ليبيا – أصدر مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء، التابعة لمفتي المؤتمر الوطني العام المعزول من البرلمان، الصادق الغرياني، بيانًا بشأن الإصلاح الاقتصادي والمالي في البلاد.

مظاهر إهدار المال العام ودعوة لوقف الدعم العشوائي

اعتبر المجلس في بيانه الذي اطلعت صحيفة “المرصد” على نسخة منه، أنّ استمرار دعم الوقود وغيره في الميزانية العامة يمثل مظهرًا من مظاهر إهدار المال العام، إذ يذهب أغلب هذا الدعم بالمليارات إلى جيوب المهربين والسارقين.

ودعا المجلس إلى وقف هذا الدعم، وتعويض المواطنين نقديًا وفق دراسات معدّة مسبقًا، واستخدام آليات كالاعتماد على كتيّبات العائلة، واستبدال النفط بالمحروقات، لضمان عدم ضياع المال العام.

تنويع مصادر الدخل والحدّ من الاعتماد على المرتبات

حثّ المجلس على تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على المرتبات الحكومية لحماية الميزانية العامة. وأكّد أنّ محاربة الفساد المالي والإداري يجب أن تكون على رأس الأولويات، من خلال حماية الحريات وأرواح الناس، وصون أموال الميزانية العامة من النهب، وكفّ الأيدي عن صناديق الاستثمار الخارجية التي تتآكل وتوشك على الاختفاء، وفقًا لتقارير ديوان المحاسبة.

مسؤولية الجهات الرسمية ومخاطر الاعتماد المفرط على النفط

شدد البيان على خطورة استمرار الاعتماد المفرط على المرتبات الحكومية والاعتماد شبه الكلي على إيرادات النفط. ودعا إلى صناعة مشتقات نفطية محليًا لتقليل استنزاف الميزانية، وحماية ثروة البلاد من التجاذبات السياسية. كما طالب المجلس بتفعيل دور الجهات الرقابية والقضائية والأمنية للمحاسبة، وضرورة عدم تكرار إغلاق حقول النفط بذرائع سياسية، لما يشكّله ذلك من جريمة تماثل الحرابة، ويؤدي إلى إهدار مئات المليارات من أموال الليبيين.

مشاريع تنموية وإعادة الثقة بالمصارف

شجّع البيان على وضع خطط تنموية شاملة تتضمن استثمار الموارد الطبيعية وتحويل المخلفات إلى منتجات نافعة، مع التركيز على البنية التحتية والسكن والطاقة والمياه والتعليم والصحة والزراعة والصناعة. وأكّد على أهمية تحرير القطاع المصرفي من القيود التقليدية، وتمكينه من الانخراط في النشاط التجاري والصناعي الواسع، لإطلاق منتجات مالية إسلامية حقيقية، واستقطاب رؤوس أموال المودعين، بما يسهم في حل أزمة السيولة وتحقيق الكسب الحلال.

استقطاب رؤوس الأموال الخارجية دون المساس بالسيادة

دعا المجلس إلى تشجيع استقطاب رؤوس الأموال الخارجية لإنشاء مشاريع ضخمة، بشرط تحديد مدة وجودها وانسحابها لاحقًا، وعدم السماح ببقاء دائم يماثل الاحتلال. كما حذّر من تدخل السفراء وموظفي البعثة الأممية في شؤون البلاد الداخلية، مؤكدًا أنه لا يجوز شرعًا تمكين الأجانب من التحكم في قرارات الدولة على خلاف القانون.

توجيه النداء للمسؤولين وعقد ملتقى اقتصادي

وجّه مجلس البحوث والدراسات الشرعية هذا البيان لكل مسؤول غيور يعنيه أمر ليبيا، بدءًا بالمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية والمؤسسات الاقتصادية والرقابية، والمصرف المركزي والمصارف التجارية، والمجلس الأعلى للقضاء والمحكمة العليا والنائب العام، وديوان المحاسبة، والأجهزة الأمنية والرقابية المختصة. كما دعا لعقد ملتقى موسّع لأهل المال والاقتصاد في المؤسسات ذات العلاقة، بمن فيهم الأكاديميون والباحثون، لتقديم أوراق بحثية معمّقة تنتهي بمقترح لإصلاح ما يمكن إصلاحه مما ورد في هذا البيان.

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

لقجع: وزارة الميزانية تفاعلت في الحين مع تقرير المجلس الأعلى للحسابات

زنقة 20 | الرباط

قال فوزي لقجع، وزير الميزانية، أن وزارته تفاعلت في حينه مع مضامين التقرير الاخير للمجلس الاعلى للحسابات، عبر تقديم المعطيات و التوضيحات اللازمة التي تم أخذها بعين الاعتبار ضمن الصيغة النهائية للتقرير.

لقجع، وخلال الجلسة العامة التي عقدها مجلس المستشارين، اليوم الاثنين، لمناقشة العرض الذي تقدمت به الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات في 15 يناير الماضي، حول أعمال المجلس برسم 2023-2024، أوضح فيما يخص الاصلاح الجبائي أن وزارة الداخلية عملت بتنسيق مع مصالح وزارة الاقتصاد و المالية على إعداد إصلاح قانون الجبايات المحلية مشيرا الى انه يتم اشراك كل الفاعلين في اعداد الصيغة النهائية لهذا الاصلاح.

لقجع، وزير الميزانية، أبرز أن من بين أهداف هذا الاصلاح ترشيد و توضيح وعاء و أسعار الجبايات الترابية وتبسيطها من أجل ضمان حصولها على موارد بشكل دائم من خلال التجميع التدريجي للرسوم المطبقة على الممتلكات العقارية و تلك المتعلقة بالانشطة الاقتصادية.

وفيما يخص التوصية المتعلقة بالتسريع في تنزيل اصلاح الرسوم شبه الضريبية ، أكد المسؤول الحكومي، أنه منذ القانون الاطار و وزارته تولي اهتماما مع البرلمان للتنزيل الامثل لهذا الورش، مشيرا الى انه بعد انجاز الدراسة المعمقة والشاملة من طرف المفتشية العامة للمالية لكل الرسوم شبه الضريبية المحدثة ، تمت مباشرة الاصلاح الفعلي ابتداء من سنة 2022 عبر حذف مجموعة من الرسوم شبه الضريبية.

مقالات مشابهة

  • خلال إلقائه حلقةً نقاشيةً في هيئة النزاهة … وزير العدل يؤكد دعمه لجهود النزاهة في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية
  • مؤسسة النفط تنشر تفاصيل «المصروفات» من الميزانية
  • لقجع: وزارة الميزانية تفاعلت في الحين مع تقرير المجلس الأعلى للحسابات
  • مجلس النواب يرفض رفع الحصانة عن نائب السويس.. تعرف على الأسباب
  • مجلس النواب يرفض طلب رفع الحصانة عن نائب لتوافر شبهة الكيدية
  • إيرادات العراق تتجاوز 135 تريليون دينار وتحذير من الاعتماد على النفط
  • التامني: المغرب يعيش أزمة غير مسبوقة في ظل تدهور القدرة الشرائية وتغول الفساد
  • الغلوسي: الحكومة لا تملك إرادة لمكافحة الفساد والمال العام ينهب (فيديو)
  • مسيرة مراكش ضد الفساد تنطلق بشعار : "براكة من نهب المال والجمع بين السلطة و رأس المال" (صور)
  • الحزب الديمقراطي لـ الغرياني: من غير اللائق أن تصف اللجنة الاستشارية بأنها “متردية ونطيحة وما أكل السبع”