إسرائيل تستعد للسيناريو "الأسوأ" في سوريا
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
استعرض موقع "واللا" الإسرائيلي الأحداث المتوقعة على الساحة السورية، وتأثيرها على إسرائيل التي تستعد لمختلف السيناريوهات، بما فيها قيام إيران وروسيا بدعم النظام السوري لصد هجمات الفصائل الإرهابية المسلحة، أو فقدان السيطرة على البلاد وسقوط الحكومة.
وقال "واللا" في تحليل تحت عنوان "هل سيتحقق السيناريو المتطرف ويعتمد الأسد على إيران وحزب الله وروسيا؟"، إن القلق يتزايد في الجهاز الأمني والسياسي بإسرائيل على خلفية التطورات في الأراضي السورية، ويعود ذلك إلى حقيقة أن الفصائل الإرهابية المسلحة تسيطر على المزيد من الأراضي، ومن ناحية أخرى، لا يبدو أن إيران وروسيا تتعجلان لتزويد دمشق بمساعدات عسكرية واسعة النطاق لصد الهجمات، فيما حذر المسؤولون الأمنيون من أن "السيناريو الأقصى" الذي سيفقد فيه بشار الأسد السيطرة على معظم أنحاء سوريا، أصبح ملموساً يوماً بعد يوم.
#إيران تتحرك لمواجهة خطر فقدان السيطرة على #سورياhttps://t.co/M6fwlCqgX6 pic.twitter.com/1RfZ1wVsCJ
— 24.ae (@20fourMedia) December 3, 2024
وأضاف الموقع الإسرائيلي، أنه بعد الهجمات التي شنها المسلحون بدعم تركي، والسيطرة على أراضي مدينة حلب، بما فيها قواعد للجيش السوري ومستودعات الأسلحة الإيرانية، حذرت مصادر في المنظومة الأمنية من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
تعزيز "محور الشر"
وأوضح أن هناك عدة سيناريوهات أمام الأزمة السورية بعد الأحداث الأخيرة، أولها، أنه سيتم تلقي مساعدات إيرانية واسعة النطاق، بالتزامن مع حركة من عناصر تنظيم "حزب الله"، وبدعم من روسيا، بهدف صد هجمات الفصائل الإرهابية المسلحة، معلقاً: "هذا يمكن أن يؤدي إلى تعزيز محور الشر".
الاستنزاف "مصلحة لإسرائيل"
ونقل عن مصادر إسرائيلية أن عملية استنزاف جميع المتحاربين هي الأفضل، لأنه من بينهم نسبة كبيرة جداً من العناصر المتطرفة، التي تكره إسرائيل بشكل خاص، والغرب بشكل عام، ولكن مع تزايد التقارير الواردة من سوريا، يبرز سيناريو كان يبدو حتى الآن خيالياً، يقضي بأن بشار الأسد سيفقد السيطرة على معظم الأراضي السورية.
تقييم الأوضاع
ويقول واللا إن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي، أجريا تقييما للوضع فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة، بمشاركة أعضاء هيئة الأركان العامة، وقال الجيش الإسرائيلي، إن الأحداث قيد المراقبة، وأن هناك استعداداً لأي سيناريو في الهجوم والدفاع، مؤكداً على أن الجيش لن يسمح بوجود تهديد بالقرب من الحدود السورية الإسرائيلية، كما أنه سيعمل على إحباط أي تهديد للإسرائيليين وإسرائيل.
انضمام الأسد لـ"محور الاعتدال"
كما نقل عن المنظومة الأمنية، الأسبوع الماضي، أن التطورات في سوريا قد تكون فرصة لنقل الأسد من "محور الشر" إلى "محور الاعتدال" في الشرق الأوسط، لكن لتحقيق ذلك، هناك حاجة إلى مساعدة عسكرية واسعة النطاق من الولايات المتحدة في إطار الحرب ضد تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، اللذين يشاركان في الحرب ضد الحكومة السورية.
إيران تواجه انتكاسة في سوريا بعد ضعف وكلائها بالمنطقةhttps://t.co/IOT8xpTbla pic.twitter.com/e26VIRuscR
— 24.ae (@20fourMedia) December 5, 2024
سيناريوهات متطرفة
ولكن الموقع الإسرائيلي، أكد أنه اعتباراً من هذه المرحلة، من السابق لأوانه تحديد التحركات التي يقوم بها الأسد في شمال سوريا ضد الفصائل الإرهابية، وكيف سيكون رد فعل الإيرانيين والروس في الأراضي السورية، لذلك قام مجتمع الاستخبارات بتوسيع مراقبته للتطورات، وعلى حد وصف الموقع شملت هذه الاستعدادات "سيناريوهات متطرفة"، ولكن حتى هذه اللحظة لا توجد أحداث غير عادية في هضبة الجولان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل إسرائيل وحزب الله سوريا الحرب في سوريا الفصائل الإرهابیة السیطرة على
إقرأ أيضاً:
لبنان العربي وعودة الدولة
عرفت تواريخ الأمم أياماً وشهوراً وسنواتٍ مثلت تحولات كبرى وتغيراتٍ عظمى كان لها ما بعدها، لأنها حصدت ما قبلها بالوعي والرؤية والاستشراف، وهذا الشهر من هذا العام يبدو معبراً عن واحدةٍ من تلك اللحظات التاريخية الاستثنائية.
هذا الشهر يناير (كانون الثاني) 2025 شهرٌ سيتذكره التاريخ طويلاً لأحداثٍ رمزيةٍ تعبر عن نتائج صراعاتٍ طويلةٍ تاريخياً ودولياً وإقليمياً، أما التاريخ فصراعاته السياسية شديدة التعقيد بمنطقتنا في العقود الماضية قد تمخضت عن هزيمة «محور المقاومة»، وهذه الهزيمة هي هزيمة لـ"توحش الأقليات" ميليشياتٍ وتنظيماتٍ، ولمشروعٍ إقليميٍ ضخمٍ ذي امتداداتٍ وعلاقاتٍ ومصالح دوليةٍ كبرى، ويشهد العالم آثار هذه الهزيمة في سقوط نظام الأسد في سوريا، و"عودة الدولة" في لبنان، والنهاية القريبة لأتباعه في فلسطين واليمن.
أما دولياً، فسيتمّ تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيساً مرةً أخرى لأمريكا أقوى إمبراطورية في التاريخ، في تعبيرٍ رمزيٍ مكثفٍ عن هزيمةٍ تاريخيةٍ لـ"اليسار الليبرالي" في أمريكا آيديولوجياً، واجتماعياً، وثقافياً، وسياسياً.
أما إقليمياً، فيجب ألا يلهي الفرح بسقوط "محور الممانعة" الطائفي عن انتعاشٍ سيشهده "محور الأصولية".
ما جرى في لبنان "انتصار" لأن الدولة هناك بدأت طريقاً جاداً في العودة لنفسها ولشعبها، وما جرى في سوريا انتصار لسقوط نظامٍ ليس له مثيلٌ في بشاعته وديكتاتوريته في القرن الماضي بأسره، والشعبان اللبناني والسوري جديران بمستقبلٍ زاهٍ لا تتحكم فيه أي محاور إقليمية غير عربية إن طائفياً أو أصولياً.
احتفى الشعب اللبناني بالتغيّر الدراماتيكي للتاريخ في دولتهم والمنطقة، وانتُخب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للدولة بعد عقودٍ من اختطافها من بعض القوى السياسية المسيحية والشيعية المنتمية لما كان يُعرف بـ"محور المقاومة". ولئن كانت قوة السلاح الذي حكم لبنان خارج الجيش وضد الدولة جاءت من إيران وسوريا؛ فقد كان غطاء الشرعية السياسية والدولية يأتي من تيارٍ مسيحي معروفٍ لا تقل مسؤوليته عن ذلك التاريخ الأسود عن مسؤولية حزب الله.
لبنان كان دولة "مختطفة" أو دولة "رهينة"، وبكل الأحوال "شبه دولة" سياسياً، وعاشت حرباً أهليةً طاحنةً، وتدخل فيها سياسياً وأمنياً غالب دول المنطقة، واختلفت قوة الأطراف داخلها بحسب المراحل الزمنية، فمن منظمة التحرير الفلسطينية إلى الفصائل والأحزاب التابعة لسوريا أو لإسرائيل. ولئن كان جنوبها محتلاً من إسرائيل في مرحلةٍ من المراحل؛ فلقد كانت بقيتها محتلة من سوريا الأسد وإيران.
اختطفها حزب الله اللبناني وجعلها رهينةً لدى "محور المقاومة"، وأصبح قرارها لعقودٍ من الزمن رهناً لغيرها؛ لـ"محور المقاومة" بلونه الدموي القاني، ولسوريا الأسد المنخرطة معه في "توحش الأقليات"، وهو ما أوصل دولة لبنان أو "سويسرا الشرق" لتصبح غير قادرة على التعامل مع القمامة في شوارعها وأحيائها، فضلاً عن التحكم في مصيرها السياسي.
نورٌ ثقافيٌّ أشعَّ من دول الخليج العربي على المنطقة، وأشرقت "شمس ثقافة خليجية" بحسب مقال نشره كاتب هذه السطور في 2007، وسطع نجاحٌ تنمويٌّ جديد، غير نفطيٍّ، بدأ من دبي وقال عنه الأمير محمد بن سلمان: "لو ننظر للشرق الأوسط، كانت الدول التي تعمل بشكل جيد تعتمد على النفط، لكن أتى رجل في التسعينات أعطانا نموذجاً أننا يمكننا أن نقدم أكثر... الشيخ محمد بن راشد".
ومع تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في السعودية عرف العالم بأسره "السعودية الجديدة" سياسياً واقتصادياً وتنموياً، عبر قيادة ولي عهده صاحب رؤية السعودية 2030 وعبر السياسات والاستراتيجيات والرؤى المتماسكة والإدارة الواعية لكافة الملفات؛ ما شكَّل بالفعل نموذجاً بدأت تهتف له شعوب المنطقة حتى تلك التي تمثل محاور غير عربية.
قبل عقدٍ ونصف العقد من الزمن وإبان "الربيع العربي" الأسود، وقفت السعودية والإمارات والكويت موقفاً تاريخياً ضد كل القوى الدولية والمحاور الإقليمية في مصر والبحرين وعدد من الدول العربية غيرهما حتى انقشعت الغمة، ولم تستخدم قَطّ شعاراتٍ باليةً ولا آيديولوجياتٍ مهترئة، ولكنها السياسة والاقتصاد والوعي المتقدم.
أخيراً، فلدى لبنان اليوم فرصةٌ تاريخيةٌ بأن يكنس من بلاده عقوداً كئيبةً مضت مع كل ما يمثلها من رموزٍ طائفيةٍ، وطبقةٍ سياسيةٍ، ومواضعاتٍ اجتماعية، وعلاقاتٍ خارجيةٍ، ليعود «دولة مستقلة ذات سيادة» تمنح الأمل لشعبها، وترص الصفوف لمستقبلها، وتتبصر طريقها جيداً مع عمقها الاستراتيجي العربي.