اكتمل عقد لجنة الإشراف على قرار وقف إطلاق النار، مع وصول مندوب فرنسا الجنرال غيوم بونشان إلى بيروت يرافقه عشرة موظفين عسكريين ومدنيين من وزارتَي الدفاع والشؤون الخارجية. وسينضم غيوم إلى الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز الذي يشغل منصب رئيس اللجنة، إلى جانب الوسيط آموس هوكشتاين الذي يتولى منصب الرئيس المدني المشارك حتى يجري تعيين مسؤول مدني دائم، وذلك في إطار فريق أميركي مؤلّف من نحو 20 شخصاً.



وفي انتظار عودة هوكشتاين إلى بيروت قريباً، أجرى أعضاء اللجنة زيارات تعارفية، بينها لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الضابط الفرنسي الذي قال إن اللجنة ستعقد أول اجتماعاتها اليوم في الناقورة، عازياً أسباب تأخره في المجيء إلى "اختيار فريق العمل الذي أتى معه".

وأشار غيوم إلى أن "التنسيق مع الجانب الأميركي بدأ قبل أيام، وستبدأ ترجمته على أرض الواقع للحفاظ على قرار وقف إطلاق النار ووقف الخروقات التي سُجلت في الأيام الماضية".

وأكد ميقاتي خلال زيارة قام بها لوزارة الخارجية "أننا  نسعى للوصول إلى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه". وشدّد على "أن التفاهم على وقف اطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701، وأولويتنا الوصول إلى استقرار طويل الأمد وانتخاب رئيس للجمهورية".

وتزامن اجتماع غيوم بميقاتي مع بيان للسفارة الفرنسية في بيروت قالت فيه إن «آلية الإشراف ستضمن متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بالتعاون الوثيق مع القوات المسلّحة اللبنانية وجيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفل) في لبنان. وستتعاون الآلية كذلك مع اللجنة العسكرية الفنية لدعم لبنان من أجل الإسهام في نهوض القوات المسلحة اللبنانية ونشرها في جنوب لبنان، التي تكرّر فرنسا تأكيد دعمها لها، في إطار تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وفي السياق، استقبل الرئيس نبيه بري في عين التينة، الجنرال الأميركي جيفيرز والوفد العسكري المرافق، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، حيث جرى عرض للأوضاع العامة ولا سيما الميدانية منها. وقالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن جيفيرز «تحدّث عن تجربته في الشرق الأوسط وتصوره لإدارة اللجنة وضبط الوضع في الجنوب»، مؤكداً أن «الخروقات الإسرائيلية لن تستمر وستتوقف قبل انقضاء مهلة الستين يوماً، في حال التزام جميع الأطراف ببنود القرار».
وبينما يستعد الجيش لتنفيذ خطة انتشاره في الجنوب، كشفت مصادر مطّلعة أن «كل القوة المطلوبة باتت جاهزة في الجنوب وتنتظر انسحاب جيش العدو للدخول إلى المناطق». وأكّدت المصادر أن «الخطة ستُنفذ ضمن مرحلة واحدة وليس ثلاث مراحل كما كانت في السابق ولا يوجد اعتراض على ذلك»، مشيرة إلى أن «وحدات الجيش ستدخل إلى مختلف القطاعات دفعة واحدة، وأن عون سيشرح بالتفصيل الإجراءات أمام الوزراء خلال اجتماعهم في ثكنة بنو بركات في صور غداً السبت».
أما على صعيد التنسيق مع المقاومة، فأكّدت المصادر أن «هناك تنسيقاً وتناغماً بين الجيش وحزب الله، وقد حصل اجتماع أخيراً بين عون ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا ركّز على تنفيذ الترتيبات في الجنوب وفقاً للإجراءات التي وردت في الاتفاق». وترافقت هذه الاجتماعات مع تراجع وتيرة الخروقات التي ينفذها العدو الإسرائيلي على الحدود وفي بعض المناطق الجنوبية، وبعد دخول الجيش إلى بلدة شبعا أمس قامت الجرافات الإسرائيلية، ترافقها دبابات بتجريف الطريق الرابط بين البلدة ومنطقة بركة النقار المحاذية لأراضي مزارع شبعا. ووصل الجيش إلى المدرسة الرسمية جنوبي البلدة ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى موقعه السابق في بركة النقار، بسبب وجود قوة إسرائيلية متمركزة في المنطقة.
وكتبت" النهار": تتّسم الأيام القليلة المقبلة بقدر عالٍ من الأهمية لجهة رصد الإجراءات الأمنية والعسكرية التي يستكملها الجيش اللبناني تباعاً في منطقة الجنوب استعداداً للانتشار الواسع على الخط الحدودي بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من البلدات والقرى الجنوبية التي لا تزال تتمركز فيها. وتجري هذه الإجراءات فيما تبدأ لجنة الرقابة الخماسية للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية عملها اعتباراً من اجتماع تمهيدي تعقده اليوم، الأمر الذي يفترض تحصين تنفيذ الاتفاق والدفع بزخم أكبر نحو استكمال الإجراءات التي التزمها لبنان واسرائيل. ولكن اللافت في هذا السياق، أن لبنان سرعان ما وجد نفسه أمام استحقاق داهم آخر اقترن بالاستحقاق الجنوبي بعدما تسارعت التطورات الجارية في سوريا وسقط مزيد من المدن الكبيرة تحت زحف الفصائل المسلحة والمعارضة وكان أبرزها وآخرها أمس مدينة حماة.

وفرض الحدث السوري واحتمالات اتساع سيطرة الفصائل المسلحة نحو المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان استنفاراً آخرَ للجيش اللبناني، إذ رصدت تعزيزات كبيرة إضافية للوحدات العسكرية على الحدود الشرقية مع سوريا تحسباً لكل الاحتمالات متزامنة مع استمرار تعزيز انتشار الجيش في الجنوب بالتنسيق مع قوات اليونيفيل. وأفادت قيادة الجيش أنها "تتابع مع المراجع المختصة الخروقات المستمرة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي، فيما تستمر الوحدات العسكرية في تنفيذ مهماتها، بما فيها عمليات دهم في مختلف المناطق اللبنانية بحثاً عن مطلوبين، إضافة إلى تعزيز الانتشار على الحدود الشمالية والشرقية تحسبًا لأي طارئ، خصوصاً خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي تتطلب من جميع الفرقاء التعاون من أجل المصلحة اللبنانية".
وعلمت "النهار" أن تعزيزات جديدة وصلت إلى فوج الحدود البري الثاني منذ يوم الأربعاء، بالإضافة إلى جهود تبذلها مديرية المخابرات والوحدات العسكرية المختصة في عمليات الرصد والمراقبة عبر المناطق الحدودية في البقاع الشمالي حيث يرى الجيش من هذه الزاوية أن مسالة الحدود تتعلق بجوهر سيادته الوطنية ولا مكان للتفاوض حولها. وقد تم تنفيذ خطوات ميدانية فعالة منذ يوم الاثنين الماضي مكّنت الجيش من الامساك بزمام الحدود بنسبة تتجاوز 70 في المئة باستثناء المعابر الخاضعة للسيطرة السورية.
وتعوّل مصادر لـ "نداء الوطن" على الاجتماع الأول للجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار والمرجح انعقادها منتصف الأسبوع المقبل لوضع جدول الأعمال لتحديد المهام برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز الذي زار عين التينة وبحث مع الرئيس نبيه بري في معالجة الخروقات وآليات انتشار الجيش ".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی الجنوب

إقرأ أيضاً:

جوبا: مواطنون من دولة الجنوب يقاتلون مع الجيش السوداني لم يذكرهم ياسر العطا

 

قالت المتحدثة باسم وزارة خارجية دولة جنوب السودان، أبوك أيول ماين، في مؤتمر صحفي في جوبا، أمس الثلاثاء، إن وزير خارجية بلادها رمضان محمد عبدالله طلب من مجلس الأمن الدولي الانضمام لإجراء تحقيق في أحداث مدينة ود مدني وسط السودان التي ذبح فيها مواطنين جنوبيين على يد قوات تابعة للجيش السوداني.

جوبا ــ التغيير

و جددت وزارة خارجية جنوب السودان دعوتها لمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي للمشاركة في إجراء تحقيق في فيما أسمتها بمذبحة ود مدني، وقالت “إن وزير الخارجية رمضان محمد عبدالله طلب من مجلس الأمن الدولي الانضمام لإجراء تحقيق في المذبحة المأساوية التي تعرض لها مواطنونا الأبرياء في ولاية الجزيرة، لضمان الشفافية والنتائج السريعة”.

وعقب سيطرة الجيش على ود مدني في 11 يناير، قتل 29 شخصا من جنوب السودان، وتسبب ذلك في أعمال عنف واسعة في جنوب السودان أدت مقتل 16 سودانيا.

وكانت وزارة الخارجية في جنوب السودان أبلغت سفير السودان في جوبا عن استيائها إزاء البطء في التحقيق بشأن مقتل مواطنين من جنوب السودان في الجزيرة.

وقالت المتحدثة باسم خارجية جنوب السودان إن الطلب لم يكن يهدف إلى تدخل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في السودان، و أعربت عن استغرابها لردة فعل وزارة الخارجية السودانية والبيان الصادر في هذا الخصوص.

و أضافت “أصدرت وزارة خارجية جمهورية السودان بيانًا مفاجئًا في 23 يناير 2025، رددت فيه تصريحات الجنرال ياسر العطا، وعارضت بيان جنوب السودان في المناقشة المفتوحة الأخيرة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول مكافحة الإرهاب بقيادة أفريقية وتركز على التنمية في نيويورك. وقالت إن جنوب السودان يرفض الاتهامات باعتبارها لا أساس لها من الصحة”.

و أستنكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان تصريحات نائب رئيس الجيش السوداني ياسر العطا التي قال فيها إن 65 في المائة من مقاتلي الدعم السريع من جنوب السودان.

وقالت : “في 20 يناير 2025، بثت وسائل الإعلام لقطات فيديو للجنرال ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وهو يخاطب القوات من مكان غير معلوم. وخلال هذا الخطاب، ادعى أن مواطني جنوب السودان يشكلون 65٪ من قوة قوات الدعم السريع. كما أرسل الجنرال العطا رسائل مختلطة، معربًا عن ثقته في الرئيس سلفا كير وقيادة جنوب السودان بينما اتهم جنوب السودان في الوقت نفسه بعدم القيام بأي شيء لمنع مواطني جنوب السودان من الانضمام إلى قوات الدعم السريع” .
و أضافت “على الرغم من اعتراف الجنرال العطا بأن العديد من الذين انضموا إلى قوات الدعم السريع كانوا من عناصر المعارضة، وخص بالذكر المجموعة التي يقودها الجنرال ستيفن بوي، والتي لا تسيطر عليها حكومة جنوب السودان، إلا أنهم أدانوا تأكيده بأن مواطني جنوب السودان يشكلون 65 في المائة من قوات الدعم السريع””

ونبهت المتحدثة باسم خارجية جنوب السودان إلى أن الجيش السوداني لديه تقليد في تسليح الميليشيات الجنوب سودانية، وأشارت إلى أن القوات المسلحة السودانية لديها إدارة خاصة تسمى إدارة القوات الشعبية والوطنية المكلفة بتجنيد مواطني جنوب السودان.

واتهمت الاستخبارات العسكرية السودانية باستخدام عناصر الميليشيات من جنوب السودان، وقالت “وفقًا لسجلاتنا الموثوقة، أرسلت الحكومة السودانية مجموعتين من مواطني جنوب السودان إلى اليمن: المجموعة التي قادها الجنرال الراحل بيتر جاديت ياك والجنرال توماس ثيل أواك”.

و أضفت: “في ظل هذه الظروف، وجدت عناصر الميليشيات المدعومة من الخرطوم نفسها متورطة في الحرب السودانية”.

وقالت المتحدث باسم الوزارة إن ادعاء السودان بأن مواطني جنوب السودان يشكلون 65 في المائة من قوات الدعم السريع مبالغ فيه تماما.

وتابعت “في الواقع، لا تزال العديد من الجماعات الجنوب سودانية المذكورة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة السودانية. على سبيل المثال، يعمل اللواء توماس ثيل أواك المعروف أيضًا باسم التوم علي زين من مقاطعة تويك في ولاية واراب في وحدة الاستخبارات العسكرية السودانية، إلى جانب الجنرال جعفر ضو البيت من أبيي، والفريق إبراهيم الماظ دينق. نتساءل لماذا لم يذكرهم الجنرال عطا”.

 

الوسومأبوك أيول ماين الميليشيات زارة خارجية دولة جنوب السودان ياسر العطا

مقالات مشابهة

  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • تفجير قوي في الجنوب.. هذا ما فعله العدو
  • جوبا: مواطنون من دولة الجنوب يقاتلون مع الجيش السوداني لم يذكرهم ياسر العطا
  • "اليونيفيل": ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان لضمان استقرار المنطقة
  • تنبيه هواة الرحلات والباحثين عن نبات الفقع بعدم الاقتراب من المناطق الحدودية
  • حرس الحدود يهيب بهواة الرحلات البرية والباحثين عن نبات (الفقع) عدم الاقتراب من المناطق الحدودية
  • بري خلال استقباله رئيس وزراء قطر: إسرائيل تتبع سياسة التدمير الممنهج للقرى الحدودية
  • إسرائيل تختطف مواطنًا لبنانيًا في الجنوب
  • على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟
  • مخاطر غير محسوبة جراء تأخير ولادة الحكومة