ترميم البيوت القديمة بحارة الحوية في بهلا بجهود مجتمعية
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
تعد حارة الحوية بولاية بهلا من الحارات الأثرية القديمة المجاورة لقلعة بهلا، ويسعى أهلها لاستعادة هذه الحارة نظرًا لمكانتها التاريخية، وبالتزامن مع دخول موسم السياحة الشتوية، قامت إدارة حارة الحوية بإعداد خطة متكاملة من أجل ترميم هذه الحارة لتكون أحد أهم مواقع الجذب السياحي، حيث نفذ مجلس إدارة حارة الحوية وبالتعاون مع دائرة موقع قلعة بهلا، ودائرة البلدية وفريق بهلا الخيري، العديد من معسكرات العمل التطوعية لتنظيف المنطقة المحيطة بقلعة بهلا، بمشاركة أهالي حارة الحوية والحارات الأخرى والفرق الأهلية من مختلف الفئات العمرية.
وتم التركيز في المعسكر على تنظيف الطرقات وقطع الأشجار الضارة والمشوهة، لتكون حارة الحوية مهيأة لدخول الوفود السياحية القادمة من مختلف دول العالم، وتم خلال معسكرات العمل المكثفة تنظيف منطقة التنور، وهي المنطقة الأولى الموضوعة في خطة الترميم، وذلك لقربها من قلعة بهلا، وتنظيف طرقات الحارة، وتنظيف جزء من ساقية فلج الميثاء، أحد أهم الأفلاج التراثية القديمة بالولاية، الذي يمر وسط حارة الحوية ويخترق المنازل الأثرية.
وأكّد مجلس إدارة حارة الحوية أنه في المرحلة المقبلة، ومع انتهاء وزارة التراث والسياحة من ترميم بوابات الحارة، التي تعرف محليًا باسم "الصباحات"، سيتم وضع لوحات تعريفية باللغتين العربية والإنجليزية لتعريف الزوار بأهم المعالم في حارة الحوية.
وجاءت مشاركة أهالي حارة الحوية والفرق الأهلية في هذا السياق إحساسًا منهم بالمسؤولية المجتمعية وبأهمية إحياء حارتهم العريقة، وتطلعهم لترميم المنازل لتكون نزلًا تراثية وكافيهات ذات مردود اقتصادي.
وصرح ناصر بن مسعود الجديدي عن أهمية ترميم حارة الحوية حيث قال: "تكتسب حارة الحوية في ولاية بهلا أهمية كبيرة تاريخية وثقافية وسياحية واقتصادية، مما يجعل ترميمها أمرًا ذا فوائد جمة أهمها الحفاظ على التراث حيث تُعد حارة الحوية من أقدم الحارات في ولاية بهلا، وحسب الدراسات يزيد عمر بعض مباني الحارة عن 2000 سنة، وتتميز بموقعها الاستراتيجي المجاور لقلعة بهلا، المسجلة كموقع تراث عالمي لدى اليونسكو"، ويُجسد ترميمها الحفاظ على موروث ثقافي مادي ومعنوي مهم، يُشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية سلطنة عُمان العريقة، وترمز المباني القديمة في الحارة إلى عبقرية العمارة التقليدية في المنطقة، وتُظهر مهارات الحرفيين العُمانيين عبر الأجيال، مشيرًا إلى أن ترميم الحارة يعمل على تعزيز السياحة لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على تاريخ سلطنة عُمان العريق وثقافتها الغنية، ويسهم ترميمها في تحسين البنية الأساسية للحارة وتوفير مرافق أفضل للسياح، مثل أماكن الإقامة والمطاعم والمحلات التجارية، ويُحفز ذلك على تنشيط السياحة في ولاية بهلا بشكل خاص، وفي سلطنة عُمان بشكل عام، مما يُسهم في توفير فرص عمل جديدة وتحفيز الاقتصاد المحلي.
من جانب آخر، يُسهم ترميم حارة الحوية في تحسين الدخل ويعزز من ميزانية الأهالي ملاك المنازل من تأجير تلك المنازل بعد اكتمال المشروع، وكذلك سيسهم في توفير بيئة سكنية آمنة وصحية لمرتادي الحارة من خلال النزل أو المحلات التجارية المصاحبة للمشروع، ويُحفز ذلك على عودة بعض العائلات التي هاجرت من الحارة إلى بيوتها الأصلية إن رغبت، مما يُسهم في إعادة إحياء الحارة وتنشيطها، ويُتيح ترميم المباني القديمة في الحارة إمكانية تحويلها إلى مشروعات تجارية أو ثقافية، مثل المتاحف والمعارض الفنية والمطاعم والمقاهي والنزل، مما يُسهم في تنمية اقتصاد المجتمع المحلي، كما يعزز الهوية الوطنية حيث يُجسد ترميم حارة الحوية اعتزاز العُمانيين بتراثهم وتاريخهم، وحرصهم على الحفاظ على هويتهم الوطنية، ويُرسل رسالة قوية للأجيال القادمة بأهمية المحافظة على الإرث الحضاري للأمة، وتشجيعهم على المشاركة في الحفاظ عليه، ويُسهم ذلك في تعزيز الوحدة الوطنية والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
وأضاف الجديدي: "بالإضافة إلى ذلك، يُسهم ترميم حارة الحوية في حماية البيئة من خلال إعادة استخدام المواد القديمة بدلًا من هدمها وإعادة بنائها بمواد جديدة، ويُحفز البحث العلمي في مجال العمارة التقليدية وتقنيات البناء القديمة، ويُعزز التعاون بين مختلف الجهات المعنية، مثل الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المحلي، للحفاظ على التراث العُماني".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سهم فی
إقرأ أيضاً:
من حي الجمالية للعالمية.. رحلة نجيب محفوظ من «نوبل» إلى «محاولة الاغتيال»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحل اليوم الموافق 11 ديسمبر ذكرى ميلاد الكاتب والأديب العالمي نجيب محفوظ، والذي أثرى الثقافة والفن برحلة كتابية خلدت ذكراه وخلدت معه حقبة من تاريخ الوطن..
الميلادولد الطفل نجيب محفوظ باسم مركب، وهو اسم مركب للطبيب الذي أجرى له الولادة، وذلك لأن الطبيب بذل مجهودا كبيرا لأن عملية الولادة كانت صعبة، وقام الأب باختيار اسم نجيب محفوظ بنفس اسم الطبيب امتنان بالفضل للأخير، وكان نجيب يصغر أول شقيق له بعشر سنوات، وهو ما جعل منه طفلا هادئا استغل وحدته بالتأمل والتفكير، إلى جانب النشأة في حي الجمالية، وماله من طبيعة ساحرة كواحد من أهم أحياء مصر القديمة.
البداية مع الكتابة
بدأ نجيب محفوظ رحلته مع الكتابة، بعيداً عن عالم الرواية، وكانت بالقصة القصيرة، ونشر عددا من القصص القصيرة لمجلة الرسالة، وحقق نجاحا على مستوى قراء المجلة.
البداية مع الرواية
بدأ نجيب محفوظ الكتابة الروائية، وقدم عددا من الكتابات الخاصة بالحضارة الفرعونية والمصرية القديمة، وكانت تلك المرحلة مدرسة نجيب محفوظ في البداية مع عالم الروايات.
مدرسة نجيب محفوظ الكتابية "رمزية الحارة"بعد عدد من روايات الحضارة المصرية القديمة، قدم نجيب محفوظ روايات بمدرسة مغايرة، واتخذ من الحارة رمزية لإيصال رسائل ودلالات الطبقات المجتمعية، وكل الفوارق والأفكار الاجتماعية في ذلك الوقت، واستطاع أن يقدم تشابكات مجتمعية بين الطبقات، وتظل الحارة البطل الرئيسي في الأحداث.
نجيب محفوظأولاد حارتنا "الاتهام بين الإسقاط السياسي والتجاوز الديني"
أثارت رواية "أولاد حارتنا"، للكاتب نجيب محفوظ، الكثير من الجدل والغضب المجتمعي، وهناك من يرى أنها إسقاط سياسي، وهناك من اتهمها بالتجاوز الديني، لما شبهه من خلالها بأسماء الانبياء في حارة، ولكن بطبائع بشرية.
تسببت الرواية إلى إحداث سخط مجتمعي، وتعرض حينها محفوظ إلى هجوم كبير، وتم طبع الرواية خارج البلاد وكانت تهرب في ذلك الوقت بعض النسخ للتداول.
جائزة نوبل
حاز نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، وذلك بعد نجاحات كبيرة لسنوات طويلة، وترجمة أعماله لعدد من اللغات لتجوب العالم أجمع، وتعبر أحبار كلماته المحيطات وأعالي الجبال، ليكون الكاتب الأول على مستوى مصر والعالم العربي يحقق نوبل.
محاولة الاغتيال
تعرض الكاتب نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال، وأثناء انتظار صديقه بالسيارة اقترب منه رجلان، وقاما بقطع عنقه بسكين، وعلى الفور تم نقله إلى المستشفى وتم علاجه، ولكنه خرج يعاني بالكثير من الصعاب، منها عدم قدرته على الكتابة كما كان، لتمر الطعنة من عنق نجيب محفوظ إلى قلمه، وتطعن جسد الثقافة.
أبرز أعماله السينمائية
قدم الكاتب نجيب محفوظ العديد من الأعمال السينمائية، وأبرز تلك الأعمال فيلم "اللص والكتاب، بين القصرين، ميرامار، ثرثرة فوق النيل، ذقاق المدق، خان الخليلي، قصر الشوق".