بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
نقلت قناتا القرآن الكريم وقناة السنة النبوية، شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وامتلأ الحرمان الشريفان على آخرهما من المصلين.
حكم صلاة الجمعةصلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط.
ولذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَفَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (الجمعة: 9-10).
وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.
الثاني: أن النداء للصلاة مقصودُه الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).
الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).
حضور صلاة الجمعةالرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.
قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق].
وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".
وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الجمعة الجمعة الحرمين الشريفين الإسلام حكم صلاة الجمعة المزيد المزيد صلاة الجمعة
إقرأ أيضاً:
صلاة الحاجة.. معجزة قضاء الحاجة وتحقيق الأمنيات
تلجأ قلوب المسلمين إلى الله في كل وقت وحين، خاصة عند اشتداد الكروب أو الرغبة في تحقيق أمر معين، ومن العبادات التي سنَّها النبي ﷺ للتقرب إلى الله في مثل هذه الأحوال صلاة الحاجة، التي يؤديها المسلم طلبًا لقضاء حاجته، سواء كانت متعلقة بأمور دنيوية أو حاجات أخروية.
وقد أجمعت آراء جمهور الفقهاء على استحباب هذه الصلاة، مستدلين بأحاديث النبي ﷺ التي توضح مشروعيتها وكيفية أدائها.
مشروعية صلاة الحاجة وحكمهاأكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الحاجة من العبادات المستحبة، وليست فرضًا أو واجبًا، وإنما هي من السنن التي وردت عن النبي ﷺ، حيث شرعها الإسلام لتكون وسيلة للمسلم يلجأ بها إلى الله تعالى، متضرعًا إليه بالدعاء لطلب العون والتوفيق في أمر من أمور حياته.
وأوضحت الإفتاء أن جمهور الفقهاء أقروا مشروعيتها، مستدلين بما رواه الترمذي وابن ماجه عن النبي ﷺ أنه قال:
"من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحدٍ من بني آدم؛ فليتوضَّأ وليُحسن الوضوءَ، ثم ليصلِّ ركعتين، ثم ليثنِ على الله، وليصلِّ على النبي ﷺ، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسلامة من كل إثم، لا تدعْ لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا حاجةً هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين."
كيفية أداء صلاة الحاجةأوضحت دار الإفتاء أن المسلم إذا أراد أداء صلاة الحاجة، فإنه يبدأ بالوضوء وإحسان الطهارة، ثم يصلي ركعتين يقرأ فيهما فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن الكريم، وبعد التسليم يرفع يديه بالدعاء ويبدأ بالثناء على الله تعالى، ثم يصلي على النبي ﷺ، ثم يدعو بالدعاء الوارد عن النبي ﷺ، وهو الدعاء الذي ورد في الحديث السابق.
وأشارت الإفتاء إلى أنه لا يوجد وقت محدد لصلاة الحاجة، فهي تصح في أي وقت من الليل أو النهار، إلا في الأوقات التي ورد النهي عن الصلاة فيها، وهي بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، وعند استوائها في كبد السماء حتى تميل، وبعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.
أهمية الدعاء واليقين بالإجابةشددت دار الإفتاء المصرية على أن صلاة الحاجة ليست مجرد ركعتين يؤديهما المسلم، بل هي وسيلة روحية عميقة تقرب العبد من ربه، إذ تعتمد على الإخلاص في الدعاء، واليقين بأن الله تعالى يسمع ويرى ويستجيب متى شاء.
وأضافت أن من آداب الدعاء التي ينبغي للمسلم التحلي بها أثناء صلاة الحاجة:
الإخلاص لله تعالى، واستشعار الحاجة إليه وحده.استقبال القبلة ورفع اليدين بالدعاء.البدء بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي ﷺ.الإلحاح في الدعاء وعدم استعجال الإجابة، لقول النبي ﷺ: "يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ فلم يُستجَب لي." (رواه البخاري ومسلم).حسن الظن بالله واليقين بأن الخير فيما يختاره الله للعبد.هل يمكن تكرار صلاة الحاجة؟أكدت دار الإفتاء أن صلاة الحاجة لا تُقيَّد بعدد معين، بل يجوز للمسلم أن يصليها مرة أو يكررها أكثر من مرة، مادام لم يتحقق له مراده بعد، شريطة أن يظل متوكلًا على الله، راضيًا بقضائه، متيقنًا أن الله يُدبِّر الأمر لما فيه الخير لعباده.
وختمت الإفتاء المصرية بيانها بتذكير المسلمين بأن الدعاء هو جوهر العبادة، وأن الله لا يرد يد عبدٍ رُفعت إليه بالدعاء، داعيةً الله أن يتقبل دعاء المسلمين، ويقضي حوائجهم، وييسر أمورهم، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.