لافروف: اتفاقية مينسك الحل للأزمة الأوكرانية
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
قال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن تنفيذ اتفاقية مينسك، والاتفاقيات التي حصلت خلال المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، هي الحل للأزمة الأوكرانية.
وبحسب روسيا اليوم، جاء ذلك ردا على سؤال الصحفي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون: "ما هي الشروط التي ستوقف بها روسيا الأعمال القتالية؟".
وأضاف لافروف، "قبل عشر سنوات، في فبراير 2014، تحدثنا عن ضرورة تنفيذ الاتفاق بين الرئيس (الأوكراني) فلاديمير يانوكوفيتش والمعارضة، لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات مبكرة. تم التوقيع على الاتفاقية. وتحدثنا عن ضرورة تنفيذها. لكن الذين نفذوا الانقلاب كانوا عديمي الصبر وعدوانيين تماما".
وأضاف، "ليس لدي أدنى شك في أن الأمريكيين كانوا يمارسون ضغوطا عليهم. إذ كانت نائبة وزير الخارجية الأمريكية آنذاك فكتوريا نولاند والسفير الأمريكي لدى كييف جيفري باييت قد اتفقا على تشكيل الحكومة، فلماذا انتظار خمسة أشهر لإجراء انتخابات مبكرة؟".
وتابع: "المرة التالية التي بدأنا فيها التحدث مرة أخرى عن ضرورة القيام بشيء ما، كانت عندما تم التوقيع على اتفاقيات مينسك. كنت هناك، واستمرت هذه المفاوضات 17 ساعة، وبحلول ذلك الوقت كانت شبه جزيرة القرم قد ضاعت أصلا من بين أيديهم. تم إجراء استفتاء هناك. ولم يطرح أحد في الغرب، بما في ذلك زميلي جون كيري الذي حضر اللقاء معنا، قضية شبه جزيرة القرم. كان الجميع يركزون على دونباس".
وأشار لافروف إلى أن "اتفاقيات مينسك نصت على سلامة أراضي أوكرانيا (باستثناء شبه جزيرة القرم). كان الأمر يتعلق بمنح وضع خاص لجزء صغير من دونباس (وليس حتى للإقليم بأكمله) وليس لنوفوروسيا بأكملها. وفقا لاتفاقيات مينسك، التي وافق عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كان يجب أن يكون لجزء من الدونباس الحق في التحدث والدراسة باللغة الروسية وتدريسها وأن تكون لديه وكالات لإنفاذ القانون محلية (كما هو الحال في الولايات المتحدة)، وأنه تجب استشارتهم عند تعيين القضاة والمدعين العامين، وكان ينبغي أن تكون لديهم علاقات اقتصادية أسهل وأسلس مع المناطق المجاورة لروسيا. هذا كل شيء. وقد وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعطاء نفس الشيء لكورسيكا، وعلى حد علمي، لا يزال يفكر في كيفية القيام بذلك".
وشدد وزير الخارجية الروسي على أنه "تم تخريب هذه الاتفاقيات منذ البداية. بدايةً بترو بوروشينكو، ثم فلاديمير زيلينسكي. وكلاهما بالمناسبة أصبحا رئيسين تحت شعارات السلام. وكلاهما كذب. عندما رأينا أن اتفاقيات مينسك تتعرض للتخريب وشهدنا محاولات للاستيلاء على هذا الجزء من الدونباس بالقوة. في هذا الوقت بالذات اقترحنا مشروع معاهدة بشأن ضمانات أمنية مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، وتم رفضه. وعندما أطلقت أوكرانيا ورعاتها الخطة البديلة، في محاولة للاستيلاء على هذا الجزء من دونباس بالقوة، أطلقنا العملية العسكرية الخاصة، ولو أنهم نفذوا اتفاقيات مينسك، لكانت أوكرانيا كيانا واحدا كاملا (باستثناء شبه جزيرة القرم)".
وأكد أنه "بعد أن أطلقنا العملية العسكرية الخاصة، اقترح الأوكرانيون إجراء مفاوضات. واتفقنا على ذلك، وكانت هناك عدة جولات من المفاوضات في بيلاروس وإسطنبول، وطرح الوفد الأوكراني على الطاولة وثيقة بنيت على المبادئ التي كانوا على استعداد للتحدث عنها. اتفقنا معهم".
وأشار لافروف إلى أن "الحديث بخصوص إسطنبول، كان ذلك في أبريل 2022.
ونصت المبادئ التي تقوم عليها هذه الوثيقة على عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، ولكن على أن يتم تزويدها بضمانات أمنية بمشاركة عدد من الدول وروسيا".
وأضاف: "على ألا تنطبق هذه الضمانات الأمنية على شبه جزيرة القرم أو شرق أوكرانيا، كان هذا اقتراحهم (الوفد الأوكراني) وقد بدأ طرحه من قبلهم. وأكد رئيس الوفد الأوكراني في إسطنبول، ديفيد أراخاميا، والذي لا يزال رئيسا لفصيل فلاديمير زيلينسكي في البرلمان الأوكراني، في مقابلة مؤخرا أن هذا هو ما حصل بالفعل. وكنا مستعدين لصياغة معاهدة على أساس هذه المبادئ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي مينسك المفاوضات روسيا أوكرانيا شبه جزیرة القرم اتفاقیات مینسک
إقرأ أيضاً:
روسيا: التوافق مع واشنطن على السلام بأوكرانيا ليس سهلاً
عواصم (وكالات)
أخبار ذات صلةقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أمس، إنه ليس من السهل الاتفاق مع الولايات المتحدة على الجوانب الرئيسية لاتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي تصريح منفصل قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، إن مساعي واشنطن لسلام دائم في أوكرانيا «ليست سهلة»، مندداً بالهجمات الروسية على أهداف أوكرانية.
وأوضح لافروف في مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت»، رداً على سؤال عما إذا كانت موسكو وواشنطن قد اتفقتا على بعض جوانب اتفاق سلام محتمل، أنه «ليس من السهل الاتفاق على الجوانب الرئيسية للتسوية.. إنها قيد النقاش».
وقال في المقابلة التي نُشرت أمس، «إننا ندرك تماماً شكل الاتفاق الذي يمكن أن يضمن المنفعة المتبادلة، وهو أمر لم نرفضه قط، كما ندرك تماماً شكل الاتفاق الذي قد يقودنا إلى فخ آخر».
وأشار لافروف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين حدد بوضوح موقف روسيا في يونيو 2024 عندما طالب أوكرانيا رسمياً بالتخلي عن طموحاتها للانضمام لحلف الناتو وبسحب قواتها من كامل أراضي أربع مناطق تعتبرها روسيا تابعة لها.
وأضاف: «إننا نتحدث عن حقوق سكان هذه الأراضي. ولهذا السبب، فهذه الأراضي غالية علينا. ولا يمكننا التخلي عنها».
وتسيطر روسيا حالياً على ما يقل قليلاً عن 20 بالمئة من مساحة أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014 وأجزاء من أربع مناطق أخرى تقول إنها جزء من أراضيها.
وأشاد لافروف بـ«الإدراك السديد» لترامب وبتصريحه الذي قال فيه: إن الدعم الأميركي السابق لمساعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو كان سبباً رئيسياً للحرب.
وشدد على أن النخبة السياسية الروسية لن تسمح بأي إجراءات تعيد روسيا إلى الاعتماد الاقتصادي أو العسكري أو التكنولوجي أو الزراعي على الغرب.
وكان الكرملين صرح، الأحد، بأنه من السابق لأوانه توقع نتائج من المضي في استعادة العلاقات الطبيعية مع واشنطن.
وفي الأثناء شدد الأمين العام للناتو، مارك روته، على أن مساعي دونالد ترامب للتوصل لوقف لإطلاق نار وسلام دائم في أوكرانيا «ليست سهلة».
وخلال زيارة غير معلنة لمدينة أوديسا الساحلية، حيث التقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال روته عن المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة إنها «ليست سهلة لا سيما عقب هذا العنف المروع.. لكننا جميعاً ندعم مساعي الرئيس ترامب لتحقيق السلام».
من جهته، أكد زيلينسكي لروته أن أوكرانيا في حاجة ماسة إلى أنظمة دفاع جوّي بعدما أسفرت الضربات الصاروخية الروسية الأخيرة عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وقال الرئيس الأوكراني إن «الجميع يدرك تماماً مدى حاجة أوكرانيا الماسة إلى أنظمة دفاع جوي وصواريخ. لقد تحدثنا عن هذا الأمر كثيراً اليوم».