تعد حارة الحوية بولاية بهلا من الحارات الأثرية القديمة المجاورة لقلعة بهلا، ويسعى أهلها لاستعادة هذه الحارة نظرًا لمكانتها التاريخية، وبالتزامن مع دخول موسم السياحة الشتوية، قامت إدارة حارة الحوية بإعداد خطة متكاملة من أجل ترميم هذه الحارة لتكون أحد أهم مواقع الجذب السياحي، حيث نفذ مجلس إدارة حارة الحوية وبالتعاون مع دائرة موقع قلعة بهلا، ودائرة البلدية وفريق بهلا الخيري، العديد من معسكرات العمل التطوعية لتنظيف المنطقة المحيطة بقلعة بهلا، بمشاركة أهالي حارة الحوية والحارات الأخرى والفرق الأهلية من مختلف الفئات العمرية.

وتم التركيز في المعسكر على تنظيف الطرقات وقطع الأشجار الضارة والمشوهة، لتكون حارة الحوية مهيأة لدخول الوفود السياحية القادمة من مختلف دول العالم، وتم خلال معسكرات العمل المكثفة تنظيف منطقة التنور، وهي المنطقة الأولى الموضوعة في خطة الترميم، وذلك لقربها من قلعة بهلا، وتنظيف طرقات الحارة، وتنظيف جزء من ساقية فلج الميثاء، أحد أهم الأفلاج التراثية القديمة بالولاية، الذي يمر وسط حارة الحوية ويخترق المنازل الأثرية.

وأكّد مجلس إدارة حارة الحوية أنه في المرحلة المقبلة، ومع انتهاء وزارة التراث والسياحة من ترميم بوابات الحارة، التي تعرف محليًا باسم "الصباحات"، سيتم وضع لوحات تعريفية باللغتين العربية والإنجليزية لتعريف الزوار بأهم المعالم في حارة الحوية.

وجاءت مشاركة أهالي حارة الحوية والفرق الأهلية في هذا السياق إحساسًا منهم بالمسؤولية المجتمعية وبأهمية إحياء حارتهم العريقة، وتطلعهم لترميم المنازل لتكون نزلًا تراثية وكافيهات ذات مردود اقتصادي.

وصرح ناصر بن مسعود الجديدي عن أهمية ترميم حارة الحوية حيث قال: "تكتسب حارة الحوية في ولاية بهلا أهمية كبيرة تاريخية وثقافية وسياحية واقتصادية، مما يجعل ترميمها أمرًا ذا فوائد جمة أهمها الحفاظ على التراث حيث تُعد حارة الحوية من أقدم الحارات في ولاية بهلا، وحسب الدراسات يزيد عمر بعض مباني الحارة عن 2000 سنة، وتتميز بموقعها الاستراتيجي المجاور لقلعة بهلا، المسجلة كموقع تراث عالمي لدى اليونسكو"، ويُجسد ترميمها الحفاظ على موروث ثقافي مادي ومعنوي مهم، يُشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية سلطنة عُمان العريقة، وترمز المباني القديمة في الحارة إلى عبقرية العمارة التقليدية في المنطقة، وتُظهر مهارات الحرفيين العُمانيين عبر الأجيال، مشيرًا إلى أن ترميم الحارة يعمل على تعزيز السياحة لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على تاريخ سلطنة عُمان العريق وثقافتها الغنية، ويسهم ترميمها في تحسين البنية الأساسية للحارة وتوفير مرافق أفضل للسياح، مثل أماكن الإقامة والمطاعم والمحلات التجارية، ويُحفز ذلك على تنشيط السياحة في ولاية بهلا بشكل خاص، وفي سلطنة عُمان بشكل عام، مما يُسهم في توفير فرص عمل جديدة وتحفيز الاقتصاد المحلي.

من جانب آخر، يُسهم ترميم حارة الحوية في تحسين الدخل ويعزز من ميزانية الأهالي ملاك المنازل من تأجير تلك المنازل بعد اكتمال المشروع، وكذلك سيسهم في توفير بيئة سكنية آمنة وصحية لمرتادي الحارة من خلال النزل أو المحلات التجارية المصاحبة للمشروع، ويُحفز ذلك على عودة بعض العائلات التي هاجرت من الحارة إلى بيوتها الأصلية إن رغبت، مما يُسهم في إعادة إحياء الحارة وتنشيطها، ويُتيح ترميم المباني القديمة في الحارة إمكانية تحويلها إلى مشروعات تجارية أو ثقافية، مثل المتاحف والمعارض الفنية والمطاعم والمقاهي والنزل، مما يُسهم في تنمية اقتصاد المجتمع المحلي، كما يعزز الهوية الوطنية حيث يُجسد ترميم حارة الحوية اعتزاز العُمانيين بتراثهم وتاريخهم، وحرصهم على الحفاظ على هويتهم الوطنية، ويُرسل رسالة قوية للأجيال القادمة بأهمية المحافظة على الإرث الحضاري للأمة، وتشجيعهم على المشاركة في الحفاظ عليه، ويُسهم ذلك في تعزيز الوحدة الوطنية والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

وأضاف الجديدي: "بالإضافة إلى ذلك، يُسهم ترميم حارة الحوية في حماية البيئة من خلال إعادة استخدام المواد القديمة بدلًا من هدمها وإعادة بنائها بمواد جديدة، ويُحفز البحث العلمي في مجال العمارة التقليدية وتقنيات البناء القديمة، ويُعزز التعاون بين مختلف الجهات المعنية، مثل الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المحلي، للحفاظ على التراث العُماني".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سهم فی

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال تصعد من إجراءاتها العسكرية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم

صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، بعد اقتحامه فجر اليوم، تزامنًا مع العدوان المتواصل على المدينة ومخيمها.

وقالت مراسلة وكالة الأنباء الفلسطينية، إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المخيم، وفرضت عليه حصارًا مشددًا من جميع جهاته ومداخله، ونشرت جنود المشاة الذين نفذوا عمليات دهم وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين داخله وفي محيطه، وطردت سكانها وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وتحديدًا في حارات جبل النصر، والصالحين، والمنشية.

وأضافت أن قوات الاحتلال اعتقلت عددًا من الشبان بعد مداهمة المنازل في حارة المدارس، واقتادتهم إلى جهة مجهولة بعد تقييدهم، فيما أخضعت آخرين للتحقيق الميداني، كما استخدمت بعضهم دروعًا بشرية.

وجرفت جرافات الاحتلال شوارع المخيم، وتحديدًا شارع نابلس المحاذي لمداخله، ومحيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة، وشارع حارة المنشية، وحارة القلنسوة، ودمّرت البنية التحتية فيها، بما في ذلك خطوط المياه في حارة جبل النصر، كما استهدفت المحلات التجارية والمنازل في تلك المناطق، وأحرقت منزلًا على الشارع الرئيسي للمخيم.

وفي تطور لاحق، أطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية وقنابل الصوت تجاه العائلات النازحة من جبل الصالحين في المخيم، وبثّت حالة من الرعب في صفوفهم، خاصة الأطفال والنساء، دون الإبلاغ عن إصابات، وسط سماع أصوات انفجارات ضخمة في المخيم.

واستُشهدت صباح اليوم المواطنة سندس جمال محمد شلبي (23 عامًا) وجنينها، إذ كانت حاملًا في شهرها الثامن، فيما أصيب زوجها بجروح حرجة في الرأس.

كما استُشهدت المواطنة رهف فؤاد عبد الله الأشقر (21 عامًا)، وأصيب والدها بعيار ناري في الفخذ أثناء وجودهما في المنزل.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قبل قليل، إصابة شابين برصاص الاحتلال في اليد في مخيم نور شمس، وتم نقلهما إلى المستشفى، ليرتفع عدد الإصابات اليوم إلى خمس، بينهم طفل (14 عامًا).

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يرفض دخول البيوت المتنقلة والمساعدات الطبية لغزة
  • قوات الاحتلال ترفض دخول البيوت المتنقلة والمساعدات الطبية لغزة
  • من الغناء في الحارة إلى العالمية.. رحلة نجاح فرقة مزاهر| فيديو
  • حارات للاستخدام
  • كمكان يعود كما كان
  • كنيسة مار مارون - حارة صخر (جونيه)
  • تدشين ترميم 30 منزلا في ثلاء التاريخية بعمران
  • العدو الصهيوني يصعّد عدوانه على مخيم نور شمس شرق طولكرم
  • العدو الصهيوني يصعد من عدوانه على مخيم نور شمس
  • قوات الاحتلال تصعد من إجراءاتها العسكرية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم