زلزال قوي يضرب ساحل كاليفورنيا والسلطات تحذر من تسونامي
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
ضرب زلزال بقوة 7 درجات ساحل شمال كاليفورنيا، الخميس، مما دفع السلطات إلى إصدار تحذير من حدوث موجة مد (تسونامي) على مسافة طويلة من سواحل ولايتي كاليفورنيا وأوريجون، قبل أن يتم إلغاء التحذير في وقت لاحق.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن الزلزال وقع على عمق 10 كيلومترات، وكان مركزه يبعد 63 كيلومترًا غرب بلدة فيرنديل، الواقعة في منطقة منخفضة الكثافة السكانية على ساحل شمال كاليفورنيا.
وأصدر المركز الوطني للتحذير من موجات المد (تسونامي) في الولايات المتحدة، تحذيرًا لمنطقة تمتد على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة، من ديونز سيتي بولاية أوريغون حتى سان فرانسيسكو وسان خوسيه جنوبًا في ولاية كاليفورنيا، على مسافة 643 كيلومترًا.
من جانبها، أصدرت شرطة بيركلي، أمرًا بإخلاء مناطق في المدينة على خليج سان فرانسيسكو "بسبب تسونامي قادم إلى ويست بيركلي"، وذلك وفقًا لتحذير أُرسل إلى السكان، وفقاً لوكالة "رويترز".
وقال مكتب حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن الحاكم "يجتمع حاليًا مع مسؤولي سلطات الطوارئ في الولاية ويعمل على التأكد من سلامة سكان كاليفورنيا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمريكا تسونامي كاليفورنيا المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
تسونامي يضع سورية والمنطقة على مفترق طرق
#تسونامي يضع #سورية والمنطقة على مفترق طرق _ د. #منذر_الحوارات
أضاع نظام الأسد فرصًا عظيمة خلال العقد الماضي للوصول إلى تسويات تحقن دماء السوريين، لكنه لم يفعل ذلك، إما إرضاءً لرغبة داخلية في الانتقام، أو رضوخًا لمصالح فاعلين إقليميين ودوليين مستفيدين من استمرار النزاع، ولو على حساب معاناة الشعب السوري. وربما هذا ما جعل لحظة انطلاق هجوم الجولاني على ريف حلب والمدينة تتحول من مواجهة عسكرية تخضع لميزان القوى إلى تسونامي اجتاح كل هياكل نظام الأسد ليصنع لحظة تاريخية ستخلدها الأزمان.
ولا يمكن وصف انهيار المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، وصولًا إلى انهيار النظام وسقوط الأسد، إلا على أنه تطور يتجاوز مجرد انتصارات ميدانية لهيئة تحرير الشام نتيجة ضعف قوات النظام أو تخلي حلفائه الروس والإيرانيين عنه. بل إن ما حدث أشبه بتسونامي نتج عن خروج مارد مكبوت من قمقمه. كما لا يمكن تفسير تراجع قوات الجيش بأنه نتيجة للضغط العسكري فقط، فهذا تحليل يصعب قبوله منطقيًا. بل يمكن عزو ما حدث إلى استنكاف قيادات وأفراد الجيش عن حماية النظام.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: بعد سقوط النظام، هل تدخل سورية في مرحلة من الاستقرار النسبي مع صعود قوى جديدة؟ أم ستغرق في موجة من الفوضى والصراعات الأهلية الممتدة؟
مقالات ذات صلة تهديد الصورة النمطية للمهاجرين المراهقين.. 2024/12/10أكثر ما يخشاه العالم هو أن تدخل سورية في مرحلة من الفراغ والفوضى. فسقوط النظام يخلق فراغًا سياسيًا وأمنيًا خطيرًا، ويفتح المجال أمام تنافس فصائل متباينة التوجهات، مدعومة من أطراف دولية وإقليمية. تجارب ما بعد ثورات الربيع العربي وسقوط بعض الأنظمة تشير إلى أن الفوضى قد تكون المصير الأقرب إذا لم يتمكن السوريون من الوصول إلى توافق وطني شامل.
في المقابل، قد تحمل هذه اللحظة فرصة لإعادة تشكيل النظام السياسي على أسس جديدة تتجاوز إرث العقود الماضية، وتضع سورية على مسار مختلف تمامًا.
ما يحدث في سورية لن يتوقف عند حدودها. فهو جزء من تطورات ذات أبعاد إقليمية ودولية. التغيير في سورية يلقي بظلال ثقيلة على دول عدة، وفي مقدمتها إيران التي كانت طرفًا رئيسيًا في الصراع السوري بسبب سياساتها الإقليمية، بدأت تدرك أن حاجتها للطريق الذي يصلها بحزب الله لم تعد بالأهمية ذاتها بعد أن قررت الولايات المتحدة إعادة الحزب إلى السياسة. لهذا، لم تُبدِ حماسًا كبيرًا لنجدة النظام كما فعلت في 2014. يبدو أن قرارها بالتراجع نابع من قراءة استراتيجية ترى ضرورة التفاوض مع القوى الكبرى، خصوصًا الإدارة الأميركية المقبلة، لتجنب نتائج وخيمة عليها.
أما روسيا، فهي تواجه خطر خسارة موطئ قدمها في البحر المتوسط، مما يشكل نكسة كبيرة لمشروعها الاستراتيجي في المنطقة. موسكو تدرك أن الصراع مع الولايات المتحدة له كلفة عالية لا يمكنها تحملها.
تركيا، من جانبها، قد تكون من أكبر المستفيدين مؤقتًا من انهيار النظام. إذ تسعى إلى توسيع نفوذها وضمان مصالحها الأمنية، لا سيما في الشمال السوري. لكن هذا التوسع سيصطدم عاجلًا أم آجلًا مع مصالح قوى أخرى لا تريد للدور التركي أن يتجاوز حدودًا معينة.
الدول العربية تراقب المشهد بقلق وترقب. الخوف ينبع من احتمال أن يشكل سقوط النظام فصلًا جديدًا من الربيع العربي، لكن في الوقت نفسه، هناك تفاؤل لدى البعض بإمكانية خروج سورية من تحت النفوذ الإيراني، ما يفتح المجال لإعادتها إلى الحاضنة العربية.
إسرائيل ترى انهيار النظام تهديدًا وفرصة. التهديد يكمن في احتمال أن يؤدي الفراغ الأمني إلى ظهور جماعات أكثر عدائية تهدد أمنها. أما الفرصة، فتتمثل في إنهاء الوجود الإيراني في سورية، وهو مكسب استراتيجي كبير.
الولايات المتحدة تبدو المستفيد الأكبر من المشهد. فهي تراقب من بعيد انهيار النفوذ الروسي والإيراني في سورية وتراجع الطموح الصيني، وهذه أهداف استراتيجية لطالما سعت لتحقيقها. ورغم أنها تبدو بعيدة عن الأحداث، إلا أنها الفاعل الأبرز في صياغة المشهد الحالي.
لا يبدو أن تسونامي الجولاني سيتوقف عند مكان حدوثه، وإن كان أول ضحاياه نظام الأسد. بل من الواضح أنه سيمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، لأنه ليس مجرد انعكاس لصراع داخلي، بل لحظة فاصلة قد تعيد تشكيل مستقبل سورية والمنطقة.
السؤال الأهم: هل يستطيع السوريون تجاوز هذا المنعطف التاريخي لبناء دولة جديدة؟ أم ستتحول بلادهم إلى ساحة لتصفية الحسابات الداخلية والإقليمية والدولية؟ الإجابة لن تفصح عن نفسها إلا بمرور الأيام والأسابيع المقبلة.
الغد