جاءت هذه الرسائل ضمن حلقة جديدة من برنامج "حكم وحكمة" التي حملت عنوان "التفاعل مع الأديان"، وناقش عبد الكافي مع ضيوفه كيفية التعامل مع الآخر وفقا لمبادئ الإسلام، وما يتعلق بذلك من فقه الاغتراب في مجتمعات غير مسلمة.

وعرضت الحلقة آراء عدد من الأشخاص من دول عربية متنوعة، الذين تحدثوا عن حدود تعاملهم مع الآخرين، وما يقبلونه وما يرفضونه من قيم وسلوكيات، ومدى قبولهم للعلاقات الإنسانية مع أصحاب الديانات المختلفة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مالك بن نبي: التأهيل الإنساني والاجتماعي هو مفتاح صنع الحضارةlist 2 of 4المفكر الصادق الفقيه: على العرب استكشاف إستراتيجيات للتغلب على التبعية والتخلفlist 3 of 4خوان كول: النبي محمد كان قائدا لأكبر حركة تحرر سلمية بالعالمlist 4 of 4كيف أحرقت ألمانيا "القنطرة" مع المسلمين؟end of list

وتباينت الآراء حول حدود المعاملة، وقد أشار بعضهم إلى أن التفاعل يجب أن يظل ضمن إطار يحفظ الهوية.

تلا ذلك حوار مفتوح أجراه عبد الكافي مع مجموعة من الشباب والفتيات العرب، الذين أعربوا عن تساؤلاتهم بشأن كيفية التعامل مع ثقافات ومعتقدات غير المسلمين في بيئات اجتماعية وتجارية مختلطة، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية.

الهجرة وتقارب الأديان

وألقى الدكتور عبد الكافي الضوء على ما يتداوله الناس عند الحديث عن الأديان ومصطلح "التقارب" بينها، وبيّن أن هذا المصطلح غير موجود في القرآن، وأكد أن الإسلام يقدم رؤية واضحة لتوجيه المسلمين في كيفية التعامل مع الآخرين.

وتناول عبد الكافي مسألة الجنسية والدين، مشيرا إلى أن تطور وسائل التواصل الاجتماعي وازدياد الهجرة جعلت المسلمين يتفاعلون بشكل متزايد مع ثقافات غير إسلامية، مما يطرح تساؤلات فقهية عن الغربة، وهل المسلم غريب في بلاد غير المسلمين، أم قد يكون غريبا في بلاده أيضا.

إعلان

وأكد الداعية أن الإسلام لا يمنع من دراسة أدبيات الديانات الأخرى أو أفكارها الثقافية، بشرط أن تكون هذه الدراسة في سياق معرفي بحت، وليس بغرض التشبه، وقال إن المسلم يمكنه فهم الأفكار الأخرى دون التنازل عن قيمه.

وأشار عبد الكافي إلى أن الفقه الإسلامي يسمح بالتعامل مع غير المسلمين في مناسباتهم، لافتا في هذا السياق إلى ضرورة تقبل الآراء الفقهية المختلفة في الأمر، ويضرب مثالا على التسامح بين الصحابة، حيث كان ابن عمر يتمسك بشدة، في حين كان ابن عباس يميل إلى التسهيل، ولم ينكر أحدهم على الآخر.

وشدد الداعية على حرمة زواج المسلمة من غير المسلم، بينما يسمح الإسلام بزواج المسلم من "الكتابيات" أي من أتباع الديانات السماوية، وأكد أن التعامل التجاري مع غير المسلمين جائز طالما كانت الأمانة هي المعيار الأساسي، مستشهدا باستعانة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمشرك أمين في رحلة الهجرة.

التعايش أم الحرية

في الجزء الثاني من الحلقة، استضاف عبد الكافي الدكتور فداء المجذوب، أستاذ الدراسات الإسلامية، الذي تحدث عن التعامل مع الآخر، وقال إن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين يجب أن تقوم على التعارف والأمان والاحترام المتبادل، مستشهدا بالآية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

وأضاف الدكتور فداء أن التواصل السليم مع الآخر لا يعني الانصياع لتوجهاته، بل على الجميع السعي إلى تحقيق جو آمن يشعر فيه الجميع بحرية الاختيار، وأوضح أن الحرية هي أساس الحوار الصحي، بينما التعايش قد يكون استسلاما للآخر إن لم يتحقق ذلك على أسس الاحترام.

وأكد ضرورة الانفتاح الكامل في الحوار الفكري، حيث تسود روح التفاهم، مما يسهم في استقرار المجتمعات المختلطة التي تجمع مختلف الأديان والثقافات، مضيفا أن هذا النهج يسمح بخلق بيئة صحية تعزز الحياة المشتركة.

إعلان 6/12/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات غیر المسلمین غیر المسلم عبد الکافی

إقرأ أيضاً:

هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن الاختلاف سنة كونية أرادها الله في خلقه، وأنه لا ينبغي أن يكون سببًا للعداوة والقطيعة بين الناس، بل على العكس، يدعو الإسلام إلى الرحمة والتعايش السلمي بين جميع البشر، بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية والفكرية.

وأضاف أبو عمر، خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة الناس، اليوم، أن الإسلام لم يقتصر في تعاليمه على الرحمة بأتباعه فقط، بل شملت رحمته كل الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، وهو توجيه صريح للتعامل بالحسنى مع الجميع. كما أشار إلى أن الإسلام لا يمنع من البر والإحسان لغير المسلمين طالما أنهم لا يحاربون المسلمين، مستدلًا بقول الله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ"، مما يؤكد أن العدل والإحسان من المبادئ الراسخة في الإسلام.

وأوضح أن سيرة النبي ﷺ كانت خير دليل على هذا النهج، حيث تعامل مع غير المسلمين برحمة واحترام، حتى في المعاملات اليومية، فقد خدمه غلام يهودي، وعندما مرض زاره النبي بنفسه، كما تعامل ﷺ مع اليهود في التجارة وأودع درعه مرهونًا عند أحدهم.

وأشار الدكتور أيمن أبو عمر إلى ضرورة الاقتداء بالنبي ﷺ في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى، ونبذ السخرية أو التقليل من شأن معتقداتهم، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ".

وشدد على أن الإسلام دين العدل والرحمة، وأن المسلم الحقيقي هو الذي يعكس هذه القيم في سلوكياته اليومية، داعيًا الجميع إلى التعايش الإيجابي واحترام التنوع الديني والثقافي بما يعزز قيم المحبة والسلام في المجتمع.

اقرأ أيضاًد.محمد المهدي: الصيام يفرز هرمونات الشعور بالسعادة

أسامة فخري الجندي: التوبة باب مفتوح ورحمة إلهية لا تغلق

ردِّده الآن.. دعاء اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان 2025: اللهم ارحم موتانا وعاف مبتلان

مقالات مشابهة

  • الفن لغة التسامح والتعايش
  • كم مقدار زكاة الفطر؟ وهل يجوز إخراجها نقدًا؟
  • ليست صور السيلفي أو المكالمات.. أبل تزود ساعتها الذكية بكاميرات لهذا السبب
  • الزايدي: نعول على ظهور قوى ليبية وطنية تؤمن بحق بلادها في الاستقلال والحرية
  • بسرعة شحن طلقة.. إليك أحدث باور بانك بأعلى الإمكانيات
  • حكماء المسلمين ينظم إفطاراً جماعياً لقادة ورموز الأديان في باكستان
  • «حكماء المسلمين» ينظم إفطاراً جماعياً لقادة ورموز الأديان في باكستان
  • هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب
  • «حكماء المسلمين» ينظم إفطاراً لرموز الأديان
  • أسامة المسلم: لا أحب الأضواء وأغلب الرجال لديهم كهفهم الخاص .. فيديو