تقرير: ممر نتساريم يكشف خطط إسرائيل في غزة
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
عندما شنت إسرائيل غزوها البري على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، قامت بشق طريق ترابي عبر منتصف القطاع. وكان هذا الطريق آنذاك واسعاً بما يكفي لمرور مركبتين مدرعتين، أما اليوم فقد أصبح هذا الطريق منطقة مترامية الأطراف، تبلغ مساحتها 18 ميلاً مربعاً.
وداخل المنطقة، التي أطلق عليها ممر نتساريم نسبة إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة، توجد قاعدتان عسكريتان تتألفان من ملاجئ متنقلة بحجم المقطورات مزودة بالمياه وأعمدة الكهرباء وأبراج الهواتف الخلوية وكنيس يهودي.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ممر نتساريم يعد أحد العلامات المتزايد على أن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء إلى أجل غير مسمى في غزة. حيث أنشأت إسرائيل عدة طرق عسكرية أخرى في غزة، وأغلقت منطقة عازلة تمتد على مساحة نصف ميل تقريباً حول المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأحداث مجتمعة ترسم صورة للسيطرة الإسرائيلية الصارمة، التي يخشى بعض الإسرائيليين والفلسطينيين أن تنذر باحتلال إسرائيلي طويل الأمد، أو حتى إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، وهو ما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه لن يحدث.
وتابعت: "تم تدمير كل شيء تقريباً حول ممر نتساريم ــ الأحياء والقرى والأراضي الزراعية الفلسطينية. وتستخدم إسرائيل الممر للحفاظ على سيطرة محكمة على تدفق الناس والبضائع والأسلحة إلى غزة".
The Netzarim corridor is one of the growing signs that the Israeli military is planning for an indefinite stay in Gaza https://t.co/yvWBcQ7Qbk
— WSJ Graphics (@WSJGraphics) December 6, 2024 غزة أرض خاصةوقال أندرياس كريغ، المحاضر الكبير في كلية الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج لندن، إن الدمار الشامل للبنية الأساسية المدنية والمنع المتعمد لحرية الحركة يشير إلى أن إسرائيل تتصرف كما لو كانت غزة أرضا خاصة بها، وليس منطقة منفصلة، والشائع أن تعمل الجيوش على تعزيز الخطوط اللوجستية، وإنشاء قواعد عمليات متقدمة أثناء العمليات العسكرية.
وأضاف كريج: "كل شيء قابل للعكس، ولكن استثمار الكثير من الاستثمارات هناك لا يشير إلى أنهم سيغادرون في أي وقت قريب. والغرض الرئيسي هنا هو التقسيم والحكم".
فيما قال رائد في الجيش الإسرائيلي، كان آخر من خدم في نتساريم في يونيو (حزيران) الماضي، إن الممر يساعد إسرائيل في تنفيذ مهام هجومية إلى الشمال والجنوب بسهولة أكبر. ويشمل ذلك مهمة إنقاذ الرهائن في مدينة النصيرات بوسط غزة في يونيو (حزيران).
وأضاف "يضمن ذلك عدم قدرة حماس على التحرك بحرية في القطاع؛ ويجب على الفلسطينيين الساعين إلى التحرك جنوبًا عبور أحد نقطتي التفتيش اللتين تمران عبر الممر".
وقال نتانياهو إن إسرائيل لا تنوي احتلال القطاع بشكل دائم، أو إعادة بناء المستوطنات هناك، على الرغم من أن الوزراء اليمينيين الأقوياء في حكومته يريدون ذلك بالضبط لمنع هجوم آخر مثل الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، واحتجاز أكثر من 240 رهينة.
وقالت ميري إيسين، نائبة رئيس هيئة الاستخبارات القتالية العسكرية الإسرائيلية السابقة. "هذا لا يعني أنهم يخططون للبقاء لفترة طويلة. هذا يعني أنهم لا يعرفون إلى متى سيبقون".
وكانت نتساريم نقطة خلاف في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. استخدمتها إسرائيل كورقة مساومة للحصول على إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.
وتُظهر مقاطع الفيديو التي نشرها الجنود على وسائل التواصل الاجتماعي كنيساً يهودياً متنقلًا يسمى "حب إسرائيل" تم إحضاره إلى داخل الممر من إسرائيل على ظهر شاحنة. وبحسب الصور والفيديوهات، فإن الكنيس الذي يقع بالقرب من البحر، يشمل تكييف الهواء وصفوف من الكراسي الزرقاء المواجهة للمنصة، وتابوتاً لمخطوطة التوراة.
إسرائيل تقدّم عرضاً لحماس.. وتنتظر الرد عبر مصر - موقع 24كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، اليوم الخميس، أن إسرائيل قدمت لحركة حماس مقترحاً محدثاً بشأن صفقة لإطلاق سراح بعض الرهائن الـ100 المحتجزين لديها، والبدء في وقف إطلاق النار في غزة.وقال الجنود إنه بحلول الصيف، كانت جميع القواعد والبؤر الاستيطانية في الممر مزودة بالكهرباء، بالإضافة إلى المولدات ونقاط المراقبة والمطابخ.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني: "بينما نعمل على تحسين الظروف للجنود، فنحن أيضاً مستعدون، وإذا لزم الأمر يمكننا مغادرة تلك المنطقة في غضون يوم واحد".
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن الجيش لديه بؤر استيطانية أخرى حول المنطقة في مبانٍ قائمة سابقًا، وقد أحاطوا بها بسواتر رملية وبطنوها بالحصى.
وقال جيك جودين، الباحث في بيلينجكات، وهو اتحاد استقصائي: "استناداً إلى صور الأقمار الصناعية، ترى الكثير من الدمار، وما يبدو أنه مبانٍ مؤقتة. وبصرف النظر عن رصف الطرق، لم أر أي شيء يُظهر خططاً لوجود دائم حتى الآن".
This effort focuses on the Netzarim corridor, a strategically significant road that cuts Gaza in two. Israeli forces have turned the 4-mile corridor into an 18-square-mile control zone, moving hundreds of thousands of Palestinians south and preventing their return north. pic.twitter.com/yMbB3OrDGT
— Malcolm X (@malcolmx653459) December 4, 2024وبالإضافة إلى نتساريم، يبدو أن إسرائيل تعمل على شق ممر شمالي يفصل مدينة غزة، أكبر مدن القطاع، عن المدن المكتظة بالسكان إلى الشمال. كما أعادت إسرائيل طريق قديم من مدينة كيسوفيم الإسرائيلية إلى وسط غزة، ولكن على بعد نصف الطريق فقط من الجيب. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الطريق يهدف إلى تسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة غزة وإسرائيل ممر نتساریم فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: تحديد هوية جثث الرهائن المستعادة من حماس يتطلب وقتاً
قال وزير الصحة أورييل بوسو، إن التعرف على جثث 4 رهائن ستعيدهم حماس، الخميس، سيستغرق بعض الوقت، مشدداً على ضرورة تحديد أسباب الوفاة إن أمكن.
وقال الوزير لموقع والا: "لقد زرت معهد الطب الشرعي لأرى الاستعدادات لإعادة القتلى. لقد تم إعداد المتخصصين هنا لاستقبالهم بسرعة، حتى يمكن إجراء التعرف على الجثث بأسرع ما يمكن"، بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
Health minister: Identification of hostages’ bodies may take time, it’s important to establish cause of death https://t.co/erHoK5lBN6
— ToI ALERTS (@TOIAlerts) February 19, 2025وأكد الوزير أن عملية التعرف قد لا تكون فورية، وذلك حسب حالة الجثث.
وقال: "قد تستغرق العملية ما بين وقت قصير إلى وقت طويل للغاية، حيث لا نملك معلومات دقيقة عن حالة القتلى".
وقال بوسو: "لذلك، نحن بحاجة إلى التحلي بالصبر. الشيء الأكثر أهمية هو أن نحصل على هوية واضحة، وأن نتمكن من تحديد سبب الوفاة قدر الإمكان، وأن نحضرهم للدفن في إسرائيل".
وأعلنت حماس، الثلاثاء، أنها ستنقل جثث شيري سيلبرمان بيباس وطفليها الصغيرين أرييل وكفير إلى إسرائيل غداً، إلى جانب جثة رهينة رابع.
وأكد مكتب رئيس الوزراء أنه سيتم إطلاق سراح 4 رهائن قتلى، لكنه لم يذكر أسماءهم.