خيّاط الفاتيكان التاريخي مانتشينيلي يُعدّ الأثواب الكهنوتية لثلث الكرادلة الجدد
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في متجره التاريخي الواقع في بورغو بيو، بالعاصمة الإيطاليّة روما، وعلى مقربة من الفاتيكان، ينكب رانييرو مانتشينيلي على تصنيع أثواب سيرتديها ثلث الأساقفة الـ21 الذين سيعيّنهم البابا فرنسيس كرادلة في السابع من كانون الأول.
يتكئ مانتشينيلي على طاولته، وفي إصبعه كشتبان، ويُدخل إبرة في كمّ ثوب كهنوتي أسود ذي أطراف أرجوانية، سيرتديه قريبًا كاردينال جديد.
ويخوض مانتشينيلي سباقا مع الوقت لإنجاز مهمة خياطة ثلث أثواب الكرادلة الـ21 الجدد ضمن المهلة. ويقول رانييرو، وهو يضع نظارة مستطيلة وشريط قياس حول رقبته: "إنهم يثقون بي وأعرف ما يجب أن أفعله، اعتمادًا على المكان الذي يعيشون فيه والمناخ وإمكاناتهم المالية".
وتبدو ورشته الواقعة في الجزء الخلفي من متجره وكأنها لقطة من فيلم قديم بالأبيض والأسود. فعلى طاولة خشبية، وُضِعَت آلة خياطة ذات لون أخضر زيتوني من طراز "نيكي"، بالقرب من مكواة حديدية قديمة. وعلى الجدران، صور أُصفرّت بفعل الزمن، وشهادة باللاتينية مؤطرة، وخرائط جغرافية.
وبمساعدة ابنته وحفيده، يكرر رانييرو كل يوم الحركات نفسها، مستعينًا بالأزرار والمقصّات والدبابيس والبكرات.
"أقل فخامة"
علّق مانتشينيلي اثنين من الأثواب القرمزية على شماعتين في انتظار صاحبيها المستقبليين. ويضاف الثوب إلى بقية القطع التي تتألف منها الحلّة الكاردينالية الكاملة، كالقلنسوة وغطاء الرأس الرباعي الزوايا، والرداء القصير المتوسط الجذع وثوب أبيض من الدانتيل.
ويبلغ ثمن كل رداء نحو 200 يورو، إذ استعيض عن الحرير الفاخر الذي كان معتمدًا في الماضي بـ"صوف خفيف ورخيص".
ورانييرو الذي تولى مهمة خياطة أثواب الكرادلة في عهود سبعة باباوات، دخل هذه المهنة مصادفةً. ويقول الرجل المتحدر من ماركي في وسط إيطاليا: "طُلب مني ذات يوم أن أصنع أثوابًا كهنوتية للفاتيكان . هكذا بدأت شيئًا فشيئًا، لكنني أدركت على الفور أنني أحب ذلك".
وبعد بداياته في هذا المجال في نهاية الخمسينات، في عهد البابا بيوس الثاني عشر، فتح متجرًا عام 1962. وبشيء من الحنين، يتذكر الزي القرمزي للكرادلة مع "ذيل طويل من الحرير بطول 6-7 أمتار"، وأثوابهم ذات الياقات العالية جدًا". ويضيف "لقد تكيفت جيدا مع هذا العمل".
وكما هي حال الملابس، تتطور الموضة الكنسية. فبعد المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) الذي نقل الكنيسة إلى عصر أكثر حداثة، باتت البساطة هي السائدة في الملابس الكهنوتية، وعزز البابا فرنسيس هذا التوجّه. ويشير مانتشينيلي إلى أن الملابس "أخف وزنًا وأرخص وأقل فخامة وبهرجة".
"المايسترو"
في المتجر، خزائن ورفوف مليئة بالأغراض الليتورجية المتعلقة بالقداديس الكنسية، ومنها كؤوس ذهبية تمتزج مع التيجان، ومسابح مع صلبان لامعة، وأيقونات مع صليب أسقفي. وعلى الجدران، صور المالك إلى جانب الباباوات. لقد كان يعرف "جيدًا" الثلاثة الأخيرين الذين تولى شخصيًا تجهيز حللهم.
لكن علاقته "الاستثنائية" مع زبائنه هي ميزته الرئيسية، وهو ما أقنعه بعدم التوقف عن العمل، حتى بعد الجائحة. ويقول "هم الذين يمنحونني هذه الطاقة، وهذه الرغبة في تنفيذ عمل ما". وفي كل مرة يكون رجال أساقفة أو كهنة من كل أنحاء العالم موجودين في روما، يقصدونه. وأصبح بعضهم أصدقاء له، والبعض الآخر ارتقى في مراتب التسلسل الهرمي الكاثوليكي.
وعلى مر العقود، تراجعت أهمية عمله الحرفي في ظل طغيان التصنيع على القطاع. يتذكر قائلا: "إنه عمل مميز جدًا، فكل شيء يتم يدويًا". ومع ذلك، فإن خَلَفَه مستعد لتولّي مسؤولية هذه المهمة من بعده، فحفيده يتعلم قواعد الحرفة بدوام كامل منذ ثلاث سنوات.
ويعترف الحفيد لورنزو دي تورو (23 عامًا) بأنه لم يكن يدرك "أن الأمر بهذه الصعوبة". ويضيف الشاب ذي المظهر المتناقض مع مناخ ورشة العمل إن جده "متطلب جدًا" و"يهتم بأدق التفاصيل". لكنه يؤكد إنه مستعد لتولي أعمال العائلة. ويضيف "أحاول دائمًا أن أتعلم منه، ففي النهاية هو المايسترو".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
الحاكمون الجدد في دمشق يكتفون بالإدانة.. إسرائيل تقصف محيط “قصر الشرع”
الجديد برس|
اكتفت السلطات الحاكمة في دمشق بإدانة الغارة الإسرائيلية التي استهدف حرم القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق .
وقال بيان الرئاسة السورية إن القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير، وطالبت المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة اعتداءات إسرائيل العدوانية.
وأضافت في بيان “هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الأمنية ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري”.
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة، غارات جوية على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد تهديدات إسرائيلية وجهتها للحكومة السورية بشأن حماية الأقلية الدرزية في البلاد.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة “إكس”، إن “طائرات حربية أغارت قبل قليل على المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق”.
وجاءت هذه الضربات بعد تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حذر فيها من أن “إسرائيل” سترد بقوة إذا لم تتخذ الحكومة السورية خطوات لحماية الأقليات الدرزية، وذلك في أعقاب اشتباكات وقعت خلال اليومين الماضيين قرب العاصمة دمشق.
وقال كاتس في بيان: “إذا استؤنفت الهجمات على الدروز وفشل النظام السوري في منعها، فسترد “إسرائيل” بقدر كبير من القوة”، وأضاف: “الغارة الإسرائيلية على دمشق الليلة الماضية رسالة تحذير واضحة للنظام السوري إننا مصممون على حماية الدروز في سوريا”.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان مشترك مع وزير الدفاع كاتس عقب الغارات: “هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات (سورية) جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأيّ شكل من الأشكال”.
ومنذ الإطاحة بالنظام السوري في ديسمبر، سيطرت “إسرائيل” على أراض في جنوب غرب سوريا، كما دمرت الكثير من الأسلحة الثقيلة للجيش السوري، فضلا عن شنها غارات جوية على مواقع في سوريا بشكل دوري.