ليبيا – أثار قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال، عبد الحميد الدبيبة، ضم مدينة تاورغاء إلى مصراتة ردود فعل غاضبة وتحليلات سياسية متعددة، حيث اعتبره البعض خطوة غير حكيمة لا تخدم مسار المصالحة الوطنية، في حين رأى آخرون أنّ وراء عدم إلغائه دافعاً اقتصادياً مرتبطاً بتوسيع مشاريع حيوية في المنطقة.

رفض برلماني للاعتراف بهذا الضم

انتقد عضو مجلس النواب، جاب الله الشيباني، بشدة قرار الدبيبة، واصفاً إياه بـ”غير الحكيم“.

وأشار الشيباني، في تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط” تابعتها صحيفة “المرصد”، إلى تقديمه مذكرة لبعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا رافضاً فيها القرار. وأكد استمرار الاحتجاجات الشعبية ضد هذه الخطوة، نافياً في الوقت ذاته وجود أي تواصل مع حكومة الدبيبة للتفاوض بشأنها.

دوافع اقتصادية محتملة وراء القرار

من جهته، اعتبر المحلل السياسي، أيوب الأوجلي، أن الدافع الاقتصادي قد يقف خلف عدم إلغاء هذا القرار. وفي تصريحات خاصة للصحيفة ذاتها، أشار الأوجلي إلى ارتباط مسألة ضم تاورغاء بمشروع توسيع المنطقة الحرة في مصراتة، ومحاولة حكومة الدبيبة بسط نفوذها على نطاق جغرافي أوسع، يشمل تاورغاء ومدناً أخرى بعيدة.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

الإسلاميون ومخاوف التحالف مع البرهان: حسابات المصالح والمخاطر السياسية

يعيش الإسلاميون في السودان حالة من القلق المتزايد مع تصاعد الحديث عن التحالفات السياسية التي يديرها الفريق عبد الفتاح البرهان. وتدور مخاوفهم الأساسية حول أن أي تحالف بين البرهان والكيانات السياسية الأخرى قد يؤدي إلى إقصائهم من المشهد السياسي، أو على الأقل تحجيم نفوذهم الذي تعزز خلال سنوات الحرب.
تحالف البرهان والخمسة كيانات: إعادة إنتاج الأزمة؟
يتحالف البرهان اليوم مع خمسة كيانات حزبية تشمل:
1. الكتلة الديمقراطية
2. تجمع المهنيين الوطنيين
3. الاتحادي الأصل
4. الاتحادي – إشراقة محمود
5. تنسيقية القوى الوطنية بقيادة الجكومي
هذه القوى تؤكد أنه لا يوجد مقترح لإلغاء الوثيقة الدستورية، بل تستند إلى الفقرة الثامنة منها، كما تنفي وجود وثيقة بديلة. غير أن الإسلاميين يرون في هذا الاتفاق محاولة لتقنين عودة قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، الخصم التقليدي لهم. وبالنظر إلى أن هذا الاتفاق سيمدد الفترة الانتقالية، فإن الإسلاميين يعتقدون أنه محاولة لإطالة أمد حكم البرهان دون إحداث تغيير جوهري في معادلة السلطة.
إهمال "شباب الإسلاميين المقاتلين": خيانة أم ضرورة سياسية؟
واحدة من أبرز المخاوف التي يعبّر عنها الإسلاميون في خطابهم الداخلي هي أن البرهان تجاهل المليشيات الإسلامية التي قاتلت إلى جانب الجيش في هذه الحرب. رغم أن هذه المليشيات لعبت دورًا محوريًا في الدفاع عن الخرطوم ومدن أخرى، إلا أن البرهان لم يبدِ اهتمامًا واضحًا بإشراكها في أي ترتيبات سياسية مستقبلية. هذا ما يجعل الإسلاميين يرون أن البرهان يسير على خطى اتفاق جوبا للسلام، الذي تم توقيعه مع الحركات المسلحة، لكنه فشل في استيعاب الواقع الجديد، حيث انتشرت الحركات المسلحة في مختلف أقاليم السودان.
الإقصاء السياسي: هل يقود إلى الفوضى؟
يرى الإسلاميون أن أي تحالف سياسي يتم دون إشراكهم هو وصفة لعدم الاستقرار. إذ يروجون في مواقع التواصل الاجتماعي لفكرة أن إقصاءهم لا يخدم العملية السياسية، بل قد يؤدي إلى تأجيج الصراع في البلاد. ومن هذا المنطلق، فإنهم يطرحون خطابًا مزدوجًا:
• تحذير من العودة إلى إقصاء الإسلاميين، باعتبار أن ذلك قد يفتح الباب أمام دورات جديدة من العنف والفوضى.
• الاستثمار في خطاب الوطنية الجريحة، حيث يصوّرون أنفسهم على أنهم الوحيدون القادرون على إنقاذ السودان من المؤامرات الداخلية والخارجية.
هل ينجح الإسلاميون في فرض أنفسهم على المشهد السياسي؟
يبدو أن الإسلاميين اليوم في موقف صعب، فهم عالقون بين ضرورة دعم الجيش في معركته العسكرية، وبين شكوكهم في نوايا البرهان السياسية. ومع استمرار الحرب، ستظل مساعيهم قائمة لضمان أن يكونوا جزءًا لا يتجزأ من أي تسوية سياسية قادمة، حتى لو كان ذلك عبر التلويح بالاضطرابات وعدم الاستقرار.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • «المقريف» يناقش ملف «الإفراجات المالية»
  • مصر وأمريكا تؤكدان ضرورة حل أزمة السلطة التنفيذية في ليبيا
  • زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب منطقة سانتوريني اليونانية ومخاوف من القادم
  • تجار العتبة عالقون بين وعود تأخرت ومخاوف من «حرائق جديدة»
  • سؤال برلماني حول آليات استغلال الحروب التجارية اقتصاديًا
  • البكوش: ليبيا على مشارف أزمة اقتصادية خانقة
  • حكومة الدبيبة: العابد اتفق على تبادل الخبرات التدريبية مع مالطا
  • نائب:حراك نيابي لتعديل رابع لقانون الانتخابات
  • مليطان يبحث مع إليغانسيا القطرية آخر مستجدات الاستعدادات لافتتاح مركز مصراتة لأمراض القلب والشرايين
  • الإسلاميون ومخاوف التحالف مع البرهان: حسابات المصالح والمخاطر السياسية