أسعار الأسماك والاقتصاد السوقي
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
نعيش في موسم صيد الأسماك. يحب عشاق الأسماك زيارة أكشاك الأسماك وشراء الأسماك المفضلة لديهم. لكن أسعار الأسماك تتغير يوميًا. فمن الممكن أن نشتري السمك اليوم بسعر معين، ثم نشتريه غدًا بسعر أعلى أو أقل. هذه الحالة تقدم رسائل هامة حول الاقتصاد السوقي واستقرار الأسواق. وهي تحتوي على دلائل مهمة حول ما هو وما ليس كذلك.
السوق هو المكان الذي تجري فيه الأنشطة الاقتصادية. تقريبًا كل الناس هم منتجون لعدد قليل من السلع ومستهلكون لعدد كبير من السلع في السوق. بعبارة أخرى، كل الناس هم فاعلون في السوق بشكل مباشر أو غير مباشر. الاقتصاد السوقي هو النموذج الاقتصادي الذي ينشأ نتيجة لحرية الناس في الأنشطة الاقتصادية. ليس للسوق الاقتصادي منظم محدد. الاقتصاد السوقي هو نتيجة لتصرفات جميع الأفراد الذين يتمتعون بحرية اتخاذ القرارات الاقتصادية.
السوق هو ظاهرة رائعة وعظيمة جدًا، حيث أن تصرفات الأفراد الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة تجعل سلوكهم الاقتصادي مفيدًا للمجتمع ككل. كما أشار آدم سميث، فإن “اليد الخفية” تدير الأنشطة البشرية بحيث تكون مفيدة لجميع الناس. في الواقع، من الصعب فهم السوق بشكل كامل كما هو، لأننا جزء منه. كما قال الفيلسوف الشهير هايك، إذا لم يكن السوق موجودًا وكان يعمل، لربما لم يكن الناس قادرين على تخيل أو فهم ذلك بناءً على العقل فقط. ومع ذلك، في بعض الأحيان، يظهر بعض الأشخاص الذين يطالبون بالتدخل في السوق، وأحيانًا، بطريقة كوميدية، يظهر بعض الاقتصاديين. هؤلاء الأشخاص يشيرون في بعض الأحيان إلى التقلبات السعرية في السوق كأحد أسباب التدخل.
لكن التقلبات اليومية في أسعار الأسماك قد تحدث أيضًا في جميع السلع الأخرى. تتغير أسعار الأسماك من يوم لآخر بسبب درجة حرارة الهواء والماء، ومدى وجود أسراب الأسماك، وتقنيات الصيد، وما إلى ذلك. عندما يزيد عدد الأسماك، ينخفض سعرها، وعندما يقل عددها، يرتفع سعرها. على سبيل المثال، في اللحظة التي تُكتب فيها هذه السطور، كان عدد أسماك اللؤفير قليلًا، وارتفع سعرها إلى ألف ليرة تركية للكيلو. ومع ذلك، غالبًا ما لا يشكو الناس من الأسعار لأنهم يعرفون أن الأسعار تعتمد على كمية الأسماك.
ينطبق الأمر نفسه على السلع الأخرى. الفرق العام بين الأسماك والسلع الأخرى هو أن أسعار الأسماك تتغير يوميًا، بينما تغيرات الأسعار في السلع الأخرى تظهر على المدى الطويل. على سبيل المثال، في ما يتعلق بالغذاء، تؤدي عوامل مثل كمية الأمطار، وجود العواصف أو الفيضانات، الأمراض، تفضيلات المزارعين في الزراعة، أسعار العمل والمدخلات، والتغيرات غير المتوقعة في تفضيلات المستهلكين – أي في الطلب – إلى انخفاضات أو زيادات في الأسعار. خاصة في فترات التضخم العالي، من المتوقع أن ترتفع الأسعار باستمرار. وعادة ما يعزو الناس هذه الزيادات إلى كون المنتجين أو البائعين غير أخلاقيين أو يسعون وراء الأرباح المفرطة. ومع ذلك، على المدى الطويل، من الأهم أن يستمر الإنتاج. أسوأ حالة هي أن يرتفع سعر سلعة ما إلى حد لا يجد فيه المشترون، مما يؤدي إلى اختفائها تمامًا من السوق. بعبارة أخرى، أعلى سعر هو عندما تختفي السلعة تمامًا.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا اسعار الاسماك أسعار الأسماک السلع الأخرى فی السوق
إقرأ أيضاً:
بعد تراجع أسعار النفط 9 % عالميا .. كم ستنخفض المحروقات في الأردن؟
#سواليف
رغم تراجع متوسط #سعر #نفط #خام_برنت النفط بنسبة 9 % خلال شهر نيسان (أبريل) الحالي، إلا أن خبراء رجحوا أن تخفض الحكومة #أسعار_النفط بنسب تصل إلى 3 % فقط، ضمن التسعيرة الشهرية المنتظر إقرارها مساء الخميس.
وبحسب الأرقام العالمية، فقد هبط سعر خام برنت بنسبة 20 % خلال الشهر الماضي قبل أن يقلص خسائره إلى 9 %، علما بأن الحكومة تستخدم خام برنت كمؤشر لاعتماد الأسعار محليا، بحسب الغد.
وتوقع مطلعون أن تتراجع أسعار المشتقات النفطية في السوق المحلية خلال الشهر المقبل، بنسب تتراوح بين 1 % و3 %.
يأتي هذا في الوقت الذي هبط فيه سعر خام برنت من مستوى 72.93 دولار عند الافتتاح إلى 58 دولارا بخسائر بلغت نسبتها 20 % قبل أن يعود إلى مستوى 66.4 دولار حاليا بانخفاض بلغت نسبته 9 %.
مقالات ذات صلة شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات 2025/04/30معدل سعر عالمي أقل من الشهر الماضي
توقع الخبير في شؤون النفط فهد الفايز انخفاض الأسعار لجميع الأصناف، مقدرا أن تتراوح نسبة التراجع بين 2 % و2.5 %.
وبين الفايز أن أبرز أسباب محدودية الانخفاض المتوقع تعود إلى عدم بقاء الأسعار عند المستويات التي بدأت الشهر بها وعودتها للارتفاع مع بقاء المعدل أقل من الشهر الماضي.
وأوضح الفايز أن قلة الطلب العالمي بهذه الفترة أثر على أسعار الخام، الأمر الذي ألقى بدوره على أسعار المشتقات النفطية لكن بنسب أقل.
بدوره، بين خبير الطاقة هاشم عقل أنه من المرجح انخفاض سعر لتر بنزين 90 بنسبة 1.75 % (ما يعادل 15 فلسا)، وانخفاض سعر لتر بنزين 95 بنسبة 1.3 % (أيضا 15 فلسا)، إلى جانب تراجع سعر لتر الديزل بنحو 20 فلسا بما يعادل انخفاضا بنسبة 3 %.
وأشار عقل إلى أن سعر برميل النفط بلغ في بداية الشهر الحالي 58 دولارا ليوم واحد فقط، قبل أن يعاود الارتفاع، إلا أنه ظل أقل من معدلات الشهر الماضي، إذ كان المعدل حينها 72 دولارا، مقارنة بـ69 دولارا لمعدل الشهر الحالي.
بيانات المخزون الأميركي تدعم أسعار النفط
وبين عقل أن أسعار النفط شهدت ارتفاعا خلال الأسبوعين الماضيين مدفوعة بعوامل عدة، من أبرزها تراجع المخزونات الأميركية، وتصريحات إيجابية بشأن تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية تراجع مخزونات الخام بمقدار 3.3 مليون برميل، ما دعم الأسعار وسط توقعات بزيادة الطلب. كما ساهمت التصريحات الأميركية حول تخفيف الرسوم الجمركية على الصين في تعزيز التفاؤل بنمو الاقتصاد العالمي، وهو ما انعكس بدوره إيجابا على أسواق الطاقة.
وعلى صعيد آخر، ازدادت المخاوف من تعطل إمدادات النفط بفعل التطورات الجيوسياسية، خصوصا بعد فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران والانفجار الذي وقع في ميناء بندر عباس الإيراني، مما أسهم بدوره في دعم الأسعار.
إلى ذلك، يترقب المستثمرون والمستهلكون اجتماع “أوبك+” المقبل، لمتابعة توجهات التحالف بشأن زيادة الإنتاج وسط توقعات باستمرار التقلبات في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة، في ظل حالة عدم اليقين السائدة نتيجة الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.
وفي السياق ذاته، رجح الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة عامر الشوبكي، أن تتجه الحكومة الأردنية إلى تخفيض أسعار البنزين 90 والبنزين 95 والديزل بمقدار قرشين إلى قرشين ونصف لكل لتر مع بداية شهر أيار (مايو) المقبل.
وأوضح الشوبكي أن هذه التوقعات تستند إلى تراجع أسعار النفط العالمية بنسبة 4 % خلال شهر نيسان (أبريل)، إذ انخفض متوسط سعر برميل برنت من 72 دولارا في آذار (مارس) إلى حوالي 69 دولارا في الشهر الحالي.
وبين أن الآمال بانخفاضات حادة تبددت بعد إعلان الولايات المتحدة تجميد بعض الرسوم الجمركية المقررة على معظم الدول، باستثناء الصين، إلى جانب تصريح وزير الخزانة الأميركي بشأن محادثات مع الصين رغم نفي الأخيرة، مما خفف من حدة الهبوط في أسعار النفط.
كما أشار الشوبكي إلى أن الانفجار الذي وقع مؤخرا في ميناء رجائي الإيراني المطل على مضيق هرمز أعاد المخاوف بشأن اضطراب إمدادات النفط، مما أسهم في دعم الأسعار العالمية.
الضرائب تحد من أثر الانخفاض على الأسعار المحلية
وأكد الشوبكي أن الضرائب المرتفعة المفروضة على المحروقات في الأردن تحد من انعكاس انخفاضات النفط العالمية بشكل كامل على الأسعار المحلية، داعيا إلى مراجعة هذه الضرائب، خاصة مع التوقعات باستمرار تراجع أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة.
وكانت لجنة تسعير المشتقات النفطية قد قررت تخفيض سعر بنزين أوكتان 90 ليصبح 860 فلسا لكل لتر بدلا من 885 فلسا لكل لتر، وسعر بنزين أوكتان 95 ليصبح 1085 فلسا لكل لتر بدلا من 1110 فلسات لكل لتر، وتخفيض سعر السولار إلى 680 فلسا لكل لتر بدلا من 705 فلسات.