ماكرون يسقط في "حقل ألغام" بعد انهيار الحكومة
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
سلط انهيار الحكومة الفرنسية الضوء مجدداً على الرئيس إيمانويل ماكرون، في ظل تصاعد الأصوات المعارضة داخل قاعات البرلمان، مدفوعة بتساؤلات عما إذا كان الرئيس المثير للانقسام والمتهور في بعض الأحيان، هو الشخص المناسب لحل الأزمة السياسية في البلاد.
إجراء انتخابات رئاسية جديدة، لن يساعد بالضرورة في حل الأزمة السياسية
وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن انتقادات المشرعين - الذين صوت الكثيرون منهم لمصلحة إطاحة ميشال بارنييه من منصب رئيس الوزراء في اقتراع على الثقة الأربعاء - متجذرة في فكرة أن الأزمة الحالية هي إلى حد كبير من صنع ماكرون.
على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة، ابتعد ماكرون عن الخلافات المتعلقة بالموازنة، والتي أدت إلى سقوط بارنييه، مفضلاً تحويل تركيزه إلى الشؤون الخارجية. ومع وصول التوترات في الجمعية الوطنية إلى الغليان، كان ماكرون في زيارة تستغرق 3 أيام للمملكة العربية السعودية، حيث وجه إليه أحد المراسلين سؤالاً كان يعتبر ذات يوم غير وارد، وهو ما إذا كان الرئيس على استعداد للتنحي.
وأجاب ماكرون قائلاً: "هذا غير منطقي.. إن قول هذه الأشياء أمر غير لائق بصراحة"، متجاهلاً الدعوات المطالبة باستقالته، واصفاً إياها بأنها "خيال سياسي".
French PM Barnier’s government collapsed, pushing Macron’s Fifth Republic to the brink amid political upheaval, constitutional crisis, and uncertain future.
By: @pisackson & @atulabhas
Read more: https://t.co/dEyZItle2J#France #FranceElections #economy #EmmanuelMacron pic.twitter.com/GN3SnMLn1n
ويمكن ماكرون تعيين رئيس وزراء جديد وتكليفه إما بتمرير قانون يمدد موازنة هذا العام إلى الأشهر الأولى من عام 2025، أو دفع موازنة كاملة عبر البرلمان بحلول نهاية العام لتجنب إغلاق الحكومة. ويمكن ماكرون أيضاً أن يسمح لبارنييه بالبقاء في منصبه بصفة مؤقتة لتمرير تمديد الموازنة.
ويعاني المستثمرون من التوتر. وقد انخفضت الأسهم الفرنسية بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، وارتفعت العلاوة التي يطلبها المستثمرون للاحتفاظ بالديون الحكومية الطويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ أزمة الديون في منطقة اليورو عام 2012. والخميس، تجاوز معدل الاقتراض في فرنسا لفترة وجيزة نظيره في اليونان.
وقد يؤدي التعيين السريع لرئيس الوزراء إلى تهدئة بعض منتقدي ماكرون، لكنه يخاطر أيضاً بإثارة غضب الآخرين، الذين يلومون ماكرون لعدم بناء إجماع أوسع حول اختياراته لقيادة الحكومة.
وقال المدير الإداري لأوروبا في شركة أوراسيا غروب الاستشارية، مجتبى الرحمن،: "هناك احتمال قوي بأن رئيس الوزراء المعين هذا الأسبوع، سيستمر لفترة أقصر من بارنييه".
وجدير بالذكر أن بذور الأزمة الحالية زُرعت جزئياً في سبتمبر، عندما قرر ماكرون تجاهل ترشيح الجبهة الشعبية الجديدة لمنصب رئيس الوزراء، وهو التحالف اليساري الجامح الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات المبكرة، وقام بدلاً من ذلك بتعيين بارنييه. وينتمي المحافظ البالغ من العمر 73 عاماً إلى حزب كان أداءه ضعيفاً في الانتخابات، على رغم من مشاركته في الكثير من أجندة ماكرون المؤيدة لقطاع الأعمال.
Macron’s Grand Project in Ruins After French Government Falls https://t.co/MHQcI1xyuR pic.twitter.com/zmrAZDCnL3
— Gregory Daco (@GregDaco) December 5, 2024
وأطلق المشرعون من أقصى اليسار إجراءات عزل ماكرون، بعدما تجاهل مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة لوسي كاستيت، مما أثار انتقادات بأن الرئيس لا يأخذ بإرادة الناخبين.
وفي حديثها خلال جلسة صاخبة للجمعية الوطنية قبل لحظات من التصويت على حجب الثقة، قالت مارين لوبان إنها لن تدعم إجراءات عزل الرئيس. ومع ذلك، غمزت زعيمة اليمين المتطرف من قناة الرئيس قائلةً إن الأمر متروك لماكرون ليقرر ما إذا كان يجب أن يبقى في منصبه. وأضافت: "الأمر متروك لضميره ليقرر ما إذا كان يستطيع التضحية بمصير فرنسا من أجل كبريائه".
وأضافت الصحيفة أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ستصب في مصلحة لوبان. وهي تواجه اتهامات بالاختلاس في محاكمة من المتوقع أن تصل إلى حكم في نهاية مارس. وطلب ممثلو الادعاء الحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات ومنعها من تولي مناصب عامة لمدة خمس سنوات بأثر فوري، وهي النتيجة التي ستمنعها من الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها عام 2027. وهي تخضع للمحاكمة بتهمة استخدام أموال البرلمان الأوروبي، لدفع أجور الموظفين من حزبها – الأمر الذي تنفيه.
إن إجراء انتخابات رئاسية جديدة، لن يساعد بالضرورة في حل الأزمة السياسية الحالية. وقال أستاذ القانون الدستوري في جامعة بانثيون السوربون في باريس دومينيك روسو، إن الرئيس الجديد لن يتمكن من الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة حتى يوليو بموجب القانون الفرنسي، الذي لا يسمح إلا بحل البرلمان مرة واحدة كل 12 شهراً. وسيتعين على الزعيم المنتخب حديثاً التعامل مع جمعية وطنية منقسمة بين حلفاء ماكرون المؤيدين لقطاع الأعمال، وحزب لوبن والجبهة الشعبية الجديدة.
وبينما يواجه ماكرون موجة تلو الأخرى من المعارضة السياسية، استفادت حكوماته بشكل كبير من المادة 49.3 من الدستور الفرنسي، والتي تسمح لإدارته بالتحايل على الأصوات في الجمعية الوطنية لتمرير التشريعات. وهذه المناورة، على رغم أنها قانونية، فإنها تشكل تدبيراً نادراً ما تستخدمه الحكومات، لأنها تخاطر بتقويض شرعية الجمعية الوطنية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فرنسا إجراء انتخابات رئیس الوزراء ما إذا کان
إقرأ أيضاً:
جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء.. واشنطن: لبيان وزاري يساعد لبنان على تجاوز الأزمة
أما وقد تشكلت الحكومة وعزا رئيس مجلس النواب نبيه بري "السبب"إلى "بركات مار مارون"، فإن الجلسة الأولى لمجلس الوزراء ستعقد يوم الثلاثاء المقبل برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحضور رئيس الحكومة نواف سلام في قصر بعبدا بعد التقاط الصورة التذكارية.وقد تمثل في الحكومة كل من "حزب الله" و"حركة أمل" وحزب "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" وحزب"الطاشناق"، فضلا عن حصة كبيرة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والرئيس سلام. وغاب "التيار الوطني الحر" و"تيار المرده" عن هذه الحكومة التي يفترض أن تتابع الجهود الانقاذية التي أرست أسسها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على مدى أكثر من ثلاث سنوات رغم كل التحديات التي واجهتها لا سيما منها الحرب الاسرائيلية على لبنان فضلا عن الازمة الاقتصادية وملف النازحين والمناكفات السياسية. وكان الرئيس ميقاتي أجرى اتصالاً بسلام مهنئا بتشكيل الحكومة الجديدة ومتمنيا له وللوزراء التوفيق في مهامهم.وقال: إننا نحيي جهود الرئيس جوزاف عون لإصدار الحكومة الاولى في عهده، ونتمنى مجددا أن يكون التعاون الكامل سمة المرحلة التي تتطلب الكثير من العمل لحل القضايا الكثيرة العالقة وفي مقدمها انهاء الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب واستكمال تطبيق القرار 1701. وقال الرئيس سلام من بعبدا إنّ "الاصلاح هو الطريق الوحيد للانقاذ وسنعيد الثقة بين المواطنين والدولة"، مشيراً إلى أنّه "على الحكومة ان تعمل على استكمال تنفيذ اتفاق الطائف والمضي بالاصلاحات المالية والاقتصادية". وأضاف: "التنوع في أسماء الوزراء لن يكون عائقا أمام عمل الحكومة وأي تشكيلة حكومية لن ترضي الجميع وسنعمل بشكل موحد". وأعرب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في بيان عن ارتياحه لتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً أن "اعضاء الحكومة غير حزبيين وسيكونون حتماً في خدمة جميع اللبنانيين لأن هدفهم مصلحة لبنان"، مضيفا "تشكيل حكومة الإصلاح والإنقاذ استند إلى معايير الكفاءة والخبرة والاختصاص والسيرة الذاتية والسمعة الحسنة".
الى ذلك يفترض ان يشكل مجلس الوزراء يوم الثلاثاء لجنة لصياغة البيان الوزاري والذي سوف يعتمد على خطاب قسم رئيس الجمهورية لا سيما في ما خص القرار 1701 وانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة. في حين حثت السفارة الاميركية على صياغة بيان وزاري يساعد لبنان على تجاوز الأزمة ورسم مسار نحو تحقيق الأهداف المنشودة". وقال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو إنّها "المرحلة الأولى لورشة الإصلاحات المقبلة، من أجل بناء دولة القانون، في خدمة كافة المواطنين. ستكون فرنسا على الموعد لدعم رئيس الحكومة وفريقه".
الى ذلك، استكملت أمس المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس جولتها على المسؤولين السياسيين فزارت الرئيس ميقاتي الذي جدد خلال الاجتماع "مطالبة الولايات المتحدة الاميركية التي رعت تفاهم وقف اطلاق النار مع فرنسا باتمام الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي التي احتلتها في الجنوب بحلول 18 الجاري ووقف التدمير الممنهج للبلدات والقرى، والشروع في تطبيق القرار 1701 بحرفيته، وحل الخلافات الحدودية على الخط الازرق". وشدد ميقاتي "على أنّ الالتزام بتطبيق القرارات الدولية سيؤدي الى استقرار الوضع في المنطقة والجنوب بشكل خاص".
كذلك، زارات أورتاغوس رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شدد على وجوب أن تلزم إدارتها كضامنة للإتفاق إسرائيل تطبيقه كاملا، كما بنود القرار الاممي 1701 وفي مقدمها الإنسحاب من كامل التراب الوطني اللبناني، مؤكداً أمامها أن "إسرائيل هي شر مطلق وإستمرار إحتلالها للأراضي اللبنانية يستوجب مقاومته"، ومشيداً بدور الجيش اللبناني وحرفيته بإنتشاره وفقا لما نص عليه الإتفاق. مع هذا، زارت المبعوثة الأميركية الرئيس سلام وأكدت "دعم الولايات المتحدة للعهد وللحكومة المرتقبة في ضوء رؤية الرئيس سلام القائمة على الإصلاحات المالية والقضائية والإدارية"، مبدية املها بان تبصر الحكومة النور في القريب العاجل. المصدر: خاص "لبنان 24"