حكم رؤية النبي ﷺ في اليقظة.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الأنبياء أحياء في قبورهم حياة برزخية لا تشبه الحياة في الدنيا، ورؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اليقظة أمر جائز عقلًا وشرعًا؛ لأنها من جملة الممكنات التي لا تستحيل على القدرة الإلهية وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، ولورود النصوص الصحيحة في رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم.
روي أن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «منْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ، وَلاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي» وزاد مسلم: «فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ».
ولا يتعارض ذلك مع أن بعض معجزات الأنبياء لا يجوز أن تكون كرامة للأولياء، كما هو الحال بمعجزة القرآن فلا يمكن تكريم الولي بأن يأتي بقرآن آخر مثلًا، ومعجزة ليلة الإسراء والمعراج؛ لأن الأمر ليس على إطلاقه، فبعض المعجزات يجوز أن تكون كرامة للأولياء.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى جيشه بنهاوند ببلاد العجم وهو يخطب على المنبر بالمدينة، ونادى بقوله: يا سارية الجبل الجبل. محذرًا له من كمين وراء الجبل نصبه العدو، وأن سارية سمع نداءه مع بعد المسافة بينهما. غير أنه لا بد من التنبيه إلى أن المرئي هو نوره صلى الله عليه وآله وسلم متمثلًا في جسده الشريف بحيث يظن الرائي أنه الجسم الشريف؛ لغلبة الحال وليس هو حقيقة؛ لأنه لو وقع لأثبت الصحبة للرائي، ولكان باب الصُّحبة مفتوحًا إلى يوم القيامة وهذا غير جائز.
الأنبياء أحياء في قبورهم
وأكدت الإفتاء أن الأنبياءَ أحياءٌ في قبورهم؛ وهم أولى بذلك من الشهداء الذين ورد فيهم النص القرآني في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].
وأضافت الإفتاء أن العلماء أجمعوا على أنَّ الأنبياء أرفعُ درجة من الشهداء، وقد رأى النبيّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ليلة المعراج يصلي في قبره، كما رآه في السماء السادسة، وقد راجعه مرارًا في أمر الصلاة.
وأوضحت الإفتاء أنه ورد في السنة النبوية الشريفة كثير من الأحاديث الدالة على حياة الأنبياء؛ من ذلك حديث: «الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّون» رواه أبو يعلى في "مسنده" والبيهقي في "حياة الأنبياء في قبورهم" من طرق متعددة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، كما أنه قد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه في "سننهم" وابن خزيمة في "صحيحه" وأحمد في "مسنده"، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس، وفي السماء.
وأمَّا قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30] فمعناه: أنَّ روحك ستفارق بدنك وتدخل في عالم آخر، وحديث: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكَمْ تُحْدِثُونَ وَيُحَدَثُ لَكَمْ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكَمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمَدَتُ اللهَ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللهَ لَكَمْ» رواه البزار في "مسنده" وغيره. فهو حديث صحيح ومُحْتَجٌّ به في هذا المقام وفي غيره.
وقالت الإفتاء: وحياةُ الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا يعلم كيفيتها إلا الله تعالى، ولا يجوز شرعًا أن نجول في هذا الميدان، وكلُّ ما هو مطلوب منا أن نؤمن بحياة الأنبياء والشهداء حياة عند ربهم هو وحده الذي يعلم كيفيتها وماهيتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية النبي صلى الله علیه وآله وسلم فی قبورهم
إقرأ أيضاً:
هل يجب قراءة الفاتحة بعد الإمام في الصلاة الجهرية.. الإفتاء توضح
أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أن سكوت الإمام بعد قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية، لإتاحة الفرصة للمأموم لقراءتها، لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن سكوته كان من جنس التوقف عند أواخر الآيات، وليس انتظارًا لقراءة المأمومين.
وأضاف أن الإمام غير مكلف بالانتظار لقراءة المأموم، وليس من السنة أن يفعل ذلك، مشددًا على أن المأموم عليه الإنصات لتلاوة الإمام. أما إذا أطال الإمام السكوت وشرع المأموم في قراءة الفاتحة، فقد اختلف العلماء حول جواز استكمالها أو قطعها للاستماع للإمام، مؤكدًا أن هذه من المسائل الخلافية القوية التي لا يعيب فيها مذهب على آخر.
من جانبه، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن اللحن في قراءة الفاتحة ينقسم إلى نوعين:
اللحن الجلي: وهو الخطأ الذي يغير المعنى، مثل ضم التاء في "أنعمت عليهم" أو كسرها، ما يؤدي إلى تغيير المقصود، أو كسر الكاف في "إياك نعبد"، مشيرًا إلى أن هذا النوع يبطل الصلاة.اللحن الخفي: وهو الخطأ في أحكام التلاوة، مثل عدم مد بعض الكلمات، ولا يؤثر على صحة الصلاة لأنه لا يغير المعنى.وأكد ممدوح أن المصلي يجب أن يحرص على صحة قراءة الفاتحة، لأنها ركن أساسي من الصلاة، ويجب تجنب الأخطاء التي تؤدي إلى تغيير معناها.
عدد ركعات صلاة قيام الليل
عدد ركعات صلاة قيام الليل ليس لصلاة قيام الليل عدد مخصوص من الركعات؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين»، وعن عدد ركعات صلاة قيام الليل فالأفضل أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة؛ أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة».
عدد ركعات صلاة قيام الليل ففيها قد اختلف الفقهاء في الأكثر من عدد ركعاتها، فقال الحنفية: أكثرها ثماني ركعات، وقال المالكية: أكثرها اثنتا عشرة ركعة، وقال الشافعية: لا حصر لعدد ركعاتها، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر».