دخلوا حماة والآن أنظارهم إلى حمص.. خريطة توضح مناطق فصائل المعارضة وتحركها
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
(CNN)-- عادت الحرب الأهلية في سوريا إلى دائرة الضوء من جديد بعد أن شن تحالف جديد لفصائل المعارضة السورية هجوماً مفاجئاً، تمكنوا عبره من الاستيلاء على مدينتين رئيسيتين، هما حلب وحماة، محطماً جمود الحرب التي لم تنته رسمياً قط.
إن الصراع المتجدد، الذي أودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص وأرسل ما يقرب من 6 ملايين لاجئ إلى خارج البلاد، له تداعيات واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
بدأ الهجوم الأسبوع الماضي بعد أن شكل المتمردون تحالفا جديدا أطلق عليه اسم "قيادة العمليات العسكرية".
وسرعان ما اجتاحوا قرى خارج حلب، ويقول السكان الآن إنهم يسيطرون على جزء كبير من المدينة، ولم يواجهوا مقاومة تذكر في الطريق.
وبعد أكثر من أسبوع من بدء الهجوم، دخل المتمردون، الخميس، إلى حماة، وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية تقع على بعد حوالي 150 كيلومترا (90 ميلا) جنوب حلب، وقال الجيش السوري إنه ينسحب من المدينة.
وبعد السيطرة على حماة قال المتمردون إنهم يخططون للتقدم جنوبا إلى مدينة حمص.
ويقول المقاتلون إنهم يسعون إلى تحرير الأراضي المحتلة وكانوا يردون على الهجمات المتزايدة من القوات الحكومية والميليشيات الموالية لإيران.
وربما يسعى المتمردون إلى الاستفادة من الحكومة الضعيفة التي ينشغل حلفاؤها الرئيسيون بشدة بصراعات أخرى.
وغزت روسيا، وهي الشريك الرئيسي للأسد في العمليات الجوية، أوكرانيا في عام 2022 وضخت القوى البشرية والموارد في الحرب.
وفي هذه الأثناء، عانت إيران من سلسلة من الهجمات من جانب إسرائيل، ولا سيما توجيه ضربات قوية إلى حزب الله، وقال محللون لشبكة CNN إن المتمردين السوريين يستغلون الفراغ الذي خلفته الجماعة للتقدم في سوريا.
وتمثل خسارة حلب انتكاسة كبيرة لقوات الأسد، كانت ذات يوم أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان وعاصمتها الاقتصادية، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، وتوفر حماة خطوط إمداد مباشرة بين العاصمة دمشق وحلب ولم يتمكن المتمردون حتى الآن من السيطرة على المدينة.
من هم مقاتلو فصائل المعارضة؟
ويتكون التجمع الجديد من طائفة واسعة من قوى المعارضة، من الفصائل الإسلامية إلى المعتدلين.
وتقودهم هيئة تحرير الشام، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة في سوريا كان يطلق عليه اسم جبهة النصرة.
وقطعت الجماعة علاقاتها رسميًا مع تنظيم القاعدة وأصبحت الحاكم الفعلي في إدلب، وقد انضمت إليهم جماعات تدعمها تركيا وجماعات أخرى كانت تدعمها الولايات المتحدة في السابق.
ومما يزيد الوضع تعقيدًا أن بعض الجماعات المتمردة تقاتل أيضًا قوات سوريا الديمقراطية.
وأعلن الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، والذي يشكل جزءا من تحالف المعارضة الذي سيطر على معظم مدينة حلب، الأحد، أنه سيطر على مدينة تل رفعت وبلدتي عين دقنة والشيخ عيسى، كما زعمت أنها سيطرت على قريتي الشالة والنيربيّة بريف حلب الشمالي، ولم تكن تلك المناطق في السابق تحت سيطرة حكومة بشار الأسد، بل كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وتتكون قوات سوريا الديمقراطية إلى حد كبير من مقاتلين أكراد من مجموعة تعرف باسم وحدات حماية الشعب، والتي تعتبرها تركيا المجاورة منظمة إرهابية.
كيف سترد سوريا؟
تقصف الطائرات السورية والروسية المتمردين في حلب وإدلب، وهو تكتيك كان له دور حاسم في استعادة الأراضي خلال الحرب الأهلية.
وتعهد الأسد بأن تواصل سوريا "الدفاع عن استقرارها وسلامة أراضيها في مواجهة كل الإرهابيين ومؤيديهم"، وقالت وزارة الدفاع إنها تستعد لشن هجوم مضاد.
ومع ذلك، فإن المدى الكامل لقدرة الحكومة أو استعدادها للاستجابة غير واضح في هذه المرحلة وسيعتمد الكثير على الدعم الذي يمكن أن يقدمه داعموها الرئيسيون.
وكانت هناك دلائل على أن حلفاء سوريا يلتفون حول الحكومة، حيث سافر كبير الدبلوماسيين الإيرانيين، عباس عراقجي، إلى دمشق قادماً من طهران، الأحد.
ومع سيطرة الفصائل على حلب، بما في ذلك المواقع العسكرية الرئيسية والمطار، فإن أي هجوم مضاد سيكون صعباً على الجيش السوري، إذ صمدت المدينة لمدة عامين تقريبًا تحت حصار شبه مستمر من القوات الحكومية قبل الاستيلاء عليها في عام 2016.
إسرائيلتركياسورياالثورة السوريةالجيش السوريانفوجرافيكنشر الجمعة، 06 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الثورة السورية الجيش السوري انفوجرافيك
إقرأ أيضاً:
سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! “المجاعة”، محض افتراء، أم مجرد شظف عيش؟!
الجميل الفاضل
ما القصة؟
فالناس صرعي من هول الذل!!
اصطفت “البستلات”، و”الجكوك”، وصغيرات الأواني، من كل صنف ولون، تزح زحا، نحو دنان مطاهي، تسمي “التكايا”، ملأ بعضها عدسا، وشيئا من “بليلة” في آخر، هو إدام بلا خبز، لا يكفي وجبة واحدة لأسرة صغيرة، ينتظره المصطفون لساعات طوال، رغم غياب الخبز، الذي ثمنه شاعر المنافي محمود درويش بقوله:
“إنا نحب الورد لكنا نحب الخبز أكثر.
ونحب عطر الورد لكن السنابل منه أطهر”.
علي أية حال، يظل الناس هنا صرعي، وماهم بصرعي، زائغة عيونهم في ذهول، من هول ذل، يحلق فوق رؤوسهم المطرقات، كأنما حط عليها طير، بفعل حرب قيل لهم: أنها ما شبت إلا لأجل “الكرامة”، كرامتهم.
أنها كرامة، يزعم “البلابسة” الأشرار، أن هذه الحرب ستمنحها للناس بيمينها القوية، “فتكا” و”متكا”، قبل أن يتفاجأ الجميع بأن “الجوع” قادر بصفوف طعامه المهينة، أن يسلبها لهم، بين غمضة عين عن شر الحرب، وإنتباهتها علي صوت جوع، يصدر من غور سحيق، من كل جوف خاوي.
هذا بالطبع في الحضر، حيث “غرف الطوارئ” ذات التكايا، فما بالك بجوع من الدرجة الرابعة أو الخامسة، يبحث لإيجاد مخرج منه، مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين، جوع أضطر الناس في معسكرات النزوح بدارفور، لمشاركة الحيوان نوع غذائه، وفي قري وبوادي أخري يأكل الآن أهلها أوراق الشجر.
لتبقي حقيقة واحدة هي: أن من لا يملك قوته، لا يملك كرامته، ولا قراره، وإن إمتلك السلاح.
والي أين سيركض هذا الشبح القادم؟
لجان دولية تقرع ناقوس الخطر!!
تقطع لجنة دولية أن خمسة علي الأقل من مناطق السودان، تقع الآن بالفعل في نطاق المجاعة، التي تقول ذات اللجنة أنها ستتمدد خلال شهر مايو المقبل، لتشمل (17) منطقة أخري، مالم تتخذ تدابير فورية لتقديم الغذاء الكافي، بصورة عاجلة ومستدامة لسكانها.
وكيف تحل بالناس المسغبة؟
يقولون: إستمرار الحرب يوسع رقعة المجاعة!!
يعد إستمرار الحرب لنحو واحد وعشرين شهرا، وإتساع نطاقها المحتمل في ظل تصاعد حالة الإستقطاب الإثني والمناطقي الحاد، وإرتفاع وتيرة خطاب الكراهية العنصري بين المكونات السودانية، التي باتت تعاني تهتكا وتمزقا متناميا يوما بعد يوم، في نسيجها الإجتماعي، وبشكل شبه ممنهج، نتيجة للسياسات التي كرست لواقع الإنقسام، من خلال إجراءات الإستبدال الجزئي للعملة ببعض مناطق البلاد، وحرمان عشرات آلاف الطلاب من حق الجلوس لإمتحانات الشهادة السودانية، الأمر الذي أنتج غبنا لا يخفي، ربما رشح هو الحرب لدخول مناطق لم تدخلها من قبل، كرد فعل يأتي علي كل ذلك، فضلا عن شبهة إستهداف الطيران الحربي، لما يعرف بمناطق حواضن الدعم السريع، إضافة لما ينظر اليه كشكل من أشكال العقاب التعسفي الجماعي، المطبق جزافا بمناطق سيطرة الجيش، علي المشكوك في تعاونهم مع العدو، تحت طائلة ما عرف بقانون “الوجوه الغريبة”.
عليه فإن تقارير المنظمات الدولية تشير الي أن دخول العمليات العسكرية الي مناطق الإنتاج الزراعي قد أدي في ولايتي الجزيرة وسنار، لحرمان المزارعين من حصاد محاصيلهم الغذائية، وبالتالي فإن خروج مناطق أخري من دائرة الإنتاج بدخول العمليات الحربية إليها، سيؤدي لإطلالة شبح المجاعة علي مزيد من السكان، في مناطق أخري بالبلاد، تقدرهم المنظمات بنحو خمس وعشرين مليونا.
لكن “المجاعة”، لما ينكرون وجودها؟
فهناك ما ينبغي أن يحذره “أشقي ثمود” السودان؟!
عرف السودان دائما المجاعات تأتي في زمن الديكتاتوريات والعهود الشمولية، وكعادتها تذهب مثل هذه الأنظمة والدول البوليسية لإحاطة كافة أمورها بالسرية والكتمان، خشية من أعين الصحافة الفضولة، ومن الأنوف الطويلة، لوكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المعنية، بالحروب، والأمراض، والمجاعات، وبكل ما يتصل بحقوق الإنسان، تلك المنظمات التي تمهد بالضرورة لتدخلات ما يسمي بالمجتمع الدولي، الذي هو شر غائب ينتظر في عرف مثل هذه الحكومات، الحريصة علي ستر عوراتها الكثيرة والكبيرة، وعلي الإستفراد بشعوبها المغلوبة علي أمرها بعيدا عن تطفل ورقابة الآخرين.
ويقول التاريخ في السودان: أن مثل هذه الأنظمة، لا تعلن في العادة عن بلادها مناطق كوارث، أو طؤاري، مهما كان سوء الوضع، والأحوال، والمنقلب.
لكن تاريخ هذه البلاد نفسه يقول أيضا: أن كل المجاعات التي حلت بالسودان لم تذهب إلا ومعها في رحلة إيابها، ذات النظام المكابر، الذي رفض الإعتراف بها أول مرة، أو تلكأ علي الأقل في أن يعينه المجتمع الدولي عليها.
إذن فليتعظ ويحذر رئيس الأمر الواقع، الذي إعتبر أن هذه المجاعة “محض افتراء”، ووزير إعلامه الذي وصفها تقليلا من شأنها كقدر كبير، بأنها مجرد “شظف عيش”.
فإن الحكمة الإلهية ظلت تقضي في تاريخ السودان، بمثلما قضت علي إمرأة حميرية، رمي بها جوع هرة، لم تطعمها، ولم تتركها، لتأكل من خشاش الأرض، في النار.
لكن تري الي أي جحيم سيقذف جوع ملايين وشيك، يطارد شبحه بسرعة البرق، أطفالا صغارا، ونساءا ضعافا، وشيوخا أكل عليهم الدهر وشرب، من سمر البشر، “أصل البشرية” الأول، بشقي، إنبعث فيهم كإنبعاث “أشقي ثمود”، إذ كان في هذه المدينة أيضا، في آخر عهد “إخواني” مندثر، تسعة رهط يفسدون في الأرض، ولا يصلحون، “فنادوا صاحبهم فتعاطى، فعقر”، ليشقي هو أهل هذه الديار بحرب، أجري الله علي لسانه أن أسماها، “حربا عبثية”، رغم أنها فضلا عن عبثيتها تلك، هي حرب من نوع لا يبقي ولا يذر، تبعها جوع كافر، سيحيل من فرط جنوحه لامحالة، حياة كافة السودانيين الي كدر، إذ هو جوع ترافق لحكمة يعلمها الله وحده، بأمراض شتي سرت بينهم كسريان النار في هَشِيمِ مُحْتَظِرِ.
الوسومالجميل الفاضل