في تصعيد خطير للأزمة الإنسانية في دارفور، تعرض مخيم زمزم للنازحين، الواقع بالقرب من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، لقصف مكثف خلال الأيام القليلة الماضية. يُعد مخيم زمزم أكبر مخيم للنازحين في دارفور، حيث يستضيف أكثر من 500 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال الذين فروا من النزاعات المسلحة في المنطقة.

برشلونة يزاحم بايرن ميونخ في سباق التعاقد مع تاه

ردود الفعل 

من جانبها تتابع جامعة الدول العربية بقلق بالغ التقارير المتعلقة بالقصف العشوائي لمخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور وما نتج عنه من وقوع قتلي ومصابين من المدنيين وهو ما يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.  

وأكد مصدر مسؤول بالامانة العامة حرص الجامعة على تنفيذ التزامات إعلان جدة الموقع بتاريخ ١١ مايو ٢٠٢٣م وماتضمنه من التزام بحماية المدنيين وضرورة التوصل إلى وقف لاطلاق النار، مجدداً موقف الجامعة الثابت في دعم استقرار السودان والحفاظ على وحدته وسيادته واستقلاله.

ومن جانبها أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن قلقها البالغ إزاء التقارير الواردة عن القصف العشوائي لمخيم زمزم، ودعت إلى حماية المدنيين ووقف الهجمات على البنية التحتية المدنية.

 كما أدانت منظمة "أطباء بلا حدود" الهجوم، مشيرة إلى أن فرقها الطبية استقبلت العديد من المصابين، بينهم نساء وأطفال، في حالة حرجة.

اتهمت حركة جيش تحرير السودان قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم، ووصفت القصف بأنه "استهداف عرقي" يحمل دلالات خطيرة.

من جهتها، نفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وادعت أن القوات المشتركة للحركات المسلحة هي التي حولت المخيم إلى ثكنة عسكرية واستخدمت النازحين كدروع بشرية.

تفاقمت الأوضاع الإنسانية في المخيم بشكل كبير، حيث اضطرت المنظمات غير الحكومية إلى تعليق أنشطتها وإخلاء المستشفى الميداني بسبب المخاطر الأمنية، وأفادت التقارير بأن الإمدادات الإنسانية الحيوية قد انقطعت عن مدينة الفاشر ومخيم زمزم منذ أشهر، مما أدى إلى ظروف معيشية صعبة للمواطنين.

يذكر أن اليوم الأول والثاني من ديسمبر 2024، تعرض المخيم لقصف عنيف أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأفادت التقارير بأن القصف استهدف مناطق سكنية داخل المخيم، مما أدى إلى تدمير العديد من الملاجئ والمرافق الصحية.

يظل الوضع في مخيم زمزم مأساويًا، مع استمرار القصف والنزاع المسلح في المنطقة. تدعو الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى وقف فوري للعنف وحماية المدنيين الأبرياء الذين يعانون من تبعات هذا النزاع المستمر.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دارفور مخیم زمزم

إقرأ أيضاً:

هل يؤدي تشكيل حكومة تقدّم إلى تشظي التحالف المعارض بالسودان؟

الخرطوم- بعد 5 أيام من ختام اجتماعات الهيئة القيادية لتنسيقية تحالف القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" بزعامة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، تصاعدت الخلافات بين فصائل في التحالف بشأن تشكيل حكومة منفى وسلطة في مواقع سيطرة قوات الدعم السريع، كما يدرس التحالف "تغيير جلده" حسب مراقبين.

وعقدت الهيئة القيادية لتحالف "تقدم" اجتماعاتها خلال الفترة من الثالث إلى السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري في مدينة عنتبي الأوغندية، وأحالت قضايا تشكيل جبهة مدنية عريضة، ونزع الشرعية عن الحكومة، إلى آلية سياسية لم تشكل بعد لدراسة تفاصيلها وتوسيع التشاور بين مكونات التحالف بعد تعذر التوافق حولها.

وتكشف مصادر سياسية سودانية في أوغندا كانت قريبة من اجتماعات التحالف المعارض -للجزيرة نت- أن فصائل الجبهة الثورية طرحت تشكيل حكومة موازية للحكومة السودانية التي تباشر مهامها من بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة.

وتضم فصائل الجبهة الثورية حركة تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس الذي يشغل نائب رئيس تحالف "تقدم"، و"تجمع حركة تحرير السودان" برئاسة الطاهر حجر، و"حركة العدل والمساواة" جناح سليمان صندل، وحزب مؤتمر البجا المعارض بزعامة أسامة سعيد.

إعلان

وتوضح المصادر، التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، أن قادة فصائل الجبهة الثورية بالإضافة إلى عضو مجلس السيادة السابق محمد الحسن التعايشي، دفعوا في اتجاه طرح تشكيل حكومة في أجندة الاجتماعات، ثم حاولوا إقناع قيادات التحالف ورؤساء تنظيماته بتمرير المقترح، لكن غالبية كاسحة من الحضور رفضت الفكرة.

وحسب المصادر ذاتها، فإن قيادات الجبهة الثورية لم يفلحوا في الرد على تساؤلات حول تشكيل الحكومة أبرزها: هل ستكون في المنفى أو مواقع سيطرة الدعم السريع؟ ومن هم أطرافها؟ وهل ستنال اعترافا دوليا؟، وهذا أدى إلى إرجاء اتخاذ قرار واضح بشأنها تجنبا للتشظي، وتم إعلان توصية بإحالة المقترح إلى الآلية السياسية لمزيد من المشاورات.

الفراق بإحسان

كما ناقشت قيادات من الجبهة الثورية المقترح في لقاءات جانبية على هامش الاجتماعات مع مؤثرين في التحالف لدعم المقترح، غير أنهم وجدوا ردا صريحا بأن مساندتهم لتوجه قوات الدعم السريع تشكيل سلطة في منطقة سيطرتها يعني خروجهم من التحالف، والأفضل أن يكون الفراق بإحسان وفقا للمصادر السياسية.

من جانبه، شدد فتحي محمد عبده، المتحدث باسم حركة "تجمع قوى تحرير السودان"، برئاسة الطاهر حجر، على ضرورة تشكيل حكومة ثورية شرعية، وسحب الشرعية الدستورية "الوهمية" من سلطة بورتسودان، للحفاظ على وحدة السودان، وضمان الحقوق الدستورية للمواطنين وحماية المدنيين.

ودعا عبده في تصريح صحفي، الشعب لدعم اقتراح استعادة الحكومة الدستورية ذات الشرعية الثورية، وسحب الشرعية من سلطة بورتسودان.

كما دافع المتحدث باسم الجبهة الثورية ورئيس تنظيم مؤتمر البجا المعارض، أسامة سعيد، عن تشكيل حكومة موازية للحكومة القائمة في بورتسودان من أجل فرض السلام وتقديم الخدمات للمواطنين في مناطق سيطرة الدعم السريع "المحرومين من الصحة والتعليم والعملة الورقية الجديدة بعد استبدالها".

إعلان

وفي حديث للجزيرة مباشر، كشف سعيد أن اجتماع عنتبي شهد تباينات وخلافات حول تشكيل حكومة، وأنهم حاليا يعدون وثيقة سياسية عن السلام ورؤية لتشكيل حكومة موازية، وفي حال وافقت عليها قوات الدعم السريع فإن الحكومة ستكون في مواقع سيطرتها وستكون "حكومة سلام مؤقتة".

وفي موقف مماثل، طالبت حركة العدل والمساواة، التي يقودها سليمان صندل، بتشكيل حكومة ثورية شرعية تعكس تطلعات الشعب السوداني وتحقق العدالة والمساواة في البلاد.

موظفون لدى "حميدتي"

وفي المقابل، رأى المتحدث باسم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"، بكري الجاك، أنه يتفهم دوافع من يطالبون بتشكيل حكومة موازية للشرعية المدعاة في بورتسودان، ولكنهم سيكونون موظفين لدى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" لو شكلوا حكومتهم في مناطق سيطرته.

وأوضح الجاك للجزيرة مباشر أن موضوع الحكومة الموازية ليست أولوية لدى تنسيقية "تقدم"، وأن التحالف يسعى إلى مائدة مستديرة للتوافق على وقف الحرب، وبناء جبهة مدنية عريضة لنزع الشرعية عن الحرب، واتهم "سلطة الأمر الواقع في بورتسودان" بالتهرب من السلام.

وفي الشأن ذاته، أعلن حزب الأمة القومي في بيان له رفضه القاطع لأي محاولات لتشكيل حكومة من أي طرف وفي أي مكان. وأوضح الواثق البرير، الأمين العام للحزب في بيان، أن تشكيل الحكومة قد يؤدي إلى سيناريوهات تقسيمية ويزيد من حدة الاستقطاب.

مقالات مشابهة

  • السودان وبريطانيا تبحثان إجراءت إنهاء الحرب والعمل على حماية المدنيين
  • كاتب صحفي: الانقسام في سوريا ينذر بالخطر
  • عضو الوفد الوطني عبدالملك العجري: التحريض على الكراهية في سوريا ينذر بعواقب كارثية
  • كريستين هامبروك: مفوضية اللاجئين تشعر بالقلق من تصاعد العنف في ولاية النيل الأبيض بالسودان
  • هل يؤدي تشكيل حكومة تقدّم إلى تشظي التحالف المعارض بالسودان؟
  • مستشار بالحكومة السورية: مخالفة إسرائيل لاتفاق فصل القوات ينذر بالخطر
  • مقتل وإصابة مئات المدنيين في “كبكابية” جراء قصف جوي لطيران الجيش السوداني
  • السودان: مقتل 133 شخصًا وإصابة آخرين جراء هجمات الجيش
  • أبو الغيط يلتقي البرهان ويأمل في وقف فوري للقتال بالسودان .. وصف الأزمة الإنسانية بأنها بالغة الصعوبة
  • الخليل: الاحتلال يغلق مدرسة العروب الثانوية خلال اقتحام المخيم