6 وصايا لعمرو بن العاص.. ستغير حياتك

عمرو بن العاص رضي الله عنه، أحد أعظم القادة العسكريين في تاريخ الإسلام، ترك وراءه العديد من الوصايا التي تعكس حكمته العميقة وفهمه الواسع للدين والقيادة، من خلال تاريخه الطويل في الإسلام، كان له دور بارز في العديد من الفتوحات الكبرى، وأشهرها فتح مصر، حيث أصبح واليًا عليها بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك، ورغم مكانته الرفيعة، ظل دائمًا ما يعبر عن حرصه على تطبيق مبادئ العدالة والحكمة في حياته اليومية وفي قيادة جيوشه.

1. العدالة والمساواة

من أبرز وصايا عمرو بن العاص رضي الله عنه كان تأكيده على أهمية العدالة في الحكم، خاصة في سياق تعامله مع مختلف فئات المجتمع. فقد كان يرى أن القائد لا بد أن يكون عادلاً في تعامله مع الجميع دون تفرقة بين غني وفقير، أو عربي وأعجمي. وقد كان دائمًا يقول: "إن الله يبارك في العدل، وإن القائد الذي لا يكون عادلًا هو ضعيف." وهذا يظهر في تعامله مع أهل مصر بعد الفتح، حيث كان يحرص على معاملة الجميع بعدالة، حتى أنه كان يعاقب من يظلم أحدًا من رعيته.

2. التواضع في القيادة

رغم انتصاراته العسكرية العظيمة، كان عمرو بن العاص يوصي بالتواضع وعدم الغرور. ففي العديد من المواقف، كان يعظ الناس بالابتعاد عن الكبرياء والفخر، مؤكدًا أن النجاح والفتح إنما هو بتوفيق الله وحده. وقد قال في إحدى المرات: "إذا كنت قائدًا، فلا تفرح بالنصر بل تذكر دائمًا أن النصر من الله وحده." وهذا التواضع جعل محبيه من الجنود والمجتمع يحترمونه ويثقون به.

3. الصبر في الشدائد

من الوصايا المهمة التي تركها عمرو بن العاص كانت الحث على الصبر عند مواجهة المحن والشدائد. فقد كان يرى أن الصبر هو السبيل لتجاوز أصعب اللحظات. في معركة "مؤتة" مثلا، صمد عمرو بن العاص أمام الظروف الصعبة بثبات، مما جعل له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين. وكان يكرر دائمًا لأتباعه: "من صبر، نال ما أراد."

4. أهمية المشورة والتشاور

كان عمرو بن العاص شديد الحرص على التشاور مع معاونيه في القرارات الهامة، وكان يرى أن المشورة بين القادة تساهم في اتخاذ القرارات الأكثر حكمة. فقد قال: "المشورة مفتاح الحكمة، وما اجتمع المسلمون على أمر إلا كان الله فيه بركة." وكان يشجع دائمًا القادة والجنود على التفكير الجماعي والتشاور في كل ما يتعلق بمصلحة الأمة.

5. التوكل على الله

كان عمرو بن العاص من المؤمنين بقوة بضرورة التوكل على الله في كل أمور الحياة، سواء في الحرب أو السلم. فقد كان يردد كثيرًا قوله: "التوكل على الله هو سر النجاح، وأما الأقدار فهي بيد الله." وكان في كافة معاركه يؤمن بأن النصر والهزيمة لا يتحققان إلا بتقدير الله، مما جعله أحد أكثر القادة إيمانًا بتوجيهات الله في كل خطوة.

6. الحرص على تعليم الناس

إضافة إلى كونه قائدًا عسكريًا بارعًا، كان عمرو بن العاص أيضًا مفكرًا وواعظًا. فقد ترك وصايا عديدة حول أهمية العلم والتعليم ونقل المعرفة، سواء في أمور الدين أو في كيفية تنظيم شؤون الحياة. كان دائمًا يشجع على القراءة والتعلم من أجل تحسين الذات وتنمية الأمة.

 

وصايا عمرو بن العاص رضي الله عنه كانت تجمع بين الحكمة العسكرية، والإيمان العميق بالله، والحرص على تحقيق العدالة بين الناس. كان عمرو نموذجًا للقائد المسلم الذي يتحلى بالقدرة على القيادة في السلم والحرب، ويولي أهمية كبيرة للأخلاق الإسلامية في معاملة الناس. وبينما كان له دور عسكري كبير في الفتوحات الإسلامية، فإن وصاياه تظل حية في تاريخ الأمة الإسلامية، فهي دروس عملية في القيادة والتوكل على الله والعمل بالعدل.

المصدر: بوابة الوفد