وفق وول ستريت جورنال، وقد يساعد موقف القوة الجديد لتركيا في اتخاذ موقف أكثر صرامة في المفاوضات مع روسيا وإيران بشأن مستقبل سوريا.

وأصبحت حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الآن في وضع أقوى للضغط على الفصائل الكردية التي تعارضها في سوريا، والتي يرتبط بعضها بالولايات المتحدة الأميركية.

ويمنح الهجوم الذي شنته الفصائل المسلحة تركيا فرصة لمحاولة تخفيف الضغوط على حدودها الجنوبية، فقد بقيت الفصائل المسلحة وأكثر من مليون سوري، معظمهم من اللاجئين بسبب القتال السابق في بقعة صغيرة بشمال سوريا، بالإضافة إلى ذلك، لجأ أكثر من 3 ملايين سوري إلى تركيا خلال الحرب، التي بدأت قبل أكثر من عقد من الزمان. والآن، مع دخول الفصائل للمزيد من الأراضي، يأمل البعض في الحكومة التركية أن يرى بعض هؤلاء اللاجئين فرصة للعودة إلى ديارهم.

يريد أردوغان بالتأكيد تحويل هذا إلى فرصة"، كما قالت غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن.

في الوقت نفسه، يفرض تقدم الفصائل أخطار جديدة على تركيا، بعد سنوات عدة هدأت فيها المعارك في سوريا إلى حد كبير.

وكثفت روسيا والحكومة السورية الغارات الجوية على حلب وغيرها من الأراضي التي تسيطر عليها الفصائل خلال الأيام الأخيرة، وقد يؤدي العودة إلى القتال المكثف إلى إرسال موجات من اللاجئين إلى تركيا، بدلا من تخفيف الضغوط على حدودها.

وقالت الولايات المتحدة، حليفة تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي، إن هدفها في الأزمة الحالية في سوريا هو تهدئة القتال وحماية المدنيين والأقليات.

وقال محللون عسكريون إن الهجوم العسكري للفصائل كان منظما بشكل جيد، وهو مؤشر على التخطيط الذي كان من المرجح أن يمنح المسؤولين الأتراك الوقت لمعرفة المزيد عن الهجوم.

ولم ترد وزارة الخارجية التركية على طلب وول ستريت جورنال للتعليق على ما إذا كانت تركيا قد حذرت من الهجوم.

هل تنجر الولايات المتحدة للصراع؟ الهجوم المفاجئ للفصائل هو، جزئيا، نتيجة لحروب جديدة اندلعت خارج حدود سوريا، مما أدى إلى إضعاف حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، إيران وروسيا وحزب الله.

هيئة تحرير الشام هي فرع من جبهة النصرة، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة.

مع ذلك، تحتفظ الولايات المتحدة، بقوة قوامها نحو 900 جندي في جنوب شرق سوريا، تدعم الأكراد في شمال سوريا لكنها قالت إنها لا علاقة لها بالهجوم الذي شنته الفصائل.

ويخشى المسؤولون الأميركيون الانجرار إلى صراع أعمق إذا تعرضت قواتها المتمركزة هناك للهجوم، أو إذا استهدفت تركيا قسد المدعومة من الولايات المتحدة.

حمص.. وتكتيك يوم الجمعة يعزل الجيش السوري مدينة حمص عن الريف الشمالي، إضافة إلى ذلك فإن طائرات حربية تستهدف أطراف مدينة الرستن قرب جسر رئيسي على طريق حمص- حماة، وفق ما جاء في تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشنت طائرات حربية نحو 10 غارات استهدفت أطراف مدينة الرستن الشمالية في ريف حمص، وقرب الجسر الرئيسي الذي يصل حماة بحمص، بعد دخول مجموعات من المسلحين المحليين من أبناء الرستن وتلبيسة إلى كتيبة الهندسة الواقعة عند أطراف مدينة الرستن وسحب آليات عسكرية وذخائر، وفق المرصد السوري.

وانسحبت قوات الجيش السوري من كتيبة الهندسة ومقاره في مستشفى الرستن على الاوتوستراد حمص- حماة، إضافة إلى النقاط في مدينة تلبيسة.

ورفع الجيش السوري السواتر الترابية على أوتوستراد حمص- حماة المؤدي إلى مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي وعزلت مدينتي الرستن وتلبيسة عن المدينة.

وكان الجيش السوري قد انسحب من مدينة تلبيسة شمال مدينة حمص، وقصف بعد الانسحاب مباشرة، أحياء مدينة تلبيسة بالمدفعية والصواريخ للمرة الأولى منذ سنوات.

ونقل الجيش السوري أكثر من 200 آلية عسكرية محملة بأسلحة وعتاد إلى مدينة حمص، لتعزيز مواقعه في منطقة الوعر وقرب الكليات العسكرية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. (بلينكس - blinx)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وول ستریت جورنال الفصائل المسلحة الجیش السوری فی سوریا أکثر من

إقرأ أيضاً:

العشاء الأخير في دمشق.. كيف تخلت إيران وروسيا عن الأسد؟

بغداد اليوم - متابعة 

قبل أن يسقط الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، البالغ من العمر 59 عاماً، ويصبح لاجئاً مع عائلته في موسكو، سلمته إيران عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي الذي زار دمشق وتناول العشاء الأخير في أحد شوارعها، قبل نحو أسبوع، رسالة بالغة الأهمية.

فقد أوضح عراقجي للرئيس السوري السابق أن بلاده "لم تعد في وضع يسمح لها بإرسال قوات لدعمه"، وفق ما كشف مصدر إيراني مطلع. 

وقال المصدر المقرب من الحكومة الإيرانية: "لقد أصبح الأسد يشكل عبئا أكثر منه حليفا"، واعتبر أن "الاستمرار في دعم الأسد كان من شأنه أن يؤدي إلى تكاليف باهظة على إيران"، كما أضاف أن طهران كانت محبطة من الأسد منذ نحو عام، حسب ما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

كذلك أشار إلى أنه حين زار عراقجي دمشق الأسبوع الماضي، أخبره الأسد أن الانسحاب من حلب كان تكتيكيا، وأنه لا يزال مسيطراً ولا يحتاج لدعم.

مغادرة الحرس الثوري

لكن الفصائل المسلحة سرعان ما سيطرت لاحقا على حماة بعد حمص وحلب، وبدأت فصائل محلية بالتقدم من الجنوب نحو دمشق.

وعلى الرغم من تأكيد إيران علناً أنها تدعم الحكومة والجيش السوريين، إلا أنها بدأت بالتخلي عن الأسد.

فقد أكد المصدر أنه خلف الكواليس، بدأ الإيرانيون بالتخلي عن الرئيس السوري، إذ غادر كافة أفراد النخبة في الحرس الثوري، إلى جانب الدبلوماسيين وعائلاتهم، بأعداد كبيرة، متجهين إلى العراق.

دور تركي

من جهتها لعبت تركيا دوراً مهماً أيضا على الصعيد العسكري، في دعم الفصائل التي أسقطت الرئيس السابق، واستولت على العاصمة دمشق.

فقد أوضح شخص مطلع على الأحداث أن الاستخبارات التركية، التي دعمت فصائل مسلحة عدة وساعدتها في السيطرة على مساحة واسعة من الأراضي جنوب الحدود التركية السورية منذ عام 2016، قدمت دعمًا للهجوم المباغت الذي انطلق قبل أيام.

وأضاف أن الطائرات التركية المسيرة كانت التقطت صورا ورسمت مسبقًا خرائط للمنشآت العسكرية على الطريق نحو دمشق لأسباب عملياتية خاصة بها، لذا تمكنت لاحقا من تقديم جردة مفصلة للفاصائل حول هذه المواقع.

كما أشار إلى أن أنقرة دعمت بعض الفصائل التي تعمل تحت راية الجيش الوطني السوري والتي نسقت خلال الفترة الماضية مع "هيئة تحرير الشام"، بالسلاح، على الرغم من نفيها التورط بهذا الهجوم رسمياً.

في المقابل، حصلت تركيا على ضمانات بأن المسلحين لن ينضموا إلى القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة (قسد)، والتي تسيطر على مناطق واسعة من الأراضي السورية.

ضمانات لروسيا

أما روسيا التي لم تنخرط قواتها بشكل كبير في المواجهات ضد الفصائل المسلحة، فيبدو أنها بدروها عقدت صفقة ما.

ففيما قدمت تعهدات علنية بدعم النظام السابق، كشف مسؤول سابق في الكرملين أن روسيا كانت عاجزة عن مساعدة الأسد، فقد أدى غزوها لأوكرانيا إلى استنزاف القوات الروسية.

في حين، أوضح مصدر في الكرملين أن الفصائل المسلحة ضمنت سلامة القواعد الروسية والمرافق الدبلوماسية في سوريا، حسب ما أفادت سابقا وكالة "تاس".

وفي السياق، رأى جون فورمان، الملحق الدفاعي البريطاني السابق في موسكو، أن سقوط قاعدة روسيا الجوية في حميميم وقاعدتها البحرية في طرطوس، كان مسألة وقت مع تقدم الفصائل.

وأضاف: "لو لم يتمكن الروس من ضمان أمن هاتين القاعدتين، فسيتعين عليهم المغادرة".

إذ بدون هاتين القاعدتين سيكون من الصعب على روسيا تحدي البحرية التابعة للناتو أو التصدي لقواتها الجوية في البحر المتوسط والبحر الأحمر، ودعم وجودها في شمال وشبه الصحراء الإفريقية، حسبما أوضح فورمان.

إذا لم يكن من مفر أمام موسكو المشغولة بحربها في أوكرانيا سوى التخلي عن الأسد.

هكذا لم يعد الرئيس السوري السابق "ذي فائدة" سواء بالنسبة إلى إيران أو روسيا، فسقط ليواجه حالياً مستقبلاً غامضاً.

 

مقالات مشابهة

  • خبير: إعادة بناء الجيش السوري تحتاج إلى عشرات ‏السنين ومليارات الدولارات
  • خبير في الشؤون العسكرية: تدمير الجيش السوري هدف استراتيجي لإسرائيل
  • حدث ليلا: إسرائيل تهدد الفصائل بعد تدمير معظم قدرات الجيش السوري.. ومعلومات جديدة عن الأسد.. وروسيا تحرك سفنها الحربية.. عاجل
  • سوريا.. الفصائل المسلحة تعلن سيطرتها على مدينة دير الزور
  • سرّ شاهين.. المسيّرة التي حسمت معركة ثوار سوريا
  • العشاء الأخير في دمشق.. كيف تخلت إيران وروسيا عن الأسد؟
  • نهاية التحالف.. تخلي إيران وروسيا عن الأسد وتداعياته على مستقبل سوريا
  • كيف تخلت إيران وروسيا عن الأسد؟
  • دراسة جديدة لـ”تريندز” تستعرض تطور المشهد السوري
  • إيران تكشف رد فعل الأسد على انهيار الجيش السوري