أعلنت «قوات الدعم السريع»، الخميس، أنها أوقفت تقدم الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه، في عملية هجومية كبيرة لاسترداد مدينة ودمدني، عاصمة ولاية الجزيرة (وسط البلاد)، مخلفة مقتل العشرات في صفوفهم.

وكثف مؤيدو الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي من ترويج أن استعادة ودمدني منها «مسألة وقت»، بعد التقدم الكبير والسيطرة على بلدة صغيرة تقع على بعد كيلومترات شرق المدينة.



ويعدّ الهجوم من أكبر العمليات العسكرية التي حضر لها الجيش والمجموعات المسلحة الموالية له، منذ أسابيع لإخراج «قوات الدعم السريع» من الولاية.

وفي حين لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجيش، قال فصيل مسلح موالٍ له يطلق على نفسه «درع السودان»، إن قواته خاضت معارك كبيرة ضد «ميليشيا الدعم السريع، وتمكنت من كسر شوكتها».

وقال قيادي رفيع في «قوات الدعم» لـ«الشرق الأوسط»: «إن قواتنا كانت ترصد تحركات تلك القوات منذ تحركها من مدينة الفاو حتى وصولها إلى بلدة العريباب شرق مدني».

وأضاف القيادي الذي طلب حجب هويته: «نصبنا لها كميناً أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الجنود والعناصر المسلحة، واستولينا على عدد من العربات القتالية والمدافع الكبيرة وكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة... وطاردت قواتنا ما تبقى من القوات المهاجمة، وتمكنت من استعادة بلدة أم القرى وما حولها من المناطق، وفشلت كل محاولات الجيش وميليشياته الجهادية من المستنفرين، في دخول ولاية الجزيرة، وأجبرناهم على التراجع».

ووفقاً للقيادي بـ«الدعم السريع»، فإن قواتها «تنتشر وتسيطر بشكل كامل على الجبهات التي يمكن أن تتسلل منها قوات الجيش إلى مدينة ودمدني».

ونشرت «الدعم» مقاطع فيديو على منصة «تلغرام» تشير إلى توغل قواتها داخل «أم القرى»، وأسر عدد من العناصر التابعة للجيش والفصائل المتحالفة معه، إضافة إلى الاستيلاء على عدد من المركبات القتالية ومدافع ثقيلة.

وقالت قوات «درع السودان»، الموالية للجيش، في بيان: «خاضت قواتنا، مساء الأربعاء وصباح الخميس، معارك كبيرة ضد (ميليشيا الجنجويد الغازية) في محور أم القرى وغربها، وتمكنت من كسر شوكة العدو في منطقة ودالأبيض وتقدمت نحو ودالمهيدي، بغرض فتح مسارات آمنة لقوات محور الخياري والقوات المساندة لتأمين تنظيفه من قوات العدو بمنطقة أم القرى، وتثبيت المناطق التي تم طردها منه».

وذكرت في بيان: «واجهت قوات (درع السودان) هجمات مضادة من ثلاثة محاور من الميليشيا، تصدت لها بجدارة بمساندة سلاح الجو، واحتسبت عدداً من الشهداء والجرحى والمفقودين، وأدت مهامها كاملة؛ تمهيداً للاكتساح الكبير بمشاركة المحاور الأخرى لتنسيق الهجوم المتزامن نحو مدينة ودمدني».

وأفادت بأن «ميليشيا (الدعم السريع) لا تزال تتمركز بمناطق غرب ودالمهيدي وغابة مخيلة، وقد تراجعت قوات (درع السودان) والقوات المسلحة والقوات المساندة لها، حيث تتمركز في مناطق سيطرتها غرب أم القرى».

وأعلن وزير الدفاع السوداني، ياسين إبراهيم ياسين، الاثنين الماضي، سيطرة الجيش على بلدة أم القرى شرق ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط البلاد) بعد انسحاب «قوات الدعم».

ومنذ أشهر، يحاول الجيش السوداني استرجاع ولاية الجزيرة التي انسحب منها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي دون قتال.

الشرق الاوسط  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ولایة الجزیرة الدعم السریع درع السودان قوات الدعم أم القرى

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتقدم في محور وسط الخرطوم

تتواصل المعارك بين الجيش السوداني  وقوات الدعم السريع في محاور عدة بالعاصمة الخرطوم بالإضافة إلى ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض، وسط استمرار تقدم الجيش في الفاشر وتوسيع سيطرته على مواقع استراتيجية هناك، فيما حذر الاتحاد الأفريقي من خطر "تقسيم" السودان بعد تشكيل حكومة موازية.

ففي محور وسط الخرطوم، يسعى الجيش إلى بسط سيطرته بالكامل على مركز العاصمة، بما في ذلك القصر الرئاسي ومرافق حكومية سيادية.

وفي محور شرق النيل، أكمل الجيش سيطرته على جسري، المنشية وسُوبَا، الرابطين بين مدينة الخرطوم غربا ومنطقة شرق النيل شرقي الخرطوم.

وأفادت مصادر محلية للجزيرة بسقوط قتيلين احدهما طفل في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.

وفي ولاية النيل الأزرق أعلن الجيش سيطرته على عدد من المدن والبلدات بالولاية.

وفي الفاشر،  أفادت مصادر للجزيرة باندلاع اشتباكات بين الجيش والقوات المتحالفة معه من جهة، والدعم السريع من جهة أخرى، في مناطق عدة بالمدينة.
من جهته، قال الإعلام العسكري بالفاشر إن الجيش السوداني، مسنودا بالقوات المشتركة، بسط سيطرته على مواقع استراتيجية بالمدينة، وأفقد الدعم السريع قدرته على تنفيذ خططه الحربية.

إعلان

اتهامات

في غضون ذلك اتهم المتحدث باسم "حركة تحرير السودان" الصادق علي النور قوات الدعم السريع بارتكاب جريمة إبادة وتهجير قسري، وقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال وعجزة، فضلا عن عمليات نهب ممنهجة، وحرق قرى، في محلية "طويلة"، غربي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقد أدى ذلك، حسب المتحدث، إلى تعقيد الوضع الإنساني بمزيد من النزوح والتهجير القسري، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية.

  الاتحاد الأفريقي  أكد عدم اعترافه بما يسمى بالحكومة الموازية في السودان (الجزيرة) تحذير أفريقي

يأتي ذلك في وقت أعرب الاتحاد الأفريقي أمس الأربعاء عن "قلق عميق" جراء قيام قوات الدعم السريع وحلفائها بتشكيل حكومة موازية في السودان، محذرا من أن الخطوة تهدد بـ"تقسيم" البلاد حيث تدور حرب منذ أكثر من عامين.

وندد التكتل في بيان بـ "إعلان قوات الدعم السريع والقوى السياسية والاجتماعية المرتبطة بها، تشكيل حكومة موازية في جمهورية السودان"، وقال إنه لا يعترف بها، محذرا من أن هذه الخطوة تمثل "خطرا هائلا لتقسيم البلاد".

ودعا الاتحاد الأفريقي جميع دوله الأعضاء، وكذلك المجتمع الدولي، إلى "عدم الاعتراف بأي حكومة أو كيان موازٍ يهدف إلى تقسيم جمهورية السودان أو مؤسساتها وحكم جزء من أراضيها".

وجدد الاتحاد تمسكه بخريطة الطريق الأفريقية لحل الأزمة السودانية التي اعتمدها المجلس في مايو/أيار 2023.

والثلاثاء، صرّح الاتحاد الأوروبي في بيان أن الحكومة الموازية تُهدد التطلعات الديموقراطية السودانية، في موقف مماثل ببيان صدر عن مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي.

ووقّعت قوات الدعم السريع وحلفاؤها الشهر الماضي في نيروبي "ميثاقا تأسيسيا" عبّروا بموجبه عن عزمهم على تشكيل "حكومة سلام ووحدة" في المناطق التي يسيطرون عليها.

كما تعهدوا "ببناء دولة مدنية ديموقراطية لامركزية، قائمة على الحرية والمساواة والعدالة، دون أي تحيز ثقافي أو عرقي أو ديني أو إقليمي".

إعلان

وفي أوائل مارس/ آذار، وقّعت الأطراف نفسها مجددا في نيروبي "دستورا انتقاليا".

ويدور القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، مخلّفا أزمة إنسانية هائلة، حيث نزح أكثر من 12 مليون شخص من مناطقهم، وتواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبات في إيصال المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتقدم في محور وسط الخرطوم
  • السودان.. مقتل طفلتين وإصابة 8 بجروح خطيرة بقصف الدعم السريع في مدينة الأبيض
  • الجيش السوداني يبسط سيطرته على أماكن استراتيجية في الفاشر
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على مواقع إستراتيجية في الفاشر
  • السودان: الدعم السريع يقصف مدينة الأبيض لليوم السادس توالياً
  • الجيش السوداني يكشف تفاصيل الوضع الميداني في الفاشر بعد هجوم بري واسع
  • «47 مركبة و100 طائرة مسيرة».. الجيش السوداني يلحق خسائر فادحة لميليشيا الدعم السريع
  • قائد الجيش السوداني يضع شرطا صارما للسلام مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يبتدر عملية عسكرية كبيرة لاستعادة آخر جسر في الخرطوم من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يكشف أسباب التصعيد في نيالا بين فصائل قوات الدعم السريع