فورين بوليسي: هذه أسرار الانهيار السريع لنظام الأسد
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
قال خبير عالمي بالشؤون السورية إن صمود نظام الرئيس بشار الأسد بات موضع شك بشكل واضح عقب سيطرة المعارضة المسلحة على نحو 250 مدينة وبلدة وقرية شمالي البلاد على مدار الأسبوع المنصرم.
وسيطر قوات المعارضة أيضا على حلب، ثانية كبرى المدن السورية، في غضون 24 ساعة، حيث انهارت خطوط النظام السوري الأمامية الواحد تلو الآخر.
وفي تحليله الذي نشرته مجلة فورين بوليسي، شدد تشارلز ليستر -مدير برنامجي سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط ومقره في واشنطن- على أن التطورات الأخيرة في سوريا لم تكن كلها مفاجئة؛ ذلك أن الأسد -برأيه- لم "ينتصر" فعليا في الحرب في بلاده، بل إن نظام حكمه ظل يتضعضع منذ زمن، وأن موقفه بات أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
حسابات خاطئةوترافق ذلك مع تضاؤل الاهتمام الدولي بالحرب هناك، وأن الجهود الدبلوماسية التي كانت تركز على سوريا توقفت تقريبا، وسحبت الحكومات مواردها تدريجيا من المسائل المتعلقة بسياساتها العامة تجاه سوريا ووجهتها إلى تحديات عالمية أخرى، وفق كاتب المقال.
ويشير ليستر في تحليله إلى أن بعض الحكومات العربية أقدمت، بشكل جماعي، على الانخراط مع الأسد بدءا من عام 2023، "ليعود وضعه إلى طبيعته في الشرق الأوسط".
إعلانومن وجهة نظره، فإن ما بدا وكأن الأطراف الفاعلة في المنطقة تتولى مسؤولية الملف السوري، أشاع قدرا من الارتياح لدى صُناع السياسات في الولايات المتحدة، الذين رأوا في ذلك علامة مشجعة.
وقال إن جهود 10 دول أوروبية -بقيادة إيطاليا- تضافرت من أجل التواصل مجددا مع نظام الأسد، وبحث سبل استئناف الجهود الدبلوماسية وعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وأضاف أن كل هذه التطورات استندت إلى فرضية مفادها أن الأسد يستفيد من جمود الأزمة مع تفاقم سوء الأوضاع في البلاد لتعزيز سلطته. لكن ليستر يعتقد أن هذا افتراض خاطئ.
انهيار اقتصاديوطبقا للتحليل، فقد كان الاقتصاد السوري في حالة فوضى منذ سنوات، حيث تهاوت الليرة السورية حتى وصلت في يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الحالي، إلى 17 ألفا و500 مقابل الدولار الواحد، بعد أن كانت 1150 في أوائل عام 2020.
وفي حين أن "احتضان" النظام السوري الجريمة المنظمة ظل يدر عليه أرباحا لا تقل عن 2.4 مليار دولار سنويا من وراء بيع نوع واحد من المخدرات المصنَّعة، إلا أن ذلك لم يساعد الشعب السوري في معيشته، حسب زعم ليستر.
ومع ذلك، "لم يعد هناك من ينقذ بشار الأسد من إفلاس دولته"، فقد تضرر الاقتصاد الروسي بشدة من آثار حربه في أوكرانيا، كما أصبح الاقتصاد الإيراني، هو الآخر، في حالة سيئة.
ولكن ليستر يعتقد، في تحليله، أن الوضع ما كان ينبغي أن يكون على ذلك النحو، مضيفا أنه لو كان الأسد قد انخرط بشكل بنّاء مع حكومات المنطقة التي طبّعت علاقاتها معه في عام 2023، وتبنى انفتاحا على تركيا في وقت سابق من هذا العام، لكانت سوريا اليوم في وضع مختلف كثيرا.
ومضى إلى القول إن السوريين، بعد أن أدركوا أنه لا يوجد ضوء في نهاية النفق، بدؤوا بالخروج إلى الشوارع والمطالبة بإسقاط بشار الأسد.
ولفت إلى أن المعارضة المسلحة، التي "تصالحت" مع دمشق بموجب اتفاق قبل 6 سنوات، بدأت منذ شهور في تحدي جيش النظام مجددا، وحققت انتصارات.
إعلان الكبتاغونوفي خضم الانهيار الاقتصادي الذي تشهده سوريا في هذه الأثناء، تغلغلت الجريمة المنظمة وكذلك إنتاج المخدرات والاتجار بها على المستوى الصناعي في صلب أجهزة الأسد الأمنية، كما يذكر ليستر، لافتا إلى أن نظام الأسد قد يكون الآن "أكبر نظام مخدرات في العالم متخصص في إنتاج الأمفيتامين المعروف باسم الكبتاغون".
وكشف الكاتب أن تجارة المخدرات تديرها الفرقة الرابعة النخبوية في سوريا (التي يقودها ماهر شقيق بشار الأسد)، لكن شبكتها امتدت إلى كل ركن من أركان الجيش السوري والمليشيات الموالية له. ومع ذلك، فقد مزقت الجريمة المنظمة وأمراء الحرب ما تبقى من "تماسك ضعيف" داخل الدولة الأمنية السورية.
وخلص إلى أن الآلة العسكرية للنظام أُصيبت بالركود في جميع الجوانب في السنوات الأخيرة، وتآكلت من الداخل وتشظّت من الخارج، بل يمكن القول إن المليشيات الموالية للأسد أضحت أقوى عسكريا من الجيش نفسه.
وعلى النقيض من ذلك -يتابع ليستر- عملت هيئة تحرير الشام وجماعات المعارضة المسلحة الأخرى بشكل مكثف منذ عام 2020 على تعزيز قدراتها الخاصة. وقد أنشأت هيئة تحرير الشام، بالذات، وحدات جديدة تماما يمكن القول إنها غيرت قواعد اللعبة في ساحة المعركة في الأيام الأخيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات بشار الأسد إلى أن
إقرأ أيضاً:
آخر رئيس وزراء يكشف الساعات الأخيرة لنظام الأسد وقرارات بشار التي دمرت الدولة (فيديو)
#سواليف
كشف #رئيس_وزراء #سوريا السابق #محمد_الجلالي عن تفاصيل #الساعات_الأخيرة التي سبقت #سقوط #نظام_بشار_الأسد في سوريا ومغادرته البلاد.
وعلى الرغم من قصر مدة رئاسته للحكومة السورية والتي كانت أقل من 3 أشهر، إلا أن ما أدلى به الجلالي من تفاصيل تتعلق بعقلية بشار الأسد وطريقة إدارته للبلاد تكشف كيف أن #انهيار #مؤسسات البلاد ومنها #الاقتصاد_السوري كان نتيجة مباشرة لقرارات الأسد.
وفي حوار مطول مع منصة “مزيج” التابعة لقناة “العربية”، روى الجلالي كيف كانت تحركات بشار الأسد في الساعات الأخيرة قبل انهيار النظام والانسحابات المتوالية وحالة الانهيار التي عاشها #الجيش_السوري بسبب تدني رواتبهم والتغييرات الميدانية المتسارعة التي كان يشاهدها وزير الدفاع ويُخبر بها بشار الأسد.
مقالات ذات صلة الحكم على ترمب بالإفراج غير المشروط بقضية شراء الصمت 2025/01/10قصف جسر الرستن
وفي تصريحاته كشف آخر رئيس للوزراء عن طلب محافظ حمص الذي اتصل به ليصدر أمرا بقصف جسر الرستن لإعاقة تقدم المعارضة إلا أن رئيس الوزراء السابق رفض الامتثال للطلب نظرا لما يمثله الجسر من أهمية بالغة للناس والاقتصاد، لتأتي المفاجأة بأن الجيش السوري قام بقصف الجسر بعد ساعتين من رفض رئيس الوزراء للعملية.
#انهيار_النظام داخليا
وبحسب الجلالي، فحتى موظف المقسم العسكري لم يعد يرد على الهاتف وغالبية الحراس الذين يقومون بحماية رئيس الوزراء هربوا من مقر عملهم، ووزير الداخلية الذي خرج على وسائل الإعلام مهددا متوعدا اتصل هاتفيا ليقول لرئيس الوزراء: “كل شيء انتهى، أنا سأغادر مكتبي وانطلق للساحل!”، فيما جموع أنصار الأسد خاصة فئة الموظفين الكبار والعائلات المنضوية تحت حكمه، فرت بشكل جماعي بين المحافظات السورية خاصة من محافظة حمص إلى بلدات الساحل السوري، مما يدل على انهيار النظام داخليا قبل أن يهزم عسكريا مع تقهقر الجيش.
ووفق ما جاء على لسانه لمنصة “مزيج”، أفاد الوزير السابق بأنه قرر الاتصال ببشار الأسد ليخبره عن “الخوف الهستيري” الذي يحس به أنصاره وموظفوه وأن هناك 20 ألف سيارة تقل أنصاره المذعورين.
وأضاف الجلالي أن إجابة الأسد كانت: “أين سيذهب هؤلاء؟”، متابعا بالقول إنه قال له إنه يجب أن يتم دعم هؤلاء الهاربين بالغذاء.
وفي هذا السياقّ، أكد رئيس الوزراء أنه اضطر للقول له إن “المشكلة ليست بالغذاء، الناس تحتاج إلى من يطمئنها”، فرد عليه الأسد: “غدا سنرى” (بكرا منشوف).
وصرح آخر رئيس وزراء في عهد الأسد بأنه اتصل هاتفيا بوزير الدفاع فلم يرد، أما وزير الداخلية الذي كان يتحدى بقوله إنه سيظل بمكتبه حتى اللحظة الأخيرة فقد اتصل برئيس الوزراء في الساعة الثالثة فجرا أي قبل مغادرة الأسد للبلاد بثلاث ساعات، ليعلمه أن كل شيء انتهى وأنه سيغادر مكتبه وحثه على الهروب قائلا (لحق حالك واهرب).
وأوضح أن آخر محاولاته للاتصال ببشار الأسد باءت بالفشل، حيث لم يكن يعلم أحد أنه كان يرتب حقائبه للمغادرة.
مكتب خاص يستولي على صلاحيات الحكومة
وكشف آخر رئيس وزراء في عهد الأسد عن عقلية وقرارات بشار الأسد وكيف تم تحطيم اقتصاد البلاد من خلال سيطرته وتفرده وقراراته التي يصدرها هو والمحيطون به وجميعهم من خارج الحكومة، التي بدت بدون أي صلاحيات.
وقال إنه فوجئ بعد عمله رئيسا للوزراء، أن هناك مكتبا داخل مبنى مجلس الوزراء وظيفته نقل القرارات والأوامر التي أصدرتها الحكومة إلى بشار الأسد كي يبدي موافقته عليها، فإذا أرسلت له الموافقة تم إصدار القرارات.
وذكر الجلالي: “في هذا المكتب تُعرض القرارات على بشار الأسد قبل توقيعها”.
دولارات السوريين
وذكر الجلالي أن الإجراءات التي كانت تتخذ في سوريا من قبل نظام الأسد كانت “تخنق الاقتصاد أكثر” وأن بشار الأسد كان يتكلم عن الدولارات التي في جيوب السوريين ويريد الاستيلاء عليها.
وعن حادثة الدولارات، أكدها الوزير أن بشار الأسد قال له ذات مرة إن “الناس تملك دولارات لذا يجب أن نضغط عليهم ليظهروها.. يعني الاستيلاء على أموال السوريين”.
ومن قصص تدخل بشار الأسد باقتصاد البلاد، كان الدكتور الجلالي وزيرا للاتصالات في إحدى حكومات الأسد ورفع أكثر من مذكرة بضرورة إلغاء ما يعرف برسم التعريف للهاتف الجوال.
وبعد عدة مذكرات أرسلها الجلالي إلى بشار الأسد لضرورة إلغاء هذه الرسوم، اتصل أشخاص من القصر الجمهوري وقالوا له: “الأسد يقول لك لا ترسل مذكرات من جديد.. هذا الموضوع يجب تطبيقه وعليك أن تخرج على الإعلام، للتحدث عن فوائد تطبيقه”.