لافروف: المشهد السوري معقد وإسرائيل متورطة بتفاقم الازمة
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة (6 كانون الأول 2024)، أطرافاً دولية خارجية بتمويل الفصائل المسلحة في شمال سوريا.
وقال لافروف في مقابلة مع الصحافي الأمريكي تاكر كارلسون، المقرب من الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب، إن "لدى بلاده معلومات تتعلق بالجهات الداعمة للجماعات المسلحة، واصفاً المشهد في سوريا بالمعقد، لتداخل عدة أطراف فيه"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة تغذي بعض الانفصاليين الأكراد باستخدام أرباح بيع النفط والحبوب".
وألمح لافروف عن احتمال تورط إسرائيل في الملف السوري، معتبراً أن لديها مصلحة بتفاقم الوضع لإبعاد الاهتمام عن غزة.
أما عن اتفاق أستانا، فأوضح أنه نظم بمشاركة روسيا وتركيا وإيران قبل سنوات، مضيفاً أنه من المقرر عقد اجتماع آخر اليوم في الدوحة، مشددا على أن "قواعد اللعبة تتلخص في مساعدة السوريين على المصالحة مع بعضهم البعض، ومنع تصاعد التهديدات الانفصالية".
المصدر: وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
قراءة في المشهد السوري الجديد
محمد بن رامس الرواس
أبدأ مقالتي بالمقولة المشهورة للإمام ابن القيم- رحمه الله- "الشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت"؛ أي مقطوعة وإن طال بها الوقت، وهذا ما حدث ورأيناه في المشهد السوري، وانتصار الثورة السورية، وسقوط نظام أجمع العالم كله على أنَّه نظام ديكتاتوري طاغٍ، وهذا السقوط بلا شك سيكون له انعكاسات على الواقع، وعلى التوازنات في المنطقة بلا ريب من خلال حضور المشهد السوري الجديد.
لقد خرج مئات الآف من المواطنين بكافة المحافظات السورية للساحات والشوارع، بدءًا من حلب وحماة وحمص ودرعا والسويداء وصولًا إلى دمشق بساحة الأُموِّيين آخر معاقل النظام البائد، بعد حكم دام 54 عاماً من الظلم الديكاتوري محتفلة فرحًا وابتهاجًا بسقوط نظام الاستبداد، ولقد صاحب هذا الفرح خروج الأسرى من السجون والمعتقلات، مما أفرح الجميع لأن ذلك نشر الومضة الأولى من الحرية، ولقد انتشرت مظاهر البهجة في كل مكان في سوريا من خلال إطلاق الأعيرة والألعاب النارية والهتافات، لكن كل ذلك لم يصرفهم عن حفظ مقدرات الدولة ومؤسساتها من قبل رجال الثورة وعلى رأسها المصرف المركزي.
وظهور الحكومة السورية الانتقالية وإعلانها عن سياستها يمكن أن يطمئن السوريين لقيام دولة متوازنة تحقق مصالح الثورة وتعيد توازنات المجتمع السوري وتصحح وضع سوريا وتعبر عن مصالحهم وطموحهم من أجل أن يعيشوا أحراراً في المجتمع الدولي، حينها ستكون سوريا لاعباً جديداً ومهماً في المنطقة ينعكس بشكل مباشر على القضية الفلسطينية، وعلى أحداث غزة خاصة.
إنَّ المشهد السوري الحالي بالنسبة للكيان الإسرائيلي ينبئ عن قدوم عدو جديد لا تعرفه ولا تعلم كيف ستتعامل معه؛ فالحارس الأمين لها وحليفها الاستراتيجي قد رحل وترك الحدود السورية الإسرائيلية؛ حيث كان يقوم بحمايتها لصالح إسرائيل؛ لأن إسرائيل دائمًا تحمل همَّ الأمن وتخوفها ممن حولها، وهي تعمل بكل قوتها من أجل أن يكون جيرانها لا يشكلون تهديداً لها. لقد رحل النظام السوري المستبد وخلف من بعده قوم سيكونون لاعبين جدداً في سياسة منطقة الشام وفلسطين، مع ظهور حلفاء جدد لهم يجعل من إسرائيل تعيد حساباتها وتصبح قلقة جدًا ومتوترة لأبعد الحدود. ويمكننا أن نستشف ذلك من خلال قيام الكيان الإسرائيلي باحتلال المنطقة العازلة؛ بل والوصول إلى جبل الشيخ الذي يطل على دمشق تحت بند أنه سيطرة مؤقتة درءًا لتهديدات محتملة. لقد قام الطيران الإسرائيلي باستهداف مقار بها وثائق وشواهد وبراهين على طبيعة العلاقات السورية الإسرائيلية قبل الثورة هذا بجانب قصف مطارات وسفن البحرية السورية.
وبمجرد إعلان الحكومة السورية الانتقالية الجديدة عن تشكيل أعضائها بطريقة ديمقراطية يمكننا أن نكون أكثر قربًا من المشهد السوري الجديد، ويمكننا أن نتنبأ بالقادم؛ حيث يمكن حينها أن تركز الحكومة الانتقالية على ما يجري على حدودها، فبعد تنظيم الشأن والوضع الداخلي والدولي السوري ستلتفت الحكومة الجديدة إلى حقوقها وحدودها وتبدأ صفحة جديدة مع الكيان الإسرائيلي.
ختامًا.. إنَّ كلمة أحمد الشرع قائد فصائل الثورة من داخل الجامع الأموي تُعد بمثابة رسالة قوية تُعلن عنها فصائل الثورة السورية للكيان الإسرائيلي لطبيعة العلاقات القادمة بينهما؛ فالجامع رمز تخاف منه إسرائيل، ومتى ما وفق الله سوريا لانتقال سلس وسلمي للسلطة لإقامة سوريا مستقرة ذات هوية وطنية ودولة موحدة تأسيس كيان صلب ضد التحديات المتوقعة بعيداً عن الفوضى، حينها يمكن أن نقرأ المشهد السوري بشكل دقيق وأكثر وضوحاً، وهذا الأمر بلا شك ستعمل إسرائيل على إفشاله.. وللحديث بقية.
رابط مختصر