"الشخصية" في النقد الأدبي.. ندوة اتحاد الكتاب
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
أقامت شعبة النقد والدراسات الأدبية برئاسة د.هدى عطية، وتحت رعاية ا.د علاء عبدالهادي، رئيس اتحاد الكتاب، ندوة كان عنوانها "تحولات مفهوم الشخصية في النقد الأدبي"، تحدث بها كل من د.نبيلة زويش، الناقدة الجزائرية، د.عبدالسلام الشاذلي، وأدارتها د.هدى عطية.
بداية أجابت د.نبيلة زويش عن سؤال: هل أنتج النقد تحولات خاصة بالشخصية، أم دراسة للشخصية في الأعمال الأدبية، موضحة أن الأمر يقتضي تبيان هل عرفت الشخصية كمصطلح نقدي في الدراسات النقدية تحولات على مستوى التنظير النقدي ام على مستوى الإبداع والكتابة، مؤكدة أن التحول تم على المستويين النظري والإبداعي، والسبب هو تلك العلاقة الضرورية التي تجمع النقد بالأدب، فكل النظريات النقدية صيغت في ظروف ارتبطت بابداعات معينة، فقد اعتمد بارتين على روايات ديستوفيسكي لأنها منبع نظرية ترتبط بتعدد الاصوات السردية، فبعد أن كان السرد وحيدا صار المؤلف منفصلا عن الشخصيات الأخرى وأيضا في لغته، فهناك تعدد صوتي ولغوي، وهو ما يوجد حتى في تواصلنا اليومي، فلكل منا لغته الخاصة، التي تختلف حسب ثقافته.
وأضافت نبيلة: إذن فذلك التطور سيكون مرتبطا بالجانب النظري والتطبيقي، فرسالتي للدكتوراه "الشخصية بين النظرية والتطبيق" ، بدأت بالجانب النظري منذ بدأ ارسطو بكتابه "فن الشعر "، فالأمر لا يتعلق بشخص ما موجود ولكن بالشخصية السردية..
وتابعت أن كتاب فن الشعر لارسطو، تحدث عن المحاكاة، أي محاكاة الأخلاق والافراد، وهو عندما يحدد موضوع المحاكاة يتحدث عن محاكاة الفعل، فهي للفعل أو الفاعل أي الشخصية، ويؤخذ بديلا عنه مصطلح التمثيل أو التعبير.
ثم تناولت د.نبيلة تطور مفهوم الشخصية عبر النظريات النقدية المتعاقبة، ففي الواقعية ظهر الانعكاس، كالمرآة التي تعكس الصورة، ويعني التطابق بين الصفات بين المحاكي والمحاكاة، وهو من المستحيلات.
ثم عطفت على الحديث عن ورود مصطلح "شخصية"، في المعاجم، مؤكدة أنه لم يرد في المعاجم بهذا المعنى اي الهوية ولكن بمعنى البروز والارتفاع، وقد دخلت الكلمة للمعاجم العربية حديثا، وعندما دخلت الدلالة اللغوية لكلمة شخصية عندما دخلت لعلم النفس صارت للمفردة معنى الإنسان.
من هنا أصبحت الشخصية مرتبطة باللغة ولم يعد ارتباطها بالواقع ضرورة خاصة مع وجود نظرية موت المؤلف، وبعد تدخل علم النفس تحول السؤال من ما الموضوع إلى من قال النص، فإذا عُلمت عقدة الكاتب النفسية سيفهم النص.
بينما يثير جورج لوكاش في كتابه "نظرية الرواية" وارسائه للمنهج الاجتماعي، سؤال: لماذا قال النص هذا، لنجد أن البطل لم يعد مفردا، مثل الملاحم والتراجيديا بل صارت لديه سمات إلهية وبشرية معا، ومع وجود النقد الاجتماعي صار البطل جماعيا، وصارت سماته ايجابية، فكل الأبطال هنا ايجابيون، ولم يتوقف الأمر عند حد الإيجابية بل صارت فيما بعد سلبية، فصرنا نتحدث عن صورة القبح الذي يكون لشخصيته البطولة.
إذن فالبطل هنا هو البطل الاشكالي وهو مرتبط بالمجتمع.
ثم تطرق حديث د.نبيلة إلى تناول سمات الشخصية عند البنياويين، فمع دخول الدلالة الشكلية أصبح السؤال كيف قال النص ما قال؟، ومع ظهور السيمولوجيا، صارت الشخصية تسمى عاملا وفاعلا وفي المسار الحكائي تسمى ساردا، واتصلت بالموضوع القيمي الذي تسعى لتحقيقه.
وعن مفهوم الشخصية عند جان دريدا، أكدت زويش أن اتجاهه ثقافي، واهتم بعدد من المصطلحات، لكنه خالف البنوية فتحدث عن هدم البنية، حتى تعرف عناصرها.
وهي التفكيكية، ومدخلها هو نفس مدخل البنيوية في دراسة الشخصية: كيف قال النص ما قاله؟
ثم انتقلت زويش لصورة الشخصية عند فليمابون، وفيرمنشوف، موضحة سمات تطور الشخصية لتصبح مجرد صورة سردية يكشفها الإنسان من خلال الحكاية أو تأويل القاريء الذي قد يطابق ما اراده المؤلف أو يخالفه، مختتمة حديثها بأن الشخصية مازالت تتطور.
وفي تعليقه أكد د.عبدالسلام الشاذلي، أن النظرية الاجتماعية ترتبط دائما بالنظرية التاريخية، فتطور التاريخ الاجتماعي أصبح خاضعا للوعي الاجتماعي، إذن فلا يمكن فصل التاريخي عن الاجتماعي.
متحدثا عن رؤية العالم عند جولدمان، حيث بنيت سمات الشخصية انطلاقا مما تحمله في رؤيتها للعالم، والتي هي في أصلها مأخوذة من هيجل.
شهد الندوة عدد من النقاد والمثقفين وأعضاء شعبة النقد، وأقيمت بمقر الاتحاد بالزمالك
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ندوة اتحاد الكتاب الشخصية النقد الأدبى رئيس اتحاد الكتاب قال النص د نبیلة
إقرأ أيضاً:
نبيلة عبيد: عادل إمام فنان قدير وقدم تاريخًا فنيًا وحقه أن يستريح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجهت الفنانة نبيلة عبيد رسالة إلى الزعيم عادل إمام، بعد تصريحات الفنان عمر متولي عن اعتزاله الفن بشكل رسمي، وعدم عودته للنشاط الفني مرة أخرى.
وقالت الفنانة نبيلة عبيد: "حق الفنان القدير والكبير عادل أن يستريح، قدم كثيرًا للفن، وأسعدنا جميعًا على مستوى السينما والتلفزيون والمسرح، أفنى عمره كله للفن والجمهور، وكان مهتمًا بتقديم كل ما يهم المواطن، وفجر الكثير من القضايا المجتمعية الهامة، لمصر والوطن العربي".
وتابعت الفنانة نبيلة عبيد في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، "من حقه أن يستريح بعد كل تلك الرحلة الاستثنائية، وأن يعيش حياته يستمتع مع الأسرة والأحفاد، وأن يختار ما يشعره بالراحة وعلينا إحترام رغبته".
وعن السينما وتقييم الأفلام السينمائية، أوضحت الفنانة نبيلة عبيد "لا أدخل السينما منذ أيام كورونا وحتى الآن، ولكن هناك عدد كبير من المخرجين المميزين، وهناك كتاب أيضًا على قدر كبير من الإبداع، وأحب مروان حامد كثيرًا، وخاصةً أنه يفهم كثيرًا في السيناريو، وله شخصية وبصمة فنية وأداء ونمط فني رائع ولع أعمال هامة كثيرة، وهناك أيضًا كتاب مهمين لتلك المرحلة الفنية، ولهم أعمال جيدة وحققت نجاحًا كبيرًا وأحبها الجمهور.
قدمت الفنانة نبيلة عبيد تاريخ فني كبير بين السينما والدراما، شاركت من خلالها كبار نجوم الفن والسينما والدراما في ذلك الوقت، وقدمت أعمال مع الفنان أحمد زكي، والفنان محمود عبدالعزيز، والفنان القدير كمال الشناوي، والفنان يوسف شعبان، والفنان صلاح قابيل، وجاءت أبرز أعمالها السينمائية فيلم "التخشيبة، المرأة والساطور، شادر السمك، الراقصة والسياسي، الراقصة والطبال، رابعة العدوية، العذراء والشعر الأبيض، امرأة تحت المراقبة"، وعلى مستوى الدراما قدمت مسلسل "العصابة، كيف تخسر مليون جنية، الوليمة، العمة نور، البوابة الثانية، كيد النسا".