على الرغم من ظهور معظم الطيور وكأنها كائنات لطيفة مسالمة، إلا أنه هناك نماذج منها تحمل خصائص أخرى ولعل أبرزها طائر أبو منجل المعروف بمظهره الفريد من نوعه، حيث يأتي منقاره الكبير على شكل حذاء ويتميز بقوته الكبيرة وكفاءته العالية في اصطياد الفرائس.

معلومات عن طائر أبو منجل العملاق

بخلاف الفصائل الأخرى لهذا الطائر التي تتميز بصغر حجمها، يمكن أن يصل طول طائر أبو منجل العملاق من فصيلته «Balaenicipitidae» إلى خمس أقدام ما يعادل نحو متر ونصف، وهو قد يعادل حجم بشر بالغ، مع جناحين كبيرين يزيدان من شكله ويمنحاه قوة كبيرة، كما أن ريشه الرمادي وعيناه الحادتان الثاقبتان يمنحانه مظهرًا فريدًا من نوعه، ومع ذلك يكمن وراء المظهر الخارجي المذهل للطائر قصة بقاء ودعوة إلى العمل من أجل حمايته.

والموطن الأصلي لطائر أبو منجل العملاق في الأراضي الرطبة بشرق أفريقيا الاستوائية بحسب موقع «earth» العالمي.

نمط حياة طائر أبو منجل

طائر أبو منجل أقرب إلى البجع منه إلى اللقالق، ويعد هو النوع الوحيد في فصيلته «Balaenicipitidae»، وينتمي إلى رتبة «Pelecaniformes» إذ يعود عمره إلى ملايين السنين.

تصدر هذه الفصيلة من الطائر أبو منقار صوتًا يشبه صوت إطلاق النار من مدفع رشاش، وهو سلوك يُعرف باسم قعقعة المنقار، وعادةً ما يُطلقه أثناء عمليات بناء أعشاشه أو القيام بالتفاعلات مع طيور أبو منقار الأخرى الأصغر حجمًا. 

ورغم أن هذه الطيور تبدو مهيبة، فإن سلوكياتها واستراتيجياتها في الصيد تكشف عن مزيج مثير للاهتمام من الدقة والمثابرة، فهي مخلوقات منعزلة للغاية، ونادرًا ما نراها في مجموعات، وهي مهددة بالانقراض بصورة كبيرة بسبب الأنشطة البشرية المتمثلة في عمليات صيدها الجائر مما يجعلها أولوية للحفاظ عليها.

فرائس طائر أبو منجل الضخم

هذه الفصيلة من طائر أبو منجل مفترسة متخصصة للغاية، ولا يأكل أي شيء يجده في الماء، إذ يتكون النظام الغذائي له في المقام الأول من الفرائس المائية الكبيرة، وخاصة سمك الرئة وسمك السلور والبلطي، كما يتناول أيضًا الضفادع، والثعابين، والتماسيح الصغيرة، وحتى السلاحف الصغيرة إذا سنحت الفرصة له.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أبو منجل طائر مهدد بالإنقراض

إقرأ أيضاً:

هل تغيير سلوك البشر أمراً ممكناً؟

قبل عدة أيام كنت في نقاش سريع مع أحد أعضاء العائلة الكريمة حول “تأثير المناطق الملاصقة بشركة أرامكو وعملياتها على سلوك منسوبيها وعائلاتهم”.

فبعد 95 سنه من تأسيسها وبالتحديد عام 1930، اكتسبت المناطق القريبة من عمليتها الكثير من الخصائص الإيجابية على سبيل المثال وليس الحصر، محبة القراءة والدقة بالتوقيت وطريقة التحدث العلمي واللباس العملي وسياقة المركبات بشكل مثالي واستراتيجيات التفكير بحلول بديلة للمشاكل والكثير الكثير من الإيجابيات التي ساهمت في بناء التنمية.

فمنذ تأسيسها، ساهمت بتغيير سلوك أكثر من 60,000 من منسوبيها بالإضافة إلى الأعداد الهائلة من عائلتهم في ذاك الوقت. فتخيل معي منشأه واحدة قامت بتغيير عدد كبير من سكان المملكة العربية السعودية من تطور وفتح آفاق فكرية جديدة. قد يتفق معي الكثير، فنحن والعالم بأسره يعيش ويتجهز حالياً لحقبة وسلوك مختلف لما بعد عصر الذهب الأسود.

وللتوضيح أكثر دعونا نأخذ التجربة السنغافورية على سبيل المثال: تعاونت الحكومة مع فريق مسؤول عما يعرف بـ “الرؤى السلوكية” للمواطنين، الذي يطلق على أفراده اسم “وحدة التحفيز”، المعنية بتطبيق “نظرية التحفيز” على السياسات الحكومية، وهي النظرية التي فاز عنها ريتشارد ثالر بجائزة نوبل.

وتقوم هذه النظرية على فكرة مفادها أن الناس يمكن توجيههم لاتخاذ قرارات أفضل من خلال سياسات بسيطة وغير ملحوظة، دون مصادرة حريتهم في الاختيار. وتولى مهمة النهوض بسنغافورة رئيس الوزراء الراحل لي كوان يو. إذ أدرك كوان يو أن سنغافورة لن تزدهر إلا بتغيير شامل.

وذكر في حوار مع جريدة “نيويورك تايمز”: “نحن نعلم أننا لو سرنا على نهج الدول المجاورة سنموت، فنحن لا نملك شيئا بالمقارنة مع ما يمتلكونه من موارد. ولهذا، ركزنا على إنتاج شيء مميز وأفضل مما لديهم، وهو القضاء تماما على الفساد، واختيار الكفاءة أصحاب المناصب والنفوذ بناء على الجدارة والاستحقاق. ونجحنا”.

ولكن سنغافورة ليست الدولة الوحيدة التي تحفز الشعب على اتخاذ القرارات الأنسب، فقد حاولت أيضا ما يزيد على 150 حكومة حول العالم اتخاذ إجراءات وسياسات تدخلية لتوجيه سلوكيات شعوبها في وجهة معينة.

إذ استطاع مركز طبي في قطر، على سبيل المثال، أن يزيد نسبه المشاركة في المسح الشامل لمرض السكري بإجراء فحوصات السكري للناس خلال شهر رمضان، لأن الناس صائمون على أي حال، وبهذا لن يضطروا للامتناع عن الأكل قبل تحليل الدم. وكان هذا القرار ملائما وفي الوقت المناسب، وهما ركنان رئيسيان في السياسة التدخلية الناجحة لتوجيه سلوكيات الناس.

وجربت بعض المدن في أيسلندا والهند والصين رسم خطوط ثلاثية الأبعاد لعبور المشاة، يخيل لك أنها تطفو فوق الأرض، لتحث قائدي المركبات على تخفيف السرعة.

وفي المملكة المتحدة، يتلقى الناس خطابات لتشجيعهم على دفع ضرائبهم، يُذكر فيها أن أغلب دافعي الضرائب يلتزمون بدفعها في موعد استحقاقها، وحققت هذه الخطابات نتائج إيجابية، لأنها استخدمت العادات الاجتماعية كوسيلة لترغيب الناس في الاقتداء بالآخرين.

وقد تُصادف في سنغافورة بعض الإشارات البسيطة التي يراد بها التأثير على سلوكيات الناس وقراراتهم. إذ توضع مثلا سلال النفايات بعيدا عن محطات الحافلات لفصل المدخنين عن سائر الركاب. وتكشف لك إيصالات الكهرباء والغاز استهلاكك للطاقة مقارنة باستهلاك جيرانك.

كما وضعت الأجهزة والمعدات الرياضية بالقرب من مداخل ومخارج المساكن الحكومية لتذكير الناس بممارسة الرياضة باستمرار.

وتنتشر على رصيف محطة القطار أسهم خضراء وحمراء لتيسير نزول الركاب من القطار. وإذا اخترت التنقل بالقطار خارج أوقات الذروة، أي قبل السابعة صباحا، سيقل ثمن التذكرة.

ووضعت الحكومة في مقدمة أولوياتها تشجيع الناس على اختيار البدائل الغذائية الصحية، لا سيما بعد أن أشار استطلاع قومي للرأي أن ستة من بين كل عشرة سنغافوريين يأكلون في المطاعم أربع مرات على الأقل أسبوعيا.

وفي هذا الإطار، وضعت الحكومة برنامج لحث الشركات العاملة في مجال الأغذية والمشروبات على تقديم بدائل صحية، فضلا عن أن بعض الأماكن توفر البدائل الصحية بسعر أقل من الأطعمة الشعبية التقليدية.

وبعد النجاح المبهر الذي حققه البرنامج القومي لـ “عدد الخطوات”، الذي يحث الناس على ممارسة التمرينات الرياضية من خلال تطبيق مجاني لتتبع خطوات وحركة المستخدمين، في مقابل جوائز مادية وعينية، سُجل اسم البرنامج كعلامة تجارية.

وماذا عن مستقبل السياسات الداخلية في سنغافورة؟ يرى فريق “إنوفيشن لاب”، لدى إدارة الخدمات الحكومية الذي يصمم سياسات وخدمات عامة تناسب متطلبات المواطنين والجهات المعنية في سنغافورة، أن المستقبل للحكومة الرقمية.

ويقول المتحدث باسم الفريق إن المواطنين يتوقعون أن يلحق قطاع الخدمات الحكومية بالقطاع الخاص، أو يتفوق عليه، إذا طبق السياسات الرقمية. إذ تُستخدم في القطاع الخاص بالفعل أجهزة روبوت الدردشة والتواصل بتقنيات الواقع الافتراضي أو المعزز.

وعندما عاودت النظر إلى هذه المدينة الكبيرة المزدحمة، أنستني أضواؤها البراقة، ومبانيها الشاهقة المكونة من 30 طابقا، أن كل هذه المباني وربما أيضا هذه الأرض، في بعض المناطق، لم تكن شيئا قبل 50 عاما فقط.

وبالرغم من أن البعض قد لا يحبذ هذا الشكل من أشكال التعاقد الاجتماعي الوثيق بين الدولة والمواطن، فإن أحدا لا يُنكر أن سنغافورة خططت بحكمة لمستقبلها. واستطاع هذا البلد الصغير أن يصنع نهضته بنفسه من خلال توجيه سلوكيات الناس وتصميم البدائل بحذر لحثهم على اختيار ما يناسب مصلحتهم.

مقالات مشابهة

  • كيف تؤثر سياسات ترامب التجارية على العملاق الكوري سامسونج؟
  • مبعوث ترامب لشؤون الأسرى يصف اللقاء مع “حماس” بالمفيد للغاية
  • العثور على أكثر من 20 طائرًا نافقا بأحد شواطئ ولاية مين الأمريكية
  • ترامب: مجلسا النواب والشيوخ وضعا مشروع قانون للتمويل جيدا للغاية
  • هل تغيير سلوك البشر أمراً ممكناً؟
  • محمد صلاح عن أرني سلوت: ذكي للغاية ومختلف عن يورجن كلوب
  • طائر يعلم طفل الطيران
  • شلقم: الحرب لا تغيب عن دنيا البشر إلا لتعود بعنف وأسلحة تفوق سابقاتها
  • مقرر أممي: الموقف الراهن في غزة صعب للغاية جراء صعوبة إدخال المساعدات إلى القطاع
  • اكتشاف جمبري الكهوف الأعمى المهدد بالانقراض في بنغازي بعد قرن من اختفائه