نقاد وفنانون يناقشون العرض المسرحي "تحت الظلال" بمهرجان الكويت
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اقيم ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الـ24 الندوة التطبيقية لمسرحية "تحت الظلال"، وذلك عقب الانتهاء من عرضها، وهي من تأليف الكاتبة المسرحية مريم نصير، وإخراج محمد الأنصاري، وإنتاج فرقة مسرح الخليج، وشارك في التعقيب الفنان والناقد السعودي نايف البقمي، والفنانة والناقدة الأردنية أمل الدباس، وأدار الجلسة يوسف بوهلول من البحرين، وبحضور مجمعة كبيرة من المسرحيين من مختلف أنحاء الوطن العربي.
وافتتح الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، الندوات التطبيقية، بقوله: في الدورات الماضية اتخذنا أسلوبا جديدا في موضوع التعقيب، ففي السابق كان يحضر التعقيب مؤلف ومخرج المسرحية، وتبدأ المداخلات من قبل النقاد والجمهور، ويقوم المخرج والكاتب بالرد على هذه التعقيبات، وأرى أن الفنانين والمخرج والمؤلف دورهم في المسرح هو تقديم العرض الفني على خشبة المسرح، فهم قالوا ما يريدونه من خلال العرض؛ لينتهي دورهم المسرحي بهذا الأمر، الآن فإن كل من شاهد هذا العرض المسرحي من الضيوف الكرام والنقاد والفنانين المهتمين يدلون بدلوهم، فالتعقيب لهم، وليس لمن قام بهذا العمل، وأتمنى من إخواننا مدراء الجلسات تخصيص المداخلات للضيوف والنقاد والصحافيين، بعد أن يأخذ المعقبون فرصتهم كاملة للتعقيب، حتى نستفيد من شرح جماليات العروض.
ومن ثم قالت الفنانة والناقدة الأردنية أمل الدباس في تعقيبها على العرض المسرحي: “ها نحن في حضرة المسرح في دولة الكويت، حيث جمال الفكر والطاقات الفنية المبدعة المؤمنة بأهمية وجود المسرح، أتقدم بالشكر الجزيل للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولإدارة المهرجان ممثلة بالأمين العام المساعد لقطاع الفنون ورئيس المهرجان مساعد الزامل، ومدير المهرجان وائل الجابر، وجميع العاملين في هذه التظاهرة المسرحية”.
وأضافت: “مسرحية تحت الظلال لفرقة مسرح الخليج العربي، تأليف الكاتبة مريم نصير، نصها مستوحى من نص ذاكرة في الظل، والمسرحية خليط بين الواقعية النفسية والذهنية وهو يتناول موضوع العنف الأسري وأثره السلبي على الأبناء بإلحاق الضرر العاطفي والأذى النفسي بهم، مما يجعلهم فاقدي الثقة بالنفس وبالآخرين”.
وأوضحت أن المؤلفة، تمكنت من بناء حبكة محكمة في هيكل أحداث ترابطت وتشابكت فيما بينها بأسلوب مشوق تجلى في التأثيرات والانفعالات، وتقديم الأحداث أو تأخيرها في النص المسرحي والاسترجاع من خلال الفلاش باك، مما شكل أداء جعل العرض المسرحي أكثر جذباً وتشويقاً وتعميقا للحبكة الدرامية، مما يسمح للتأويل.
وتابعت: عند قراءة النص راودني هذا التساؤل: لماذا هذا الظل... هل هو الضمير، أم القرين؟، فرجحت أن يكون القرين، لأن هناك فرق بينهما، فالضمير يمثل الصوت الداخلي للشخصية، يعبر عن القيم الأخلاقية والإنسانية، أما القرين فوظيفته تقديم الصراع الداخلي بشكل ملموس على خشبة المسرح، ويكون بمثابة المرآة التي تعكس مخاوف الشخصية وصراعاتها.
وفيما يخص الإخراج، قالت: إن المخرج أمام هذا النص يكون في تحدٍ لتجسيد ما هو مكتوب على خشبة المسرح، وهنا يأتي إبداعه، ليصبح هذا الجهد قيمة مضافة لهذا النص ومن ثم تتجلى الفكرة، ويبرز الصراع الدرامي بين الشخصيات، فالمخرج أبدع في النقلات الزمنية للشخصيات.
وفيما يخصّ الإضاءة، بيّنت أنها كانت لغة تعبيرية للحدث وكان توزيعها جميل وانسيابي، وبتناغم جميل بين المؤثرات الصوتية والمؤثرات الضوئية، وأشارت إلى أن الديكور من خلال استخدام اللون الأبيض كان دلالة على الموت وكأنه الكفن، أو البراءة، بمعنى أكثر من تأويل أو تفسير، ورغم الكتل الكثيرة في الديكور، إلا أنه أتى سلسا، كما أثنت على محركي الديكور، وأكدت أن الموسيقى والأهازيج البحرية وتحويلها من حالتها الطبيعية، إلى معزوفة مرعبة أدخلتنا في أجواء العرض لخلق شعور التوتر والرهبة، فالموسيقى جاءت معبرة ومؤثرة، كي تخدم السياق الدرامي.
واستطرت في حدثها عن التمثيل الذي جاء مقنعا بمشاعر صادقة، دليل على قدرة الممثلين وأداء المخرج، وتطرقت إلى الجمع بين اللغة العربية الفصحى واللهجة العامية، الذي أضاف جمالية أخرى وأريحية للتواصل مع الجمهور، كما برع الممثلون في المونولوج، وقالت: كان يجب في العرض المسرحي، الاشتغال على تنظيم الإحساس والتحكم في نبرة الصوت، واستخدام الصوت الطبيعي وليس المستعار، وختمت: رسالة المسرحية مفادها طرح فكرة الهروب من الماضي أو التصالح معه، وكيف تؤثر الذكريات في صياغة الذات والعلاقات الإنسانية؟
بدوره قال الفنان والناقد السعودي نايف البقمي:" يعد مهرجان الكويت المسرحي... من المهرجانات المهمة في الوطني العربي التي نحضرها كل عام، نشكر فرقة مسرح الخليج على هذا الجهد والتعب من أجل ظهور هذا العمل".
وأضاف: المسرحية مستوحاة من نص آخر للكاتبة نفسها، وبالتالي هناك أسئلة كثيرة تدور في الذهن، كيف استوحت الكاتبة ذاتها من ذاتها، هل قامت بإعداد لهذا النص، أم اقتبست منه؟، وحينما حصلتُ على النص الأصلي، وجدت أن الحالي هو عبارة عن تطوير للنص السابق، أي اننا أمام نص واحد قامت المؤلفة بتطويره، واستبدلت صاحب المنجم بالنوخذة.
واستطرد: “تبدأ الكاتبة بطريقة ذكية من خلال الأحداث التي تدور في ذهن الطل، والتي تنتهي بها المسرحية من خلال بداية العرض وبالتالي تضعنا أمام تساؤلات، تحفزنا إلى مواصلة القراءة للوصول إلى فكرة هذه المسرحية، ومعرفة البداية التي انطلقت منها وهي الحريق والصراخ، وبالتالي هذا محفز للمتلقي او القارئ او المشاهدة للوصول إلى نهاية العرض”.
وفي وصف الشخصيات، قال: كنت أتمنى ألا تفصح المؤلفة عن الشخصيات، وتجعلني كمتلقي استشف ذلك من النص، فهناك إشكاليات في وصف الشخصيات منذ البداية، فالنص يميل إلى العبثية، من خلال أحداث منفصلة لا علاقة بعضها ببعض، كما تميل إلى الحوارات المقتضبة المكثفة غير المطولة، وأحداث متداخلة.
وأوضح أن النص ناقش قضية كبرى، من خلال البحث عن الذات والصراع الداخلي، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بحرية الإنسان، وثورته على الظلم، والتمرد على الواقع من خلال جيل الشباب.
وبين أنه حينما تتحدث المسرحية بلغة عربية فصحة وتخلطها بلهجة عامية، يُفهم من ذلك بأنه كسر لحالة الرتابة الموجودة، ولكن عندما تتكرر فهناك دلالة لها.
وأكد أن المخرج كان مؤتمنا على هذا النص وإرشاداته التي وضعتها المؤلفة، ولكن الكتل معيقة للمسرح الذي هو بحاجة للاختزال، متحدثا عن التكرار والخروج غير المبرر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الخليج العربي الحوارات الخل العرض المسرحي المخرج والكاتب المسرحية الوطن العربي جميع العاملين قطاع الفنون مهرجان الكويت المسرحي العرض المسرحی هذا النص من خلال
إقرأ أيضاً:
نائب التنسيقية: صرف الدعم يجب أن يستند إلى دراسة
قال النائب نادر مصطفى، وكيل لجنة الثقافة والإعلام والاثار بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن صرف الدعم بدون دراسة وبشكل غير مدروس يتسبب في إهدار كبير وعدم وصوله للمستحقين.
جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة النقاشية لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لافتًا إلى أنّ تكافل وكرامة من النماذج المهمة التي تعمل بنظام ومنطق مدروس ومنظومة متكاملة لتحديد مستحقي الدعم من عدمه، والحد من تنويع مصادر الحصول على الدعم على حساب مواطن آخر يحرم من الدعم.
وأكد النائب نادر مصطفى، أنّه كلما أعدنا تقييم السلع كان الأمر افضل والجودة أعلى، لافتا إلى أنّ الدعم المتنوع بين النقدي والعيني هو الأفضل، خلال المرحلة المقبلة.
في سياق متصل، شهدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عددا من الفعاليات والأنشطة خلال الأسبوع الماضي، حيث عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ورشة عمل حول "مفهوم شبكات الحماية الاجتماعية".
وأوصت الورشة بالتحديث الرقمي من خلال إدخال نظام رقمي موحد للتحقق من بيانات المستفيدين، وتقليص فترة تحديث البيانات من 3 سنوات إلى سنتين، وتوسيع الفئات المستفيدة لتشمل الفئات الأكثر احتياجا وضعفا مثل المشردين، والعمالة غير المنتظمة، وضحايا الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى آليات الدعم من خلال ربط معدلات الدعم النقدي بالحد الأدنى للفقر، والبدء بالاستهداف الجزئي للفئات الأكثر احتياجًا، وإنشاء لجنة مستقلة للتظلمات وتحديد مهلة 30 يومًا للفصل في التظلمات.
كما عقدت وحدة الهوية والثقافة التابعة للجنة التنمية البشرية، بتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ورشة عمل بعنوان "إحياء دور المسرح في المجتمع والهوية المصرية".
وأوصى الحضور بضرورة إنتاج محتوى يناسب الشباب ويعكس التراث من خلال دعم إنتاج أعمال مسرحية مستوحاة من التراث المصري بأسلوب عصري لجذب الأجيال الجديدة، وأهمية توظيف التكنولوجيا في العروض المسرحية، مثل تقنيات الإضاءة الحديثة والمؤثرات الصوتية وإحياء النصوص الكلاسيكية لمسرحيين مصريين مثل توفيق الحكيم ويوسف إدريس بطريقة تفاعلية.
كما أوصوا بضرورة وجود دعم مالي وشراكات مستدامة وإشراك القطاع الخاص في تمويل المسرح المدرسي والمجتمعي عبر برامج المسئولية المجتمعية وإطلاق بروتوكولات تعاون بين وزارات الثقافة والتعليم وشركات التكنولوجيا لتحديث المسارح وتجهيزها، كذلك ضرورة تسويق المسرح بطرق مبتكرة من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للعروض المسرحية من خلال محتوى بصري مبتكر وإنشاء تطبيقات رقمية لبيع التذاكر وعرض محتوى خلف الكواليس لجذب الجمهور الشاب.