أوبك+ في مأزق: هل تتحمل الأسعار المنخفضة أم تستمر في سياسة خفض الإنتاج؟
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
تناول تقرير في مجلة "ناشونال إنترست"، أزمة أوبك+ في التعامل مع تقلبات أسعار النفط والضغوط الناتجة عن زيادة الإنتاج، خصوصًا من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن إستراتيجية أوبك+ لرفع الأسعار فشلت بسبب نمو العرض، ما دفع السعودية للاعتراف بضرورة العودة لاستعادة حصتها السوقية.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن وزراء الطاقة في أوبك+ يخوضون جولة أخرى من اللوم والتردد، بعد أن قاموا بتأجيل اجتماعهم لمنحهم مزيدًا من الوقت للمناقشة.
واعترف المسؤولين السعوديين، مؤخرًا بأن منتجي أوبك+ سيحتاجون للعودة إلى إستراتيجية استعادة حصة السوق على الرغم من احتياجات المملكة المالية.
وشككت المجلة في قدرة أوبك+ على دعم الأسعار لفترة طويلة، نظرًا للطبيعة قصيرة الدورة لإنتاج النفط الصخري الأمريكي. ويمكن أن تكون فعالة في تعويض فترات الضعف في الطلب، مثلما حدث خلال جائحة كوفيد-19 والركود المصاحب لها في سنة 2020. ومع ذلك، اتسمت الدورتان السابقتان بالانضباط في الإنتاج ما أدى إلى تراجع الأسعار بسبب نمو العرض الذي فاق تعافي الطلب.
وأوضحت المجلة الدورة التي بدأت مع إعلان خفض الإنتاج في "اتفاقية فيينا" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وكانت قد بدأت في التراجع قبل جائحة كوفيد 19 في 2020. ونجحت التخفيضات في تصريف المخزونات، ولكن سعر خام برنت تراجع إلى متوسط 64 دولارًا للبرميل في سنة 2019.
وعقب حرب أسعار سعودية- روسية قصيرة في الأيام الأولى للجائحة، نجح تحالف أوبك+ مجددًا في تصريف الفائض في المخزونات بسرعة، مما دفع سعر برنت إلى أكثر من 100 دولار للبرميل لبضعة أشهر في النصف الأول من سنة 2022 قبل أن يتراجع الارتفاع. وفي كلا الدورتين، استجاب الإنتاج من خارج أوبك بلس للطفرة في الأسعار، مما أدى في النهاية إلى تهدئة السوق بينما كانت أوبك+ تصارع من أجل إلغاء التخفيضات.
وأوضحت المجلة أن إمكانات إنتاج النفط الصخري الأمريكي ليست غير محدودة. وكان الأمل الكاذب للمضاربين على ارتفاع النفط في كلتا هاتين الدورتين هو أن نمو الطلب سيعود بقوة كافية لامتصاص ليس فقط الإنتاج الأمريكي المرتفع ولكن أيضًا إنتاج أوبك+، مما يعيد البراميل إلى السوق. وهذا لم يحدث، على الرغم من أن اقتصاد الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي شهدا نموًا قويًا بشكل معقول في الناتج المحلي الإجمالي في سنة 2024.
ويرجع ذلك جزئيا وفق التقرير إلى التباطؤ الاقتصادي في الصين، ولكنه يرجع أيضًا إلى ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية. ويعتقد بعض المحللين أن سوق النفط الصينية قد تصل قريبًا إلى "ذروة الطلب على النفط".
وأفادت بأن هذا لا يعني ذروة الطلب على مستوى العالم، نظرًا للنمو الأقوى في الهند والاقتصادات الناشئة الأخرى. ومع ذلك، فهذا يعني أن النمو بطيء بما فيه الكفاية ليجعل من الصعب على منظمة أوبك وحلفائها إلغاء تخفيضات الإنتاج دون أن تتجه الأسعار إلى مستوى يخنق الإنتاج الأمريكي.
واعتبرت المجلة أن هذا أمر مزعج بشكل مضاعف بالنسبة للسعودية، التي اتخذت ما اعتبره البعض خطوة جريئة في تموز/ يوليو 2023 بخفض إنتاجها بمقدار مليون برميل إضافي يوميًا بما يتجاوز حصتها. وكان تأثيره على الأسعار قصير الأجل، لكنه ساعد على زيادة معدل نمو الإنتاج الأمريكي في سنة 2024.
كما أنه يمثل مشكلة بالنسبة لإلغاء التخفيضات، حيث أن السعودية تريد بطبيعة الحال إلغاء خفضها الأحادي الجانب قبل رفع الحصص للآخرين.
وفي الوقت نفسه، بدأت التوترات في المنظمة تصبح واضحة. فقد نجحت الإمارات، التي اكتملت طاقتها الإنتاجية الجديدة مع بدء هذه الجولة من التخفيضات، في الضغط على السعودية لمنحها زيادة في حصتها مقارنةً بالآخرين في اجتماع أوبك+ في حزيران/ يونيو 2024، على أن يتم ذلك على مراحل خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025.
وجاء ذلك في الوقت الذي يبدو أن الإمارات كانت تغش بالفعل، استنادًا إلى بيانات الشحن. كما أن كازاخستان، وهي ليست عضوًا رسميا في أوبك، كانت تنتج أيضًا أعلى بكثير من حصتها، حيث دخلت طاقة إنتاجية جديدة في حقل تنجيز في بحر قزوين. وقد تم إجبار العراق على تقديم وعود بإجراء "تخفيضات تعويضية" لتعويض الإنتاج الزائد في الآونة الأخيرة.
وتساءلت المجلة عما إذا كانت أوبك+ ستختار الشعور بألم انخفاض الأسعار الآن أو تأجيل عملية التخفيض مرة أخرى على أمل حدوث طفرة في نمو الطلب. بالنسبة للسعودية، فإن البقاء على هذا الخفض الكبير الأحادي الجانب دون طاقتها الإنتاجية إلى أجل غير مسمى ليس خيارا لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات.
وتابعت، فقد كانوا يأملون في السابق في أن تكون "آخر صيحة" في سوق النفط خلال العقد الأخير من القرن الحالي. وقد استند هذا التقييم إلى ضعف الاستثمار من قبل المستهلكين الأجانب ونمو الطلب القوي الذي من شأنه أن يمول برنامج رؤية 2030 للتنويع الاقتصادي الذي وضعته وزارة البترول والثروة المعدنية. ومع ذلك، يبدو هذا المشروع الآن محدودًا بشكل متزايد بسبب التقشف.
وتبدو الأمور مختلفة تمامًا بالنسبة لروسيا، حيث قد تؤدي الحاجة إلى إيرادات على المدى القريب لتمويل حربها في أوكرانيا إلى جعل المفاضلة بين المدى القصير والطويل تبدو مختلفة تماما، وفق الصحيفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية أوبك السعودية السعودية أوبك سوق الطاقة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ومع ذلک فی سنة
إقرأ أيضاً:
الرئيس الشرع: هناك فريق اقتصادي واسع يشكل الآن من داخل البلد وخارجه يقوم بتحليل البيانات لوضع سياسة اقتصادية تستمر لعشر سنوات
2025-02-03SAMERسابق الرئيس الشرع: قابلني أحد الضباط الغربيين، بعد معركة إسقاط النظام تقريباً بأسبوعين أو ثلاثة، فخرج تماماً عن الحديث الدبلوماسي ووقف على قدميه وقال: راقبت المعركة من خلال الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، فوجدت أن فيها مدرسة كبيرة جداً في العلم العسكري تستحق أن نكون نحن تلاميذ عند هذه المدرسة، وأخرج وساماً من على صدره وأهداني إيّاه انظر ايضاًالرئيس الشرع: قابلني أحد الضباط الغربيين، بعد معركة إسقاط النظام تقريباً بأسبوعين أو ثلاثة، فخرج تماماً عن الحديث الدبلوماسي ووقف على قدميه وقال: راقبت المعركة من خلال الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، فوجدت أن فيها مدرسة كبيرة جداً في العلم العسكري تستحق أن نكون نحن تلاميذ عند هذه المدرسة، وأخرج وساماً من على صدره وأهداني إيّاه
آخر الأخبار 2025-02-03السيد الرئيس أحمد الشرع يجري أول مقابلة تلفزيونية بعد توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية 2025-02-03وزيرالمالية : سوريا على استعداد لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعودية 2025-02-03التعليم العالي تسمح باستضافة طلاب المعاهد التقانية في المعاهد الأخرى بالمحافظات 2025-02-03رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان يهنئ الرئيس الشرع بتوليه رئاسة الجمهورية 2025-02-03وزير الاقتصاد يلتقي السفير الباكستاني لمناقشة سبل بدء الاستثمارات في سوريا 2025-02-03رئاسة الجمهورية: الدولة لن تتوانى في ملاحقة ومحاسبة المتورطين في التفجير الإرهابي بمدينة منبج 2025-02-03الرئيس الشرع والوزير الشيباني يؤديان مناسك العمرة 2025-02-03هيئة الاستثمار السورية: خطة إستراتيجية وطنية حديثة للاستثمار 2025-02-03التجارة الداخلية بحمص تتفقد واقع إنتاج رغيف الخبز وجودته في عدد من الأفران ومدى التزام أصحابها بالقوانين 2025-02-03رئيس الوزراء الباكستاني يهنئ الرئيس الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية
صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |