6 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: إثارة قضية سن التقاعد في العراق بين تخفيضه إلى 60 عامًا أو إعادته إلى 63 عامًا تصاعدت لتصبح محور جدل واسع في الشارع العراقي وبين الأوساط السياسية.

القرار الذي اتخذ سابقًا لتخفيض السن استهدف حينها خلق فرص عمل جديدة للشباب، ما أدى إلى توفير نحو 200 ألف وظيفة، لكنه فتح باباً آخر للنقاش حول تأثيره على استقرار المؤسسات الحكومية، التي تعتمد بشكل كبير على الكفاءات والخبرات المتراكمة.

في تدوينة على منصة “إكس”، كتب أحد الناشطين قائلاً: “تخفيض سن التقاعد كان خطوة جريئة لكنها تركت المؤسسات تئن تحت وطأة فقدان الخبرات. لا يمكن أن نترك الشباب بلا فرص عمل، لكن الحل لا يكمن في هذا الاتجاه وحده”.

بينما غرّدت أمل حسين : “ابني تخرج منذ ثلاث سنوات ولم يجد وظيفة. إذا لم تُفتح الأبواب أمامهم، فما هو المستقبل الذي ينتظرنا جميعًا؟”.

تحدثت مصادر من داخل مجلس النواب عن أن إعادة النظر في القرار باتت ضرورة ملحّة. وقال مصدر: “المجلس يدرس بشكل جاد إعادة سن التقاعد إلى 63 عامًا لضمان استقرار المؤسسات، لكن التحدي يكمن في كيفية تحقيق التوازن بين حاجة الشباب إلى العمل وحاجة المؤسسات إلى الخبرة”.

من ناحية أخرى، يعاني العراق من بطالة متفاقمة حيث تشير البيانات إلى وجود نحو 500 ألف شاب يدخلون سوق العمل سنويًا في ظل وجود ما يزيد على 800 ألف خريج عاطل عن العمل. هذه الأرقام تجعل من قضية التقاعد جزءًا من معادلة أوسع تتعلق بتنشيط الاقتصاد وتوفير بيئة استثمارية قادرة على خلق وظائف جديدة.

في تعليق لافت على فيسبوك، كتب باحث اجتماعي من البصرة: “تأجيل التقاعد لن يحل المشكلة بل سيزيد من الضغوط. يجب أن يكون هناك إصلاح اقتصادي شامل، وتشجيع الشباب على دخول القطاع الخاص بدلاً من الاعتماد الكلي على الوظائف الحكومية”.

تحليل مشابه طرحه خبراء اقتصاديون، حيث أفادت تحليلات أن رفع سن التقاعد قد يعزز من الموارد المالية لصندوق التقاعد لكنه في المقابل سيعيق دخول جيل جديد من الموظفين إلى سوق العمل.

إحدى المواطنات، وتُدعى أم علي، تحدثت عن معاناة عائلتها قائلة: “ابني الأكبر تخرج منذ أربع سنوات ولم يجد عملًا، والآن أبنائي الأصغر على وشك التخرج. إذا استمر الوضع على هذا الحال، فكيف يمكننا أن نعيش؟”.

يرى مؤيدو رفع سن التقاعد إلى 63 عامًا أنه خطوة لتعزيز استقرار المؤسسات المالية والحفاظ على الخبرات، فيما يعتقد آخرون أن الحلول يجب أن تتجه نحو سياسات أعمق لتنشيط الاقتصاد، مثل جذب الاستثمارات وتحفيز القطاع الخاص، فضلاً عن إصلاحات جذرية في سياسات التوظيف.

وقال أحد الشباب من الموصل في تغريدة ساخرة على “إكس”: “ربما بحلول الوقت الذي أصل فيه إلى سن التقاعد لن تكون هناك حاجة لتخفيضه أو رفعه. ربما سيظل البحث عن عمل حلمًا طويلاً لكل جيل!”.

وفق معلومات من وزارة التخطيط، فإن مشكلة البطالة لا تزال من التحديات الأكبر أمام الحكومة. وفي هذا السياق، ذكرت تحليلات أن رفع سن التقاعد قد يؤدي إلى تعميق الفجوة بين الأجيال ويخلق مزيدًا من الضغط على سوق العمل، مما يجعل الحلول التقليدية غير كافية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: سن التقاعد

إقرأ أيضاً:

“حفر الباطن” من محطة عبور إلى وجهة الأحلام.. ومن أطراف الخريطة إلى قلب المستقبل

وجدان الفهيد
على مر العصور كانت حفر الباطن شاهدة على رحلات التاريخ وملاحم العبور، وارتبط اسمها بالقوافل التي سلكت دروبها، كمحطة حيوية على طريق الحجاج والتجار.
والآن بفضل الرؤية والطموح، انتقلت حفر الباطن من دورها التقليدي كمعبر للتاريخ إلى دورها الجديد كوجهة تصنع المستقبل.
اليوم تتحول هذه المدينة، بجذورها الضاربة في الأرض، إلى منصة حيوية للاستثمار، حيث تتلاقى الطموحات مع الفرص، وينمو الحلم على أرض صلبة تشرق فيها الآفاق بلا حدود.
منتدى حفر الباطن للاستثمار 2025 لم يكن حدثًا اقتصاديًا فحسب، بل لوحة متكاملة، جسدت تطلع هذه المحافظة لتكون منصة يحتضنها المستقبل، فقد فتح الأبواب أمام رؤية أوسع، تجعل من حفر الباطن اسمًا يتردد في مجالس الأعمال ومنصات النجاح.
كان إعلانًا جريئًا للعالم بأن هذه المدينة الصغيرة بحجمها، الكبيرة بطموحها، جاهزة لاستقبال الأحلام الكبيرة، ولصناعة الفرص من الصفر، فتأثيره يتجاوز الاقتصاد؛ إذ يترك بصمة واضحة على جودة الحياة في المدينة، والمشاريع الطموحة التي عرضت، والخطط التي وضعت، والشراكات التي أبرمت.. كلها تشير إلى أن حفر الباطن تعرف طريقها جيدًا، وأنها نموذج لمدينة تنتمي إلى المستقبل، مدينة لا تسعى للنجاح، بل تهيئ نفسها لتكون وجهة تحتضن النجاح بكل تفاصيله.
إن ما يميز حفر الباطن اليوم هو أنها مدينة تعمل على أن تكون أكثر من مجرد مركز استثماري، إنها تعيد تشكيل نفسها من الجذور، بدءًا من بنيتها التحتية المتطورة التي تجعل الحركة والاستثمار سهلاً وميسرًا، وصولاً إلى مشاريع الأنسنة التي تجعل من شوارعها وأحيائها مساحات صديقة للإنسان.
ما يحدث في حفر الباطن هو إعلان عن ميلاد جديد. لم تعد حفر الباطن مدينة تقف على أطراف الخريطة، بل وضعت نفسها في نقطة مركزية في رحلة المملكة نحو تحقيق رؤية 2030، لتعيد تعريف نفسها من جديد.
حفر الباطن اليوم تجذب المستثمرين الحالمين، وتفتح أبوابها لكل من يرى في أرضها إمكانيات لا تنتهي. قصة التحول هذه هي شهادة على أن المدن العظيمة لا تصنع فقط بموقعها، بل بإرادة أبنائها وطموحاتهم التي تعيد رسم ملامحها جيلاً بعد جيل.

مقالات مشابهة

  • رسالة إلى رئيس الجمهورية: نريدُ التقاعد!
  • لماذا تحلم بأنك مطارد؟ اكتشف التفسير النفسي
  • سلطان عمان يوجه بصرف معاش إضافي للمستفيدين من التقاعد
  • “حفر الباطن” من محطة عبور إلى وجهة الأحلام.. ومن أطراف الخريطة إلى قلب المستقبل
  • وزارة العمل تختتم دورات تدريبية بالوادي الجديد.. التفاصيل
  • وزارة العمل تختتم البرنامج التدريبي المجاني لتأهيل الشباب والفتايات
  • مدرب الشباب عقب الخسارة: لم أشاهد مثل هذه المباراة في مسيرتي
  • ختام مثير لمباريات الجولة السابعة المؤجلة من "دوري عُمانتل"
  • فرصة ذهبية للشباب.. وظائف جديدة بمرتبات مجزية| تفاصيل
  • (10) خطوات لاتخاذ قرار رفع الحد الأدنى لراتب الضمان.!