عربي21:
2024-12-12@02:42:19 GMT

هل إيران دولة مارقة تتحدى النظام الدولي؟

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

من المثير للاهتمام كيف تُصوَّر إيران على المسرح الدولي، خاصة في الخطاب الإعلامي الغربي، كتهديد دائم وخصم لا يمكن الوثوق به. هذا التصور، الذي يهيمن على السردية الغربية، يتناقض بشكل لافت مع تحليل الصحفي الأمريكي الحائز على جائزة بوليتزر، غلين غرينوالد، الذي قدم رؤية مختلفة تماما حول سياسات إيران ودوافعها الإقليمية.



ضمن مناظرة نظمتها مؤسسة "Soho Forum"، ناقش غرينوالد أستاذَ القانون البارز آلان ديرشوفيتز، الذي دافع عن فكرة ضرورة ضرب المنشآت النووية الإيرانية. في المقابل، قدم غرينوالد حججا قوية تؤكد أن إيران دولة عقلانية تُدير سياستها بحسابات دقيقة، بعيدا عن التصرفات المتهورة التي تُلصق بها في الإعلام الغربي. هذا الطرح أضاف بُعدا جديدا للنقاش حول طبيعة إيران وسياستها الدولية.

إذا كانت إيران تمتلك قدرات عسكرية بدائية كما يدعي خصومها، فلماذا تخشاها إسرائيل؟ وإذا كانت هذه الادعاءات غير صحيحة، لماذا لم تستخدم إيران صواريخها الأكثر تطورا، والتي تُقدَّر بعشرات الآلاف لدى حزب الله، لضرب المدن الإسرائيلية؟ الإجابة التي يقدمها غرينوالد بسيطة: إيران دولة تدرك العواقب الكارثية لأي تصعيد غير محسوب
يشير غرينوالد إلى نقطة بالغة الأهمية: إذا كانت إيران تمتلك قدرات عسكرية بدائية كما يدعي خصومها، فلماذا تخشاها إسرائيل؟ وإذا كانت هذه الادعاءات غير صحيحة، لماذا لم تستخدم إيران صواريخها الأكثر تطورا، والتي تُقدَّر بعشرات الآلاف لدى حزب الله، لضرب المدن الإسرائيلية؟ الإجابة التي يقدمها غرينوالد بسيطة: إيران دولة تدرك العواقب الكارثية لأي تصعيد غير محسوب، وتتحلى بضبط النفس لتجنب اندلاع حرب عالمية.

هذه الحجة تعكس تناقضا في الرواية الغربية: فمن جهة، تُصوَّر إيران على أنها دولة تسعى للحرب بأي ثمن، ومن جهة أخرى، يتم التقليل من شأن قدراتها العسكرية ووصفها بأنها "بدائية". الحقيقة، كما يوضح غرينوالد، أن إيران قادرة ولكنها حكيمة وتختار عدم التصعيد، وهو دليل على سياسة عقلانية وليست اندفاعية.

كما يُسلط غرينوالد الضوء على ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي الذي يصف إيران، وروسيا، وحتى حماس، بـ"هتلر الجديد"، في حين يغض الطرف عن السياسات العدوانية للولايات المتحدة وإسرائيل. هذه الدول، وفقا لغرينوالد، هي التي بدأت معظم الحروب في العقود الأخيرة، من العراق إلى أفغانستان، ومن فلسطين إلى سوريا.

إن تصوير الدول غير الغربية دائما كأعداء "غير عقلانيين" يُعزز الدعاية التي تخدم المصالح الإمبريالية. ويُذكّر غرينوالد مشاهديه بأن العالم ليس حكرا على "العقلانية الغربية"، بل إن هناك دولا أخرى تتخذ قراراتها بناء على مصالحها الوطنية دون السقوط في مغامرات عسكرية متهورة.

إذا نظرنا إلى سلوك إيران من هذا المنظور، يمكننا أن نرى دولة تعمل وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تراعي التوازنات الدولية والإقليمية
إذا نظرنا إلى سلوك إيران من هذا المنظور، يمكننا أن نرى دولة تعمل وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تراعي التوازنات الدولية والإقليمية. هذه هي الصورة التي يسعى الإعلام الغربي لتشويهها من خلال تأطير إيران كدولة متهورة وعدوانية.

ما قاله غلين غرينوالد يجب أن يدفعنا إلى إعادة التفكير في الروايات السائدة حول إيران. هل هي فعلا الدولة "المارقة" التي تسعى للحرب، أم أنها ضحية حملة دعائية ممنهجة تهدف إلى تبرير التدخلات الغربية في المنطقة؟ إذا كنا نبحث عن الحقيقة بعيدا عن الدعاية، فإن الإجابة قد تكون أقرب إلى الثانية.

فإيران، على الرغم من كل الاستفزازات، تظل مثالا لدولة تُمارس ضبط النفس وتُحافظ على سيادتها أمام الضغوط الخارجية، في وقت يبدو فيه أن العقلانية أصبحت عملة نادرة في السياسة الدولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران العدوانية العقلانية استراتيجية إيران استراتيجية العقلانية تهور عدوانية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إیران دولة إذا کانت دولة ت التی ت

إقرأ أيضاً:

حكومة الإمارات تطلق البرنامج الدولي لقيادات الأمن السيبراني

دبي: «الخليج»

أطلقت حكومة دولة الإمارات النسخة الأولى من البرنامج الدولي لقيادات الأمن السيبراني، ضمن مبادراتها الهادفة لمشاركة المعرفة وأفضل التجارب والخبرات مع الحكومات حول العالم.
ويعمل البرنامج الذي ينظم بالشراكة بين مكتب التبادل المعرفي في وزارة شؤون مجلس الوزراء، ومجلس الأمن السيبراني، على إعداد نخبة من قيادات الأمن السيبراني في أكثر من 20 دولة في مختلف مناطق العالم، وتمكينهم بالمهارات اللازمة لمواكبة التوجهات المستقبلية، ومشاركتهم أفضل تجارب حكومة الإمارات، وتعريفهم بأحدث الحلول التكنولوجية لتعزيز جاهزية البنى التحتية الرقمية للمستقبل.
ويهدف البرنامج الدولي لقيادات الأمن السيبراني إعداد القيادات الحكومية لتطوير مجالات الأمن السيبراني، وتمكينهم بالمهارات لاستباق التحديات التي يفرضها تطور التكنولوجيا، ويغطي عدداً من المحاور تشمل؛ سياسات الأمن السيبراني ومبادرات الدولة في دعم التحول الرقمي الآمن، ومشاركة أفضل الممارسات مع مركز عمليات الأمن السيبراني الوطني والسحابة الوطنية والمنظومات الذكية الآمنة، إضافة إلى آليات الرصد الذكية وأدوات جمع وتحليل البيانات الأمنية، وورشة عمل محاكاة للهجمات السيبرانية وأهم أساليب التصدي لها.
وتضم قائمة الدول المشاركة في البرنامج؛ جمهوريات إثيوبيا، كازاخستان، صربيا، رومانيا، رواندا، كولومبيا، قيرغيزستان، سيشل، وإقليم كردستان العراق، وجمهوريات زيمبابوي، البرازيل، اليونان، المالديف، منغوليا، تركمانستان، دومينيكا، اسواتيني، مدغشقر، أوزبكستان، وجمهورية مالطا.
دفع التطوير الحكومي
وأكد عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، محورية الأمن السيبراني في دفع عمليات التطوير الحكومي، وضمان عملية تحول رقمي سلسة وفاعلة، تنقل العمل الحكومي إلى آفاق مستقبلية جديدة.
وقال عبد الله لوتاه إن البرنامج الدولي لقيادات الأمن السيبراني يعكس رؤية وتوجهات مكتب التبادل المعرفي الحكومي لتعزيز الشراكات الدولية في تطوير المعرفة وبناء القدرات والإمكانات الحكومية، في المجالات الحيوية الأكثر تأثيراً على مستقبل المجتمعات، بما يسهم في تعزيز قدرة العمل الحكومي على استباق ومواكبة التحديات الناشئة عن التطور التكنولوجي، والبناء على فرصها بما ينعكس إيجاباً على المجتمعات.
محمد الكويتي: البرنامج يعكس التزام الإمارات بدعم الجهود العالمية في مجال الأمن السيبراني.
من جهته، أكد الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن هذا البرنامج الدولي المتميز، يعكس التزام دولة الإمارات بدعم الجهود العالمية في مجال الأمن السيبراني، مؤكدا أن تبادل الخبرات والمعارف مع مختلف الدول سيساهم في تعزيز التعاون الدولي، وبناء شبكة عالمية من الخبراء القادرين على مواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.
وأوضح الكويتي أن مجلس الأمن السيبراني، ومن خلال هذا البرنامج، يسعى إلى بناء كوادر وطنية مؤهلة في مجال الأمن السيبراني، قادرة على حماية بنيتنا التحتية الرقمية والتصدي للهجمات الإلكترونية. من خلال مشاركة أفضل ممارساتنا، وتمكين القيادات من تطوير استراتيجيات أمنية شاملة وحماية بياناتهم ومواطنيهم.
وأشار إلى أن البرنامج يتماشى مع رؤية الإمارات الطموحة في أن تكون رائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار.
من خلال استثمارنا في بناء القدرات في مجال الأمن السيبراني، وتعزيز مكانتنا كمركز عالمي للأعمال والتكنولوجيا، وضمان استدامة التنمية في دولتنا.
تجارب حكومية إماراتية
وتعرف المنتسبون للبرنامج خلال زيارة معرفية لدولة الإمارات، شملت عقد اجتماعات ولقاءات مع جهات وخبراء إماراتيين، وزيارات ميدانية لجهات رائدة، على مبادرات الحكومة لدعم التحول الرقمي الآمن، وأفضل الممارسات في مجال الأمن السيبراني، إضافة إلى أحدث حلول الدفاع السيبراني الهادفة لتأمين البنية التحتية الرقمية للدول، واطلعوا على التطورات العلمية والتكنولوجية في الدولة، وتجربتها الريادية في مجال الأمن السيبراني على المستويين الإقليمي والدولي.
وشملت الجولات المعرفية التي أجراها البرنامج جهات رائدة في مجال الأمن السيبراني في القطاعين الحكومي والخاص، من ضمنها؛ مجلس الأمن السيبراني، ومكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، ومركز خدمات 1، وشرطة دبي، ودبي الرقمية، ومؤسسة دبي للمستقبل، وجامعة خليفة، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومجمع دبي لابتكارات الأمن الإلكتروني، وشركة «سي بي أكس»، وشركة «سايبر غيت».
دبي وتعزيز الأمن الإلكتروني
وشارك المنتسبون للبرنامج في ورشة عمل نظمها مكتب دبي للأمن الإلكتروني، تعرفوا خلالها على تجربة المركز ومهام عمله، والحلول المبتكرة التي طورها، في مجال الأمن الإلكتروني، وآليات مواجهة التحديات المتسارعة في الفضاء الإلكتروني، ودعم جهود تسريع التحول الرقمي الآمن.
وقال يوسف الشيباني الرئيس التنفيذي لمركز دبي للأمن الإلكتروني: «نفخر بالمشاركة في البرنامج الدولي لقيادات الأمن السيبراني، الذي يعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المتزايدة في الفضاء السيبراني، من خلال تمكين القيادات الحكومية بأفضل الممارسات والحلول المبتكرة في هذا المجال».
وأضاف: «تمثل هذه المشاركة امتداداً لجهود المركز الرامية إلى بناء قدرات وطنية وإقليمية قادرة على حماية البنية التحتية الرقمية وتعزيز التحول الرقمي الآمن، بما يرسخ دور دولة الإمارات وإمارة دبي كشريك عالمي في تطوير سياسات الأمن السيبراني».

مقالات مشابهة

  • إيران خسرت سورية ولبنان هل تخسر العراق ؟؟
  • عبد المنعم سعيد: إيران تعرضت لخسارة كبيرة نتيجة سقوط بشار الأسد
  • 1000 أستاذ جامعي من 40 دولة يطالبون إسرائيل بإنهاء احتلال الضفة الغربية وغزة
  • سرّ شاهين.. المسيّرة التي حسمت معركة ثوار سوريا
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • سموتريتش: تنصيب ترامب يمنح إسرائيل فرصة للإطاحة بحكومة إيران ومنع إقامة دولة فلسطينية
  • رويترز: فصائل المعارضة أبلغت تركيا مسبقا بعمليتها التي أسقطت الأسد
  • إيران تحذر من هجوم وشيك على الموصل وتكريت: 11 ألف داعشي مدربون أمريكيا عند حدود العراق
  • اليوم لبنان حر.. الجميّل: وصاية إيران وسوريا انتهت
  • حكومة الإمارات تطلق البرنامج الدولي لقيادات الأمن السيبراني