سام برس:
2025-02-21@13:08:15 GMT

الطب النفسي .. ثقافة غائبة !

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

الطب النفسي .. ثقافة غائبة !

بقلم/ د. عبادة دعدوش
بين ما هو مرغوب وما هو مطلوب، يقف عائقٌ ما هو ممنوع خلف عقول تقليدية سيطرت عليها منظومة فكرية قديمة تبتعد عن التطور والحداثة، مُعلنة بذلك أنّ أيّاً كان ما يصب ضمن الإطار النفسي أو المعالجة النفسية فهو ترفٌ ومضيعة للوقت والمال لا أكثر، وهذا ما أدى إلى زيادة معدّلات الأمراض النفسية والمشكلات التي تطورت لتشمل الاجتماعية وتخلق بيئة غير آمنة نفسيّاً لأفراد المجتمع.



الطب النفسي أو ما يسمى (psychiatry) كما نعلم أنه أحد فروع الطب ويختصُّ في دراسة الاضطرابات والمشاكل النفسية وتشخيصها ثم علاجها إضافة إلى الوقاية منها.

هناك العديد من العلاجات النفسية والاختصاصات وتخصّصات كثيرة في هذا المجال مثل علم النفس والإرشاد والصحة النفسية، لكن بالنسبة للطب النفسي على وجه الخصوص، فهو يدمج بين الدواء النفسي والعلاج، مع وجود المزيد من أنواع العلاج، وهو يحتاج إلى اهتمام بالغ من حيث السمات والمهارات التي يملكها المختص.

أهمية الطب النفسي:

يمكن للطب النفسي أن يساعد أي شخص على التعامل مع ضغوطات الحياة وصراعاتها التي يمكن أن تؤثّر فيه، على سبيل المثال: قد يساعد على حلِّ الخلافات الأسرية وتخفيف القلق أو التوتّر الذي يُسببه العمل أو الذي يحدث نتيجة أيٍّ من المواقف الأخرى.

إضافة إلى أن العلاج النفسي يُكسِبُ الفرد إمكانية أن يفهم المريض نفسه، وكذلك أهدافه الشخصية وقيمه بشكل أفضل إلى جانب تطوير المهارات لتحسين العلاقات.

وبعد أن تعرفنا على أهمية الطب النفسي، يمكن أن ترى مدى النتائج التي سيخلقها الاهتمام به كعنصر مساعد لاكتشاف الذات وتطوير سلوكيات الأفراد في المجتمع، الأمر الذي سيخلق ثقافة مجتمعية متطورة حول كل ما يتعلّق بالعلوم النفسية ودراسة المشكلات والاضطرابات وحلها.

لكن السؤال الأهم هنا: هل ثقافة الطب النفسي ثقافة أصبحت غائبة تماماً عن مجتمعاتنا العربية، وماهي الأسباب الأكثر شيوعاً لغيابها؟

هناك عدة أسباب أهمها وأولها هو المنظومة الذهنية التقليدية التي يعيش فيها المجتمع والتي أعطت للطب أو العلاج النفسي فكرة أنّه عيبٌ ما، أو أنّ من يتحدّث به فهو مجنون، وهذا ما أودى بالكثير من الأفراد إلى الكتمان والحدّة بالتعامل، فضلاً عن العيش مع الاضطرابات والصراعات اليومية بحالات مزمنة أودت بالبعض من ضعاف النفوس إلى الانتحار وارتكاب الجرائم.

السبب الثاني الذي يعاني منه الأغلبية ممّن اقتنعوا بفكرة العلاج النفسي، هو ارتفاع تكاليف العلاج والأدوية ممّا يجعلهم في حيرة بين ما هو أساسي وما هو ثانوي، ففضلوا تأمين احتياجاتهم الأساسية واضعين بذلك حالتهم النفسية في المرتبة الثانية، وهذا ما يخلق هوّة كبيرة خلّفت نتائج سلبية أثرت على أداء الأفراد وجعلتهم في حالة اكتئاب وإحباط مستمر، فتناقصت إنتاجيتهم وعلاقاتهم بشكل واضح.

في الآونة الأخيرة ومع تزايد المشكلات وسوء الظروف المحيطة والأزمات الاقتصادية والسياسية أصبحت الحاجة إلى دراسة الطب النفسي كاختصاص ضرورية للفرد وللمجتمع بأكمله، لأنه أصبح الحلقة الأولى لبناء جسد وأسرة وعمل وعلاقات صحية غير متأثرة بشكل كامل بالمحيط المعيش، ولأننا قد ننصدم ببعض العادات أو العقلية القديمة التي ترى أن هذا العلم هو ترفٌ لا يحتاج للاهتمام، فإنهم يمتنعون عن دراسته والتطور فيه وحتى أنه يُبعد من هو بحاجة للمعالجة عن مراكز العلاج النفسي والتحسين من حالته الصحية والنفسية فيزيد الأمر سوءاً.

لا أرى في الطب أو العلاج النفسي سوى ضرورة ملحة لمجتمع يعيش اليوم في نزاع وصراع مستمر مع الأزمات والغلاء والأمراض وغيرها من الظروف القاسية التي تجعله بحالة غضب وقلق وتوتر دائم ينسيه متطلباته واحتياجاته النفسية والسماع لصوت روحه المتعبة التي تحتاج إلى الراحة وإلى إعادة بنائها بطريقة سليمة.

صحيح أن التكاليف الباهظة للعلاج قد تمنع الأفراد من زيارة مراكز العلاج، لكنها لا شيء أمام النتائج السلبية التي ستخلفها عدم المعالجة، والتي ستهدم الفرد وتودي به للهاوية في حال بقي يعيش مريضاً وفي حالة نفسية سيئة تؤثر عليه وعلى الآخرين من حوله، فيصبح إنساناً غير مقبول في المجتمع، وغير صبور، وعصبي، مكتئباً لا يملك أهدافاً ولا يسعى لتحقيق أي إنجاز.

ولأن العقل السليم في الجسم السليم، فمن الضروري الاهتمام بالصحة النفسية ليصبح الفرد أكثر إنتاجية وبصحة جسدية سليمة بعيداً عن أي تقاليد قديمة ترى في الطب النفسي أنه ترف أو مشكلة.

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: الطب النفسی

إقرأ أيضاً:

راندا البحيري في أزمة .. اعرف علاقة الحالة النفسية بزيادة الوزن

تعاني الفنانة راندا البحيري حالة من التوتر النفسي الشديد بعد تعرضها لموجة واسعة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب زيادة ملحوظة في وزنها. هذه الزيادة لم تكن من فراغ، بل كانت نتيجة أزمة نفسية عميقة عاشتها مؤخرًا إثر تصاعد الخلافات مع زوجها الإعلامي سعيد جميل، والتي وصلت إلى المحاكم.

ووفقًا لما جاء في موقع Bupa، نعرض لكم علاقة الحالة النفسية بالسمنة وزيادة الوزن.

كيف ترتبط الصحة العقلية بالسمنة؟

أظهرت الدراسات أن زيادة الوزن أو السمنة قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، ولكن العكس صحيح أيضًا. تشير بعض الأدلة إلى أن ضعف الصحة العقلية قد يعرضك لخطر متزايد للإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن.

لا يعني هذا أن صحتك العقلية هي العامل الوحيد الذي قد يؤثر على خطر إصابتك بالسمنة، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تكون الصحة العقلية عاملاً مساهمًا. وبالمثل، إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة، فلن تعاني تلقائيًا من مشكلات الصحة العقلية. ومع ذلك، تزداد المخاطر لبعض الأسباب المذكورة أدناه.

هل يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى السمنة؟

يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى زيادة الوزن لعدد من الأسباب. قد يجعلك الاكتئاب تشعر بالتعب أكثر من المعتاد، مما يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني لدى بعض الأشخاص. وإذا كنت خاملًا جدًا، فأنت معرض لخطر متزايد لزيادة الوزن لأنك ستستخدم سعرات حرارية أقل خلال اليوم.

قد يؤدي الاكتئاب أحيانًا إلى الإفراط في تناول الطعام، مما ينتج عنه استهلاك الكثير من السعرات الحرارية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن عند دمجه مع الخمول. وإذا كان الاكتئاب مرتبطًا بشرب الكثير من الكحول، فقد يساهم هذا أيضًا في زيادة الوزن. وبمرور الوقت، قد يؤدي زيادة الوزن إلى السمنة إذا تُركت دون علاج.

يجد بعض الأشخاص أن الاكتئاب يتسبب في فقدان شهيتهم، بينما قد تزيد شهية آخرين، مما يجعل من الصعب التحكم في أحجام الوجبات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، إلى زيادة الوزن أيضًا.

قد يكون مزيج من هذه العوامل هو الذي يؤدي إلى زيادة الوزن أثناء الاكتئاب.

تأثير التوتر النفسي على زيادة الوزن:

في حالة الفنانة راندا البحيري، كانت الزيادة الملحوظة في وزنها نتيجة أزمة نفسية عميقة عاشتها مؤخرًا بسبب الخلافات المتصاعدة مع زوجها الإعلامي سعيد جميل، والتي وصلت إلى المحاكم. هذه الحالة تؤكد أن التوتر النفسي والضغوط العاطفية يمكن أن تكون عوامل رئيسية في زيادة الوزن، خاصة عندما تؤدي إلى تغييرات في نمط الحياة مثل قلة النشاط البدني أو الإفراط في تناول الطعام.

مقالات مشابهة

  • «الأولمبياد الخاص» يعزّز الصحة النفسية لـ«أصحاب الهمم» بـ«سكينة»
  • جامعة قناة السويس تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التعليم المستمر وتمكين الأفراد في سوق العمل
  • جامعة القناة تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التعليم المستمر وتمكين الأفراد في سوق العمل
  • عشرات الآلاف من جنود الاحتلال يطلبون العلاج النفسي وسط أزمة في المعالجين
  • إعلام العدو: 170 ألف جندي “إسرائيلي” يطلبون العلاج النفسي
  • راندا البحيري في أزمة .. اعرف علاقة الحالة النفسية بزيادة الوزن
  • يديعوت أحرونوت: 170 ألف جندي إسرائيلي يطلبون العلاج النفسي
  • بعد إقامة جبرية.. القضايا النفسية على الشاشة الفضية.. ماجدة خير الله: الدراما المصرية جرس إنذار للأزمات والمرض النفسي
  • 170 ألف جندي إسرائيلي يطلبون العلاج النفسي
  • النجاة معًا: لنتحدث عن الأبعاد السياسية والاجتماعية للصحة النفسية