الخرف مصطلح للعديد من الأمراض التي تؤثر في الذاكرة والتفكير والقدرة على أداء الأنشطة اليومية، ويزداد المرض سوءًا بمرور الوقت كما يؤثر بشكل رئيسي في كبار السن، وفي هذا الصدد كشف فريق من العلماء عن "مادة كيميائية" قد يؤدي التعرض لها إلى ظهور أعراض تشبه الخرف في فترة قصيرة جدا.

وتبين أن الـ"غليفوسات"، وهو المكون النشط في مبيد الأعشاب الشهير "روند أب" (يُستخدم بشكل واسع في الزراعة لمكافحة الأعشاب الضارة)، قد يؤدي إلى ظهور أعراض تشبه الخرف خلال أسابيع، حتى عند التعرض لكميات منخفضة من المادة الكيميائية.

ويُعتقد أن هذه المادة، التي كانت مرتبطة في السابق بمشاكل صحية مثل السرطان وتلف الأعصاب، قد تترك تأثيرات دائمة على الدماغ، بما في ذلك التسبب في التهاب الأعصاب.

وفي الدراسة، التي أُجريت على الفئران في جامعة ولاية أريزونا ومركز "مدينة الأمل" للأبحاث في كاليفورنيا، تم تغذية الفئران بمستويات مختلفة من "غليفوسات" على مدار 3 أشهر.

وأظهرت النتائج أن الفئران التي تعرضت لهذا المبيد، حتى بكميات منخفضة، شهدت تغيرات في الدماغ مشابهة لتلك التي تحدث في مرض ألزهايمر.

وبعد مراقبة الفئران لمدة 6 أشهر، وجد الباحثون أن هذه التغيرات استمرت لفترة طويلة بعد التوقف عن تعريض الفئران للمبيد. وقد تسببت المادة الكيميائية في التهاب الأعصاب وتحلل الأنسجة الدماغية، ما يؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية ووظائف الدماغ.

وأظهرت تحليلات أخرى أن بعض الأطعمة اليومية تحتوي على "غليفوسات"، مثل دقيق الشوفان من شركة "Quaker" وعصير البرتقال من "Tropicana".

وقد أشار الباحثون إلى أن "غليفوسات" يُستخدم في زراعة العديد من المحاصيل مثل الذرة وفول الصويا والشوفان، ويمكن أن يتراكم في التربة والماء، أو يلتصق بالمحاصيل أثناء معالجتها. ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية، فإن حوالي 81% من الأمريكيين تعرضوا لهذه المادة الكيميائية بحلول عام 2014.

وقال الباحثون إن هذا الالتهاب الذي تسببه المادة الكيميائية قد يتسبب في تراكم البروتينات السامة في الدماغ، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة والأعراض المعرفية المرتبطة بالخرف.

وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت على الفئران، فقد أكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفحص تأثيرات "غليفوسات" على البشر.

وقالت سامانثا بارثولوميو، مرشحة الدكتوراه في جامعة ولاية أريزونا، والتي شاركت في إعداد الدراسة: "أملي هو أن يدفع عملنا إلى مزيد من التحقيق في آثار التعرض لـ"غليفوسات"، ما قد يؤدي إلى إعادة النظر في سلامته على المدى الطويل وربما فتح نقاش حول السموم الأخرى المنتشرة في بيئتنا".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخرف كاليفورنيا جامعة ولاية أريزونا المادة الکیمیائیة یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي على اضطرابات الدماغ المرتبطة بالعمر؟

كشفت دراسة أجراها معهد ألين لعلوم الدماغ عن تغيرات جزيئية بالغة الأهمية في أدمغة الفئران المتقدمة في السن، وكشفت عن "بقعة ساخنة" من الضرر المرتبط بالالتهاب والتدهور العصبي، ويسلط البحث الضوء على تأثير النظام الغذائي ونمط الحياة على شيخوخة الدماغ، ويقدم رؤى حول استراتيجيات علاجية محتملة لصحة الدماغ.

عبير فؤاد تقجر مفاجأة لمواليد برج الأسد في 2025خلي بالك.. حقنة مميتة تنتشر في الشتاء بالصيدليات


كشفت دراسة أجراها معهد ألين لعلوم الدماغ عن تغيرات جزيئية في أدمغة الفئران المتقدمة في السن، وحددت "نقطة ساخنة" حرجة حيث يتركز قدر كبير من الضرر، تشير هذه النتائج إلى وجود صلة بين صحة الدماغ والنظام الغذائي ونمط الحياة، مما يوفر رؤى جديدة حول عملية الشيخوخة.
كشفت دراسة نشرت في مجلة Nature عن أنواع معينة من الخلايا في أدمغة الفئران التي تخضع لتغيرات كبيرة مع تقدمها في السن، ولاحظ الباحثون أن الجينات المرتبطة بالالتهاب أظهرت نشاطًا متزايدًا، في حين تراجعت تلك المرتبطة بالبنية العصبية والوظيفة.
وأوضح الدكتور كيلي جين، المؤلف الرئيسي والباحث في معهد ألين، "فرضيتنا هي أن هذه الأنواع من الخلايا تصبح أقل كفاءة في معالجة الإشارات من بيئتنا وما نستهلكه، وقد يساهم هذا الانخفاض في الكفاءة في عملية الشيخوخة في جميع أنحاء الجسم، ومن الرائع تحديد هذه التغييرات باستخدام أساليب متقدمة".
وقد حدد البحث منطقة محددة في منطقة تحت المهاد، بالقرب من البطين الثالث في الدماغ، كنقطة محورية للتغيرات المرتبطة بالشيخوخة، وقد أظهرت هذه المنطقة انحداراً متزامناً في وظائف الخلايا العصبية وارتفاعاً في الالتهاب، وكانت أنواع الخلايا مثل الخلايا البطانية والخلايا العصبية ـ التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من تناول الطعام، والتمثيل الغذائي، وتوازن الطاقة ـ الأكثر تأثراً.
الأدوات والتقنيات المتقدمة
ولرسم خريطة لأكثر من 1.2 مليون خلية دماغية من فئران صغيرة (عمرها شهرين) وأخرى مسنة (عمرها 18 شهرًا)، استخدم الباحثون أحدث تقنيات تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية وأدوات رسم خرائط الدماغ المتقدمة التي تم تطويرها من خلال مبادرة BRAIN التابعة للمعاهد الوطنية للصحة، وتعتبر الفئران المسنة قابلة للمقارنة بالبشر في أواخر منتصف العمر، نظرًا للتشابه البنيوي والوظيفي بين أدمغة الفئران والبشر.


التأثيرات على صحة الدماغ والشيخوخة
تكشف النتائج عن وجود صلة محتملة بين النظام الغذائي وعوامل نمط الحياة والتعرض لاضطرابات الدماغ المرتبطة بالعمر، تُظهر التغيرات الخلوية التي لوحظت في منطقة ما تحت المهاد كيف يمكن للمدخلات البيئية والتغذوية أن تسرع من شيخوخة الدماغ.

وقال الدكتور جين: "تقدم هذه الدراسة مخططًا لفهم كيفية تأثير النظام الغذائي ونمط الحياة على شيخوخة الدماغ".
ومن خلال معالجة عوامل مثل النظام الغذائي والالتهاب، يمكن لهذه العلاجات أن تعمل على تعزيز صحة الدماغ بشكل أفضل طوال العمر.

وكما تشير الدراسة، فإن الحفاظ على وظائف المخ المتوازنة قد يتطلب اتباع نهج نشط من خلال اختيار النظام الغذائي ونمط الحياة، ولتعزيز صحة المخ والحماية من التدهور المرتبط بالعمر، إليك بعض الاستراتيجيات الأساسية التي يمكنك اتباعها:
1. إعطاء الأولوية لنظام غذائي صحي للدماغ
إن تناول نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة وأحماض أوميجا 3 الدهنية والفيتامينات الأساسية أمر حيوي لصحة الدماغ، يمكن للأطعمة مثل الخضروات الورقية والتوت والمكسرات والأسماك والحبوب الكاملة أن تدعم الوظائف الإدراكية،ومن المعروف أن أحماض أوميجا 3 الدهنية، على وجه الخصوص، تعمل على تعزيز مرونة الدماغ وتقليل الالتهاب، إن دمج أطعمة مثل السلمون وبذور الكتان والجوز بانتظام في نظامك الغذائي يمكن أن يساعد في مكافحة التدهور في وظائف الخلايا العصبية المذكورة في الدراسة.
2. ممارسة النشاط البدني بانتظام
لقد ثبت أن ممارسة التمارين الرياضية تعمل على تحسين وظائف المخ وتقليل خطر التدهور المعرفي، حيث تعمل التمارين الرياضية على زيادة تدفق الدم إلى المخ، وتعزيز نمو خلايا المخ الجديدة، وتقليل الالتهابات، كما يمكن للأنشطة مثل المشي أو الجري أو السباحة أو اليوجا أن تعزز الذاكرة والمهارات المعرفية، كما أن ممارسة التمارين الرياضية الهوائية بشكل منتظم مفيدة بشكل خاص في تحفيز تكوين الخلايا العصبية، وهي عملية إنشاء الخلايا العصبية الجديدة، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة المخ.
3. احصل على نوم جيد
النوم ضروري لصحة الدماغ، لأنه يسمح للدماغ بالتخلص من السموم وترسيخ الذكريات. أثناء النوم العميق، يقوم الدماغ بأعمال صيانة حيوية، بما في ذلك إصلاح الخلايا وتنظيم المعلومات، استهدف الحصول على 7-9 ساعات من النوم المريح كل ليلة لدعم الوظيفة الإدراكية ومنع عمليات الشيخوخة في الدماغ، يمكن أن يساهم قلة النوم في زيادة الالتهاب وانخفاض القدرات الإدراكية.
4. تقليل التوتر المزمن
إن الإجهاد المزمن يضر بصحة الدماغ ويمكن أن يسرع من شيخوخة الدماغ. فالإجهاد المطول يزيد من إنتاج الكورتيزول، وهو هرمون يمكن أن يضعف الذاكرة ويتلف خلايا الدماغ، ويمكن أن تساعد ممارسة اليقظة أو التنفس العميق أو التأمل أو اليوجا في إدارة مستويات التوتر، كما يمكن لممارسات الاسترخاء المنتظمة أن تقلل من آثار التوتر على منطقة تحت المهاد، وهي المنطقة التي حددتها الدراسة على أنها معرضة بشكل خاص للتغيرات المرتبطة بالعمر.
المصدر: timesnownews.
 

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي على اضطرابات الدماغ المرتبطة بالعمر؟
  • دراسة: النشاط البدني المعتدل يعزز طول العمر ويبطئ الشيخوخة
  • عشبة منسية تعالج الضعف الجنسي والقلب والاكتئاب .. لن تتوقعها
  • دراسة تكشف حالة شائعة قد تضاعف خطر ضعف الانتصاب
  • دراسة علمية تكشف العلاقة بين تطور الدماغ واضطرابات الأكل لدى الشباب
  • تحذير طبي: استخدام مساعدات النوم قد يؤدي إلى تراكم البروتينات السامة في الدماغ
  • دراسة: نجاح النساء مالياً يغضب أزواجهن
  • كوب من الحليب يوميًا يخفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 14%
  • دراسة طبية حديثة تكشف العلاقة بين نوعية الغذاء وتأثيره على صحة المفاصل
  • دراسة طبية: مساعدات النوم قد تعوق تطهير الدماغ وتزيد خطر الإصابة بألزهايمر