تناول تقرير في مجلة "ناشونال إنترست"، أزمة أوبك+ في التعامل مع تقلبات أسعار النفط والضغوط الناتجة عن زيادة الإنتاج، خصوصًا من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن إستراتيجية أوبك+ لرفع الأسعار فشلت بسبب نمو العرض، ما دفع السعودية للاعتراف بضرورة العودة لاستعادة حصتها السوقية.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن وزراء الطاقة في أوبك+ يخوضون جولة أخرى من اللوم والتردد، بعد أن قاموا بتأجيل اجتماعهم لمنحهم مزيدًا من الوقت للمناقشة.

ومع ذلك، فإن أي اتفاق سيصلون إليه في النهاية لن يغير موقفهم الأساسي؛ فمحاولتهم لتحقيق أسعار مرتفعة بشكل مستدام قد فشلت بسبب نمو الإمدادات المنافسة، وخاصة من الولايات المتحدة.

واعترف المسؤولين السعوديين، مؤخرًا بأن منتجي أوبك+ سيحتاجون للعودة إلى إستراتيجية استعادة حصة السوق على الرغم من احتياجات المملكة المالية.



وشككت المجلة في قدرة أوبك+ على دعم الأسعار لفترة طويلة، نظرًا للطبيعة قصيرة الدورة لإنتاج النفط الصخري الأمريكي. ويمكن أن تكون فعالة في تعويض فترات الضعف في الطلب، مثلما حدث خلال جائحة كوفيد-19 والركود المصاحب لها في سنة 2020. ومع ذلك، اتسمت الدورتان السابقتان بالانضباط في الإنتاج ما أدى إلى تراجع الأسعار بسبب نمو العرض الذي فاق تعافي الطلب.

وأوضحت المجلة الدورة التي بدأت مع إعلان خفض الإنتاج في "اتفاقية فيينا" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وكانت قد بدأت في التراجع قبل جائحة كوفيد 19 في 2020. ونجحت التخفيضات في تصريف المخزونات، ولكن سعر خام برنت تراجع إلى متوسط 64 دولارًا للبرميل في سنة 2019.

وعقب حرب أسعار سعودية- روسية قصيرة في الأيام الأولى للجائحة، نجح تحالف أوبك+ مجددًا في تصريف الفائض في المخزونات بسرعة، مما دفع سعر برنت إلى أكثر من 100 دولار للبرميل لبضعة أشهر في النصف الأول من سنة 2022 قبل أن يتراجع الارتفاع. وفي كلا الدورتين، استجاب الإنتاج من خارج أوبك بلس للطفرة في الأسعار، مما أدى في النهاية إلى تهدئة السوق بينما كانت أوبك+ تصارع من أجل إلغاء التخفيضات.

وأوضحت المجلة أن إمكانات إنتاج النفط الصخري الأمريكي ليست غير محدودة. وكان الأمل الكاذب للمضاربين على ارتفاع النفط في كلتا هاتين الدورتين هو أن نمو الطلب سيعود بقوة كافية لامتصاص ليس فقط الإنتاج الأمريكي المرتفع ولكن أيضًا إنتاج أوبك+، مما يعيد البراميل إلى السوق. وهذا لم يحدث، على الرغم من أن اقتصاد الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي شهدا نموًا قويًا بشكل معقول في الناتج المحلي الإجمالي في سنة 2024.

ويرجع ذلك جزئيا وفق التقرير إلى التباطؤ الاقتصادي في الصين، ولكنه يرجع أيضًا إلى ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية. ويعتقد بعض المحللين أن سوق النفط الصينية قد تصل قريبًا إلى "ذروة الطلب على النفط".

وأفادت بأن هذا لا يعني ذروة الطلب على مستوى العالم، نظرًا للنمو الأقوى في الهند والاقتصادات الناشئة الأخرى. ومع ذلك، فهذا يعني أن النمو بطيء بما فيه الكفاية ليجعل من الصعب على منظمة أوبك وحلفائها إلغاء تخفيضات الإنتاج دون أن تتجه الأسعار إلى مستوى يخنق الإنتاج الأمريكي.

واعتبرت المجلة أن هذا أمر مزعج بشكل مضاعف بالنسبة للسعودية، التي اتخذت ما اعتبره البعض خطوة جريئة في تموز/ يوليو 2023 بخفض إنتاجها بمقدار مليون برميل إضافي يوميًا بما يتجاوز حصتها. وكان تأثيره على الأسعار قصير الأجل، لكنه ساعد على زيادة معدل نمو الإنتاج الأمريكي في سنة 2024.

كما أنه يمثل مشكلة بالنسبة لإلغاء التخفيضات، حيث أن السعودية تريد بطبيعة الحال إلغاء خفضها الأحادي الجانب قبل رفع الحصص للآخرين.

وفي الوقت نفسه، بدأت التوترات في المنظمة تصبح واضحة. فقد نجحت الإمارات، التي اكتملت طاقتها الإنتاجية الجديدة مع بدء هذه الجولة من التخفيضات، في الضغط على السعودية لمنحها زيادة في حصتها مقارنةً بالآخرين في اجتماع أوبك+ في حزيران/ يونيو 2024، على أن يتم ذلك على مراحل خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025.

وجاء ذلك في الوقت الذي يبدو أن الإمارات كانت تغش بالفعل، استنادًا إلى بيانات الشحن. كما أن كازاخستان، وهي ليست عضوًا رسميا في أوبك، كانت تنتج أيضًا أعلى بكثير من حصتها، حيث دخلت طاقة إنتاجية جديدة في حقل تنجيز في بحر قزوين. وقد تم إجبار العراق على تقديم وعود بإجراء "تخفيضات تعويضية" لتعويض الإنتاج الزائد في الآونة الأخيرة.



وتساءلت المجلة عما إذا كانت أوبك+ ستختار الشعور بألم انخفاض الأسعار الآن أو تأجيل عملية التخفيض مرة أخرى على أمل حدوث طفرة في نمو الطلب. بالنسبة للسعودية، فإن البقاء على هذا الخفض الكبير الأحادي الجانب دون طاقتها الإنتاجية إلى أجل غير مسمى ليس خيارا لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات.

وتابعت، فقد كانوا يأملون في السابق في أن تكون "آخر صيحة" في سوق النفط خلال العقد الأخير من القرن الحالي. وقد استند هذا التقييم إلى ضعف الاستثمار من قبل المستهلكين الأجانب ونمو الطلب القوي الذي من شأنه أن يمول برنامج رؤية 2030 للتنويع الاقتصادي الذي وضعته وزارة البترول والثروة المعدنية. ومع ذلك، يبدو هذا المشروع الآن محدودًا بشكل متزايد بسبب التقشف.

وتبدو الأمور مختلفة تمامًا بالنسبة لروسيا، حيث قد تؤدي الحاجة إلى إيرادات على المدى القريب لتمويل حربها في أوكرانيا إلى جعل المفاضلة بين المدى القصير والطويل تبدو مختلفة تماما، وفق الصحيفة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية أوبك السعودية السعودية أوبك سوق الطاقة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ومع ذلک فی سنة

إقرأ أيضاً:

أسعار الصرف في اليمن: تفاوت ملحوظ بين صنعاء وعدن

شمسان بوست / خاص :

تستمر أسعار الصرف في اليمن بالتفاوت ملحوظ حيث يظهر اختلاف ملحوظ في قيم العملات الأجنبية بين عدن، وصنعاء.

في عدن:

الدولار الأمريكي يتراوح بين 2333 و 2319 ريال يمني.

الريال السعودي يتراوح بين 610 و 608 ريال يمني.





أما في صنعاء:

الدولار الأمريكي يتراوح بين 522 و 524 ريال يمني.

الريال السعودي يتراوح بين 138.5 و 139 ريال يمني.

اليورو يتراوح بين 642.06 و 646.5 ريال يمني.


تستمر هذه التغيرات في أسعار الصرف لتعكس الوضع الاقتصادي ، مما يؤثر على السوق المحلية وحركة التجارة.

مقالات مشابهة

  • موسكو تحتضن حوارا عالميا لاستشراف مستقبل الاستثمار في التكنولوجيا كقاطرة للنمو الاقتصادي
  • نوفاك: قرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج قرار مستقل وجاهزون للتدخل في سوق النفط عند الحاجة
  • نمو اقتصاد منطقة اليورو يتجاوز التقديرات في 2024
  • الفيتوري: يجب تنويع الاقتصاد الليبي وعدم قصره على النفط
  • أسعار الصرف في اليمن: تفاوت ملحوظ بين صنعاء وعدن
  • موسكو: قرار «أوبك+» مستقل وجاهزون للتدخل في سوق النفط عند الحاجة
  • السعودية تخفض سعر النفط إلى آسيا لأول مرة منذ 3 أشهر
  • النفط يتجه لأكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر بسبب الرسوم الجمركية
  • همومة: النفط أصبح غير قادر على تغطية النفقات العامة للدولة المتمثلة في المرتبات والميزانية التسييرية
  • مخاوف نمو الطلب الناتجة من سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية تقود أسعار النفط لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر الماضي