تشهد كوريا الجنوبية حالة من الاضطراب السياسي غير مسبوقة، على خلفية دعوات العزل التي تطال الرئيس يون سوك يول، وسط سيناريوهات متنوعة حول مدى جدية هذه الدعوات وقدرتها على تحقيق هدفها.

اتهامات الرئيس وعزلاته المفاجئة

في خطوة مفاجئة، اتهم الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يوم الثلاثاء الماضي، الأغلبية المعارضة اليسارية في البرلمان بشل أنشطة الدولة والتعاطف مع كوريا الشمالية، معلنًا عن فرض حالة الأحكام العرفية.

وجاءت هذه التصريحات بعد اقتحام القوات المسلحة مقر الجمعية الوطنية، حيث نشبت اشتباكات مع المتظاهرين والمساعدين التشريعيين، ما أدى إلى تصويت البرلمان على إلغاء الأمر، ليقوم الرئيس في وقت لاحق بسحب مرسومه.

وبينما دافع مكتب الرئيس عن نشر القوات في البرلمان، بدأت المعارضة في الحديث عن ضرورة عزل الرئيس، مما فتح الباب أمام تصعيد سياسي غير مسبوق.

من البرلمان إلى المحكمة الدستورية

وفقا للدستور الكوري الجنوبي، يتطلب التصويت على العزل أغلبية الثلثين في الجمعية الوطنية المكونة من 300 مقعد.

بعد تقديم نواب المعارضة اقتراحهم، يعقد البرلمان جلسات استماع للاستماع إلى كبار المسؤولين العسكريين والوزراء، ومن المتوقع أن يتم التصويت على اقتراح العزل يوم السبت المقبل.

إذا تم تمرير اقتراح العزل، تنتقل القضية إلى المحكمة الدستورية التي ستتخذ القرار النهائي، وفي حال تأييد العزل، يتم تعليق مهام الرئيس وتنتقل السلطة إلى رئيس الوزراء بشكل مؤقت.

دعم المعارضة ومواقف حزب القوة الحاكم

تسيطر أحزاب المعارضة الستة على 192 مقعدًا في البرلمان، مما يعني أنها بحاجة إلى دعم 8 أعضاء على الأقل من حزب "قوة الشعب" الحاكم لتمرير الاقتراح.

حيث يعلق المراقبون الأمل في أن يؤمن النواب من الحزب الحاكم العدد الكافي من الأصوات، خاصة بعد رفض بعضهم مرسوم الأحكام العرفية.

ومع ذلك، أشار زعيم حزب الشعب إلى أن الحزب سيعارض العزل، ما يعكس تباين المواقف داخل البرلمان.

دور المحكمة الدستورية في مصير الرئيس

إذا تم التصويت لصالح العزل، فإن المحكمة الدستورية، المكونة من تسعة قضاة، ستحدد ما إذا كان سيتم تنفيذ الإجراء.

ولكن في الوقت الحالي، هناك ثلاثة مقاعد شاغرة بسبب النزاعات السياسية، ما يعني أن الحكم النهائي يتطلب موافقة جميع القضاة المتواجدين، وهو أمر قد يعرقل عملية العزل.

التأثيرات السياسية والزمان المحتمل للحكم

في حال إقرار العزل، من المتوقع أن يصدر حكم المحكمة في غضون ثلاثة أشهر من التصويت البرلماني، ما قد يؤدي إلى انتخابات رئاسية في مايو المقبل.

أما إذا استقال الرئيس بدلًا من أن يُعزل، فقد تُجرى الانتخابات في فبراير المقبل.

السيناريوهات المستقبلية لكوريا الجنوبية

إن مستقبل الرئيس يون سوك يول يعتمد بشكل كبير على مواقف البرلمان، المحكمة الدستورية، وأحزاب المعارضة.

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها عملية العزل، تبقى السيناريوهات مفتوحة في بلد يشهد حالة من الاستقطاب السياسي الحاد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اشتباكات استقطاب الأحكام العرفية الاستقطاب الانتخابات التصريحات التوترات السياسية الجمعية الوطنية الجمعية الحزب الحاكم الدستورية الرئيس الكوري الجنوبي الرئيس يون سوك

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء كوريا الجنوبية السابق يعلن ترشحه للرئاسة

أعلن رئيس الوزراء الكوري الجنوبي السابق هان دوك سو اليوم الجمعة ترشحه للرئاسة، وذلك قبل شهر واحد من توجه الناخبين إلى مراكز الاقتراع.

وأعلن هان عن ترشحه لانتخابات 3 يونيو في الجمعية الوطنية بعد يوم واحد من استقالته من منصب القائم بأعمال الرئيس ورئيس الوزراء، بحسب وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.


أخبار ذات صلة نجل ترامب يزور كوريا الجنوبية الهلال يخشى «سقطة 2012» أمام بطل كوريا الجنوبية! المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء كوريا الجنوبية السابق يعلن ترشحه للرئاسة
  • رئيس كوريا الجنوبية المؤقت يعلن الاستقالة
  • رئيس كوريا الجنوبية المؤقت يترك منصبه وسط أزمة دستورية
  • كوريا الجنوبية تسيطر على حريق غابات دايجو
  • كوريا الجنوبية.. الرئيس المؤقت يستقيل ويوجه تهماً جديدة للرئيس السابق
  • كوريا الجنوبية.. الرئيس المؤقت يتقدم باستقالته من المنصب
  • قضية عقد الألماس والحقيبة الثمينة .. النيابة تداهم منزل رئيس كوريا الجنوبية السابق
  • المجلس الرئاسي الليبي يعطل العمل بقانون المحكمة الدستورية
  • رئيس مجلس النواب: قرار “الرئاسي” بإلغاء قانون إنشاء المحكمة الدستورية هو والعدم سواء 
  • المجلس الرئاسي يوقف آثار القانون المتعلق بإنشاء المحكمة الدستورية العليا