عربي21:
2025-04-17@19:17:46 GMT

هل إيران دولة مارقة تتحدى النظام الدولي؟

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

من المثير للاهتمام كيف تُصوَّر إيران على المسرح الدولي، خاصة في الخطاب الإعلامي الغربي، كتهديد دائم وخصم لا يمكن الوثوق به. هذا التصور، الذي يهيمن على السردية الغربية، يتناقض بشكل لافت مع تحليل الصحفي الأمريكي الحائز على جائزة بوليتزر، غلين غرينوالد، الذي قدم رؤية مختلفة تماما حول سياسات إيران ودوافعها الإقليمية.



ضمن مناظرة نظمتها مؤسسة "Soho Forum"، ناقش غرينوالد أستاذَ القانون البارز آلان ديرشوفيتز، الذي دافع عن فكرة ضرورة ضرب المنشآت النووية الإيرانية. في المقابل، قدم غرينوالد حججا قوية تؤكد أن إيران دولة عقلانية تُدير سياستها بحسابات دقيقة، بعيدا عن التصرفات المتهورة التي تُلصق بها في الإعلام الغربي. هذا الطرح أضاف بُعدا جديدا للنقاش حول طبيعة إيران وسياستها الدولية.

إذا كانت إيران تمتلك قدرات عسكرية بدائية كما يدعي خصومها، فلماذا تخشاها إسرائيل؟ وإذا كانت هذه الادعاءات غير صحيحة، لماذا لم تستخدم إيران صواريخها الأكثر تطورا، والتي تُقدَّر بعشرات الآلاف لدى حزب الله، لضرب المدن الإسرائيلية؟ الإجابة التي يقدمها غرينوالد بسيطة: إيران دولة تدرك العواقب الكارثية لأي تصعيد غير محسوب
يشير غرينوالد إلى نقطة بالغة الأهمية: إذا كانت إيران تمتلك قدرات عسكرية بدائية كما يدعي خصومها، فلماذا تخشاها إسرائيل؟ وإذا كانت هذه الادعاءات غير صحيحة، لماذا لم تستخدم إيران صواريخها الأكثر تطورا، والتي تُقدَّر بعشرات الآلاف لدى حزب الله، لضرب المدن الإسرائيلية؟ الإجابة التي يقدمها غرينوالد بسيطة: إيران دولة تدرك العواقب الكارثية لأي تصعيد غير محسوب، وتتحلى بضبط النفس لتجنب اندلاع حرب عالمية.

هذه الحجة تعكس تناقضا في الرواية الغربية: فمن جهة، تُصوَّر إيران على أنها دولة تسعى للحرب بأي ثمن، ومن جهة أخرى، يتم التقليل من شأن قدراتها العسكرية ووصفها بأنها "بدائية". الحقيقة، كما يوضح غرينوالد، أن إيران قادرة ولكنها حكيمة وتختار عدم التصعيد، وهو دليل على سياسة عقلانية وليست اندفاعية.

كما يُسلط غرينوالد الضوء على ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي الذي يصف إيران، وروسيا، وحتى حماس، بـ"هتلر الجديد"، في حين يغض الطرف عن السياسات العدوانية للولايات المتحدة وإسرائيل. هذه الدول، وفقا لغرينوالد، هي التي بدأت معظم الحروب في العقود الأخيرة، من العراق إلى أفغانستان، ومن فلسطين إلى سوريا.

إن تصوير الدول غير الغربية دائما كأعداء "غير عقلانيين" يُعزز الدعاية التي تخدم المصالح الإمبريالية. ويُذكّر غرينوالد مشاهديه بأن العالم ليس حكرا على "العقلانية الغربية"، بل إن هناك دولا أخرى تتخذ قراراتها بناء على مصالحها الوطنية دون السقوط في مغامرات عسكرية متهورة.

إذا نظرنا إلى سلوك إيران من هذا المنظور، يمكننا أن نرى دولة تعمل وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تراعي التوازنات الدولية والإقليمية
إذا نظرنا إلى سلوك إيران من هذا المنظور، يمكننا أن نرى دولة تعمل وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تراعي التوازنات الدولية والإقليمية. هذه هي الصورة التي يسعى الإعلام الغربي لتشويهها من خلال تأطير إيران كدولة متهورة وعدوانية.

ما قاله غلين غرينوالد يجب أن يدفعنا إلى إعادة التفكير في الروايات السائدة حول إيران. هل هي فعلا الدولة "المارقة" التي تسعى للحرب، أم أنها ضحية حملة دعائية ممنهجة تهدف إلى تبرير التدخلات الغربية في المنطقة؟ إذا كنا نبحث عن الحقيقة بعيدا عن الدعاية، فإن الإجابة قد تكون أقرب إلى الثانية.

فإيران، على الرغم من كل الاستفزازات، تظل مثالا لدولة تُمارس ضبط النفس وتُحافظ على سيادتها أمام الضغوط الخارجية، في وقت يبدو فيه أن العقلانية أصبحت عملة نادرة في السياسة الدولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران العدوانية العقلانية استراتيجية إيران استراتيجية العقلانية تهور عدوانية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إیران دولة إذا کانت دولة ت التی ت

إقرأ أيضاً:

ويتكوف: ما يهمنا فى محادثات إيران هو برنامج تخصيب اليورانيوم

كشف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عن الهدف الأهم بالنسبة للولايات المتحدة من المحادثات مع إيران.

وقال المبعوث الأمريكي إن ما يهم الولايات المتحدة في محادثات إيران هو برنامج تخصيب اليورانيوم.

وأشار ويتكوف، إلأى أن أي اتفاق مع إيران يجب أن يشمل وقف برنامجها للتخصيب والتسلح النووي، مؤكدا على أنه من الضروري للعالم أن يتم التوصل مع إيران لاتفاق صارم وعادل ودائم.

يأتي ذلك بعد بدء المفاوضات الأمريكية الإيرانية، السبت الماضي في سلطنة عمان، حول توقيع اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، ووقف التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، في ظل التهديدات المتبادلة بين دولة الاحتلال وطهران.

أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن الولايات المتحدة نقلت كمًا كبيرًا من الأسلحة إلى إسرائيل مخصص لحرب غزة ولهجوم محتمل على إيران إن فشلت مفاوضاتها.

وذكرت هيئة البث العبرية "كان" أن الأسلحة الأمريكية وصلت من قواعد الولايات المتحدة حول العالم إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر جسر جوي من طائرات النقل.

وأضافت أن الأسلحة الأمريكية تم تجميد نقلها إلى إسرائيل في عهد الرئيس الأمريكي السابق بايدن قبل أن يرفع ترامب عنها تلك القيود، وتتضمن الأسلحة المنقولة إلى إسرائيل قنابل ثقيلة من طراز MK-84 وصواريخ اعتراضية لبطاريات صواريخ ثاد.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني: الحروب التجارية تقوض نظام التجارة وتدمر الاقتصاد العالمي
  • كاتب أميركي: هكذا يمكن لقوة عظمى مارقة أن تعيد تشكيل النظام العالمي
  • دور أنصار الله في تآكل مركزية القوة في النظام الدولي الأحادي
  • «التايمز»: رضا بهلوى.. مُنقذ إيران المُحتمل أم رمزٌ للماضى؟.. ابن الشاه: نحن بحاجة إلى تغيير النظام.. وسأموت من أجل ذلك
  • بمشاركة 640 دار نشر من 34 دولة.. الكشف عن تفاصيل الدورة الـ 29 من معرض مسقط الدولي للكتاب
  • أيهما تختار إيران في ظل التهديد العسكري نظامها أم مذهبها؟
  • ويتكوف: ما يهمنا فى محادثات إيران هو برنامج تخصيب اليورانيوم
  • عبدالله بن زايد: الإمارات تدين بشدة المخططات التي تستهدف المساس بأمن الأردن
  • إيران والولايات المتحدة: تحت ظلال الردع وإعادة تشكيل النظام الدولي
  • هارفارد تتحدى إدارة ترامب وترفض مطالب تمس استقلالها الأكاديمي وتمويلها الفيدرالي