مخاوف لبنانية من تفخيخ دور الجيش في الجنوب
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
كتب عمار نعمة في" اللواء": تُطرح تساؤلات مقلقة في الأوساط الرسمية اللبنانية حول تأخر الشروع في تنفيذ قرار وقف اطلاق النار في الجنوب، في الوقت الذي اعلن لبنان فيه جهارا استعداده الالتزام بمندرجات القرار 1701 وآليته التنفيذية كما تم الاتفاق.
ثمة ما يقلق هنا ابتداء من التفسير الاسرائيلي الانتقائي للآلية التنفيذية للقرار مرورا بالخروقات العسكرية والدموية والجغرافية وليس اختتاما بالتأخر الغريب في مباشرة اللجنة الخماسية الرقابية للقرار عملها، نتحدث هنا عن الجهتين الأميركية والفرنسية.
المخاوف تتمحور حول توريط الجيش اللبناني في مستنقع مفخخ غير واضح المعالم بينما لا يلتزم الاسرائيلي وقف النار ويتوغل شمالا، في الوقت الذي يُنتظر منه بدء تنفيذ انسحابه في مدة الستين يوما المتفق عليها.
كما ثمة تساؤل حول ما يريده الاسرائيلي بعد انسحابه وما يطلبه من لبنان لناحية القذف بالجيش في نزاع مع "حزب الله" لتنفيذ القرار، أي فعليا تنفيذ الجيش ما تريد اسرائيل منه وليس ما يراه هو مناسبا في كيفية تطبيق القرار 1701، وذلك تحت التهديد بتولي جيش العدو تنفيذ ما تراه حكومته لضرب لبنان.
صحيح ان في آلية تنفيذ القرار الكثير من الغموض، فثمة بنود تحتاج بنودا اخرى لتفسيرها، لكن الصحيح ايضا ان اي بادرة حسن نية لم تظهرها اسرائيل منذ 27 تشرين الثاني الماضي، تاريخ وقف اطلاق النار، حتى اللحظة.
سنرى في الايام المقبلة ما اسفرت عنه زيارات المسؤول الأميركي في اللجنة، جاسبر جيفرز، والفرنسي غيوم بونشان، مع التسليم بأن جدية كبرى يوليها العالم لتنفيذ القرار ستكون مغايرة لمرحلة ما بعد حرب تموز 2006 (علما ان الانسحاب الاسرائيلي يومها لم يتم سريعا واتخذ وقتا وكذلك الخروقات التي تمحورت بعدها حول الخروقات الجوية لتبلغ نحو 40 ألفا حتى وقت قريب).
هذا مع العلم ان انتشار الجيش وسلامته رهن تفاهمات تعقد مع "حزب الله" نفسه، وسيكون القرار سياسيا هنا. اما لوجستيا فالعمل جار للتطويع في الجيش حتى بلوغ نحو 10 آلاف عنصر في زمن متوسط، والعمل على تطويع 4500 عنصر وفق آلية تلحظ التوازن في انتشارهم في الداخل وعلى الحدود لكي يغطي الكثير منهم مهمات الاستقرار في الداخل للسماح لآخرين بالانتقال الى الجنوب.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني: خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار يهدد الاستقرار
حذر الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم الثلاثاء من أن انتهاك إسرائيل للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار يهدد الاستقرار في الجنوب.
جاء ذلك خلال لقاء عون وزير الدفاع اليوناني نيكولاس داندياس في القصر الرئاسي شرقي بيروت، بحضور وزير الدفاع اللبناني ميشال منسّى، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
ووفق البيان، أطلع عون الوزير اليوناني على الوضع في الجنوب والدور الذي يقوم به الجيش المنتشر في القرى والبلدات التي انسحبت منها إسرائيل أخيرا.
ولفت إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وعدم الانسحاب من التلال الخمسة، وعدم إعادة الأسرى اللبنانيين، يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، ولبنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين إسرائيل وحزب الله، "ومن شأن ذلك تهديد الاستقرار في الجنوب".
يذكر أن إسرائيل تنصلت من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لتنفذ انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
ووفق البيان ذاته، أعرب الرئيس عون عن تقديره للتعاون القائم بين الجيشين اللبناني واليوناني منوّها بمساهمة أثينا في القوة البحرية العاملة في قوات حفظ السلام الأممية (يونيفيل)
إعلانفي السياق ذاته، قالت اليونيفيل إنها تواصل حث جميع الأطراف على احترام القرار 1701 وتجنب تعريض الاستقرار الهش في لبنان للخطر.
وأضافت "نرصد استمرار الوجود الإسرائيلي والضربات الجوية داخل الأراضي اللبنانية".