إنجازٌ جديد: أول سيارة طائرة تُصنع في لبنان والعالم العربي .. Skylira قريبا في سماء بيروت؟ (صور وفيديو)
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
على الرغم من الأيام الصعبة التي يمر بها لبنان منذ سنوات بدءا بالأزمة المالية إلى العدوان الإسرائيلي الأخير، لم يفقد اللبنانيون الأمل ببلدهم وهم يحاولون بشتى الوسائل الابتكار وتحقيق الإنجازات في رسالة واضحة بأنهم شعب يحب الحياة ويتوق للأفضل.
ففي الوقت الذي كانت فيه آلة الحرب في الأشهر الأخيرة تفتك بلبنان، كان المهندس الميكانيكي هشام حُسامي يُحقق حلمه على وقع الغارات والقصف ويسعى لوضع بلده على خارطة الصناعة التكنولوجية، وتمكن مؤخرا وبمُبادرة فردية من إتمام عملية تصنيع Skylira لتكون أول سيارة طائرة كهربائية لبنانية.
هذا الإنجاز، يؤكد حُسامي بأنه يُمثل نقطة تحوّل في عالم التكنولوجيا المُستدامة والنقل الجوي، ويعكس ايمانا بقدرة الإنسان على تحقيق المستحيل إذا ما توفرت الإرادة والمعرفة والإمكانات اللازمة.
علما ان حُسامي كان أطلق عام 2022 سيارة "ليرة" وهي أول سيارة كهربائية تُصنع في لبنان، وأنهى مؤخرا مشروعه الجديد وهو Skylira أو السيارة الطائرة.
أول سيارة طائرة في العالم العربي
وعن هذا الإنجاز، يقول حسامي عبر "لبنان 24" إن "هذا المشروع كان حلمًا واليوم تحوّل إلى واقع بفضل العمل الدؤوب"، مؤكدا ان" Skylira ستكون رمزًا للتقدم والابتكار في لبنان والعالم العربي".
ويعتبر حُسامي ان "سكاي ليرة" ليست مجرد ابتكار تقني، بل تمثل نقطة تحوّل استراتيجية يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على عدة مجالات في لبنان، أبرزها الاقتصاد والصناعة.
ويلفت إلى ان "سكاي ليرة" هي أول سيارة طائرة تُصنع في العالم العربي، وبالتالي هذا الأمر يُعزز مكانة لبنان كدولة رائدة في مجال الابتكار الصناعي والتكنولوجي، ويُظهر للعالم أن هذا البلد على الرغم من الأزمات قادر على المنافسة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. مواصفات عالمية
ويقول حسامي ان "سكاي ليرة" هي وسيلة نقل أو flying taxi تسير بسرعة 130 كلم وبمسافة نحو 40 كلم أي المسافة ما بين بيروت وصيدا، ويُمكن شحنها خلال 10 دقائق.
ويُشير إلى انه "تم تصنيع طائرتين بمواصفات عالمية، الأولى من دون سائق والثانية تُقلع مع سائق، وهما تتسعان لشخص واحد وليستا بحاجة إلى مدرج فهما تقلعان وتهبطان عمودياً وتحتويان على 8 محركات".
الأولى بهيكل مقفل وهي تحلق من دون سائق تُسمى autonomous aerial vehicle وقد أعطيت رقم 10452 لأنها تطير على مسافة كل الوطن، أما الثانية وهي Skylira فأعطيت رقم 961 وهو رمز الاتصال بلبنان.
أما في ما يتعلق بحيازة تصريح لبدء تسيير هاتين السيارتين الطائرتين، يلفت حسامي إلى انه "سيجتمع قريبا مع المعنيين من بينهم وزيرا الصناعة والطاقة، فهذا المشروع لا يزال أمرا جديدا في لبنان لوضع آلية وبرنامج للسيارات الطائرة، وسيكون هناك بالطبع برنامج ليتم تسييرها".
ويُضيف حُسامي: "قد لا نستطيع استخدام هذه التكنولوجيا حاليا في لبنان بسبب عدة عوامل ولكن يُمكننا ان نصدرها إلى الخارج لتحريك العجلة الاقتصادية للبلد وتوفير فرص عمل للشباب اللبناني، وهدفنا كمرحلة أولى تصنيع وتصدير هذه التكنولوجيا للمُساهمة في تعزيز الاقتصاد اللبناني". View this post on Instagram
A post shared by Hisham Houssami (@hishamhoussami1)
أهميتها الاقتصاديةولفت إلى انه "ثمة دراسات أظهرت ان نسبة مبيعات السيارات الطائرة ستتخطى الـ 1.5 تريليون دولار في السنوات المُقبلة وإذا استطاع لبنان ان يلعب دورا مهما في هذا الموضوع يمكن من خلال هذه الصناعة وخلال الـ 10 سنوات المُقبلة ادخال 300 مليار دولار إلى خزينة الدولة اللبنانية وبالتالي هذا مشروع ضخم ويتطلب دعما من قبل الدولة".
ويؤكد حسامي ان مشاريع مثل "سكاي ليرة" تجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والصناعة، كما ان إطلاق صناعة السيارات الطائرة في لبنان سيؤدي إلى فتح مجالات عمل جديدة، بدءًا من التصميم والإنتاج وصولًا إلى الصيانة والخدمات اللوجستية.
ويُضيف :"صناعة مثل "سكاي ليرة" ستدعم قطاعات أخرى مثل الطاقة المتجددة، البرمجيات، والبحث العلمي، مما يخلق نظامًا اقتصاديًا مترابطا". مصدر دخل مهم
ويُشدد على ان "نجاح "سكاي ليرة" في الأسواق العالمية يمكن أن يُشكل مصدر دخل مهم للبنان عبر التصدير، مما يُساهم في دعم الاقتصاد الوطني".
ولفت إلى ان "النجاح في هذا المجال يتطلب بيئة داعمة تشمل قوانين تحفّز الاستثمار، وبنية تحتية متطورة، وتعاونا بين القطاعين العام والخاص".
ويؤكد حسامي ان "سكاي ليرة" ليست فقط ابتكارًا صناعيًا بل هي فرصة لإعادة تشكيل الاقتصاد اللبناني من خلال التركيز على التكنولوجيا المتقدمة والصناعات المستدامة وإذا تم استثمار هذا الإنجاز بشكل صحيح، يمكن أن يكون نقطة انطلاق لمستقبل أكثر ازدهارا للبنان."
إذا صناعة أول سيارة طائرة في لبنان يُشكل إنجازا جديدا وفرصة للمُساهمة في الابتكار الصناعي على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة ويؤكد ابداع اللبناني في كافة المجالات.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أول سیارة طائرة فی لبنان سامی ان إلى ان ح سامی
إقرأ أيضاً:
حافلة مثقوبة بالرصاص في بيروت.. تذكار مؤلم للحرب الأهلية
كان يومًا عاديا في بيروت، ففي أحد أحياء العاصمة اللبنانية تم تدشين كنيسة جديدة بحضور زعيم حزب الكتائب المسيحي، وفي حيّ آخر نظّمت الفصائل الفلسطينية عرضًا عسكريا. وكان الكتائبيون والفلسطينيون قد اشتبكوا مجددًا في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم.
ما حدث بعد ذلك في 13 أبريل/نيسان 1975 غيّر مجرى لبنان إلى الأبد، وأدى إلى اندلاع حرب أهلية دامت 15 عامًا، وأسفرت عن مقتل حوالي 150 ألف شخص، وفقدان 17 ألفًا، وتدخلات خارجية متعددة، وأصبحت بيروت مرادفة للقناصين والاختطاف والسيارات المفخخة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقال بوول ستريت جورنال: أيريد ترامب أن يُعزل مجددا؟list 2 of 2صحف عالمية: جحيم يتكشف بغزة وشكوك إزاء تفكيك برنامج إيرانend of listلبنان لم يُواجه حتى اليوم إرث الحرب بشكل كامل، ولا يزال يعاني من تداعياتها بعد مرور نصف قرن، وستُحيي الحكومة اليوم الأحد الذكرى بلحظة صمت.
المجزرةكانت التوترات تتصاعد؛ فالمسلحون الفلسطينيون بدؤوا يشنون هجمات على إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وبينما تعاطف اليساريون والعديد من المسلمين في لبنان مع القضية الفلسطينية، اعتبر المسيحيون الفلسطينيين تهديدًا.
في ذلك الوقت، كان محمد عثمان في 16 من عمره، لاجئا فلسطينيا في مخيم تل الزعتر شرقي بيروت.
3 حافلات غادرت المخيم صباحًا، تقلّ طلابًا مثله بالإضافة إلى مقاتلين من فصائل فلسطينية منشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية، مرورا بحي عين الرمانة من دون مشاكل، ثم انضموا إلى العرض العسكري.
إعلانكان من المفترض أن تعود الحافلات معًا، لكن بعض المشاركين تعبوا من المسير وأرادوا العودة باكرًا. فاستأجروا حافلة صغيرة من الشارع، كما يروي عثمان، وركبها 33 شخصًا.
لم يكونوا يعلمون أن اشتباكات صغيرة اندلعت في وقت سابق من اليوم بين فلسطينيين وعناصر من حزب الكتائب كانوا يحمون الكنيسة في عين الرمانة. وقد قُتل حينئذ أحد حراس زعيم الحزب بيار الجميل.
فجأة، أُغلق الطريق وبدأ المسلحون بإطلاق النار على الحافلة "من كل الجهات"، كما يتذكر عثمان.
كان بعض الركاب يحملون أسلحة من العرض العسكري، لكنهم لم يتمكنوا من استخدامها بسبب الازدحام داخل الحافلة.
سقط جار لعثمان ميتًا فوقه، وقتل أيضًا ابن الجار البالغ من العمر 9 سنوات. أُصيب عثمان برصاصة في كتفه.
ويقول "لم يتوقف إطلاق النار طوال 45 دقيقة، حتى ظنوا أن الجميع مات". وأضاف أن المسعفين الذين وصلوا لاحقًا دخلوا في مواجهة مع مسلحين حاولوا منعهم من إسعافه.
قُتل 22 شخصًا في تلك المجزرة.
روايات متضاربةبعض اللبنانيين يرون أن المهاجمين كانوا يردّون على محاولة اغتيال للجميل من قِبل مسلحين فلسطينيين بينما يقول آخرون إن الكتائبيين نصبوا كمينًا متعمدًا لإشعال الصراع.
الصحفي اللبناني الفرنسي مروان شاهين، الذي ألّف كتابًا عن أحداث 13 أبريل/نيسان 1975، يقول إنه لا يصدق أيًّا من الروايتين.
وأكد شاهين أنه لم يجد دليلًا على محاولة اغتيال للجميل الذي كان قد غادر الكنيسة عند إطلاق النار على حارسه. وأضاف أن الهجوم على الحافلة كان على الأرجح تصرفًا من "شباب مسلحين متهورين وليس عملية مدبرة".
وأردف قائلا "وقعت مواجهات من قبل، لكن أظن أن هذه الحادثة أخذت هذا الحجم لأنها جاءت بعد سلسلة من الاشتباكات وفي وقت كانت فيه سلطة الدولة ضعيفة جدا".
الجيش اللبناني كان قد تراجع عن ممارسة دوره، تاركًا الساحة للمليشيات، وكانت الفصائل الفلسطينية قد أصبحت أكثر ظهورًا بعد طرد منظمة التحرير من الأردن عام 1970، في حين تسلّحت الجماعات المسيحية اللبنانية أيضًا.
إعلانقال شاهين إن "الكتائب كانوا يقولون إن الفلسطينيين دولة داخل الدولة. لكن الحقيقة كانت أن هناك دولتين في دولة، ولا أحد كان يلتزم بالقوانين".
سليم الصايغ النائب في البرلمان عن حزب الكتائب، وكان عمره 14 عامًا ويعيش في عين الرمانة آنذاك، قال إن الحرب كانت حتمية منذ أن تراجع الجيش عن السيطرة على المخيمات الفلسطينية قبل عامين.
وقال إن رجال الحاجز في ذلك اليوم رأوا الحافلة الممتلئة بالفلسطينيين "وظنوا أنها موجة ثانية من العملية" التي بدأت بقتل حارس الجميل.
اندلاع الحربانفجرت الحرب بسرعة وتغيّرت التحالفات، وتكوّنت فصائل جديدة، واحتلت إسرائيل وسوريا أجزاء من لبنان، وتدخلت الولايات المتحدة، واستُهدفت السفارة الأميركية وثكنات مشاة البحرية بتفجيرات، وانقسمت بيروت إلى شطرين: مسيحي ومسلم.
وبعد الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني أوائل الثمانينات، أُسّس حزب الله وهو جماعة مسلحة شيعية بدعم إيراني، وأصبح من أقوى الجماعات المسلحة غير الحكومية في المنطقة.
كان حزب الله الوحيد الذي سُمح له بالاحتفاظ بسلاحه بعد الحرب، بصفته "قوة مقاومة" لأن إسرائيل كانت لا تزال تحتل الجنوب. ولكن بعد تضرره في حرب مع إسرائيل العام الماضي، والتي انتهت بوقف إطلاق نار، تصاعدت الدعوات لنزع سلاحه.
الناجونقال محمد عثمان إنه أصبح مقاتلًا لأنه "لم يعد هناك مدارس أو شيء آخر نفعله". لكنه لاحقًا تخلّى عن السلاح وأصبح صيدليا.
ويتذكر كيف شعر بالدهشة عندما أنهت اتفاقية الطائف الحرب في 1989 قائلا "كل هذه الحرب والقصف، وفي النهاية صفقة؟! وخلص؟!".
من بين العشرة الذين نجوا من الهجوم على الحافلة، يقول إن 3 قُتلوا بعد عام عندما هاجمت مليشيات مسيحية مخيم تل الزعتر، وواحد قُتل في تفجير السفارة العراقية عام 1981، وتوفي البعض لأسباب طبيعية، وواحد يعيش في ألمانيا، وقد فقد أثر البقية.
إعلان الحافلة الناجيةنجت الحافلة أيضًا، لتبقى تذكارا مؤلما.
وقبيل الذكرى الخمسين للمجزرة، سحبت من مزرعة كانت مركونة فيها إلى متحف نابو الخاص في منطقة حري شمالي بيروت، والتقط الزوار صورًا بجانبها وتفحّصوا الثقوب الناتجة عن الرصاص في جوانبها الصدئة.
وقالت غيدا مرجي فقيه، المتحدثة باسم المتحف، إن الحافلة ستُعرض بشكل دائم لتكون "جرس إنذار" ليتذكر اللبنانيون ألا يعودوا إلى طريق الحرب.
وقالت إن "الحافلة غيّرت تاريخ لبنان كله، وأخذتنا إلى مكان لم يكن أحد يريد أن يصل إليه".