ما تزال حالات الإصابة بالمرض الفيكتوري «السل»، تتزايد في مختلف أنحاء بريطانيا، حيث يقتل واحدًا من كل ستة أشخاص يصابون به، منهم من يُدرك أعراضه والبعض يغفل عنها، خاصة أنها تشبه أعراض الإصابة بنزلات البرد الشتوية أو الإنفلونزا.

ارتفاع الإصابة بمرض السل في بريطانيا

مع قرب حلول فصل الشتاء وتزايد الإصابة بنزلات البرد الشتوية، تعالت التحذيرات بشأن ظهور الأعراض، لأنها قد تشير إلى الإصابة بمرض «السل»، وهو عدوى رئوية خطيرة، قد تتسبب في سعال الضحايا دمًا، إذ تُشير البيانات الرسمية، إلى أن حالات الإصابة بالسل ارتفعت بنسبة 11% عن العام الماضي، لتصل إلى 5 آلاف حالة، وفقًا لتقرير وكالة الأمن الصحي في بريطانيا «UKHSA».

بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، اكتشفت زيادة انتشار مرض السل بعد حصر البيانات، إذ أشارت إلى الإحصاءات إلى أن ما يقرب من واحد من كل 25 ألف شخص في إنجلترا مصاب بالعدوى، لذا نصح مسؤولو الصحة الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض السل المحتملة، بعدم تجاهل العلامات، التي تشمل السعال المستمر، خاصة أنه يمكن الخلط بينها بسهولة، وبين عدوى الشتاء الشائعة مثل البرد أو الإنفلونزا.

تحذير من تجاهل أعراض السل

وجاء التحذير في الوقت الذي تظهر بيانات منفصلة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ارتفاعًا بنسبة 350% في حالات الإنفلونزا في مستشفيات إنجلترا، كجزء من «وباء رباعي»، مع ارتفاع مستويات عدوى «نوروفيروس» بنسبة 86%، بالإضافة إلى ارتفاع كوفيد وRSV. 

«يجب على الناس عدم تجاهل أعراض السل المحتملة، خاصة إذا كانوا من الوافدين الجدد إلى بريطانيا» تقول الدكتورة إستر روبنسون، رئيسة وحدة السل في هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا، موضحة أن مرض السل قابل للشفاء والوقاية، إلا أنه يظل يمثل مشكلة صحية عامة خطيرة في إنجلترا.

وفي هذا الوقت من العام، تزداد حالات الإصابة بالإنفلونزا وغيرها من الأمراض الشتوية، لكن من المهم معرفة أن ليس كل سعال مستمر، إلى جانب الحمى، ناجم عن الإنفلونزا أو «كوفيد-19» فقط، بل قد يشير إلى المرض الفيكتوري، خاصة السعال الذي عادة ما يكون مصحوبًا بالمخاط ويستمر لأكثر من 3 أسابيع، إذ يمكن أن يكون ناجمًا عن مجموعة من المشكلات الأخرى، بما في ذلك مرض السل، وفي حال ظهوره يُرجى التحدث إلى طبيبك العام.

أعراض مرض السل

ارتفاع حالات السل عن العام الماضي، أمرا مثيرا للقلق في بريطانيا، خاصة ارتفاع نسبة حالات السل التي تنطوي على سلالات مقاومة للأدوية المستخدمة عادة لعلاجها، وتشمل أعراضه المحتملة:

- السعال الذي يستمر لأكثر من 3 أسابيع وينتج دمًا.

- ارتفاع درجة الحرارة.

- التعرق الليلي.

- فقدان الشهية.

- فقدان الوزن غير المبرر. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مرض السل السل أعراض مرض السل أعراض السل فی بریطانیا مرض السل

إقرأ أيضاً:

شبح الجفاف.. نقص المياه يهدد الحياة البحرية والاقتصاد في حوض البحر المتوسط

كشفت دراسة جديدة أجراها علماء من المركز المشترك للبحوث التابع للمفوضية الأوروبية عن وجود صلة حرجة بين انخفاض تدفق الأنهار إلى البحر المتوسط وصحة النظم البيئية البحرية فيه.

وحذرت الدراسة التي نشرت يوم الثالث من فبراير/شباط في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، من أن تغير المناخ وزيادة الطلب على المياه يهددان التنوع البيولوجي في البحر المتوسط والاقتصادات التي تعتمد عليه.

ويعتمد البحر المتوسط، أحد أكثر البيئات تنوعا من الناحية البيولوجية في العالم، بشكل كبير على المياه العذبة من الأنهار للحفاظ على توازنه الدقيق. تحمل الأنهار مغذيات أساسية تدعم الحياة البحرية، بدءا من العوالق الصغيرة ووصولا إلى الأنواع السمكية ذات القيمة التجارية. ومع ذلك، يتسبب تغير المناخ في زيادة وتيرة وشدة الجفاف، مما يقلل من تدفق الأنهار ويضع ضغوطا هائلة على هذه النظم البيئية.

إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية فإن تدفق الأنهار إلى البحر المتوسط قد ينخفض بنسبة 41% (غيتي) سيناريو الخطر

يشير المؤلف المشارك في الدراسة دييغو ماسياس -الباحث في علوم البحار في مركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية- إلى أن حوالي 20% من أراضي قارة أوروبا و30% من سكانها يعانون من الإجهاد المائي سنويا، مما يعني أنهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم من المياه. وتعد المناطق الجنوبية من أوروبا الأكثر عرضة للخطر.

"على سبيل المثال، شهد نهر بو في إيطاليا، الذي يصب في البحر المتوسط، انخفاضا حادا في تدفق المياه في السنوات الأخيرة. فبين عامي 2001 و2023، انخفضت كمية المياه في النهر إلى النصف تقريبا في 5 مناسبات على الأقل، وسجل أدنى مستوى له في عام 2022 بنسبة 39% من متوسط تدفقه خلال فترة المراقبة" حسب ما أفاد به ماسياس في تصريحات لـ"الجزيرة نت".

وحذرت الدراسة من أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو سيناريو يعرف بـ "آر سي بي 8.5" فإن تدفق الأنهار إلى البحر المتوسط قد ينخفض بنسبة 41%.

إعلان

وسيكون لهذا تأثير مدمر على الإنتاجية البحرية، مما يقللها بنسبة 10%، وعلى الكتلة الحيوية للأسماك بنسبة 6%. وقد تتكبد قطاعات الصيد في البحر المتوسط خسائر سنوية تقدر بـ 4.7 مليارات يورو، مما يؤثر بشكل كبير على المجتمعات الساحلية التي تعتمد على الصيد في معيشتها.

تعد مناطق مثل بحر الأدرياتيكي وبحر إيجه، وهما من أكبر مناطق صيد الأسماك في البحر المتوسط، الأكثر عرضة للخطر. وتتوقع الدراسة أن تنخفض الإنتاجية البحرية في هذه المناطق بنسبة 12%، بينما قد تنخفض الكتلة الحيوية للأسماك بنسبة 35%. وقد تتجاوز هذه الخسائر كميات الصيد الحالية، مما يؤدي إلى عواقب اجتماعية واقتصادية خطيرة.

من دون اتخاذ إجراءات فورية قد يكون التنوع البيولوجي الغني للبحر المتوسط وسبل عيش الملايين في خطر (الفرنسية) تحديات وتطلعات حاسمة

استخدمت الدراسة إطار النمذجة المسمى "بلو 2 إم إف" الذي صممه مركز الأبحاث المشتركة لتحليل تأثير انخفاض تدفق المياه العذبة على الكيمياء الحيوية لبيئة البحر المتوسط، وشبكة الغذاء، وقطاعات الصيد. وتؤكد النتائج الحاجة الملحة إلى إدارة متكاملة لموارد المياه لحماية النظم البيئية البحرية والاقتصادات التي تدعمها.

يقول ماسياس: "لمعالجة هذه التحديات، حدد الاتحاد الأوروبي أهدافا مناخية طموحة، تهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. كما تعد المفوضية الأوروبية إستراتيجية لتعزيز مرونة المياه، من المقرر أن تكون إحدى الأولويات السياسية الرئيسية في عام 2025، لضمان أمن الإمدادات المائية، وتقليل مخاطر الفيضانات، والتخفيف من آثار الجفاف".

ويرى المؤلف المشارك للدراسة أن هذه النتائج تمثل تذكيرا بترابط تغير المناخ وموارد المياه وصحة البحار. "فمن دون اتخاذ إجراءات فورية، قد يكون التنوع البيولوجي الغني للبحر المتوسط وسبل عيش الملايين في خطر".

إعلان

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية بسبب القلق من الرسوم الجمركية
  • شبح الجفاف.. نقص المياه يهدد الحياة البحرية والاقتصاد في حوض البحر المتوسط
  • دراسة: الإفراط في تعاطي القنب يزيد خطر الإصابة بالفصام لدى الشباب
  • زيادة مقلقة في حالات سرطان الرئة بالمغرب.. أكثر من 8 آلاف إصابة سنوياً في المملكة
  • كويكب جديد يثير القلق.. علماء الفلك يراقبون خطر اصطدامه بالأرض
  • القلق من سياسة ترامب الاقتصادية قد يتيح فرص استثمارية
  • كانسيلو يثير مخاوف جمهور الهلال
  • مرض فتاك يضرب أمريكا ويهدد حياة الملايين.. تسبب في حالة ذعر للجميع
  • الأكثر خطورة منذ 15عاما .. زيادة حالات الانفلونزا في أمريكا بصورة مقلقة
  • تسجيل إصابات جديدة بإنفلونزا الطيور يثير القلق!