التوترات السياسية في كوريا الجنوبية.. سيناريوهات عزل الرئيس في ظل الأزمة الحالية
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
تشهد كوريا الجنوبية حالة من الاضطراب السياسي غير مسبوقة، على خلفية دعوات العزل التي تطال الرئيس يون سوك يول، وسط سيناريوهات متنوعة حول مدى جدية هذه الدعوات وقدرتها على تحقيق هدفها.
اتهامات الرئيس وعزلاته المفاجئة
في خطوة مفاجئة، اتهم الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يوم الثلاثاء الماضي، الأغلبية المعارضة اليسارية في البرلمان بشل أنشطة الدولة والتعاطف مع كوريا الشمالية، معلنًا عن فرض حالة الأحكام العرفية.
وجاءت هذه التصريحات بعد اقتحام القوات المسلحة مقر الجمعية الوطنية، حيث نشبت اشتباكات مع المتظاهرين والمساعدين التشريعيين، ما أدى إلى تصويت البرلمان على إلغاء الأمر، ليقوم الرئيس في وقت لاحق بسحب مرسومه.
وبينما دافع مكتب الرئيس عن نشر القوات في البرلمان، بدأت المعارضة في الحديث عن ضرورة عزل الرئيس، مما فتح الباب أمام تصعيد سياسي غير مسبوق.
من البرلمان إلى المحكمة الدستورية
وفقا للدستور الكوري الجنوبي، يتطلب التصويت على العزل أغلبية الثلثين في الجمعية الوطنية المكونة من 300 مقعد.
بعد تقديم نواب المعارضة اقتراحهم، يعقد البرلمان جلسات استماع للاستماع إلى كبار المسؤولين العسكريين والوزراء، ومن المتوقع أن يتم التصويت على اقتراح العزل يوم السبت المقبل.
إذا تم تمرير اقتراح العزل، تنتقل القضية إلى المحكمة الدستورية التي ستتخذ القرار النهائي، وفي حال تأييد العزل، يتم تعليق مهام الرئيس وتنتقل السلطة إلى رئيس الوزراء بشكل مؤقت.
دعم المعارضة ومواقف حزب القوة الحاكم
تسيطر أحزاب المعارضة الستة على 192 مقعدًا في البرلمان، مما يعني أنها بحاجة إلى دعم 8 أعضاء على الأقل من حزب "قوة الشعب" الحاكم لتمرير الاقتراح.
حيث يعلق المراقبون الأمل في أن يؤمن النواب من الحزب الحاكم العدد الكافي من الأصوات، خاصة بعد رفض بعضهم مرسوم الأحكام العرفية.
ومع ذلك، أشار زعيم حزب الشعب إلى أن الحزب سيعارض العزل، ما يعكس تباين المواقف داخل البرلمان.
دور المحكمة الدستورية في مصير الرئيس
إذا تم التصويت لصالح العزل، فإن المحكمة الدستورية، المكونة من تسعة قضاة، ستحدد ما إذا كان سيتم تنفيذ الإجراء.
ولكن في الوقت الحالي، هناك ثلاثة مقاعد شاغرة بسبب النزاعات السياسية، ما يعني أن الحكم النهائي يتطلب موافقة جميع القضاة المتواجدين، وهو أمر قد يعرقل عملية العزل.
التأثيرات السياسية والزمان المحتمل للحكم
في حال إقرار العزل، من المتوقع أن يصدر حكم المحكمة في غضون ثلاثة أشهر من التصويت البرلماني، ما قد يؤدي إلى انتخابات رئاسية في مايو المقبل.
أما إذا استقال الرئيس بدلًا من أن يُعزل، فقد تُجرى الانتخابات في فبراير المقبل.
السيناريوهات المستقبلية لكوريا الجنوبية
إن مستقبل الرئيس يون سوك يول يعتمد بشكل كبير على مواقف البرلمان، المحكمة الدستورية، وأحزاب المعارضة.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها عملية العزل، تبقى السيناريوهات مفتوحة في بلد يشهد حالة من الاستقطاب السياسي الحاد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اشتباكات استقطاب الأحكام العرفية الاستقطاب الانتخابات التصريحات التوترات السياسية الجمعية الوطنية الجمعية الحزب الحاكم الدستورية الرئيس الكوري الجنوبي الرئيس يون سوك
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع السابق خلف القضبان.. تمرد سياسي يهز كوريا الجنوبية
في تطور لافت، وجهت النيابة العامة في سيول اتهامات مباشرة إلى كيم بالتواطؤ مع الرئيس يون سوك يول وآخرين لفرض الأحكام العرفية يوم 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو ما أدى إلى نشر القوات المسلحة في شوارع العاصمة.
اعلانوتحقق السلطات حاليًا فيما إذا كانت تلك الأفعال تصل إلى حد التمرد، ليصبح كيم أول شخص يتم اعتقاله على خلفية هذه القضية.
متظاهرون يحملون صور يون سوك يول ووزير دفاع سابق يتجهون للمكتب الرئاسي بعد وقفة احتجاجية.Ahn Young-joonورغم أن القانون العرفي استمر لمدة ست ساعات فقط، إلا أن تداعياته كانت عميقة، حيث أثار موجة احتجاجات واسعة وتحقيقات جنائية تطال الرئيس ومساعديه. كما دفع الأمر البرلمان المعارض إلى الدعوة لتحقيق مستقل، وسط محاولات متصاعدة لعزل المسؤولين المتورطين.
وفي إجراء غير مسبوق، أصدرت وزارة العدل قرارًا بمنع سفر الرئيس يون وثمانية أشخاص آخرين، باعتبارهم المشتبه بهم الرئيسيين في هذه القضية. ويُعد هذا القرار تاريخيًا، إذ لم يسبق لرئيس كوري جنوبي في منصبه أن يواجه حظر سفر.
مشاركون في تجمع للمطالبة بعزل الرئيس الكوري يون سوك يول أمام البرلمان في سيول، الاثنين 9 ديسمبر 2024. اللافتات تقول: "اعتقلوا يون سوك يول".Ahn Young-joonواتهمت النيابة كيم بإصدار تعليمات مباشرة بنشر القوات في البرلمان، بهدف منع النواب من التصويت على إلغاء القانون العرفي. ورغم ذلك، تمكن عدد كافٍ من النواب من دخول القاعة والتصويت بالإجماع ضد القرار، مما أجبر الحكومة على إلغائه قبل بزوغ الفجر.
وفي بيان رسمي، أعرب كيم عن "اعتذاره العميق" للقلق والإزعاج الذي تسبب فيه القرار، مؤكدًا تحمله المسؤولية الكاملة عنه. كما ناشد التساهل مع الجنود المنفذين للأوامر، مشددًا على أنهم كانوا يلتزمون بتعليماته فقط.
مشاركون ينظمون تجمعًا للمطالبة بعزل الرئيس الكوري يون سوك يول أمام البرلمان في سيول، الاثنين 9 ديسمبر 2024.Ahn Young-joonويأتي هذا بينما يستمر التحقيق مع كيم لتحديد مدى تورطه، في وقت يطالب فيه البرلمان المعارض بتعيين مستشار خاص للتحقيق في القضية، لضمان نزاهة العملية بعيدًا عن تأثير الرئيس يون، الذي كان في السابق المدعي العام للبلاد.
وفي جلسة برلمانية، قدم قائد القوات الخاصة، كواك جونغ كيون، شهادة تفيد بتلقيه أوامر من كيم بمنع النواب من دخول القاعة. كما كشف عن مكالمة مباشرة من الرئيس يون تطالبه بـ"اقتحام القاعة وسحب النواب بالقوة"، وهو أمر تم رفضه لاحقًا خشية التصعيد.
Related كوريا الجنوبية وزلّة الأحكام العرفية: استقالة وزير الدفاع رغم تراجع الرئيس عن القراررئيس كوريا الجنوبية يرفع الأحكام العرفية بعد فرضها بساعات عقب تصويت البرلمان على إبطالهاكوريا الجنوبية: نواب حزب "قوة الشعب" ينسحبون لمنع التصويت على عزل الرئيس والأخير يعتذر للأمةكوريا الجنوبية: مظاهرات في سيول تطالب باستقالة الرئيس يون وتدعو الحزب الحاكم إلى اتخاذ موقف حاسمومع اشتداد الضغوط السياسية والقانونية، تتزايد التساؤلات حول إمكانية التحقيق مع الرئيس يون نفسه. ورغم تمتعه بالحصانة الرئاسية، إلا أن هناك دعوات متزايدة لمساءلته بتهم التمرد والخيانة، مع شكوك حول إمكانية تنفيذ ذلك فعليًا نظرًا للتداعيات الأمنية والسياسية المحتملة.
وتعيد هذه القضية المثيرة إلى الأذهان سقوط الرئيسة السابقة بارك غون هي، التي عُزلت عام 2017 على خلفية فضيحة فساد كبيرة. وبينما تتزايد حدة الضغوط، يبقى السؤال الكبير: هل تقف كوريا الجنوبية على أعتاب عزل رئيس آخر؟
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كوريا الجنوبية تفرض حظر سفر على رئيسها على خلفية التحقيق حول فرض الأحكام العرفية مظاهرات حاشدة في كوريا الجنوبية دعمًا للرئيس يون سوك يول مظاهرة ضخمة في كوريا الجنوبية تطالب بعزل الرئيس يون سوك يول اعتقالمحكمةأحكام عرفيةكوريا الجنوبيةأمناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. 60 جريحا في غزة يواجهون خطر الموت جوعا وهجمات حوثية على سفن بخليج عدن وتفاؤل أمريكي بوقف إطلاق النار يعرض الآن Next رئيس وزراء بولندا: محادثات السلام بشأن الحرب الروسية الأوكرنية ممكنة هذا الشتاء يعرض الآن Next هل يستطيع ترامب أن ينهي الحق في الجنسية بالولادة كما وعد؟ وهل سيتحدى الدستور الأمريكي؟ يعرض الآن Next دمشق تشهد عودة تدريجية للحياة مع إعادة فتح البنوك والأسواق يعرض الآن Next بين التأييد والرفض.. مظاهرات حاشدة في تل أبيب أثناء شهادة نتنياهو في المحكمة اعلانالاكثر قراءة مقتل 3 جنود إسرائيليين من لواء جفعاتي بشمال غزة .. حيث الحصار والدمار والمجازر والجثث العالقة نفق مفخخ يقتل 4 جنود إسرائيليين في جنوب لبنان.. كمين أم خطأ عسكري؟ مصير الأسد بعد سيطرة المعارضة على دمشق.. كيف مرت الساعات الأخيرة قبل إعلان موسكو منحه اللجوء شاهد: غارات إسرائيلية تهز دمشق.. استهداف مواقع أمنية وقصف يطال مطار المزة روسيا ترسل رسالة صاروخية قوية للغرب أسرع من الصوت لأول مرة.. تعرف على قدرات "أوريشنيك"؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدإسرائيلالحرب في أوكرانيا الحرب في سوريادمشقدونالد ترامبمحكمةروسيامعارضةفولوديمير زيلينسكيتقاليدالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024