تقرير: على الغرب التوقف عن دعوة روسيا للاتفاق بشأن أوكرانيا
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تقترب من إتمام عامها الثالث، يتساءل الكاتب فريدريك ستار في مقال له في موقع "ناشيونال إنترست"، ماذا لو خسرت روسيا حربها على أوكرانيا؟.
ووفق الكاتب، يرى البعض أن هذا السؤال لا قيمة له، لأن "روسيا لا يمكن هزيمتها عسكرياُ".
وبحسب المقال، دفع هذا التفكير كثيرين في الغرب، إلى الدعوة إلى عقد صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي مقدمة هؤلاء الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف.
Why A “Deal” With Putin Makes No Sense https://t.co/vE4JaLQx10 via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) December 5, 2024 الوضع الميدانييعتقد الكاتب، أن تأكيدات توكاييف القلقة مفهومة، لأن بلاده تحت "تهديد السلاح". واستشهد بحديث الرئيس الروسي بوتين، الذي أكد فيه "أن سيادة كازاخستان لا أساس تاريخياً لها"، وهو ما قد يكون مبرراً لقلقه.
ويعود المقال إلى التأكيد على أن "هذه التصريحات خاطئة تماماً"، مشيراً إلى أنه يتعين على الغربيين الذين يكررون مثل هذه الادعاءات، ويستخدمونها لاقتراح "صفقة" مع موسكو، أن يعترفوا بهذا وأن يفكروا في البديل.
ويرى الكاتب، أن روسيا تتقدم ببطء شديد في أوكرانيا، ولم تتمكن حتى الآن من طرد القوات الأوكرانية من أراضيها في كورسك.
Kazakhstan and Russia will constantly work together, despite the "certain shocks" in the world, Kazakh President Kassym-Jomart Tokayev said:https://t.co/A9gY6nBuSy pic.twitter.com/enBla5UmZ5
— TASS (@tassagency_en) December 9, 2023 الهزائم الروسية تاريخياًوبحسب المقال، فالهزائم العسكرية التي لحقت بروسيا في الماضي عادة ما كانت تسفر عن عواقب إيجابية. ومن دون الخوض كثيراً في التاريخ، هناك حرب القرم التي دارت رحاها في الفترة من 1852 إلى 1855، والتي خسرتها روسيا بشكل حاسم.
وأدى الانهيار الناتج عن هذه الحرب، إلى إلغاء نظام العبودية في روسيا في عام 1861 (قبل عامين من إلغاء لينكولن للعبودية في أمريكا)، وتأسيس نظام قانوني جديد، والحكم الذاتي الانتخابي في المقاطعات، والذي شارك فيه كل من تولستوي وتشيخوف بنشاط.
كما أدت الهزيمة التي منيت بها روسيا في الحرب الروسية اليابانية في الفترة من 1904 إلى 1905، إلى المزيد من الإصلاحات وإنشاء أول برلمان منتخب في روسيا، وهو مجلس الدوما.
ولعل إصلاحات معتدلة مماثلة كانت لتلي هزيمة روسيا القيصرية في الحرب العالمية الأولى. ومع ذلك، فإن الفوضى العامة التي سادت في ذلك العصر، سرعان ما مكنت فلاديمير لينين والحزب البلشفي من الاستيلاء على السلطة.
وانتهت "حرب الشتاء" التي شنها ستالين ضد فنلندا، بانتصار باهظ الثمن وطرد الاتحاد السوفييتي من عصبة الأمم. وأخيراً، انتهت الحرب السوفييتية التي استمرت 10 سنوات في أفغانستان (1979-1989)، بانسحاب غير مجيد وانهيار الاتحاد السوفييتي بعد عامين، على حد ذكر المقال.
موقف الحلفاءووفق الكاتب، هناك 3 أسباب رئيسية دفعت الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، إلى رفض دعوة الحكومة الأوكرانية إلى الانتصار في الحرب ضد روسيا. أولاً، يخشون أن يطلق بوتين، في يأسه، أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا أو في أي مكان آخر.
ولكن العديد من المعلقين داخل روسيا، لاحظوا أن أوكرانيا تجاوزت بالفعل العديد من "الخطوط الحمراء" المعلنة لبوتين، دون اللجوء إلى الأسلحة النووية.
وأما فيما يتعلق بالخوف من أن تؤدي الهزيمة الروسية إلى "أسلحة نووية فضفاضة"، فإن الزعماء الروس من جميع الأطياف يعرفون جيداً أنه إذا تصرف بوتين بناءً على تهديداته النووية، فستكون الولايات المتحدة قادرة على الرد فوراً، وبتأثير مدمر ليس فقط على الجيش الروسي، ولكن أيضاً على البلاد ككل.
وثانياً، استند شركاء أوكرانيا في استراتيجيتهم إلى تقييماتهم غير الدقيقة في كثير من الأحيان للوضع على جبهة القتال، وفق ما يرى الكاتب. ويذكر المقال أن الواقع يلفت غلى أن الظروف هناك مأساوية حقاً، ولكن المأساة تمتد إلى الجانبين، وليس الأوكرانيين فقط.
"The argument that [#Ukrainian attacks] will provoke a major #Russian response against #NATO ignores a long history of #Moscow cowering against displays of Western resolve," writes @neo_neo_con in @TheNatlInterest. https://t.co/vuYWtQ0yfD
— National Interest (@TheNatlInterest) July 12, 2024فالجيش الروسي الذي يفتقر إلى التجهيز بدأت تنفذ معداته القتالية، في حين يموت جنوده المجندون المحبطون بأعداد مخيفة، بحسب ما ذكر الكاتب.
والواقع، وفق المقال، أن وجود الكوريين الشماليين في ساحة المعركة، بعيداً عن عكس مسار التدهور، يعمل على تعميقه مع تكاثر حوادث النيران الصديقة. وفي الوقت نفسه، أصبح بوتين على وشك استنفاد "صندوق الأيام الممطرة" الضخم الذي مول حربه حتى الآن.
وثالثاً، والأهم من ذلك، أن روسيا تخسر الحرب على جبهتها الداخلية بسرعة. فقد نجحت الرقابة الصارمة، حتى وقت قريب، في قمع المناقشة العامة للحرب ذاتها، وفق ما ذكر الكاتب، الذي يرى أيضا أن قمع المعارضين لم يتمكن من خنق المناقشة العامة لتأثير الحرب على مقاطعات روسيا ومدنها وريفها.
وإذ ارتفعت أسعار السلع الأساسية إلى عنان السماء، كما أدت الخسائر الهائلة في الأرواح في القتال إلى تقليص عدد الرجال الذين يساعدون زوجاتهم وأسرهم ومجتمعاتهم في التعامل مع الكارثة المتفاقمة.
مخاوف من كارثةووفق الكاتب، يتنبأ الخبراء الروس علناً بكارثة ديموغرافية قد تشل البلاد لأجيال قادمة، فيما يناقش أعضاء البرلمان الروسي هذه القضية وغيرها من القضايا ذات الصلة علناً في نبرة من الصدمة.
وفي مقابلة، أعلن رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم المحترم روبرت نيجماتولين: "نحن عالقون في مأزق مسدود". ويتساءل الكاتب، لماذا يبذل المسؤولون في واشنطن وأصدقاء أمريكا في أوروبا جهوداً مضنية للتوصل إلى اتفاق مع بوتين؟
ويرى الكاتب، أن أي اتفاق من هذا القبيل لا يعيد أوكرانيا بالكامل إلى الحدود التي تعترف بها الأمم المتحدة، من شأنه أن يبعث برسالة واضحة ليس فقط إلى بوتين نفسه، بل وأيضاً إلى أنصاره المتضائلين في أماكن أخرى، على حد وصف الكاتب.
The open-ended “Comprehensive Strategic Partnership Treaty” obligates both states to provide military assistance “without delay” in the case of an attack on the other, and to jointly oppose Western sanctions. https://t.co/jdZlmHWnh4
— The Moscow Times (@MoscowTimes) December 5, 2024ونظراً لأن حرب أوكرانيا أصبحت بالفعل الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فإن المدافعين الغربيين عن التوصل إلى اتفاق مع موسكو قد يعتبرون التنازلات الحتمية ثمناً زهيداً، وفق ما ذكر المقال.
ويرى الكاتب، أن أي صفقة من هذا القبيل ستمكن بوتين من البقاء في السلطة في مواجهة المعارضة الداخلية المتزايدة، وإعلان النصر، وتعزيز محوره مع الصين وكوريا الشمالية وإيران. كما ستجبر أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة على إنفاق المزيد على إعادة بناء دفاعاتها ضد روسيا الصاعدة.
“Europe’s war is slowly becoming the world’s war, an expansion that is not to Europe’s advantage,” write @mkimmage and @HannaNotte. https://t.co/mm7X5Qumtq
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) December 2, 2024وستدعو إلى الفوضى في أماكن أخرى من العالم، لأن الولايات المتحدة والغرب سيكشفان عن ترددهما وحرصهما المفرط على تقديم التنازلات، وفق ما يذكر المقال.
ويختتم الكاتب بالقول إنه "سيكون من الأفضل بكثير للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي، أن تستمر في دعم الاستعادة الكاملة للحدود القانونية لأوكرانيا بالمساعدات العسكرية والإنسانية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا الولايات المتحدة الحكومة الأوكرانية الحرب الأوكرانية روسيا أمريكا وفق ما
إقرأ أيضاً:
بايدن يؤكد على ضرورة دعم أوكرانيا.. هذا ما قاله عن وضع بوتين الميداني
قال البيت الأبيض إن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن تحدث إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، وأكد على أهمية الاستمرار في دعم كييف في الحرب ضد روسيا.
وأضاف البيت الأبيض في بيان “بات جليا الآن أن الحرب التي بدأها الرئيس بوتين ضد أوكرانيا كانت كارثة بالنسبة لروسيا. وبفضل شجاعة الشعب الأوكراني وعزيمته وبدعم من الولايات المتحدة، لم تتمكن روسيا من تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية في أوكرانيا”.
من جانبه قال بايدن، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في “وضع صعب”، بعد أن فرضت واشنطن ولندن عقوبات جديدة ومنسقة على قطاع الطاقة الروسي على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وأضاف، “بوتين في وضع صعب حاليا، وأعتقد أن من المهم حقا ألا يكون لديه أي متنفس للاستمرار في فعل الأشياء الفظيعة جدا التي يواصل القيام بها”.
والخميس، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، خلال اجتماع مجموعة الاتصال العسكري الخاصة بأوكرانيا في قاعدة رامشتاين بألمانيا، إن بلاده ستقدم حزمة مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار.
وأضاف "أوستن" أن هذه الحزمة تتضمن صواريخ إضافية لسلاح الجو الأوكراني، ومزيدًا من الذخائر، وذخائر أرض-جو، وعتادًا آخر لدعم طائرات "إف16" الأوكرانية، بحسب وكالات.
وأشار إلى أن أعضاء المجموعة تعهدوا خلال السنوات القليلة الماضية بدعم كييف بأكثر من 122 مليار دولار كمساعدات أمنية.
وأشار أوستن إلى أن دولا، بينها بريطانيا وألمانيا والنرويج، ستقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بمليارات الدولارات، خلال العام الجاري.
كما استعرض وزير الدفاع الأمريكي المساعدات الغربية لأوكرانيا، خلال السنوات الماضية، قائلا إن كييف حصلت على أسلحة متطورة بين طائرات "إف16" وصواريخ بعيدة المدى، كما أنها تعزز قدراتها البحرية لهزيمة روسيا في البحر الأسود، مشددا على أن الحلفاء مصممون على عدم السماح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بكسب الحرب؛ لأن ذلك سيغري من وصفهم بطغاة آخرين.
من جهته؛ قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا تأتي في سياق زيادة منسوب المعونات العسكرية التي أعلنها الرئيس جو بايدن، في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وأضاف "بلينكن" أن الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة تقف موحدة لضمان امتلاك أوكرانيا القدرات التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها في مواجهة ما وصفه بـ"العدوان الروسي".
يذكر أنه منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، أواخر شباط/ فبراير 2022، قدمت واشنطن مساعدات عسكرية لكييف بأكثر من 65 مليار دولار، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثانية بقيمة 29 مليار دولار.