لبنان ٢٤:
2025-01-11@04:55:19 GMT

المرتضى: كمال جنبلاط قامة فكرية أضاءت شعلة الثقافة

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

 كتب وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى "لمناسبة ذكرى ولادة المفكّر اللبناني الكبير كمال جنبلاط" الآتي: "الحياة شعلة مضيئة، أَمْسَكْتُ عليها بيدي، وعليَّ واجب أن أجعلها أكثرَ ما تكون نوراً وتألقّاً، قبل أن أسلّمها للأجيال القادمة". (كمال جنبلاط).  في مطاف من السنين قليل، نبغت في لبنان  قامة  فكرية  استطاعت أن تحوِّل يومياتِ السياسة النظيفةَ والملوَّثة على السواء إلى صحائف من نور، وأن تعبر بالجسد النحيل من لحمه الطفيف إلى امتلاء الروح بالزهد والمعرفة.

ولكم كان كمال جنبلاط، الحضور المستنيرُ الممتد منذ الطفل الداخلي في مدرسة عينطورة حتى الشهيد على بوابات بعقلين، ومن ضفة الغانج إلى بئر زمزم، مرورًا بينابيع الباروك وبحيرة طبريا، وصولًا إلى سائر الماء الذي منه كل شيء حيّ، ولئن حدَّه المحيط والخليج. ولعلَّه من قلّة، أطلَّ على الشأن العام من ذروة الفضيلة الروحانية المشبعة بذخائر الفكر الإنساني، حتى إذا ضاق بعمره جسده، نزفت حياته حضورا مخلدًا، فإذا به، وهو الممسك بشعلتها، جعلها بالشهادة أكثر تألقًا، وأسلمها إلى الأجيال المقبلة التي نحنُ منها، وديعةً من ضياءٍ ساطع. كثر عندنا أهل السياسة عدًّا".     وأضاف: "لكن المعلم كان بذاتِه كثرةً في رجل: يتيم البيت هو، وزعيم الطائفة، ومؤسّس الحزب والنائب والوزير وقائد جبهة الوطن، والمفكّر والشاعر والعالم، والصوفيُّ والعارف الزاهد والخاشع المصلح. ما تشاؤون من صفاتٍ أخرى يمكنُ أن تخطر ببالِ الخير، حتى ليحار دارسوه في كيف تأتى له أن ينجزَ هذا الدويَّ الضخم، في بعض قبضة من السنوات. أهي الظروف التي خاضَها، فصقلت شخصيتَه، أم هو بنفسِه صانعُ ظروفِه وقدره؟ ففي الوقت الذي كان لبنان فيه يتكوّن ويغلي تحت وطأةِ مشاكل الداخل والعالم والإقليم، كان كمال جنبلاط في واجهةِ الموقف، يجابهُ الواقعَ بالرؤيا، ويتائمُ بين البصر والبصيرة، ويكتب يكتبُ يكتب، كأنه يقول لمن وُلُّوا أمورَنا: إن السياسة إن لم تكن شعلةً يضيئُها الفكر بنورانيته، فليست إذن إلا ثقوبًا سوداءَ يسرَبُ منها مستقبلُ الوطن إلى العماءِ البعيد. تلك مسألة لم تزل تقضُّ أيامنا اللبنانية، والمشرقية أيضًا، وتطرح علينا تساؤلات عميقةَ الوجع، في كيف يمكننا أن نحوّل السياسة إلى قضية فكر".  

وختم:"كمال جنبلاط الذي اختزن في حشاشة يومه معارف الشرق والغرب، أراد أن يُسخِّرَ هذا كلّه من أجل خدمة الإنسان ولبنان، أو إذا شئتم من أجل خدمة الإنسان في لبنان. كانت السياسة مطيّته إلى صهوات الثقافة، فهو من بعد ما يقارب نصف القرن من الحضور الآخر في  جرحِ الغياب، يدفعُنا إلى أن نرفع الصوت مثلَه، وخصوصًا في غمرة العدوان الذي ما زلنا فيه: هذا لبنان، منارةٌ وشعلةٌ ورسالة، واحدًا كان وسيبقى، قويًّا بشعبِه على أعدائه وصروف دهره، وينبغي لأبنائه كلّهم أن يعتصموا بسور وحدتهم الوطنية، مهما باعدت بينهم الأهواء والمصالح، ذلك أن مصلحتَهم العليا هي عيشهم معًا في وطن الفكر السيد الحر المستقل".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الشعر العربي بين الثبات والتحول .. ندوة فكرية بمهرجان الشارقة للشعر العربي 21

شهد مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الحادية والعشرين ندوة فكرية حملت عنوان "الشعر العربي من الثبات إلى التحول"، والتي أُقيمت على جلستين في قصر الثقافة بالشارقة. تناولت الندوة قضايا نقدية متنوعة وسلطت الضوء على تطور الشعر العربي وأبعاده الحضارية، بحضور عدد كبير من الشعراء والمهتمين بالشعر والنقد.

ففي الجلسة الأولى التي ترأستها الناقدة التونسية الدكتورة سماح حمدي، شارك كل من الدكتور محمد أبو الشوارب (مصر)، والدكتور سلطان الزغول (الأردن)، واطتور ولد متالي لمرابط (موريتانيا),

وافتتح الدكتور محمد أبو الشوارب النقاش بورقة بحثية حملت عنوان "أوّلية الشعر العربي"، تناول فيها رحلة الشعر العربي منذ بداياته الأولى، واستعرض تاريخ نشأة القصيدة العربية وتطور بنيتها الفنية، محللاً العناصر اللغوية والصورية والشكلية التي شكلت أساسها. خلص أبو الشوارب إلى أن القيم الخلقية والاجتماعية كانت ركيزة أساسية لإنتاج الخطاب الشعري العربي منذ مراحله الأولى، مما أسهم في بروز هذه السمات في مرحلة مبكرة من تاريخ الأدب العربي.

ثم قدم الدكتور سلطان الزغول ورقته البحثية بعنوان "التناص الشعري بين القديم والحديث"، حيث استعرض تأثير النصوص الشعرية القديمة في التجارب المعاصرة. وأشار إلى أهمية التناص بوصفه آلية إبداعية استلهم من خلالها الشعراء المعاصرون التراث الشعري العربي لإعادة إنتاجه في سياقات جديدة تعكس هموم العصر وتحدياته. وأكد الزغول على ضرورة وعي الشاعر بالتاريخ الأدبي لتطوير نصوص تحمل طابعاً أصيلاً ومتجدداً.

أما الباحث الموريتاني الدكتور ولد متالي لمرابط، فقد تناول في ورقته "الرمز وتحوّل الدلالات" دور الرمزية في الشعر العربي المعاصر. استعرض قيمة الانزياح والغموض والمفارقة في إثراء النصوص الشعرية، وأوضح أن الرمزية باتت سمة بارزة في تجارب الشعراء العرب المعاصرين نتيجة لعوامل فنية وثقافية وتجريبية متعددة.

وفي الجلسة الثانية، التي أدارها الشاعر العماني عبدالرزاق الربيعي، شارك كل من الدكتور عبدالله الخضير (السعودية) والدكتورة إيمان عصام خلف (مصر).

واستهل الدكتور عبدالله الخضير النقاش بورقة بعنوان "العتبات النصية من التقليد إلى التجديد"، حيث تناول مفهوم العتبات النصية ودورها كمدخل لفهم النصوص الأدبية. وأشار إلى أن النقاد العرب القدامى اهتموا بما يُعرف بالرؤوس الثمانية في مؤلفاتهم، والتي تُعادل مفهوم العتبات في النقد الحديث. وبيّن الخضير أن العتبات النصية في الدراسات النقدية المعاصرة تُعد امتداداً لدراسات ما بعد البنيوية، حيث يُنظر إلى النصوص كبنى مفتوحة قابلة للتأويل والقراءة المتعددة.

ثم قدمت الدكتورة إيمان عصام خلف ورقتها البحثية بعنوان "القصيدة وتحولات وسائط النشر والتلقي"، حيث ركزت على المراحل المختلفة التي مر بها الشعر العربي، بدءاً من الشفاهية وصولاً إلى النشر الرقمي. وأوضحت أن التحولات التكنولوجية أسهمت في إعادة تشكيل العلاقة بين الشاعر والجمهور، حيث أتاح الفضاء الرقمي للشعراء الوصول إلى جمهور أوسع وأكثر تفاعلاً. كما أكدت أن النشر الرقمي أضاف أبعاداً جديدة للقصيدة العربية، مما جعلها أكثر تفاعلاً وحيوية مع مستجدات العصر.

ناقش المشاركون في الندوة عدة محاور رئيسية، من بينها تأثير التراث العربي القديم في تشكيل النصوص الشعرية المعاصرة، ودور الرمزية والدلالات في إضفاء العمق على النصوص الشعرية، وأهمية العتبات النصية في الدراسات النقدية الحديثة.، إضافة إلى التحولات التي طرأت على القصيدة العربية بفعل التكنولوجيا، بدءاً من الشفاهية وصولاً إلى العصر الرقمي.

أكد الباحثون أن الشعر العربي ظل عبر العصور قادراً على تحقيق توازن بين ثباته على القيم الجمالية والأخلاقية، وبين تحوله استجابة للتطورات الثقافية والاجتماعية. كما أشاروا إلى أن التكنولوجيا الحديثة فتحت آفاقاً غير مسبوقة لنشر الشعر وتلقيه، مما أسهم في تعزيز التفاعل بين النصوص وجمهورها.

واختتمت الندوة بتفاعل الحضور الذين أبدوا اهتماماً كبيراً بالمداخلات القيمة التي قدمها الباحثون. وقد عكست الندوة حرص مهرجان الشارقة للشعر العربي على تعزيز الحوار النقدي والإبداعي حول الشعر العربي وقضاياه المختلفة، بما يعزز مكانته كرافد أساسي للحضارة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • ما شروط القبر الذي يصلح لدفن الميت؟.. دار الإفتاء تجيب
  • الشعر العربي بين الثبات والتحول .. ندوة فكرية بمهرجان الشارقة للشعر العربي 21
  • قصائد وندوة فكرية في «الشارقة للشعر العربي»
  • شعلة يواصل متابعة انتظام سير الإمتحانات بجامعة دمنهور
  • في أول اتصال مع عون بعد انتخابه رئيساً... ماذا قال له جنبلاط ؟
  • رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يهنئ عون: كل التوفيق في هذه المهمة الكبيرة
  • ما هو مستقبل السياسة الخارجية لإيران بعد سقوط الأسد؟
  • لتقدير رموز مصر الإبداعية.. هانو يكرم عبد الرحيم كمال في يوم الثقافة
  • قصة ابن الشيخ القرضاوي الذي قررت لبنان تسليمه للإمارات
  • من الفراغ إلى المنع.. ما الذي تغير على الحدود السورية اللبنانية؟