ماذا يفعل من قصر مع والديه في حياتهما؟.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجب على الأبناء الذين شعروا بالتقصير تجاه بائهم في حياتهم، التوبة إلى الله تعالى بالندم والاستغفار، بالإضافة إلى الإكثارمن العمل الصالح، ومن الدعاء والاستغفار لهم.
وأضافت الإفتاء أنه يجب التصدق عنهم وهبة ثواب الأعمال الصالحة لهم، فضلًا عن المحافظة على صلة رحمهم وإكرام معارفهم؛ فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبرَّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: «نَعَم؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا» رواه أبو داود وابنُ ماجه وصححه ابن حِبَّان.
عواقب عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الله سبحانه وتعالى نهى عن عقوق الوالدين، وجعل عواقبه شديدةً ووخيمةً؛ منها عقوبة في الدُّنيا قبل الآخرة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا: البَغْيُ، والعقُوقُ» رواه الحاكم في "المستدرك".
وأوضحت الإفتاء أن عقوق الوالدين يمنع الشخص من دخول الجنَّة؛ روى النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «ثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى.
وأضافت الإفتاء قائلة: وقد بيَّن العلماء أن العقوق: هو كلُّ ما يؤذي الوالدين أو أحدهما غير معصية الله تعالى؛ قال العلامة ابن حجر الهيتمي في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/ 115، ط. دار الفكر): [والوجه الذي دلَّ عليه كلامهم أن ذلك كبيرة كما يعلم من ضابط العقوق الذي هو كبيرة، وهو أن يحصل منه لهما أو لأحدهما إيذاء ليس بالهين؛ أي عرفًا] اهـ.
وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" (10/ 406، ط. دار المعرفة، بيروت): [والعقوق -بضم العين المهملة- مشتقٌّ من العق؛ وهو القطع، والمراد به صدور ما يتأذَّى به الوالد من ولده من قولٍ أو فعلٍ إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الوالد، وضبطه ابن عطية بوجوب طاعتهما في المباحات فعلًا وتركًا، واستحبابها في المندوبات، وفروض الكفاية كذلك] اهـ.
وقال العلامة المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 251، ط. مكتبة الإمام الشافعي، الرياض): [والعقوق: ما يتأذى به من قول أو فعل غير محرم ما لم يتعنت الأصل] اهـ.
وروى عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ : " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَصَلَّيْتُ الْخَمْسَ ، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالِي ، وَصُمْتُ شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا - وَنَصَبَ إِصْبَعَيْهِ - مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ ) وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " (2515) .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عقوق الوالدين حكم عقوق الوالدين الوالدين الإفتاء دار الإفتاء ى الله علیه
إقرأ أيضاً:
كيف يحارب الإسلام استغلال العقول؟.. الإفتاء توضح
في عالمٍ يزداد فيه التحدي الفكري وتتعدد فيه المعتقدات، تبرز مشكلة الأديان المنحرفة أو المخترعة التي تُستخدم كأداة للسيطرة على عقول الناس البسطاء.
تلك الأديان لا تنشأ من منطلقات دينية حقيقية، بل غالبًا ما يكون وراءها مصالح شخصية لطوائف أو أفراد يسيطرون على عقول الجهلة، ويزيفون الحقائق باسم الدين. هؤلاء الأوصياء على هذه الأديان المنحرفة غالبًا ما يتسلطون على أتباعهم ويوجهونهم نحو ارتكاب الجرائم والانحرافات الفكرية، بل وقد يسلبونهم عقولهم ويدفعونهم نحو مسارات تهدم فكرهم وتسبب فسادًا اجتماعيًا.
خطر الاديان المنحرفة على الامن الفكريإن الأديان المنحرفة لا تقتصر فقط على التسلط على الأفراد، بل تشكل خطرًا بالغًا على الأمن الفكري للمجتمعات. الأمن الفكري هو جزء لا يتجزأ من الأمن المجتمعي؛ فمن خلاله تُحفظ هوية الأفراد وتُصان عقيدتهم. وعندما يروج أصحاب هذه الأديان المنحرفة لآراء وأفكار مغلوطة، فإنهم يعرضون المجتمع لتفكك فكري قد يؤدي إلى الفوضى والتهديدات الأمنية.
كيف حارب الإسلام الاديان المنحرفةوقد حارب الإسلام هذه الأديان المنحرفة، واعتبرها من أبرز المخاطر التي تهدد استقرار المجتمع. فعن طريق التوعية والفتوى الصحيحة، يسعى الإسلام إلى حماية العقول من الاستغلال والتحريف.
نصوص تحكم العقلفقد جاء القرآن الكريم والسنة النبوية بالعديد من النصوص التي تحث على تحكيم العقل والتمسك بالحق، وتحذر من التلاعب بالمفاهيم الدينية لتوجيه الناس نحو الباطل.
دور الفتوى في تحقيق الأمن الفكريإن دور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري يعد من أهم أدوار مؤسسات الدين في العصر الحديث. فبإصدار الفتاوى الصحيحة والواعية، يمكن تجنب التأثيرات السلبية للأديان المخترعة، ويُصان استقرار المجتمع من خلال التأكيد على فكر صحيح ومستنير. لذا، تظل الفتوى هي سلاحنا الأهم في مقاومة هذه التيارات المنحرفة التي تهدد أمننا الفكري.
في اليوم العالمي للإفتاء، يجب على جميع المسلمين تعزيز وعيهم بأهمية الفتوى ودورها في حماية الفكر، والتمسك بالمعرفة الصحيحة التي تنير الطريق.