البرهان في جوبا.. رحلة الأمن والاقتصاد!!
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
زارها لساعاتٍ وأجرى مباحثاتٍ مع سلفاكير..
البرهان في جوبا.. رحلة الأمن والاقتصاد!!
*تقرير_ محمد جمال قندول*- الكرامة
زار رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة جوبا أمس، في رحلةٍ استمرت لساعاتٍ.
وأجرى الرئيس مباحثاتٍ مع الرئيس سلفاكير حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ورافق البرهان رئيس المجلس السيادي في رحلته للجنوب، وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم، ووكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، ومدير عام جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
عينُ الرضا
وكان الرئيس قد حُظي باستقبالٍ بمطار جوبا الدولي من الرئيس سلفاكير ميارديت وأعضاء البعثة الدبلوماسية السودانية لدى جمهورية جنوب السودان، حيث أُجريت مراسم استقبالٍ رسميةٍ لرئيس مجلس السيادة.
وينظر السودان بعين الرضا والتقدير لمواقف رئيس جنوب السودان سلفاكير الداعمة للمؤسسة العسكرية بالبلاد، رغم الضغوط والإغراءات التي تعرض لها.
وقال وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين في تصريحاتٍ صحفيةٍ إنّ الزيارة تأتي لتقديم الدعم للرئيس سلفاكير ولحكومة جنوب السودان بشأن تطورات الأوضاع بالجنوب. وأضاف: أنّ المباحثات استعرضت ملفات التعاون بين البلدين في مجالات البترول، والتجارة وأمن الحدود، فضلًا عن إسهامها في إعادة تنشيط وإحياء العلاقات الثنائية.
وذكر السفير حسين بأنّ رئيس المجلس السيادي قدم شرحًا شاملًا للرئيس سلفاكير حول الأوضاع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته ميليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها، وكذلك تقدم القوات المسلحة والقوات النظامية والقوات المشتركة في كافة محاور العمليات.
ملف النفط
ووصف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي النور أحمد النور زيارة الرئيس لجوبا بأنها تناقش مصالح الدولتين الاقتصادية والأمنية خاصةً فيما يتعلق بأمن الحدود ومحاولات ميليشيا الدعم السريع استخدام أراضي جنوب السودان لتمرير الأسلحة والمقاتلين، واتخاذها قاعدةً للانطلاق منها في العدوان على المناطق الحدودية بين البلدين.
وأوضح النور أنّ ملف النفط هو الآخر مهمٌ جدًا للبلدين بعد توقف تصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية منذ فبراير الماضي، مما أثر على اقتصاد جنوب السودان وخسارة بلادنا اقتصاديًا بفقدان رسوم العبور.
ويواصل محدّثي في معرض الطرح قائلًا: إنّ الرحلة قطعًا قد استعرضت تنسيق مواقف الدولتين تجاه قضايا المنطقة خاصةً التطورات بالقرن الإفريقي والساحل الإفريقي التي تتأثر بها البلدين.
ويرى مراقبون أنّ لقاء البرهان وسلفا سيبحث استخدام المرتزقة من جنوب السودان للقتال بجانب ميليشيا الدعم السريع، ومحاولة استخدام المعارضة بجنوب السودان الحرب بالبلاد للحصول على أسلحةٍ وعتادٍ حربي، والدخول به إلى جوبا لتهديد حكومة سلفاكير.
وكان وكيل وزارة الخارجية بدولة الجنوب مجاك فيلمون مجوك قد قال في تصريحاتٍ صحفيةٍ عقب المباحثات: إنّ زيارة رئيس المجلس السيادي لجمهورية جنوب السودان جاءت في إطار العلاقات الوطيدة بين الدولتين وطافت على عددٍ من القضايا المشتركة وعلى رأسها التعاون في قطاع النفط، وأمن الحدود المشتركة، بجانب مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: جنوب السودان بین البلدین
إقرأ أيضاً:
البرهان … إياك و(البيض الممزر)!
في 2018 تم استدراج البشير الى توهم أن الخطر كل الخطر فيمن يرفضون ترشيحه في 2020 أو من لم يعلنوا تصفيقهم للفكرة حتى لو كانوا متعايشين معها بغير قناعة، لايمانهم أن تقويم الاعوجاج أفضل من كسر العود، وأن الاصلاح أفضل التغيير.
المهم، انصرف البشير من حل المشكلات الاقتصادية والتنفيذية، وصار يقرب ويؤخر بناء على الموقف من 2020، وأغفل أن النجاح الاقتصادي والتنفيذي هو (بطاقة التأهيل) الحقيقية، وليس المقالات والحملات الاعلامية والمخاطبات واللقاءات الجماهرية، بل الأسوأ من ذلك (التهجيس) الذي جعله يحضن (البيض الممزر) منتظرا أن يفقس له كوادر يحكم بها بعد 2020 من مختلف الأطياف، من الذين انحازوا لترشيحه علنا، وبدأ فعلا في التخلص ممن تم تصويرهم له أنهم غير مخلصين، لأنهم أذعنوا لأمر واقع وغير مقتنعين ب 2020.
بكل صراحة ووضوح، مطلوب من البرهان وقيادة الدولة الآن تأمين الأداء الاقتصادي من الفساد والاختراق، وإدارة دولاب الدولة التنفيذي والولائي، والنزول بطاقم متكامل فورا من رئيس وزراء للمعتمد ومدراء الوحدات الادارية ومنسق احتياطي شعبي وشرطة مجتمعية في اي قرية .. غير كدا سيضيع السودان قولا واحدا.
يجب أن يتقدم هذا الملف للأمام بذات التقدم المحرز عسكريا أو أسرع، والعنصر البشري أهم من الرضا الخارجي، ولا بد من إسقاط الكوزوفوبيا فورا ودون تردد، وليس المقصود هو اعادة نظام سابق ولا يحزنون حسب كلام (المهجسين)، ولكن المطلوب أن تكون يد الحاكم غير مغلولة في اختيار الشخص المناسب والمجرب لأي موقع، لا توجد هواجس داخله، ولا قيود خارجه.
على سبيل المثال، في مستوى الحكم المحلي، السودان فيه 133 محلية، وكان فيها 133 معتمد، وكان الناجحين والمخلصين هم النصف أو أكثر. وعليه، أي معيار غير النجاح السابق، أي تصنيف مؤسس على هواجس (أجنبية أو قحاتية) يعتبر جريمة في حق السودان لا تقل عن جرائم الجنجويد في ذبح وسرقة المواطنين.
أي محاولة ترقيعية للتجريب وصناعة كوادر وتحويل نظاميين لموظفين، لا يمكن أن تكون هي الأساس .. لا بد أن تبني الحكومة على الموجود وتراعي رغبة المجتمعات الأهلية، بحكم تجربتهم مع المعتمدين السابقين والخيارات الناجحة، وبعد ذلك تضيف بالتجريب.
أساسا الوصول لرقم 133 من المستوى المعقول أو الجيد كلف الانقاذ تجارب مريرة وخسارات واتفاقيات عبر سنين عددا، ولم يكن الموضوع تعيينات تنظيم، هذا كذب صراح، بل عدد من الناجحين تم ادخالهم تدريجيا في المؤتمر الوطني ولا صلة لهم بالتنظيم، يعني الموضوع كان فحص ودخول إجرائي وليس تجنيد، وهذا معروف، لأن الدولة بعد الرابع من رمضان باتت أقوى من التنظيم.
هذا مجرد نموذج في الحكم المحلي، وينطبق على كافة مستويات الدولة.
أي محاولة للتركيز على شخص البرهان وجعل الالتفاف حول ذاته هو (عقيدة الولاء والبراء) ضارة بالبرهان نفسه قبل غيره، وكل من يروجون لهذا الأمر هم (البيض الممزر) الذي لن يفقس، أو النحل الميت الذي لا ينتج العسل.
Dead bees don’t make honey
في حال عدم الإسعاف العاجل للأداء التنفيذي والاقتصادي والولائي حسب الوصفة أعلاه، لا جدوى من التحشيد والتهجيس.
التذاكي والتحايل والوصفات المعقدة بالاستفادة من شخصيات مع إستمرار ابعادهم، أو وجود رجال في الظل لمساعدة آخرين بالريموت كنترول، كلام فارغ، وفاشل.
مما أذكره أن أحدهم من الوطنيين، في عهد قحت، أغلق الأبواب وهمس لي دايرين اعلاميين منكم بس ما يكونوا ظاهرين، قلت له (اعلامي ما ظاهر) دا فاشل، زي عطر لا رائحة له أو (بيرفيوم برائحة الماء) لن يشتريه إلا مغفل!
أساسا الإعلامي الناجح ظاهر ومعروف وحوله دائرة من الجدل هي جزء من ظهوره وفعاليته، وتقاس جدواه بأثره وليس بانتماءه حقيقي كان مزعوما.
واضفت له من عندي نعم صحيح أن هنالك وظائف ليس من ضمن مواصفاتها الظهور، مثل (مهندس بترول شاطر) لكن الاعلام والدبلوماسية مثلا غير ذلك تماما .. الشخص هو نفسه أداة التنفيذ، لا يوجد معه بوكلين ولا ورشة لحام بالأوكسجين، من تراه أمامك الآن ويحدثك هو نفسه (عدة الشغل) لو دايره بدون عدة معناها ما دايره، ولن يسلمك علاقاته ولا شبكاته، لأنها هي ذاتها متغيرة ومتجددة غير ثابته و السيطرة عليها Manual.
هذا ليس في السودان، بل في العالم الاول نفسه لضمان النفاذ في المجتمع السياسي والمدني، يتم التعاقد مع الفاعل وليس شراء علاقته ووزنه وشهرته، ولا حتى (خطته المدونة)، لأن العمل جزء كبير منه قائم على ثغرات العدو وهي مسألة متغيرة أثناء الصراع، وليست وفق خطة، مثل قصة (أبوالقدح بعرف محل يعضي رفيقه)!
هم أنفسهم يقولون Results-oriented يعني التقييم بالنتائج وليس الخطة وأرقام هواتف الاصدقاء هذا جهل مريع بالعمل الإعلامي والمدني.
نصيحتي للبشير حول الاداء الاقتصادي والتنفيذي كانت مشابهة، في مقال (كلمات لا بد منها عن ترشيح البشير) في أول تعليق، مقالي في هذا البوست نشر في اغسطس 2018.
شاء الله أن تكون نصيحتي التالية هي لحمدوك في أغسطس 2019، في أربع نقاط، ونشرت سكرين من نصيحتي ورده علي (أتفق معك يا صديقي) في بوست سابق.
وكان رده مجرد مجاملة، أو كلام الواتس تمحوه (المزرعة)!
ونصيحتي للبرهان الآن … البيض الممزر لن يفقس ولو حضنته العنقاء في قمة جبل.
مكي المغربي