حكم صلاة الجمعة في مكان يفرض رسوما للدخول فيه
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
صلاة الجمعة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن أداء صلاة الجمعة في مسجد يفرض رسوم على الأشخاص لأداء صلاة الجمعة فيه جائز شرعًا، وذلك لعدم منع أحد ممن بداخل المعرض من الدخول فيه لأدائها.
صلاة الجمعةوأوضحت الإفتاء أن من شروط صحة الجمعة عند الحنفية أن يقيمها السلطان أو من يأمره بإقامتها؛ لأنها لا تقام إلا بجمع عظيم، وقد تقع المنازعة بل المقاتلة بين الناس من أجل التقدم لإقامتها؛ لأنه يعد شرفًا ورفعةً، فيتسارع إليه كل من مالت همته إلى الرياسة، .
وذهب الأئمة الثلاثة إلى عدم اشتراطه؛ كما نقله ابن قدامة في "المغني"، ولما كان اشتراط إقامتها بالسلطان أو نائبه إنما هو للتحرز عن تفويتها، وهذا لا يحصل إلا بالإذن العام
قال العلامة ابن عابدين -في حاشيته "رد المحتار" (2/ 152)-: [وينبغي أن يكون محل النزاع ما إذا كانت لا تقام إلا في محل واحد، أما لو تعددت فلا؛ لأنه لا يتحقق التفويت كما أفاده التعليل] اهـ. وهو -أي التعليل- قوله: [لأن اشتراط السلطان.. إلخ. وهذا الشرط لم يشترطه الأئمة الثلاثة، ولم يذكر في كتب ظاهر الرواية عند الحنفية، وإنما ذكر في كثير من معتبرات كتبهم كـ"الكنز" و"الوقاية" و"الملتقى"، وعلله في "البدائع" بأن الله تعالى شرع النداء لصلاة الجمعة بقوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾ [الجمعة: 9]، والنداء للاشتهار وكذا تسمى جمعة؛ لاجتماع الجماعات فيها، فاقتضى أن تكون الجماعات كلها مأذونين بالحضور؛ تحقيقا لمعنى الاسم] اهـ ملخصًا من "رد المحتار" (2/ 151).
العدد المجزئ لصحة صلاة الجمعة داخل المسجد
قالت دار الإفتاء المصرية أنَّ صلاة الجمعة في مذهب الحنفية تصحُّ في رأي أبي حنيفة رضي الله عنه بأربعة أشخاص غير الإمام، وتصحّ في رأي صاحبيه أبي يوسف ومحمد بثلاثة أشخاص غير الإمام.
وطبقًا لمذهب الحنفية فإن صلاة الجمعة تصح في المسجد بوجود خمسة أشخاص فقط، ولا بأس بالأخذ بمذهب الحنفية في هذا الصدد شرعًا.
فضل التبكير لحضور صلاة الجمعة
قالت دار الإفتاء المصرية إن صلاة الجمعة فريضةٌ عظيمةٌ، أَمَرَ الله سبحانه عباده بتقديم السَّعيِ والحضورِ إليها على كلِّ عملٍ؛ فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9].
الإفتاء: حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبكير لصلاة الجمعة وحذرنا من التأخير عليها
وأضافت الإفتاء أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حثنا على التَّبكير إليها، لننال عظيمَ الأجر في الآخرة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفقٌ عليه.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أوسِ بن أوسٍ رضي الله عنه.
كما أكدت الإفتاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذَّر مِن تأخيرِ الحضور إلى الجمعة وكذا مِن التَّخلُّفِ عنها بغير عذرٍ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»، إلى أنْ قال: «فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ، وَاللهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ.. الحديث» أخرجه الإمامان: الدارقطني والبيهقي في "السنن".
وعن أَبي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» أخرجه الأئمة: أبو داود والدارمي في "السنن"، وابن خزيمة وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاة الجمعة أداء صلاة الجمعة رسوم صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله صلى الله علیه صلاة الجمعة فی رضی الله عنه ال ج م ع ة ى الله ع ف ی الس
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: لا حياء في الدين مقولة خاطئة والصحيح لا حرج في الدين
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه في بداية عام جديد ، نسعى لتأسيس منهج للأخلاق التي بُعِثَ بها سيدنا رسول الله ﷺ ، عسى أن يوفقنا الله للتخلق بأخلاقه الشريفة الرفيعة، فنفوز بخيري الدنيا والآخرة. هيا بنا نستمع إلى وصاياه ﷺ حول الأخلاق، ونعمل على تطبيقها في حياتنا، بدءًا بأنفسنا، ثم بمن يلينا، ومن نعول، امتثالًا لقوله ﷺ: «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول»، حتى نصبح قدوة حسنة، كما كان ﷺ قدوة للعالمين.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان من بين هذه الأخلاق، أخلاق أساسية اشترك فيها العالم في الدعوة إليها، حتى بدايات هذا العصر النكد، الذي خلقنا الله فيه، حيث أصبحت وكأنها مَنْقَصَة، لذا، علينا التمسك بها. يقول رسول الله ﷺ «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت». فالحياء كان وما زال أحد أخلاق الأنبياء. وإذا غاب الحياء عن الفرد أو المجتمع، فقدوا ضابطهم الأخلاقي. تخيل شخصًا أو جماعة يفعلون ما يشاؤون دون رادع؛ النتيجة كارثية، كتلك السيارة التي تسير بلا قائد، فتحطم نفسها وكل ما حولها. الحياء هو الضابط الذي يجعل الإنسان عابدًا لربه، معمّرًا لكونه، مزكيًا لنفسه.
جاء أحدهم إلى رسول الله ﷺ يلوم أخاه على شدة حيائه فقال له رسول الله ﷺ : « دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ ».كل أنواع الحياء خير، وليس هناك في نفي الحياء خير، بل الشر كل الشر في نفي الحياء.
وقال النبي ﷺ عن حياء عثمان بن عفان رضي الله عنه: «ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة». فقد بلغ عثمان رضي الله عنه أعلى درجات الحياء، فكان حييًّا مع الله، ومع نفسه، ومع الناس. حياؤه كان حاضرًا حتى في خلواته، فما بالك بجلواته. هذا الولي التقي كان يستحيي من الله في سره وعلنه، حتى استحت منه الملائكة.
عندما جاء سيدنا جبريل عليه السلام إلى سيدنا النبي ﷺ في بدء الوحي، قصّ النبي ﷺ على السيدة خديجة ما يحدث، وقال إنه لا يعرف هل هو ملك أم شيء آخر. فقالت: إذا أتاك فأخبرني، فأتاه، فخلعت السيدة خديجة ما على رأسها من خمار، فذهب ، فلما أعادت ارتداءه ، عاد، فعرفت أنه مَلَك؛ فقالت: ما هذا بشيطان، هذا ملك من الرحمن. لأن الشياطين لا تعرف الحياء، بينما الحياء من صفات الملائكة. معيار واضح وحاد وصريح.
سيدنا النبي ﷺ وضح أن أصل الحياء هو الحياء من الله. لذا، درب نفسك على استحضار مراقبة الله في كل وقت. وهناك عَلَاقة بين الحياء وبين الذكر، {اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} ؛ فالذكر يعين على غرس الحياء من الله في القلب، ليظهر أثره في الوجه والسلوك بين الناس.
شاعت بين الناس عبارة:"لا حياء في الدين". وهي مقولة غير صحيحة. الصحيح هو: "لا حرج في الدين". فقد أباح الدين السؤال والتعلم حتى في الأمور التي قد تكون حساسة، مع مراعاة الأدب والحياء.وأن نكتفي بالإجمال دون التفصيل.
الحياء هو المفتاح السحري للأخلاق. إذا التزم الإنسان بالحياء، فتحت أمامه أبواب الخير، وأصبح مستحقًا لبقية أخلاق الإسلام.