أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح البدير، المسلمين بتقوى الله تعالى فهي ركن الاستقامة وحصن السلامة والحرز الحريز من موجبات الندامة قال جل من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الصلاة هي علامة الإيمان وعصمة الدين فرضها الله على العباد المحافظة والمداومة عليها في أوقاتها قال تعالى مشيرًا إلى أن من يحافظ عليها يعظم أمرها ويعرف قدرها ويرجو أجرها قال عز وجل (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).

وبين أن تكرار الأمر بإقامة الصلاة في القرآن دلالة على عظم شأنها وعلو منزلتها، قال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) وقال (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ مَا لَمْ يَحْضُر الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَر الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا لَمْ يطلع قرنُ الشَّمْس).

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي كما أن الترهيب الشديد والتخويف البالغ والتهديد الزاجر والوعيد لمن تعمد إخراج الصلاة المكتوبة عن وقتها المقدر قال تعالى (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُون) مبينًا أن المقصود من الآية هو إضاعة الوقت بلهو حتى يضيع الوقت, فيما توجه لتارك الصلاة بالقول قبل الموت بالعودة إلى صلاته وأن عليه الاعتبار بمن رحل من القرناء وطوى الموت الأحبة.

وحث على تعاهد الأهل والأولاد وتذكريهم وإرشادهم والأمر بأداء الفرائض عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدِّه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (مُرُوا أولادكمِ بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المَضاجِعِ).

ودعا إلى الإكثار من صلاة النوافل تقربًا لله وجبرًا لما نقص, منوهًا بأن من فاتته صلاة مفروضة أو نام عنها وجب قضاؤها متى ذكرها ففي الحديث ‏عَنْ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏( ‏مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ) مشيرًا إلى أن من نقص من صلاته زيد عليها من النوافل والتطوع حتى تتم، عن أبي هريرة قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة، الصلاة المكتوبة، فإن أتمها، وإلا قيل: انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك ".

وفي الخطبة الثانية بين إمام وخطيب المسجد النبوي أن على المسلم أن يتنبه أن يلهيه المال والولد كما لا تنسيه تجارته وبيعه ولا يشغله السوق عن أداء الصلاة في مواقيتها عن ابن مسعود أنه رأى قومًا من أهل السوق، حيث نودي بالصلاة، تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة، فقال عبد الله : هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط).

واختتم الخطبة إمام وخطيب المسجد النبوي بأن مراعاة أوقات الصلاة تبعد صاحبها عن مباشرة القاذورات وتعاطي المحرمات والشبهات، وتجافي عن أفعال الخائنين للأمانات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة المسجد النبوي المحافظة على الصلاة خطبة الجمعة الحرمين الشريفين المزيد المزيد إمام وخطیب المسجد النبوی

إقرأ أيضاً:

إمام المسجد الحرام: مدمن الخمر يتجرع عصارة أهل النار

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبد الله بن عواد الجهني، في خطبته اليوم بالمسجد الحرام، المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، مؤكدًا أن التقوى تصلح الأقوال والأعمال، وأن الله خلق الإنسان لعبادته وأمره بالعمل وفق طاقته.

وأوضح الشيخ الجهني أن القرآن الكريم نزل لهداية البشر وإنقاذهم، حيث يتضمن الفرائض والفضائل والمواعظ والزواجر، محذرًا من الغفلة التي تسيطر على النفوس، ومن الانسياق وراء الشهوات التي تقود إلى معصية الله.

تحذير من عواقب المعاصي

في خطبته، تناول الشيخ الجهني تحذيرًا شديدًا من عواقب بعض الكبائر والمعاصي، قائلًا: "يوم يضاعف العذاب على من ترك الصلاة وضيعها، وتهاون بالزكاة ومنعها، وانتهك حرمة شهر الصيام بإفطاره، وأخر فريضة الحج مع استطاعته."


وتطرق إلى مصير مدمن الخمر، مؤكدًا أنه سيشرب من "ردغة الخبال"، وهو ما وصفه بعصارة أهل النار، كما حذر من العذاب الشديد الذي ينتظر مرتكبي الزنا والربا والفجور.

دعوة للإصلاح والتوبة

شدد الشيخ الجهني على ضرورة إصلاح النفس بالتوبة والإقلاع عن الذنوب، داعيًا إلى أن تكون ألسنة المسلمين عفيفة، بعيدة عن الوقيعة في الأعراض أو إيذاء الآخرين قولًا أو فعلًا، استنادًا إلى قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ (الأحزاب: 58).

ونقل عن العلامة ابن عثيمين قوله: "أذية المؤمنين تكون بالقول والفعل، وهي كثيرة، وأولئك الذين يؤذون المؤمنين بغير وجه حق يحملون على أنفسهم بهتانًا، أي كذبًا عظيمًا، وعقوبة شديدة عند الله."

حث على الرحمة والتراحم

في ختام الخطبة، دعا الشيخ الجهني المسلمين إلى الرحمة والمغفرة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم."

 كما نبه إلى خطورة الإصرار على الذنوب، وضرورة الوعي والعمل بما يسمع من المواعظ والنصائح، مستشهدًا بقوله: "ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون."

وأكد الشيخ على أهمية اغتنام الفرصة للإصلاح ما دام حبل الحياة موصولًا، داعيًا الله أن يصلح القلوب، ويجعلها محبة للخير ومؤدية للحقوق.

مقالات مشابهة

  • حكم الصلاة في البيت خلف إمام المسجد
  • لماذا يجب صلاة المغرب في رجب؟.. احذر تفويتها أو تأخيرها لـ7 أسباب
  • «إمام المسجد النبوي»: الاحتفال بليلة 27 رجب بوصفها الإسراء بدعة.. ماذا قالت دار الإفتاء المصرية؟
  • محدثة مبتدعة.. خطيب المسجد النبوي يحذر من كل قربة ليس عليها دليل
  • فاعملوه .. خطيب المسجد الحرام: الله خلقكم لتعبدوه وكلفكم بما تطيقون
  • إمام المسجد الحرام: مدمن الخمر يتجرع عصارة أهل النار
  • خطيب المسجد النبوي: حديث (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) غير صحيح
  • خطيب المسجد الحرام: مدمن الخمر سيشرب من ردغة الخبال ويتجرع عصارة أهل النار
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • إمام وخطيب: فارق كبير بين الكتاتيب التقليدية والجديدة