وجه رئيس الأركان الإسرائيلي السابق والقيادي في حزب "معسكر الدولة" المعارض غادي آيزنكوت انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهما إياه بعدم السعي لإبرام صفقة شاملة لوقف الحرب في قطاع غزة. وجاءت تصريحاته بالتزامن مع استئناف المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، والتي تشهد جهودا دولية مكثفة لتحقيق تقدم ملموس.

وقال آيزنكوت، في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية، إن "مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بأكملها متحدة حول الرأي بأن الوقت قد حان لإبرام صفقة شاملة تنهي الحرب، إلا أن نتنياهو يعارض ذلك".

وأكد آيزنكوت أن "الوضع في غزة أصبح أفضل بكثير من الوضع في لبنان، وأن المخاطر في غزة أقل من تلك في لبنان". ومع ذلك، تم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في لبنان بينما تستمر حرب الإبادة في غزة.

وأشار آيزنكوت إلى وجود "محاولة واضحة لكسب الوقت" من قبل نتنياهو، متسائلا عن أسباب خوفه من وقف إطلاق النار. ووجّه انتقادا مباشرا لرئيس الوزراء بقوله "اختُطف هؤلاء الأشخاص في عهد حكومتك، ومهمتك هي إعادتهم".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الحكومة تنتظر ردا إيجابيا من القاهرة بشأن موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مقترح مصر الجديد الذي يتضمن تبادل الأسرى ووقفا لإطلاق النار.

إعلان

وحتى الآن، لا يزال نتنياهو يعطل أي تقدم في هذا المسار، متمسكا بمواصلة العمليات العسكرية والاحتلال.

فرصة حقيقية

وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر بأن هناك فرصة حقيقية لإبرام صفقة تبادل للمحتجزين.

وأكد ساعر، خلال كلمة ألقاها في مالطا، أن إسرائيل جادة في إنهاء هذه القضية في أقرب وقت.

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن شدد خلال اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي في مالطا على أهمية إنهاء الحرب في غزة واستعادة جميع الأسرى، كما أكد ضرورة العمل على مرحلة ما بعد الحرب التي تضمن "السلام والأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أميركي أن هناك تقدما في مفاوضات وقف إطلاق النار في المدة الأخيرة، مضيفا أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب اتفقا على تنسيق الجهود لتحرير الأسرى في غزة.

موقف حماس

حملت حركة حماس نتنياهو المسؤولية المباشرة عن مقتل عشرات الأسرى الإسرائيليين، وقالت إن ما حدث هو نتيجة فشله في التوصل إلى اتفاق. وشددت الحركة على أنه لا يوجد بديل عن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من القطاع وإبرام صفقة تبادل.

وصرح المسؤول في المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، بأن الوسطاء الدوليين قد استأنفوا الجهود مؤخرا من أجل الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ 14 شهرا.

وأعرب نعيم عن أمله أن تؤثر الإدارة الأميركية المقبلة تأثيرا إيجابيا على الوضع، خاصة أن إيقاف الحروب كان جزءا من برنامج ترامب الانتخابي.

وأضاف نعيم أن حماس متمسكة بمطالبها الأساسية التي تشمل وقف إطلاق النار بشكل دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وحق الفلسطينيين النازحين في العودة إلى منازلهم، مع استعداد الحركة لإظهار مرونة بشأن الجدول الزمني لهذا الانسحاب.

إعلان

ومنذ "طوفان الأقصى"، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة على نحو أدى إلى سقوط أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، كما تسبب الحصار والدمار في مجاعة أودت بحياة العشرات، خاصة بين الأطفال والمسنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار لإبرام صفقة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وفد حماس يغادر القاهرة ومصادر إسرائيلية تتحدث عن صفقة صغيرة

غادر وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقيادة خليل الحية، مساء الأحد، القاهرة، بعد لقاء مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، بحثا خلاله جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة، في حين ادعت مصادر سياسية إسرائيلية، أن تل أبيب وحركة حماس، قريبتان من التوصل إلى صفقة "صغيرة".

وذكرت الحركة في بيان على منصة "تليغرام" أن وفد قيادة حركة حماس برئاسة خليل الحية، غادر العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن عقد أمس الأحد، لقاء مع وزير المخابرات العامة بحثا خلاله جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولجنة الإسناد المجتمعي في القطاع.

وأكد الوفد حرصه على "إنجاح هذه الجهود، وإنهاء العدوان على شعبنا".

وكان وفد من حماس برئاسة القيادي البارز خليل الحية، قد وصل يوم السبت إلى القاهرة للقاء رئيس المخابرات المصرية، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة، أمس الأحد، أن "المصريين يحاولون تعزيز المصالحة بين حماس وفتح، وبالوقت نفسه يدفعون نحو إبرام صفقة لإعادة الأسرى".

وأضافت -نقلا عن تقارير إعلامية- أن حماس مستعدة لقبول "اتفاق تدريجي" على غرار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع حزب الله في لبنان.

إعلان

صفقة "صغيرة"

من ناحية أخرى، ادعت مصادر سياسية إسرائيلية، مساء الأحد، أن تل أبيب وحركة حماس قريبتان من التوصل إلى صفقة "صغيرة" وفق هيئة البث الإسرائيلية، في حين لم تعقب حماس، ولا دولتا الوساطة مصر وقطر، على ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية.

ونقلت هيئة البث، عن هذه المصادر دون تسميتها، ادعاءها أن الجانبين اقتربا من التوصل إلى صفقة "صغيرة" تشمل وقفا لإطلاق النار مدة شهرين، كما تشمل إفراج الجانبين عن أسرى "حالات إنسانية" من مسنين ونساء وجرحى ومرضى، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أجزاء من قطاع غزة، وفق المصادر ذاتها دون تفاصيل أخرى.

وفي وقت سابق الأحد، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حديث لعائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة، أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا الأحد، قد يسهم في إبرام صفقة تبادل أسرى بغزة.

وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر عقدته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وجود مؤشرات على تقدم في صفقة لتبادل الأسرى مع حماس.

وفي وقت سابق الأحد، قال الرئيس إسحاق هرتسوغ، إن "هناك مفاوضات تجري من وراء الكواليس لإعادة الأسرى من قطاع غزة"، وفق الصحيفة ذاتها.

وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع)، بينما تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.

وتقدر إسرائيل وجود 100 أسير ما زالوا محتجزين بقطاع غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى بغارات إسرائيلية عشوائية.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

إعلان

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي: فرصة لإبرام صفقة جديدة للإفراج عن المحتجزين
  • البيت الأبيض سيضغط لإبرام صفقة في غزة خلال أيام وتنفيذها بأقرب وقت
  • مساع مصرية جديدة للتهدئة في غزة.. وفد إسرائيلي بالقاهرة
  • وفد إسرائيلي في القاهرة ضمن مساعي الوصول إلى اتفاق تهدئة في غزة
  • صفقة التبادل في غزة.. ضغوط ترامب تضيّق خيارات نتنياهو
  •  هآرتس: نتنياهو يكذب بشأن صفقة الأسرى
  • الوسطاء يعقدون سلسلة لقاءات للتوصل إلى صفقة متعددة المراحل لتبادل الأسرى وإيقاف إطلاق النار في غزة
  • هآرتس: نتنياهو يكذب بشأن صفقة الأسرى
  • وفد حماس يغادر القاهرة ومصادر إسرائيلية تتحدث عن صفقة صغيرة
  • نتنياهو: الوقت موات والظروف قد نضجت للتوصل الى صفقة مع غزة