شريهان: فراشة الفن التي لم تنكسر رغم الرياح (بروفايل)
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
عندما نتحدث عن شريهان، نتحدث عن موهبة استثنائية بزغت من بيت فني عريق، فهي الشقيقة الصغرى لعازف الجيتار الشهير عمر خورشيد، الذي كان بمثابة المعلم والأخ والصديق. منذ طفولتها، كانت شريهان تدهش الجميع بجاذبيتها الساحرة، تتنقل بين الحفلات مع شقيقها وتلفت الأنظار برقصها وغنائها وتقليدها للفنانين، وكأنها على موعد مبكر مع النجومية.
ويبرز جريدة وموقع الفجر في هذا البروفايل عن أهم المحطات الفنية شريهان
بصمة لا تُنسى في المسرح والسينما
دخلت شريهان عالم الفن من أوسع أبوابه، حيث وقفت على خشبة المسرح بجانب عمالقة مثل فؤاد المهندس، وقدمت أعمالًا لا تزال راسخة في ذاكرة الجمهور. أما في السينما، فقد لمع نجمها في أفلام مثل العذراء والشعر الأبيض وخلي بالك من عقلك، وشاركت كبار نجوم الشباك مثل عادل إمام ومحمود عبد العزيز، لتصبح واحدة من أبرز نجمات الثمانينيات والتسعينيات.
أسطورة الفوازير: من "ألف ليلة وليلة" إلى "حاجات ومحتاجات"
إذا ذكر شهر رمضان، لا يمكن أن ننسى الفوازير التي ارتبطت باسم شريهان، فهي أيقونة رسمت البهجة والدهشة على وجوه الملايين. بأدائها المميز في ألف ليلة وليلة، حول العالم، وحاجات ومحتاجات، أعادت تعريف مفهوم الاستعراض في التلفزيون المصري.
عاصفة الحياة: مأساة وخسارات شخصية
لم تكن حياة شريهان سهلة، فقد قلبت المآسي حياتها رأسًا على عقب. بدايةً مع وفاة شقيقها عمر خورشيد، ثم وفاة والدتها، ما جعلها تواجه الحياة وحيدة. ورغم النجاحات، تعرضت لحادث سير مؤلم أصابها في عمودها الفقري، ثم جاءت معركتها مع سرطان الغدد اللعابية في 2002، الذي أبعدها عن الفن لفترة طويلة.
العودة المبهرة: من إعلان رمضاني إلى "كوكو شانيل"
مع كل أزمة كانت شريهان تنهض من جديد، وكأنها تقول للحياة "لن أستسلم". في رمضان 2020، أطلت في إعلان تلفزيوني أشعل الحنين لدى جمهورها، ثم عادت بأداء مبهر في مسرحية كوكو شانيل عام 2021، لتثبت أنها ما زالت الفراشة التي تعيد تشكيل ألوانها رغم الرياح العاتية.
شريهان: رمز القوة والجمال
شريهان ليست مجرد نجمة سينمائية أو أيقونة استعراضية، بل هي قصة امرأة انتصرت على الألم والإحباط، لتصبح رمزًا للإرادة والإبداع. هي الفراشة التي لم تنكسر أجنحتها رغم كل ما واجهته، ولا تزال تبهرنا بحضورها وأعمالها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شريهان آخر أعمال شريهان الفجر الفني عيد ميلاد شريهان
إقرأ أيضاً:
عرض "ألف ليلة وليلة" يأسر قلوب الجمهور بـ"الأوبرا السلطانية"
مسقط - الرؤية
أمضى جمهور دار الأوبرا السلطانية مسقط ليلة ممتعة مع أحداث باليه "ألف ليلة وليلة" لفكرت أميروف، والذي قدّمه مسرح "بريمورسكي" في فلاديفوستوك التابع لمسرح المارينسكي الروسي، وذلك يومي الخميس والجمعة الماضيين، وهو أول باليه لهذا الموسم وأحد أرقى العروض وأكثرها شهرة على مستوى العالم.
ويعد هذا العرض من أبرز الأعمال التي تحتفي بروح الشرق وأجوائه الآسرة وحكاياته المدهشة، وقد زاد من روعته تصميم الرقصات الفريدة والإيقاعات الاستثنائية والألحان العجيبة، إلى جانب المشاهد البصرية الخلابة والأزياء التي تُعد تحفًا فنية.
ومزج الموسيقار الأذربيجاني الشهير المولود في 1922 والمتوفى 1984م، فكرت أميروف، الألحان الشرقية بالموسيقى الكلاسيكية الغربية بأسلوب متفرد، ليخلق عملاً يجسد روح الشرق في قالب عالمي، وهذه الروح تجلّت لأميروف خلال رحلاته في العالم العربي والهند وبلاد فارس، فتأثّر بالإيقاعات والأساليب الموسيقية المختلفة، وحرص على دمجها في هذا العمل الفريد وقام بتوظيف آلات تقليدية مثل التار، إلى جانب مجموعة أخرى من آلات الإيقاع.
وعلى مدى ساعة ونصف، تابع الجمهور العرض المدهش الذي استلهم أحداثه من حكايات "ألف ليلة وليلة"، حيث الملك شهريار يستمع كل ليلة إلى حكاية جديدة من حكايات "شهرزاد" التي روت له حكايات شهيرة مثل: "السندباد البحري" و"علاء الدين والمصباح السحري"، و"علي بابا والأربعين حرامي" على أنغام موسيقى مستوحاة من الشرق الأوسط، وفي نهاية العرض يعرف شهريار أن القوة الحقيقية تكمن في التسامح لا في الانتقام، لذا يعلن عن حبه لشهرزاد، مؤكّدا انتصار الحب على الكراهية، فيعمّ الفرح في قصر الملك.
ورغم أن العرض سبق له أن قُدّم في الحادي عشر من يناير 1979 على مسرح الأوبرا والباليه الأكاديمي الوطني في باكو عاصمة أذربيجان، فقد حقق نجاحا كبيرا حتى وصفه نقاد الفن بأنه تجسيد حقيقي للحكايات القديمة، الشهيرة، إلّا أنه قدّم برؤية إخراجية جديدة أسرت قلوب الجمهور.