لبنان ٢٤:
2025-04-14@10:15:50 GMT

المرتضى: كمال جنبلاط قامة فكرية أضاءت شعلة الثقافة

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

 كتب وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى "لمناسبة ذكرى ولادة المفكّر اللبناني الكبير كمال جنبلاط" الآتي: "الحياة شعلة مضيئة، أَمْسَكْتُ عليها بيدي، وعليَّ واجب أن أجعلها أكثرَ ما تكون نوراً وتألقّاً، قبل أن أسلّمها للأجيال القادمة". (كمال جنبلاط).  في مطاف من السنين قليل، نبغت في لبنان  قامة  فكرية  استطاعت أن تحوِّل يومياتِ السياسة النظيفةَ والملوَّثة على السواء إلى صحائف من نور، وأن تعبر بالجسد النحيل من لحمه الطفيف إلى امتلاء الروح بالزهد والمعرفة.

ولكم كان كمال جنبلاط، الحضور المستنيرُ الممتد منذ الطفل الداخلي في مدرسة عينطورة حتى الشهيد على بوابات بعقلين، ومن ضفة الغانج إلى بئر زمزم، مرورًا بينابيع الباروك وبحيرة طبريا، وصولًا إلى سائر الماء الذي منه كل شيء حيّ، ولئن حدَّه المحيط والخليج. ولعلَّه من قلّة، أطلَّ على الشأن العام من ذروة الفضيلة الروحانية المشبعة بذخائر الفكر الإنساني، حتى إذا ضاق بعمره جسده، نزفت حياته حضورا مخلدًا، فإذا به، وهو الممسك بشعلتها، جعلها بالشهادة أكثر تألقًا، وأسلمها إلى الأجيال المقبلة التي نحنُ منها، وديعةً من ضياءٍ ساطع. كثر عندنا أهل السياسة عدًّا".     وأضاف: "لكن المعلم كان بذاتِه كثرةً في رجل: يتيم البيت هو، وزعيم الطائفة، ومؤسّس الحزب والنائب والوزير وقائد جبهة الوطن، والمفكّر والشاعر والعالم، والصوفيُّ والعارف الزاهد والخاشع المصلح. ما تشاؤون من صفاتٍ أخرى يمكنُ أن تخطر ببالِ الخير، حتى ليحار دارسوه في كيف تأتى له أن ينجزَ هذا الدويَّ الضخم، في بعض قبضة من السنوات. أهي الظروف التي خاضَها، فصقلت شخصيتَه، أم هو بنفسِه صانعُ ظروفِه وقدره؟ ففي الوقت الذي كان لبنان فيه يتكوّن ويغلي تحت وطأةِ مشاكل الداخل والعالم والإقليم، كان كمال جنبلاط في واجهةِ الموقف، يجابهُ الواقعَ بالرؤيا، ويتائمُ بين البصر والبصيرة، ويكتب يكتبُ يكتب، كأنه يقول لمن وُلُّوا أمورَنا: إن السياسة إن لم تكن شعلةً يضيئُها الفكر بنورانيته، فليست إذن إلا ثقوبًا سوداءَ يسرَبُ منها مستقبلُ الوطن إلى العماءِ البعيد. تلك مسألة لم تزل تقضُّ أيامنا اللبنانية، والمشرقية أيضًا، وتطرح علينا تساؤلات عميقةَ الوجع، في كيف يمكننا أن نحوّل السياسة إلى قضية فكر".  

وختم:"كمال جنبلاط الذي اختزن في حشاشة يومه معارف الشرق والغرب، أراد أن يُسخِّرَ هذا كلّه من أجل خدمة الإنسان ولبنان، أو إذا شئتم من أجل خدمة الإنسان في لبنان. كانت السياسة مطيّته إلى صهوات الثقافة، فهو من بعد ما يقارب نصف القرن من الحضور الآخر في  جرحِ الغياب، يدفعُنا إلى أن نرفع الصوت مثلَه، وخصوصًا في غمرة العدوان الذي ما زلنا فيه: هذا لبنان، منارةٌ وشعلةٌ ورسالة، واحدًا كان وسيبقى، قويًّا بشعبِه على أعدائه وصروف دهره، وينبغي لأبنائه كلّهم أن يعتصموا بسور وحدتهم الوطنية، مهما باعدت بينهم الأهواء والمصالح، ذلك أن مصلحتَهم العليا هي عيشهم معًا في وطن الفكر السيد الحر المستقل".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ما دور الطرق الصوفية في السياسة المصرية؟ وكيف تمكنت الدولة من احتوائها؟

فخلال حلقة بودكاست "وسط البلد"، واصل الباحث المصري الدكتور عمار علي حسن، الحديث عن تاريخ الطرق الصوفية في مصر ودورها في السياسة والمجتمع.

حيث شدد على أن الصوفية لم تكن أبدا بابا من أبواب التشيع كما يقول البعض، لأنها حركات دينية صرفة بينما التشيع حركة سياسية ارتدت لبوسا دينيا. كما أن "الطرق الصوفية لا تملك مشروعا سياسيا كالذي يملكه الشيعة".

لكن هذا الأمر لا ينفي أن السلطان صلاح الدين الأيوبي قد رعاها حتى تنتج مسارا سنيا مصريا لمناهضة المسار الشيعي الذي أحدثته الدولة الفاطمية، كما يقول الباحث.

دور سياسي في وقت الحروب

لكن هذا لا ينفي دور الصوفية في الحركة السياسية المصرية، خصوصا في فترة حكم المماليك الذين خاضوا معارك فاصلة وكانوا في ذلك الوقت يحتاجون للصوفية في حشد الناس، نظرا لمكانة شيوخهم الشعبية، كما يقول الباحث.

وكان الدين، وفق الباحث، عاملا رئيسيا للحشد قبيل الحروب لحض الناس على الجهاد، فضلا عن الاستفادة منهم في ضمان الأمن الداخلي خلال وجود الأمراء في ساحة المعركة حتى لا تقع انقلابات.

ومن هذا المنطلق، لعب مشايخ الصوفية أدوارا مهمة في تاريخ مصر خلال المعارك من خلال ترضية الناس وتثبيت الأمن الاجتماعي وحثهم على عدم الثورة في وقت الحروب، حسب الباحث.

إعلان

لكن هذا لا ينفي مشاركة الصوفيين في المعارك، وهو ما حدث عندما خرج المماليك لمواجهة الفرنسيين في إمبابة، ومعهم الشيوخ (أصحاب الرايات) ومريدوهم.

كما لعبت الصوفية دورا في حشد الجنود على مقارعة الإنجليز خلال الثورة العرابية. غير أنهم لم ينخرطوا في الخلافات بين الحاكم والمحكومين في مصر، على عكس شيوخ الأزهر الذين يقول الباحث إنهم كانوا يقومون بهذا الدور سلبا أو إيجابا.

أما شيوخ الطرق الصوفية فكانوا يلعبون دور الوسيط بين الحاكم والشعب إلى حد كبير من خلال رفع بعض المظالم والشكاوى على نحو يمكن وصفه بالتمثيل السياسي وليس الزعامة السياسية، كما يقول الباحث.

أول تنظيم قانوني للصوفية

وكان محمد علي أول من انتبه لأهمية هذه الطرق وقرر تقنينها، وذلك عندما قرر نفي الشيخ عمر مكرم، الذي أوصله للحكم، إلى دمياط مرتين بسبب اجتماع الناس حوله في كل غضبة.

ومع ذلك، فقد كان محمد علي يجل عمر مكرم ويحفظ له مكانته لكنه حجّمه سياسيا حتى يتسنى له الانفراد بالحكم، وفق الباحث، الذي أشار إلى أن إيصال محمد علي للحكم لم يكن رغبة من المصريين في حكم الغريب كما يقول بعض غير الدارسين أو العارفين بالسياق التاريخي لهذا الحدث.

فلم يكن ترشيح عمر مكرم الضابط الألباني رغبة منه في حكم الغريب وإنما كان تعاملا مع الوضع السياسي حيث لم يكن السلطان العثماني سيقبل بجلوس مصري على كرسي الحكم كما لم يكن الجيش الإنجليزي المتمركز في البحر المتوسط ليقبل بحاكم غير محمد علي، كما يقول الباحث.

لذلك، فقد شرع محمد علي في تقنين هذه الطرق ووضعها تحت ولاية شيخ واحد يكون ولاؤه له ليضمن بذلك تحييدهم ويأمن خطر خروجهم عليه أو تحريض الناس ضده.

وكان دافع الوالي العثماني في هذا الأمر، أن الفترة السابقة عليه والتي أطلق فيها السلاطين يد المماليك على المصريين وتوسعهم في الجباية خلقت حالة من الفقر المدقع الذي دفع الناس نحو التصوف، مما جعل لشيوخ الصوفية مريدين كثرا يلوذون بهم ويلتفون حولهم.

إعلان 13/4/2025

مقالات مشابهة

  • طبيبة: النوم المتأخر بسبب قصر قامة الطفل ومشاكل في نموه
  • مسار المعركة وتدابير السياسة
  • فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين
  • ما دور الطرق الصوفية في السياسة المصرية؟ وكيف تمكنت الدولة من احتوائها؟
  • أسرار مثيرة عن حرب لبنان.. من إتصال كمال جنبلاط إلى غداء بشير الجميل
  • خريف السياسة التجارية الأمريكية
  • تيمور جنبلاط: للتوافق في الاستحقاق البلدي وخلق مجالس متجانسة للإنماء
  • الكتاب والأدباء تكشف عن أعمال فكرية تعكس الغنى الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • الرمزية في مفترق طرق السياسة والهوية
  • وزيرا الثقافة والاشغال تفقدا محطة القطار التاريخية في مار مخايل بحضور سفير إيطاليا