عربي21:
2025-05-03@04:02:23 GMT

الجيوش العربية التي تذوب في المعارك

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

ليس لدي إضافة في تحليل الوضع السوري خاصة وأن المحليين الاستراتجيين أكثر من الجنود المقاتلين على الأرض، لكني وقفت عند اختفاء الجيش السوري الرسمي (حتى نميزه عن تسميات فصائلية) من ميدان المعركة كأنه لم يكن. انسحاب أو ذوبان يذكر بانسحابات سابقة لجيوش عربية أخرى كان الناس ينتظرونها في المعارك التي تطابق الدعاية الإعلامية للأنظمة، فلما حدثت المعارك لم نجد الجيوش؛ ذوبان يطرح أسئلة كثيرة عن وظائف هذه الجيوش الفعلية منذ تأسيسها ووضعها في صدارة العناوين الوطنية، ومن هذا تتولد أسئلة أخرى عن الدور الفعلي لهذه الجيوش في علاقة بالمسألة الديمقراطية في الوطن العربي

لنذكر بالبطولات

في حرب 67 والعرب حديثو عهد بالاستقلال وبناء الجيوش الوطنية؛ وضعت إذاعة صوت العرب من القاهرة كل الأمة العربية في خنادق الاحتياط وراء جيش عبد الناصر، وما هي إلا غفوة ليلة حتى تبخر هذا الجيش وحُطمت طائراته في مطاراتها وفقدت مصر سيناء وأوشك القائد على الانتحار إعلاميا.

انتبه الناس إلى الفارق بين الدعاية والحقيقة وباتوا بشعور قاهر بالهزيمة/ النكبة؛ ليس من الكيان الغازي بل من الجيش الذي أوكلوا إليه أمر أمتهم فلم يقم من نومه حتى انهزم.

ماذا كانت تفعل هذه الجيوش منذ تأسيسها؟ ما عقيدتها وما نوعية الجندي فيها، خاصة إذا قفزت إلى سير الكتابة مقارنة بجنود حماس في غزو في معركة الطوفان؟ هل آمنت هذه الجيوش بمهامها الوطنية؟ وهل لها وطنية أصلا أم أنها جيوش الزعماء استعملوها لقمع شعوبهم فلم تنتصر إلا على العزّل من أبناء الشعب في مجازر متتالية منذ سبعين عاما أو يزيد؟
في حرب العراق عاود الإعلام العربي إقناع الجمهور (الأمة قاطبة) بقوة الجيش الرابع في العالم، وكان الناس ينتظرون تقطيع الأفعى التي تتمدد من البصرة إلى بغداد، وما أسرع ما وصلت الأفعى إلى بغداد وأفاق الناس على جنود العراق ينزعون بدلاتهم ويقفزون في نهر دجلة عراة، مسجلين رقما تاريخيا في سرعة تفكك الجيوش.

يمكننا تعداد حوادث مشابهة عن جيش علي عبد الله صالح الذي حكم به اليمن، وعن فيالق اللجان الشعبية الليبية؛ جيش القذافي الذي غير شكل انتظامه العسكري ولكنه لم يغير مهمته، ولن ننسى عسكر الجزائر أبطال العشرية السوداء.

وأخيرا وصلنا إلى جيش بشار، فإذا هو يذوب في معركة أقل بكثير مما تعرض له جيش عبد الناصر وجيش صدام، مما يعيدنا إلى السؤال: ماذا كانت تفعل هذه الجيوش منذ تأسيسها؟ ما عقيدتها وما نوعية الجندي فيها، خاصة إذا قفزت إلى سير الكتابة مقارنة بجنود حماس في غزو في معركة الطوفان؟ هل آمنت هذه الجيوش بمهامها الوطنية؟ وهل لها وطنية أصلا أم أنها جيوش الزعماء استعملوها لقمع شعوبهم فلم تنتصر إلا على العزّل من أبناء الشعب في مجازر متتالية منذ سبعين عاما أو يزيد؟

جيوش ضد الداخل

في خطاب الدعاية تُبنى الجيوش للدفاع عن الأوطان من كل عدوان خارجي، وعلى الأرض بنيت الجيوش العربية لمواجهة حركة الشعوب التائقة للحرية، متناسية أن الجيوش جاءت بعد الحرية أي بعد أن حررت الشعوب نفسها بقوتها الخاصة من الاستعمار المباشر، فإذا الجيوش تتشكل لتنوب عن المحتل الأجنبي وتقمع شعوبها، مرسخة سلطة الفرد أو سلطة العائلة أو سلطة الحزب. ومع الوقت تُحول أوطانها إلى سجون لشعوبها رغم أن مكونها الأساسي هو من أبناء هذه الشعوب، وغالبا من أبناء المفقرين من الشعب قبل أولاد الأغنياء والمترفين أو المتنعمين بالسلطة.

هذا انحراف تاريخي تأسست عليه الكيانات القُطرية العربية، وتشوهت به كل تجربة بناء وطني يقدم الحرية على النظام، وبالتفصيل قدمت الأنظمة العربية متسلحة بأبناء الشعب نفسه النظام، وهو الاسم الملطف للقمع على بناء الحريات العامة التي منها تخرج الديمقراطية وتتطور. انتهى الانحراف بذوبان الجيوش وسقوط الأنظمة وعودة مهمة بناء الحرية للشعوب نفسها، لكن أثر القمع العسكري ترك عاهة في العقول وفي النفوس تذكر بعاهة العبيد المحررين عقب تحرريهم، إذ عادوا طائعين إلى السيد المستعبد.

نحن هنا نتأمل عاهة نفسية وسياسية عميقة في النفوس. الجيل العربي من النخب ومن العوام الذين ربتهم الجيوش المنحرفة عن مهماتها؛ تخلى عن الربيع العربي، مشروع الحريات الأكبر منذ نصف قرن، وأعاد تنصيب أجهزة القمع لتحكمه. والشكل الكاريكاتوري لهذه العاهة هي أن جزء من الشعب الليبي رضي بحفتر وأبنائه حكاما عليه؛ وليس في سجل حفتر إلا الهزيمة والخيانة. يطفو هنا سؤال مهم هل تحتاج الدول العربية فعلا إلى جيوش؟

لنتخيل دولا بلا جيوش
ستظل هذه الجيوش في مكانها، مهما كان حجم الدولة وشكلها القانوني. الجميع يعرف الآن أي الحروب خاضتها الجيوش العربية وأي انتصارات جلبت لدولها. لندع جانبا كلفة الإنفاق على هذه الجيوش، ولن نتتبع السؤال عن مردود هذه الكلفة لو أنفقت على التعليم والتدريب وصناعة النخب التقنية في كل ميدان
هذه صورة روائية لن تتجسد في الواقع، فالجيش مكمل لشكل الدولة، لا يمكن تخيلها دونه، لذلك فإن العرب لن يكونوا استثناء بين الدول. ستظل هذه الجيوش في مكانها، مهما كان حجم الدولة وشكلها القانوني. الجميع يعرف الآن أي الحروب خاضتها الجيوش العربية وأي انتصارات جلبت لدولها. لندع جانبا كلفة الإنفاق على هذه الجيوش، ولن نتتبع السؤال عن مردود هذه الكلفة لو أنفقت على التعليم والتدريب وصناعة النخب التقنية في كل ميدان.

الانتصار العربي الوحيد ضد عدو خارجي حققته فرقة حماس التي ليست جيشا نظاميا على الكيان الغاصب، وربما نحسب نصر الثورة السورية على جيش بشار في الانتصارات غير النظامية. بقية الانتصارات هي انقلابات دامية على حق الشعوب والإيغال في دمائها بما يعيدنا إلى السؤال: ما فائدة الجيوش؟ ماذا لو يتجاوز الثوار السوريون المنتصرون (كما نتوقع) مسألة بناء جيش وطني ويكتفون بقليل من أمن ينظم الفوضى الصغيرة، ويترك للشعوب حق حماية نفسها بيدها عند استشعار خطر خارجي؟

فكرة متخيلة عن دول بلا جيوش لا تشتري أسلحة يأكلها الصدأ ولا تشغل معامل الغرب المبدعة في ابتكار أدوات القتل (كم حجم ما أنفقت الجيوش العربية على التسليح؟ رقم فلكي بلا شك).

كل شواهد التاريخ العربي الحديث تكشف لنا أن الجيوش العربية عاهة مستديمة في جسد شعوبها، وأن الياسين 105 قتل من الصهاينة أكثر مما قتل الطيران العربي والمدافع العربية منذ سبعين عاما. الجيوش التي تعلن منذ سبعين عاما عن الرد في اليوم والوقت المناسبين نراها تنهار قبل وصول هذا اليوم العظيم.

الخيال السياسي للعقود القادمة لن يمكنه الإفلات من صورة الدولة التي لها جيش، ولذلك يمكننا أن نتخيل فصائل الثورة السورية تتحول إلى جيش نظامي لاستيعاب العناصر المقاتلة وتشغيلهم في اقتصاد منهار، فيتحولون بسرعة إلى جيش نظامي آخر يمارس نفس الأدوار.

الزمن الذي تُبنى فيه دول بلا جيوش سيظل صورة روائية. حركة حماس خاضت حربا ولم تحتج إلى دولة، وما نخالها الا تفشل لو قامت بطوفانها من داخل دولة عربية. أما ميلاد الديمقراطية من مناخ الحريات فلا نراه قريبا، فالجيوش العربية مسمّنة بعلف ممتاز.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فصائلية الجيوش العربي الثورة العرب ثورة فصائل جيوش مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیوش العربیة هذه الجیوش من أبناء

إقرأ أيضاً:

التحديات التي تواجه اللاجئين السودانيين في مصر

خاص سودانايل: تصدر السودان أزمات النزوح واللجوء بعد إندلاع حرب أبريل 2023 ، وتعتبر الجارة مصر من أكثر الدول إحتضانا لللاجئين السودانيين ، إذ يقارب عددهم بعد الحرب حسب آخر إحصائية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 686672 لاجئ وملتمس لجوء. بينما كان عددهم قبل الحرب - مارس 2023 (59896). وبناء على تقديرات الحكومة المصرية تقول أن عدد السودانيين مليون ونصف.
بسبب العنف والقتل والاضطهاد بكل أنواعه تدافع السودانيون في القدوم إلى مصر مهجرين هجرة قسرية ونسبة لمحدودية التأشيرات التي تصدرها القنصلية المصرية في بورتسودان وحلفا اتجه أغلب الهاربين من جحيم الحرب وفضلوا الدخول إلى مصر بالتهربب عبر الطرق البرية التي تربط بين البلدين.

توفيق الأوضاع في البلد المضيف:
ومن أهم المشاكل التي تواجه القادمين إلى مصر بطرق غير قانونية هي عملية توفيق الأوضاع في البلد المضيف ، وما من سبيل إلى ذلك إلا التسجيل في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين .. وهذة بدورها فيها صعوبة من ناحية إيجاد فرصة التسجيل نسبة لكثرة عدد طالبي اللجوء ، إذ تمنح المفوضية مواعيد بعيدة للتسجيل تتراوح ما بين 6 شهور إلى 12 وقيل أكثر .. مما يضع طالب اللجوء أمام تحديات يجابهها وأولى هذة التحديات إجراءات التسجيل نفسها.

والإجراءات المتبعة في عملية التسجيل ، على الشخص أن يتعامل مع رابط المفوضية الالكتروني ويبدأ في ملأ البيانات المطلوبة وإرسالها وبعد ذلك ينتظر من المفوضية رد بمواعيد التسجيل في شكل رسالة نصية أو إيميل.

وهذا الإجراء يجد صعوبة بالنسبة للذين لا يجيدون فن التعامل مع التكنولوجيا .. وعليه إذا كان الحال كذلك ، سيضطر ملتمس اللجوء التعامل مع قدامى اللاجئين الذين يجلسون أمام المفوضية بهدف مساعدة اللاجئين .. وفي هذة الحالة يقع ملتمس اللجوء فريسة نتيجة الابتزاز مقابل الخدمة المقدمة من الشخص الذي يقوم له بملأ البيانات عبر الرابط الالكتروني.. وغالبا المقابل مبلغ مادي يمكن وصفه بالكبير لأنه يفوق حجم المجهود الذي قام به الشخص الذي يدعي المساعدة.

ومن لم يستطع دفع المبلغ المطلوب يضطر إلى المبيت أمام المفوضية مفترشا الأرض وملتحفا السماء بهدف اللحاق بطابور فيه زحام لا يطاق من أجل حجز دور لمقابلة الموظف المختص في الحصول على الميعاد.
وهذة الخطوة فيها مردودات صحية بسبب تقلبات الجو والطقس في شتاء هذا العام الذي كان قاسيا.
ورقة المواعيد هذة لا تشفع لملتمس اللجوء في مسائل إثبات الهوية لدى السلطات .. وعليه طول فترة إنتظار حلول ميعاد التسجيل سيظل الشخص خائفا متخفيا من عيون السلطات والبعض من الناس آثروا الجلوس داخل الشقق إلى حين حلول ميعاد التسجيل ..
بعض اللاجئين السودانيين تم ترحيلهم إلى السودان بواسطة السلطات نتيجة لدخولهم البلاد بطرق غير قانونية ولم تكن في حوزتهم المستندات المطلوبة لإثبات الهوية.

وأفاد أحد ملتمسي اللجوء فضل عدم ذكر إسمه لـــ(سودانايل) بأنه صادف حملة من السلطات في حي فيصل وتم إعتقاله مع آخرين حيث تم ترحيلهم إلى مدينة حلفا في السودان بعد أن قضوا في الحبس مدة أسبوعين .. لكنه عاد إلى مصر للمرة الثانية بالتهربب والآن يحمل بطاقة ملتمس لجوء.

ارتفاع سوق العقار والتأمين وبعض الشقق وصل ايجارها الشهري 60 ألف جنيه

والمشكلة الثانية هي السكن ، نسبة لكثرة الوافدين إلى مصر وخاصة السودانيين إرتفع سوق العقار إرتفاعا جنونيا في أسعار إيجارات الشقق حيث يقع ملتمس اللجوء أمام شبكة من السماسرة وتتراوح إيجارات الشقة المفروشة في الأحياء الشعبية المكتظة مثل حي فيصل وأرض اللواء من 12000 إلى 15000 جنيه مصري للشهر الواحد. هذا بالإضافة إلى مبلغ التأمين وعمولة السمسرة التي تضاهي إيجار شهر .. وفي بعض الأحيان المؤجر يطلب مبلغ التأمين الذي يساوي إيجار شهرين .. أي بمعنى ، لكي يتم توقيع عقد الإيجار ويستلم المستأجر العين المؤجرة يحتاج إلى 45000 إلى 60000 جنيه مصري وهذة المبالغ لا تتوفر لدى معظم اللاجئين.

أما الشقة الفاضية خالي أثاث وتسمى إيجار على بلاط يترواح سعرها بالتقريب من 5000 إلى 8000 وتتفاوت الأسعار من حي إلى آخر ولكن بصفة عامة الأسعار عالية في كل مكان وغير المألوف.
وعلاوة على ذلك هنالك مصروفات أخرى مثل فواتير الكهرباء والمياه والغاز والإنترنت وخدمات أخرى لها علاقة بالعمارة مثل صيانة المصاعد ومواتير المياه ونظافة العقار.

أوضاع إنسانية بالغة التعقيد:
الكثير من اللاجئين السودانيين وخاصة القادمين الجدد يعيشون أوضاع إنسانية بالغة التعقيد .. بعض الأسر التي لا تمتلك المال المناسب يفضلون الاشتراك في السكن وأحيانا تجد أسرتين أو ثلاثة يتشاركون في إيجار شقة محدودة الغرف لا تسع عدد أفراد الأسر المتشاركة.
ونتيجة لارتفاع أسعار إيجار الشقق يضطر البعض إيجار شقة فاضية خالية من الأثاث وتجدهم داخل الشقة ينامون على الأرض في طقس بارد جدا حيث ترتفع نسبة الرطوبة والبرودة والتي تسبب أمراض الصدر مثل الربو والأزمة.

وفيما يتعلق بالسكن يشترط المؤجر على المستأجر توقيع العقد بنفسه ولا يقبل أن ينوب شخص آخر عن الساكن ، وفي هذة الحالة عندما يكتشف المؤجر أن المستأجر دخل البلاد بطريقة غير قانونية وعدم وجود ختم الدخول على جواز سفره أو عدم وجود مستند يثبت شرعية أو قانونية دخولة .. فيكون ضحية الاستغلال والمغالاة والزيادة في القيمة الإيجارية ومصروفات السمسرة والتأمين.

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عبر شركائها تحاول حل بعض المشاكل وتساهم في دعم بعض الأسر المحتاجة وليس كل الأسر بمبالغ مالية زهيدة لا تكفي حوائج اللاجئ .. وهي عادة تكون في شكل إعانات متقطعة ، أو مستمرة لذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون من الأمراض المزمنة المانعة من العمل.

ولكي يستفيد اللاجئ أو ملتمس اللجوء من هذا الدعم المالي تشترط المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وشركاؤها أن يكون المستفيد مسجلا ويحمل بطاقة المفوضية.

وبالنسبة للأشخاص الغير مسجلين لدى سجلات الأمم المتحدة ويطلق عليهم "المهاجرين" وهؤلاء تتولى إعانتهم المنظمة الدولية للهجرة IOM
وبعض المنظمات الوطنية وهم المهاجرين الذين تنطبق فيهم معايير المساعدة ، ثم تقوم بمساعدتهم وتقريبا المساعدة تكون مرة واحدة فقط باستثناء ذوي الاحتياجات الخاصة والعاهات والأمراض الخبيثة.

المساعدات المالية التي يتلقاها اللاجئون السودانيون هي غير كافية
وخلاصة القول ان المساعدات المالية التي يتلقاها اللاجئون السودانيون هي غير كافية ولكن المغلوب على أمره دائما يردد مقولة شيئ خير من لا شيئ.
هذا .. وننوه على أن هنالك منظمة وطنية إسمها الرسالة تساعد من يستوفي المعايير من اللاجئين في توفير الأثاث المنزلي وبعض أساسيات الحياة.
وعلى العموم عملية السكن يمكن وصفها بأنها من ضمن التحديات التي تواجه اللاجئين السودانيين ونلاحظ أن البعض من الشباب والأسر مضطرون إلى السكن في الأماكن النائية وفي المدن الصناعية هروبا من غلاء الأسعار التي باتت تثقل كاهل اللاجئين ذوي الدخل المحدود.

الظروف المعيشية من ناحية الغذاء أيضا فيها مشقة لأنه في الآونة الأخيرة شهدت مصر إرتفاع في أسعار السلع الغذائية ولذلك نجد بعض أسر اللاجئين السودانيين يتناولون وجبات فقيرة وربما تكون وجبة واحدة في اليوم لذلك أصيب البعض بأمراض سوء التغذية والدرن ، وعدد مقدر من الأطفال والكبار يعانون من مرض "الأنيميا" الحادة.

الأطفال يعانون من مشاكل الاكتئاب النفسي
وبسبب ضيق السكن وقضاء أوقات طويلة في الشقة خوفا من الشارع ، وعدم توفر الميادين الفسيحة المجانية لأغراض الترفيه ولعب الأطفال ، كثير من الأطفال أضحوا يعانون من مشاكل الاكتئاب النفسي مما إنعكس سلبا على التحصيل الأكاديمي.

العوز والمرض وعدم توفر فرص العمل اضطر البعض لطلب المساعدة في المساجد والطرقات

وفي إحدى اللقاءات بعينات عشوائية من اللاجئين إفادة إمرأة تبلغ من العمر ستون عاما وفضلت حجب إسمها لــ(سودانايل) حيث أفادت:
بأنها تعاني ظروف إنسانية سيئة ولا مأوى لها وأصبحت مشردة هي وطفليها لمدة شهرين نتيجة عجزها عن سداد إيجار الشقة وقرر مالك العقار طردها من الشقة.
واستطردت في الحديث قائلة بأنها مسجلة في المفوضية وبحوزتها بطاقة المفوضية لأكثر من سنة ونصف وأن المفوضية ساعدتها ماليا مرة واحدة فقط بمبلغ 1200 جنيه بواقع 400 جنيه للفرد لأسرة مكونة من ثلاثة أشخاص.
طرقت ابواب العمل مثل نظافة المنازل إلا أن أرباب العمل يرفضونها نسبة لكبر سنها وأنها تعاني من مرض السكر وضغط الدم المزمن ...

وهذه الأحوال الحياتية الصعبة جعلتها تتوسل للمصليين في المساجد لمساعدتها بقليل من المال للأكل وشراء بعض الأدوية المنقذة للحياة.
وأحيانا بعض الخيرين والمنظمات الخيرية يجودون لها بشنطة مواد غذائية مكونة من مكرونة وأرز وزجاجة زيت وكيلو سكر.

كذلك أحد الشباب في سن الثلاثين يستند على عصا بسبب بتر ساقه الأيمن نتيجة سقوط دانة على منزلهم أثناء الحرب في جنوب الخرطوم.
وفي إفادته قال أنه يمشي على ساق واحد ولا يستطيع العمل و المفوضية تساعده ب 800 جنيه مصري فقط كل شهر وهذة المساعدة المالية يشارك بها في السكن مع زملائه الذين عفوه من ما تبقى من مساهمته في الإيجار البالغة 1000 جنيه للفرد ، ويتناول وجبة واحدة فقط في اليوم بشكل جماعي مع شركاؤه في السكن والوجبة فقيرة مكونة من رغيف وفول مصري أو عدس.
وهذا الأكل الفقير حسب إفادته سبب له ضعف في الدم وربما يصل به الحال إلى الأنيميا إن استمرت الأوضاع هكذا.

وأحيانا بعض المعارف يساعدونه بشكل متقطع ببضعة جنيهات لتوفير الأكل المغذي وشراء بعض الفيتامينات التي يحتاجها الجسم.

وهذا الشاب سألناه في رسالة أخيرة موجه للمنظمات الإنسانية بما فيهم المفوضية حيث قال:
الحمدلله أنني حي أرزق ولكني محتاج إلى طرف صناعي يساعدني في المشي والعمل وأتمنى أن تقف الحرب في بلادنا وأرجع إلى وطني وأعيش عزيزا مكرما بدلا من الاعتماد على المنظمات التي تسمى نفسها إنسانية ولكنها لا تفي بحاجة الإنسان.

هذة نماذج على سبيل المثال لا الحصر تعكس الوضع الإنساني ومعاناة اللاجئين السودانيين في مصر.

ونواصل ...  

مقالات مشابهة

  • التحديات التي تواجه اللاجئين السودانيين في مصر
  • باحث: 7 أكتوبر كانت الفرصة التي انتظرها الإخوان لإحياء "الربيع العربي"
  • الاتحاد البرلماني العربي: دعم الشعب الفلسطيني التزامٌ راسخٌ ومن أولوياتنا العربية المشتركة
  • البرلمان العربي: ندين الغارة التي شنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على محيط القصر الرئاسي في دمشق والتي تأتي امتدادًا للتعديات السافرة التي يقوم بها ضد سيادة وأمن وسلامة الأراضي السورية، ونطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتصدي لهذه الانتهاكات المتكررة
  • بينما تُباد غزة وتشحن سوريا طائفيا.. هل نكرر أخطاء التاريخ ونخوض المعارك الخطأ؟
  • السلامة في العمل: ما هي دول الاتحاد الأوروبي التي تشهد أكبر عدد من الوفيات والإصابات في مكان العمل؟
  • بمتابعة الشيخة فاطمة.. الإمارات تستعرض خطة إنطلاقة “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا” في جامعة الدول العربية
  • الإمارات تستعرض خطة انطلاقة «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً» في جامعة الدول العربية
  • بمتابعة الشيخة فاطمة بنت مبارك .. الإمارات تستعرض خطة إنطلاقة “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا” في جامعة الدول العربية
  • الجامعة العربية تنظم اجتماع لجنة تحكيم جائزة «التميز الإعلامي العربي» 5 مايو