اللغة الأكادية في العراق القديم تكشف ارتباط السعادة بالكبد وليس القلب
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
تتمثل مشاعر الإنسان في مواضع محددة من الجسد، فمثلا يرتفع معدل ضربات القلب والتعرق وانقباض عضلات الوجه ليظهر الشعور بالغضب أو الحب، وعادة ما تمثل تلك المشاعر في الجزء العلوي من الجسد (القلب أو المعدة).
حاليا يقوم العلماء بدراسة هذه التمثيلات في البشر المعاصرين، وظهرت لهم ارتباطات إحصائية واضحة، فعلى سبيل المثال ارتبطت التعبيرات العاطفية مثل "أنا سعيد" بالإشارات إلى مناطق محددة في الجسم (على سبيل المثال، "شعرت بالخفة في قلبي")، وهذه الارتباطات بدا أنها عامة، أي موجودة في الكثير من الثقافات الحالية.
ولكن هل شعرنا دائمًا بهذه المشاعر بنفس الطريقة أو عبرنا عنها على الأقل؟ قام فريق متعدد التخصصات بدراسة مجموعة كبيرة من النصوص القديمة لمعرفة كيف اختبر الناس في منطقة بلاد ما بين النهرين القديمة (داخل العراق الحديث) المشاعر في أجسادهم منذ آلاف السنين.
خرائط تمثيلات السعادة (جامعة ألتو-جوها لاناكوسكي) الكبد والقدمانوبحسب الدراسة التي نشرت في 4 ديسمبر/كانون الأول الحالي بدورية "آي-ساينس"، قام الفريق بتحليل مليون كلمة من اللغة الأكادية القديمة من 934-612 قبل الميلاد في شكل نصوص مسمارية على ألواح طينية.
اللغة الأكادية هي إحدى أقدم اللغات المكتوبة في التاريخ، تعود جذورها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت تُكتب بنظام الكتابة المسمارية، وهي تنتمي إلى العائلة اللغوية السامية الشرقية، مما يجعلها قريبة من اللغات السامية الأخرى كالعربية والآرامية.
إعلانوللتوصل إلى تلك النتائج، قام العلماء بمقارنة الألفاظ الأكادية التي تعبر عن المشاعر بتلك المستخدمة حاليا، وبناء على نمذجة حاسوبية قام العلماء برسم خرائط للجسد، تبين الاحتمالات الإحصائية لمواقع العواطف.
خرائط تمثيلات الغضب (جامعة ألتو-جوها لاناكوسكي)وفي حين يشعر الإنسان الحديث بالغضب في الجزء العلوي من الجسم واليدين، في بلاد ما بين النهرين، كان الغضب مرتبطًا بالقدمين على وجه التحديد، بحسب نتائج الدراسة.
وتتعلق إحدى النتائج الأكثر إثارة للاهتمام بالمكان الذي شعر فيه القدماء بالسعادة، والذي كان يتم التعبير عنه غالبًا من خلال كلمات تتعلق بالشعور "بالانفتاح" أو "التألق" أو "الامتلاء" في الكبد، على عكس الإنسان الحديث الذي يعبر عن السعادة عادة بشيء متعلق بالقلب.
ويشير ذلك إلى أهمية القيام ببحوث أعمق للتمثلات الجسدية لعواطف البشر وارتباطها بالثقافة، ويوضح أن العواطف ليست بيولوجية فحسب، بل إنها تتشكل بعمق من خلال السياقات الثقافية والتاريخية، حيث نسب الناس عواطفهم إلى أجزاء الجسم بناءً على فهمهم لعلم التشريح وثقافتهم ومعتقداتهم في ذلك الزمن البعيد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
«تقدم» تنفي اجتماعات مباشرة مع مناوي وترجح ارتباط تصريحاته بدعوة الاتحاد الإفريقي
«تنسيقية تقدم» تنفي ترتيب اجتماع مباشر مع مناوي وترجح ارتباط تصريحاته بدعوة الاتحاد الإفريقي لاجتماع سوداني بأديس أبابا..
التغيير: الخرطوم
نفى الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، بكري الجاك، وجود أي ترتيبات لعقد اجتماع مباشر مع رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، سواء في أديس أبابا أو أي مكان آخر.
وفي تصريح لـ«التغيير»، أوضح الجاك أن الاتحاد الإفريقي دعا إلى اجتماع للقوى السياسية والمدنية السودانية خلال الفترة من 17 إلى 20 ديسمبر، لكن لم يتأكد انعقاده حتى الآن.
وأضاف الجاك أن تصريحات مناوي قد تكون مرتبطة بهذا الاجتماع العام، وليس بترتيب مباشر مع «تقدم».
وكان رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، قد كشف في مقابلة مع قناة الجزيرة عن اجتماع رسمي مرتقب مع «تقدم» خلال الأيام المقبلة في أديس أبابا.
وأكد مناوي أهمية الحوار، مشيرًا إلى أنه الحلقة المفقودة في حل الأزمة السودانية، وأن الاجتماع سيركز على وقف الحرب ويضم كافة القوى السياسية السودانية.
وتقاتل حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، إلى جانب عدد من حركات الكفاح المسلح، في صفوف الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، في الصراع الذب بدأ منتصف أبريل 2023.
وخلفت الحرب المستمرة في السودان أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث قتل آلاف المدنيين، ونزح الملايين داخل البلاد وخارجها.
وتسببت المعارك في تدمير البنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، بينما يواجه السكان في مناطق النزاع شحًا حادًا في الغذاء والمياه، وسط تقارير عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
الوسومبكري الجاك تنسيقية تقدم حرب السودان حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي