ليبيا – صرّح رئيس الهيئة التأسيسية لحزب التجمع الوطني الليبي، أسعد زهيو، بأن المعطيات الحالية في المشهد السياسي والأسماء المطروحة ومجلس النواب، إلى جانب مسألة تشكيل الحكومة، تتيح إمكانية تشكيل حكومة عبر المؤسسات الوطنية.

محاولات خلط الأوراق والضغوط الدولية

وأوضح زهيو، خلال مداخلة في برنامج “الحوار” على قناة “ليبيا الحدث” وتابعته صحيفة “المرصد“، أنّ التحركات التي يقوم بها مجلس النواب لمحاولة خلط الأوراق وطرح أسماء جديدة، إلى جانب رغبة الأمم المتحدة في فتح مسار سياسي جديد، مجرّد مناكفات قد تنجح أحياناً وقد تفشل أحياناً أخرى.

واعتبر أنّ الحالة الوطنية في الداخل تشهد عمليات بعثرة للمواقف لتحقيق أهداف معيّنة.

مسار سياسي جديد برعاية الأمم المتحدة

وأشار زهيو إلى معلومات تفيد بتوجه الأمم المتحدة لفتح مسار سياسي قد يفضي إلى تشكيل حكومة موحّدة ووضع ترتيبات مؤسسية جديدة، لاسيما فيما يتعلق بالتشريعات والقوانين المختلف عليها. ومع ذلك، رأى أنّ الحديث عن الانتخابات ما زال مبكراً، وأن هذه الترتيبات لن تكون سوى صورية في ظل غياب توافق على الأرض.

مجلس النواب ومحاولة فرض الأسماء

اعتبر زهيو أن الخطوة الأخيرة لمجلس النواب هي محاولة منه للقول: “إذا قرر المجتمع الدولي تشكيل حكومة جديدة، فإن نقطة الانطلاق يجب أن تكون الأسماء المرشّحة وفق التفاهمات بين مجلسي النواب والدولة، سواء من خلال التزكيات أو آليات أخرى”.

دور المبعوثة الأممية خوري والقطار القادم

ولفت زهيو إلى أنّ المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري، تنشط حالياً بغض النظر عن النتائج، مشيراً إلى أنّ هناك “قطار” سينطلق قريباً نحو تشكيل واقع جديد في ليبيا. ومع ذلك، أشار إلى صعوبة تشكّل واقع وطني موحّد، نظراً لاختلاف مواقف المبعوثين الدوليين وعدم تمكّن الليبيين منذ العام 2014 من اتخاذ قرار وطني موحّد. وبيّن أنّ الجميع فاقد للشرعية في ظل تباينات حادّة.

لقاءات دولية غامضة وورشة عمل في لندن

وحول اللقاءات الدولية في لندن، تساءل زهيو عمن سيمثل ليبيا في ظل غياب طرف ليبي موحّد. ورأى أنّ ما يُقدّم كأنه “ورشة عمل” ليس سوى مقدمة لحوار سياسي دولي قد ينطلق قريباً، شبيهاً بما سعى إليه المبعوث الأسبق غسان سلامة في اجتماعات “الـ75” تحت مظلة دولية.

مظلة دولية جديدة وغياب التفاؤل

ورجّح زهيو عدم نجاح الأطراف في خلق مظلة دولية جديدة كاجتماعات برلين، مشيراً إلى أنّ هذه المرة تقتصر الأطراف على ثلاث دول أعضاء في مجلس الأمن وألمانيا وإيطاليا ودول إقليمية، على غرار تركيا ومصر. وتوقّع أن تكون هذه التحركات تمهيدية لمسار سياسي توضع أسسه قريباً، بمشاركة البعثة الأممية وخوري.

لندن وعودة “المطبخ السياسي الدولي”

كشف زهيو عن معلومات تفيد بأن خوري قد تقدم إحاطة قبل نهاية مدّة البعثة الأممية الرسمية وقبل موعد الإحاطة الطبيعية في يناير المقبل، كما أكد أنّ لندن منذ العام 2011 ظلّت بمنأى عن إدارة الملف الليبي بشكل مباشر، لكنها تعود الآن لاحتضان لقاءات تمهيدية، ما يشير إلى عودة “المطبخ السياسي الدولي” لمحاولة إعادة صياغة المشهد في ليبيا.

إعادة تدوير الأزمة بدلاً من حلّها

أكّد زهيو أنّ هذه التحركات ليست مدعاة للتفاؤل، لأنها لا تهدف لمعالجة الأزمة الليبية جذرياً، بل تسعى لتدويرها، واستمرار حالة اللااستقرار. وأوضح أنّ ما سيخرج من هذه اللقاءات سيكون مجرد تقارير صحفية وملاحظات تدعم توجّه خوري أمام مجلس الأمن، ما يعزز نهج التلاعب بالمسار السياسي دون حسمه.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

أنباء عن نية واشنطن ترحيل مهاجرين من أراضيها إلى ليبيا.. ما واقعية الخطوة؟

طرحت الأنباء المتداولة عن نية الإدارة الأمريكية، ترحيل مهاجرين لديها إلى ليبيا مزيدا من التساؤلات عن واقعية الفكرة ومدى قبول الحكومات الليبية لها خاصة مع حالة الفراغ والانقسام الذي تعيشة ليبيا الآن.

وكشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن إدارة ترامب ناقشت مع ليبيا ورواندا إمكانية إرسال مهاجرين لديهم سجلات جنائية ويتواجدون في الولايات المتحدة إلى هذين البلدين، وفقًا لمصادر متعددة مطلعة على المحادثات.

وأكدت أنه "إلى جانب إرسال المهاجرين ذوي السجلات الجنائية، يأمل مسؤولو إدارة ترامب أيضًا في الدخول بمفاوضات رسمية مع ليبيا لعقد ما يسمى باتفاق بلد ثالث آمن"، ما يسمح للولايات المتحدة بإرسال طالبي اللجوء الذين يتم القبض عليهم على حدودها إلى ليبيا.

لم يُتخذ أي قرار رسمي حتى الآن، ولا يزال من غير الواضح ما هي الجنسيات التي ستكون مؤهلة لذلك، وفق الشبكة الأمريكية.

"ضغط ومساومات"
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادر لها أنه تم خلال الأسبوع الماضي لقاء بين مسؤولين كبار من وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولين ليبيين وأنهم ناقشوا المقترح المتعلق بإرسال مهاجرين إلى ليبيا، وأن أحد عوامل الضغط المحتملة التي قد تستخدمها الولايات المتحدة في هذه المحادثات هو احتمال فرض حظر سفر جديد على زوار من عدة دول، وهو ما ألمحت إليه إدارة ترامب من قبل لكنها لم تطبقه حتى الآن.


من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تبحث عن دول أخرى، على غرار السلفادور، لكي ترحل إليها مهاجرين غير شرعيين من دول ثالثة.

فما مدى قبول الحكومات الليبية لهذه الفكرة من أجل نيل رضا واشنطن ودعمها؟ وهل تتحول ليبيا إلى بؤر إجرامية كون المرحلين لهم سوابق جنائية؟.

"صمت من الجانبين"
تواصلت "عربي21" مع المتحدث باسم حكومة الدبيبة "حمودة" للتعليق على هذه الأنباء ومدى قبول حكومتهم للأمر لكنه امتنع عن التعليق.

كما تواصلت الصحيفة مع مدير المكتب الإعلامي لحكومة حماد، محمد مسعود لتوضيح موقف حكومتهم من الأمر، لكنها لم تتلق أي توضيحات أو تعليق.

"احتلال جديد"
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إنه "بعيدا عن الحكومات الحالية فإن الشعب الليبى لن يقبل ذلك أبدا ومن المستحيل استقبال هؤلاء المجرمين وليسوا مهاجرين، كما أن من يملكون ملف الهجرة يقومون بترحيل الأجانب الطيبيين من جيراننا الأفارقة بالقوة إلى بلدانهم مع المعاملة السيئة لهم، فما بالك بالتعامل مع مجرمي أمريكا".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21"، أن "ترامب مهرج فهو يريد أمور غريبة ومنها إخلاء غزة من سكانها ويريد أيضا أن تمر سفنه العسكرية والمدنية في أي وقت عبر قناة السويس بدون دفع أية رسوم ويريد كندا وغرينلاند ضمن الولايات المتحدة وآخرها ترحيل مجرمين إلى ليبيا، هذا الرجل أصبح أضحوكة الشعب الأميركي نفسه"، وفق تعبيره. ٠

وتابع: "ما يجهله ترامب عن ليبيا هو أنه يحتاج إلى 32 سنة من المقاومة الشعبية لتمكين الأمريكان من الاستيطان فى ليبيا كما فعل الطليان من 1911 إلى 1943 ، وفي 7 أكتوبر 1970 تم ترحيل آخر 30.000 إيطالي من ليبيا قصرا بعد أن تم الاستيلاء على ممتلكاتهم، كما رحل اليهود من ليبيا بعد حرب 1967".

"استغلال حفتر وعائلته"
بدوره،  قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بلقاسم دبرز، إن "محاولات ترامب ترحيل المهاجرين إلى ليبيا، هي فكرة غير مقبولة تمامًا بالنسبة لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس وهي الحكومة الشرعية، ولا يستطيع الأمريكان أن يفرضوا علينا هذا الأمر، ولن نقبل بأي تدخل في الشؤون السيادية لليبيا".

وأشار في تصريحه لـ"عربي21"، إلى أن "هذا الملف غير قابل للنقاش أو حتى الاستماع إليه، وموقف حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي واضحة جدا وهي رفض حتى مجرد مناقشة هذا الملف"، بحسب توقعاته.


لكنه استدرك قائلا: "أما حفتر وأبنائه والحكومة الموازية في الرجمة فهم يبحثون عن شرعية دولية عبر اتباع أساليب الابتزاز التي تمارسها الإدارة الأمريكية، وقد شاهدنا على الملأ هذا الأسلوب مع الرئيس الأوكراني وملك الأردن و السيسي"، حسب تصريحه.

"فكرة واردة لكن لاحقا"
في السياق، قال الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي، إنه "رغم التفكك والانقسام الحاد في البلاد إلا أني أستبعد الآن حدوث شيء كهذا في المدى القريب وتعلم كل الأطراف شرقا وغربا أن أرض ليبيا ليست ملك خاص يمكن أن تهبه لمن تشاء دون أي خوف من ردة الفعل الشعبية القاسية".

وتابع في حديثه لـ"عربي21"، "وقد تكون هناك تنازلات تتعلق بالعقود في مجال الطاقة والاستثمار والتسهيلات الكبيرة والإعفاءات للشركات الأمريكية لكن مثل هذه المسألة المعقدة لا أعتقد أن يتم التوافق عليها أول الأمر وإن كانت واردة بشكل وصيغة أخرى لكن لاحقا".

مقالات مشابهة

  • أنباء عن نية واشنطن ترحيل مهاجرين من أراضيها إلى ليبيا.. ما واقعية الخطوة؟
  • أزمة جديدة بعد قرارات المنفي.. تحذير أممي أميركي من تقويض الاستقرار في ليبيا
  • بريطانيا توسع نفوذها في أفريقيا تحت غطاء الأمن
  • الرملي: ليبيا في مشهد غامض.. وانقسام الأجسام يعرقل أي تقدم سياسي
  • إدارة ترامب تبحث مع ليبيا ترحيل مهاجرين إليها
  • لجنة مكافحة الجراد لـ«عين ليبيا»: الخطر يقترب من تشكيل أسراب ونحتاج الدعم العاجل
  • وزير بريطاني يبرر تورط لندن في العدوان على اليمن بالغلاء في بلاده
  • عبد العزيز لـ الدبيبة: سنقاوم ولن نقبل تشكيل حكومة جديدة ويجب عدم الاستسلام
  • تطورات جديدة في محاولة اقتحام السفارة الإسرائيلية في لندن
  • الصحة: شراكة جديدة مع الأمم المتحدة لتعزيز خدمات تنظيم الأسرة حتى 2028